- 2 يوليو 2006
- 690
- 3
- 0
- الجنس
- ذكر
ومع أن أبا دلامة كان ولوعاً بالطرائف والمقالب المضحكة، ولا يخشى حين يدبّرها أن تعود عليه بالمصائب والويلات، فقد كان ذكياً بارعاً في التخلص منها، حين تُحاك ضدَّه، وتُنصب للإيقاع به.
فقد رُوي أنه دخل يوماً على الخليفة (أبي جعفر المنصور) وكان عنده ولداه: جعفر والمهدي، وابن عمهِّ عيسى بن موسى، فقال له المنصور:
- عاهدت الله يا أبا دلامة إن لم تهجُ أحداً ممن في المجلس، لأقطعنّ لسانك.
فنظر (أبو دلامة) إلى الخليفة بذعر، ونقّل نظره بين الجالسين، فهاله ما رأى، وكاد يُغمى عليه من هول ما طلب منه الخليفة.. فمن سيختار ليهجوه ويتخلّص من هذه المصيبة التي ستحلّ به?.
وراح يقلّب نظره في زوايا المجلس لعلّه يجد غلاماً أو خادماً فيهجوه وينجو هو من هذا القَسَم المخيف، فلم يرَ أحداً يمكن أن يهجوه، وتذكّر ثانية كلمات الخليفة (عاهدت الله يا أبا دلامة إن لم تهجُ أحداً ممن في المجلس،لأقطعن لسانك). فاضطرب خوفاً من تنفيذ الخليفة هذا الوعيد.
لو كان الخليفة عاهد الله على قطع يده أو رجله لهان الأمر، ولكن الذي سيُقطع هو لسانه، العضو الذي كان ولا يزال سبباً في قربه من الخلفاء والأمراء، وحبّهم له، وعطفهم عليه.. ماذا سيصير إليه حاله بعد ذلك?.
في تلك اللحظة، حيث لا بدَّ من أن يأتي الفرج بعد الشدّة، برقت في ذهنه بارقة الأمل والنجاة، فوقع اختياره على واحد ممن في المجلس لا يهدّده بالقتل والذبح، ولا يُخشى منه الموت حين يهجوه. فقال:
ألا أبلغْ إليك أبـا دلامـهْ فليس من الكرام ولا كرامهْ
إذا لبس العمامة كان قرداً وخنزيراً إذا نزع العمامةْ
جمعتَ دمامةً وجمعت لؤماً كذاك اللؤم تتبعه الدّمامةْ
فإنْ تكُ قد أصبتَ نعيم دنيا فلا تفرح فقد دنت القيامةْ
فضحك الخليفة المنصور، وضحك من معه في المجلس، وأمر له بمكافأة، على حُسن تخلّصه هذا، بهجائه نفسَه، لأنه واحد ممّن في المجلس.
نقلا عن مجلة الفاتح
فقد رُوي أنه دخل يوماً على الخليفة (أبي جعفر المنصور) وكان عنده ولداه: جعفر والمهدي، وابن عمهِّ عيسى بن موسى، فقال له المنصور:
- عاهدت الله يا أبا دلامة إن لم تهجُ أحداً ممن في المجلس، لأقطعنّ لسانك.
فنظر (أبو دلامة) إلى الخليفة بذعر، ونقّل نظره بين الجالسين، فهاله ما رأى، وكاد يُغمى عليه من هول ما طلب منه الخليفة.. فمن سيختار ليهجوه ويتخلّص من هذه المصيبة التي ستحلّ به?.
وراح يقلّب نظره في زوايا المجلس لعلّه يجد غلاماً أو خادماً فيهجوه وينجو هو من هذا القَسَم المخيف، فلم يرَ أحداً يمكن أن يهجوه، وتذكّر ثانية كلمات الخليفة (عاهدت الله يا أبا دلامة إن لم تهجُ أحداً ممن في المجلس،لأقطعن لسانك). فاضطرب خوفاً من تنفيذ الخليفة هذا الوعيد.
لو كان الخليفة عاهد الله على قطع يده أو رجله لهان الأمر، ولكن الذي سيُقطع هو لسانه، العضو الذي كان ولا يزال سبباً في قربه من الخلفاء والأمراء، وحبّهم له، وعطفهم عليه.. ماذا سيصير إليه حاله بعد ذلك?.
في تلك اللحظة، حيث لا بدَّ من أن يأتي الفرج بعد الشدّة، برقت في ذهنه بارقة الأمل والنجاة، فوقع اختياره على واحد ممن في المجلس لا يهدّده بالقتل والذبح، ولا يُخشى منه الموت حين يهجوه. فقال:
ألا أبلغْ إليك أبـا دلامـهْ فليس من الكرام ولا كرامهْ
إذا لبس العمامة كان قرداً وخنزيراً إذا نزع العمامةْ
جمعتَ دمامةً وجمعت لؤماً كذاك اللؤم تتبعه الدّمامةْ
فإنْ تكُ قد أصبتَ نعيم دنيا فلا تفرح فقد دنت القيامةْ
فضحك الخليفة المنصور، وضحك من معه في المجلس، وأمر له بمكافأة، على حُسن تخلّصه هذا، بهجائه نفسَه، لأنه واحد ممّن في المجلس.
نقلا عن مجلة الفاتح
التعديل الأخير: