- 15 أكتوبر 2007
- 24
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center]
{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ
قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }
{ قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ }
{ قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ }
قال المبرّد: ومعنى هذا الكلام: معنى قول المتبصر في الحجة
لصاحبه: أحدنا كاذب، وقد عرف: أنه الصادق المصيب، وصاحبه الكاذب المخطىء.
قال: " أو " ليست للشكّ، لكنها على ما تستعمله العرب في مثل هذا إذا لم يرد المخبر
أن يبين، وهو عالم بالمعنى.وقال أبو عبيدة، والفرّاء: هي بمعنى: الواو، وتقديره:
وإنا على هدى، وإياكم لفي ضلال مبين، ومنه قول الشاعر :
فلما اشتد بأس الحرب فينا = تأملنا رباحاً أو رزاما
أي: ورزاماً،
وقوله: { أو إياكم } معطوف على اسم إن، وخبرها هو المذكور، وحذف خبر الثاني للدلالة
عليه أي: إنا لعلى هدى أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، ويجوز
العكس: وهو كون المذكور خبر الثاني، وخبر الأوّل محذوفاً، كما تقدّم في قوله:
{ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } التوبة: 62]،
ثم أردف سبحانه هذا الكلام المنصف بكلام أبلغ منه في الإنصاف، وأبعد من الجدل،
والمشاغبة، فقال: { قُل لاَّ تُسْـئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْـئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } أي: إنما
أدعوكم إلى ما فيه خير لكم ونفع، ولا ينالني من كفركم، وترككم لإجابتي ضرر،
وهذا كقوله سبحانه: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ } [الكافرون: 6]،
وفي إسناد الجرم إلى المسلمين، ونسبة مطلق العمل إلى المخاطبين، مع كون أعمال
المسلمين من البرّ الخالص، والطاعة المحضة، وأعمال الكفار من المعصية البينة،
والإثم الواضح من الإنصاف ما لا يقادر قدره. والمقصود: المهادنة، والمتاركة،
وقد نسخت هذه الآية، وأمثالها بآية السيف.
ثم أمره سبحانه بأن يهدّدهم بعذاب الآخرة، لكن على وجه لا تصريح فيه، فقال:
{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا } أي: يوم القيامة { ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقّ } أي: يحكم، ويقضي
بيننا الحقّ، فيثيب المطيع، ويعاقب العاصي وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ } أي: الحاكم بالحقّ القاضي
بالصواب { ٱلْعَلِيمُ } بما يتعلق بحكمه وقضائه من المصالح.
وهذه أيضاً منسوخة بآية السيف.
ثم أمره سبحانه: أن يورد عليهم حجة أخرى يظهر بها ما هم عليه من الخطأ، فقال:
{ قُلْ أَرُونِىَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء } أي: أروني الذين ألحقتموهم بالله شركاء له،
وهذه الرؤية هي: القلبية، فيكون { شركاء } هو: المفعول الثالث، لأن الفعل تعدّى
بالهمزة إلى ثلاثة. [/align]
{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ
قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }
{ قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ }
{ قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ }
قال المبرّد: ومعنى هذا الكلام: معنى قول المتبصر في الحجة
لصاحبه: أحدنا كاذب، وقد عرف: أنه الصادق المصيب، وصاحبه الكاذب المخطىء.
قال: " أو " ليست للشكّ، لكنها على ما تستعمله العرب في مثل هذا إذا لم يرد المخبر
أن يبين، وهو عالم بالمعنى.وقال أبو عبيدة، والفرّاء: هي بمعنى: الواو، وتقديره:
وإنا على هدى، وإياكم لفي ضلال مبين، ومنه قول الشاعر :
فلما اشتد بأس الحرب فينا = تأملنا رباحاً أو رزاما
أي: ورزاماً،
وقوله: { أو إياكم } معطوف على اسم إن، وخبرها هو المذكور، وحذف خبر الثاني للدلالة
عليه أي: إنا لعلى هدى أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، ويجوز
العكس: وهو كون المذكور خبر الثاني، وخبر الأوّل محذوفاً، كما تقدّم في قوله:
{ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } التوبة: 62]،
ثم أردف سبحانه هذا الكلام المنصف بكلام أبلغ منه في الإنصاف، وأبعد من الجدل،
والمشاغبة، فقال: { قُل لاَّ تُسْـئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْـئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } أي: إنما
أدعوكم إلى ما فيه خير لكم ونفع، ولا ينالني من كفركم، وترككم لإجابتي ضرر،
وهذا كقوله سبحانه: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ } [الكافرون: 6]،
وفي إسناد الجرم إلى المسلمين، ونسبة مطلق العمل إلى المخاطبين، مع كون أعمال
المسلمين من البرّ الخالص، والطاعة المحضة، وأعمال الكفار من المعصية البينة،
والإثم الواضح من الإنصاف ما لا يقادر قدره. والمقصود: المهادنة، والمتاركة،
وقد نسخت هذه الآية، وأمثالها بآية السيف.
ثم أمره سبحانه بأن يهدّدهم بعذاب الآخرة، لكن على وجه لا تصريح فيه، فقال:
{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا } أي: يوم القيامة { ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقّ } أي: يحكم، ويقضي
بيننا الحقّ، فيثيب المطيع، ويعاقب العاصي وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ } أي: الحاكم بالحقّ القاضي
بالصواب { ٱلْعَلِيمُ } بما يتعلق بحكمه وقضائه من المصالح.
وهذه أيضاً منسوخة بآية السيف.
ثم أمره سبحانه: أن يورد عليهم حجة أخرى يظهر بها ما هم عليه من الخطأ، فقال:
{ قُلْ أَرُونِىَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء } أي: أروني الذين ألحقتموهم بالله شركاء له،
وهذه الرؤية هي: القلبية، فيكون { شركاء } هو: المفعول الثالث، لأن الفعل تعدّى
بالهمزة إلى ثلاثة. [/align]