رد: الاصل والعارض في أحكام التجويد والقراءات
الفصل الثالث: إسكان عين بعض الكلمات
جاء عن بعض القراء إسكان عين بعض الكلمات تخفيفًا، وذلك إذا توالت
الحركات في الكلمة. ومن ذلك إسكان عين : ﴿القدس ﴾ [البقرة: ٨٧ ].
و﴿ سبَلَنا﴾ [إبراهيم: ١٢ ]. و﴿ عقبًا﴾ [الكهف: ٤٤
وهذه الكلمات –وإن كان تسكينها عارضًا طلبًا للخفة - إلا أنها تقلقل عند
من أسكنها؛ فلا فرق بين السكون الأصلي والسكون العارض في هذه
المسألة . ولئن استوى في القلقلة
السكون الأصلي والسكون العارض َ فلأَ ن يستويا هنا أولى؛ لأ ن
الإسكان هنا –وإن كان عارضًا- إلا أنه موجود وصلا ووقفًا،
أما سكون الوقف فلا يأتي إلا في الوقف فقط
.
الفصل الرابع:
تسكين هاء ﴿هو﴾ و﴿هي﴾ المسبوقين بالواو أو الفاء أو اللام
الأصل في هاء (هو) أن تكون مضمومة، والأصل في هاء (هي) أن تكون
مكسورة ولكن إذا سبق هذان اللفظان بالواو، أو الفاء، أو اللام، أو ثم
نحو : ﴿ و هو﴾ [البقرة: ٢٩ ]، ﴿ُثم هو ﴾ [القصص: ٦١ ]، ﴿َفهِي﴾
[البقرة: ٧٤ ]، ﴿َلهِي﴾ [العنكبوت: ٦٤ فإن من القراء من يسكنها تخفيفًا
]. فإذا وقف لهؤلاء القراء على شيء من تلك الكلمات فإنهم يبقون الهاء
ساكنة، ولا يرجعون إلى أصلها وهو الضم . ويلزم من ذلك أن تكون
الواو في وقفهم واوًا لينة لا مدية، وكذا الياء . وفي وقفهم على هذه
الكلمات بهذا الشكل اعتداد بالعارض.
الفصل الخامس:
إسكان ﴿من لدنه﴾ و﴿لدني﴾ لشعبة
قرأ شعبة (من لدنه ) في قوله تعالى :
﴿َقيمًا لِّينذر بأْسًا َ شدِيداً مِن لَّدنْه ﴾ [الكهف: ٢]
بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وقرأ قوله تعالى:
﴿َقد بلغتَ مِن لَّدنِّي عذْراً ﴾ [الكهف : ٧٦ بإسكان الدال مع الروم أو
الإشمام، وبتخفيف النون وعلى وجه الإشمام فيهما لا بد من قلقلة
وتسكين الدال في الموضعين عارض للتخفيف وعلى وجه الإشمام
فيهما لا بدّ من قلقلة الدال؛ لأنها ساكنة.
وفي هذا تسوية بين ما سكونه أصلي وسكونه عارض.
الفصل السادس:
قلقلة الحرف المتحرك إذا وقف عليه
من شرط القلقلة أن يكون الحرف ساكنًا ولا فرق بين أن يكون
هذا السكون أصليًا كما في :
﴿و لا يجِدْ له ﴾ [النساء : ١٢٣ ]، ﴿َفانصبْ وإلى ﴾[الشرح: ٧-8
وأن يكون تسكينه بسبب الوقف نحو: ﴿ والسمآء ذات البروجِ﴾
[البروج: ١]، والسماءِ والطَّارِقِ﴾[الطارق: ١
الباب الثالث عشر: باب الابتداء
الفصل الأول: عدم مد البدل عند البدء بهمزة الوصل
إذا وقع حرف ال مد بعد همزة الوصل في حالة الا بتداء، وذلك نحو : (اؤتمن) [البقرة: ٢٨٣
﴿ائْتَِنا ﴾ [الأعراف: ٧٧ ]، ﴿ائت﴾ [يونس: ١٥ ]، ﴿ائُْتونِي﴾ [يونس: ٧٩ ] فإنه مستثنى
من مد البدل للأزرق عن ورش من بعض الطرق عنه وذلك لأن همزة الوصل عند البدء بها تكون همزة
قطع، وهي حينئذ عارضة، فلم يعتد بها عن الأزرق عن ورش إجراء ثلاثة البدل : القصر، والتوسط، والطول -
الحالة آنفة لتحقق شرطه وهو وجود المد بعد همزة محققة لفظاً وإن عرضت ابتداءً
الفصل الثاني:
ضم الهاء عند البد ب﴿يمل هو﴾ و﴿ثم هو﴾ عند من أسكن الهاء فيهما
قرأ قالون وأبو جعفر بخلف عنهما بإسكان الهاء وصلا في قوله تعالى : ﴿يمِلَّ هو﴾
[البقرة: ٢٨٢ ]، وقوله : ﴿ُثم هو﴾ [القصص: ٦١ ]. وقرأ الكسائي بإسكان ﴿ُثم هو﴾ فقط بدون خلاف عنه
ووجه الإسكان ال تخفيف. والضم هو الأصل . فلو وقِف على (يمل) وابُتدِئ ب (هو)
تعين ضم الهاء للجميع عودًا بها إلى أصلها؛ إذ لا يبدأ في لغة العرب بساكن . وكذا لو وقف على
(ثم) وابتدئ ب(هو).
الفصل الثالث:
عدم ضم همزة الوصل عند البدء بالفعل إذا كان ثالثه مضمومًا ضمًا غير لازم
إذا ابُتدِئ بهمزة الوصل الموجودة في فعل ثالُثه مضموم ضمًا عارضًا –وهو محصور
في هذه الكلمات الخمس : ﴿امشوا﴾ [ص: ٦]، ﴿اقضوا﴾ [يونس: ٧١ ]، ﴿ابُنوا﴾ [الكهف: ٢١ ]، ﴿ائُتوا﴾ [طه:
٦٤ ]، ﴿ائُتوني ﴾ [يونس : ٧٩ ]- فإن البدء يكون بهمزة مكسورة لجميع القراء؛ وذلك لكون حركة
الحرف الثالث حركة عارضة، فالأصل في ﴿امشوا﴾ هو : (امشِيوا)، نقلت ضمة الياء إلى الشين.
بعد سلب حركتها، فالتقى ساكنان، فحذفت الياء، فصار : امشوا وهكذا يقال في بقية الكلمات
الفصل الرابع:
تسكين لام ﴿ليقطع﴾ و﴿ليقضوا﴾ وصلا وكسرهما ابتدا ء
قرئ قوله تعالى: ﴿ُثم ْ ليقطع ) [الحج: ١٥ ]، و ﴿ُثم ْليقضوا ﴾ [الحج: ٢٩ ]
بكسر اللام على الإصل وبسكونها تخفيفًا
فإذا ابتدئ ب (ليقطع ) أو (ليقضوا) فالجميع يكسرون اللام؛ لأنه الأصل فيها، وإنما كان التسكين للتخفيف
الباب الرابع عشر:
باب فرش الحروف
الكلمات التي يكون له أصلٌ ما ثم يطرأ عليها تغيير صرف ي بإبدال أو إعلال أو نحو
ذلك تعامل وفق وضعها الجديد ، ولا ينظر فيها إلى الأصل . واستقصاء الأصل والعارض في
باب الفرش يطول، ولكن سأكتفي منه بالأمثلة الآتية:
الفصل الأول:
كسر الحرف الأول من كلمة ﴿بيوت﴾ وأخواتها
إذا كانت الكلمة على وزن (َفعل) وكانت عينها يا ء جاز فيها الضم على الأصل، والكسر
لمناسبة الياء طلبًا للتخفيف والذي في القرآن الكريم من
ذلك : ﴿البيوت ﴾ كيف جاءت، وحيث وقعت . ﴿الغيوب﴾ حيث وقع . ﴿ال عيون﴾ كيف جاءت،
وحيث وقعت. ﴿ ُ شيوخًا﴾ [غافر: ٦٧ ]. ﴿ جيوبهن﴾ [النور: ٣١
الفصل الثاني:
القراءة بالسين أو الصاد في ﴿الصراط﴾ وأخواتها
بعض الكلمات في القرآن الكريم قرئت بالصاد وبالسين . ومن هذه الكلمات ﴿الصراط﴾
حيث وردت ، وكيفما تصرفت . وهذه الكلمة مشتقة في الأصل من الفعل : (سرط)، وأصلها :
سراط، بالسين، والصاد بدل من السين لقوة الطاء
.[وقد قرأ لفظ الصراط بالسين حيث أتى رويس، وقنبل بخلف عنه
ومن الكلمات الأخرى التي قرئت بالصاد وبالسين (يبصط) في قوله تعالى :
﴿ والّله يقبض ويبسط واليه ترجعون [البقرة: ٢٤٥ ]،
وكلمة (بصطة) في قوله تعالى : ﴿وزادكم في الخلق بسطه ﴾[الأعراف:
وهما مشتقتان من الفعل (بسط) بالسين، وإنما الصاد لمجاورة الطاء
ومن تلك الكلمات أيضًا (المصيطرون ) في قوله تعالى :
( أم عندهم خزائن ربّك أم هم الصيطرون )[الطور: ٣٧ ]،
وكلمة (بمصيطر) في قوله تعالى :﴿َلستَ عَليهِم بمصيطر ﴾ [الغاشية:
وهما مشتقان من الفعل (سطر) بالسين، وهي الأصل، والصاد لمجاورة الطاء