إعلانات المنتدى


أرجوزة في الذب عن ابن تيمية رحمه الله

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

جرح الكرامة

مزمار نشيط
24 أغسطس 2006
30
0
0
الجنس
ذكر
الحمدُ لله ربِّ العالمَين ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِ المُرْسَلين ؛ نبيِّنا مُحمدٍ ، وعلى آله وصحبِه أجمعين ، ولا عُدوان إلاّ على الظالمين .

أمّا بعدُ :

فهذه أُرجوزةٌ عِلميَةٌ لطيفة ؛ رأيتُني أنْظِمُها –على وجه السرعةِ- بُغيةَ الانتصارِ للحقِّ، والنُّصرةِ لأهلِ الحقّ ؛ رداً على مَن تبلَّدتْ أحاسيسُهم ، وغارَ ماءُ الحياءِ مِن وجوهِهِم ؛ فتتطاولوا على القِممِ السوامِق –بتبديل الوقائع والحقائق-!

فواللهِ الذي لا إله غيرُهُ ، ولا ربَّ سواه ؛ لو خُلِّي بين هؤلاء الكَذَبة الدجّالين ، وبين مادّتهم التي منها ينطلقونَ –كَذِبًا- ، وعنها يصدُرون -دَجَلاً-: لانْكَشَفَتْ سوءاتُهُم ، وانهَتَكَتْ أستارُهُم ...

واللهُ -تعالى- يقول -وقولُه الحقُّ-: {وأُملي لَهُم إنَّ كيدي مَتين} ..

فيا أللهُ .. يا ذا العرشِ العظيم :

انصُر دينَك ، وعبادَك ، وعلماءَ شرعِك ، والدعاةَ إلى توحيدِك ، وأهلَ سنَّةِ نبيِّك صلى الله عليه وسلم ...

يا أللهُ .. يا ذا الجلال والإكرام :

اِهْدِ الضّالِّين ، وأصلِح المُنحرِفين ، وأرجِع البعيدين ، وقوِّمِ المبتدِعين والمُخالفين ..

يا أللهُ .. يا ذا الصفاتِ العُلى :

إنْ لم يكُن -هؤلاءِ- أهلاً لهدايتِك :

فاقْصِم ظُهورَهُم ، واكشِف باطِلَهُم ، وأظهِر مقاصِدَهم ، وبيِّن حقائقَهُم ..

{إنّ ربّي سميعُ الدّعاء} ..

وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيِّنا مُحمّدٍ ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

وكتب

عليُّ بنُ حسنِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الحميدِ

الحلبيُّ الأثريُّ

8 / محرّم / 1425هـ

الأردن – الزرقاء







--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ الذي ذا أهــــلُهُ

ثمَّ الصلاةُ والسلامُ كُلُّهُ


على النَّبيْ محمدٍ وصحبهِ

وآلهِ ووفدهِ وحِزبِهِ


وبعدُ؛ فاسمعْ هذه المنظومَهْ

علميّةً بحقِّها مرقومَهْ


فيها كلامٌ ظاهرٌ وعالي

محبَّرٌ كالدُّرَرِ الغوالي


يحوي الدفاعَ عن إمامٍ مُعتبَرْ

ملءَ القلوبِ والسماعِ والبصرْ


ذا شيخُ الاسلامِ بطولِ الدّهرِ

مُجدِّدٌ للدّينِ حيثُ يَجري


ذاك ابنُ تيميَةٍ هو الإمامُ

فاعرِفْه حقّاً دونما مَلامُ


قد قُلتُها لمّا سمعتُ جاهلاً

يَفْري فِراه عارفاً وذاهلاً


نَصْراً لحقٍّ كلُّهُ إنصافُ

ردًّا لِمُبطِلٍ هو الخسّافُ


يا ليتَه قد خطّأ الإماما!!

لكان سهلاً أمرُه ما داما


أنْ كلُّ إنسانٍ يُصيبُ يُخطي

سوى النَّبيْ محمدٍ إذ يُعْطي


حقاً حقيقاً كُلُّهُ صوابُ

مِن غيرِ شكٍّ دونما ارتيابُ


لكنّه كفّرَهُ صراحَهْ

بكُلِّ تشنيعٍ معَ الوقاحَهْ


كيف اسْتِوَا حالةِ ذا الشقيِّ

مَعْ حالةِ إمامِنا التقيِّ؟!


هذا هُو ظلمُ ذوي الجهالَهْ

أهلِ السُّقوطِ؛ كلُّهم حُثالَهْ!


ومَن يَصِفْ عالِمَنا بالثَّلْبِ

مُهدّدٌ حَتْماً بموتِ القلبِ


فربُّنا -سبحانه تعالى-

فوقَ السما قد قالَ ذا المقالا:


كُلُّ الذين عادَوُا الوليّا

فَلْيأْذنوا بحربِنا صِلِيّا


وأعظمُ الأمورِ في الحقيقَهْ:

تنْزيهُه لربِّ ذي الخليقَهْ


فَعَيْبُهُ الوحيدُ في ذا الشانِ:

إثباتُه صفاتِ ذي الأكوانِ


مِن غيرِ تحريفٍ ولا تمثيلِ

كذا ولا تجسيمٍ او تعطيلِ


أمّا الذين حَرَّفوا وبَدَّلوا

ومَخْرَقُوا ومَوَّهوا وعَطَّلوا:


فإنّهم تناقضوا كثيرا

تناقضاً جليلاً او حقيرا


فبعضُهم لم يُثبِتِ الا سَبْعا

من غيرِ إِكمالٍ لِما قد سُمِعَا


وآخرون منهمُ قد زادوا

سِتّاً مِن الأوصافِ قد أرادوا


لكنَّ قسماً ثالثاً مِن قومِهم

قد خالفوا لجمعِهِم وفَرْقِهم


فأوصلوا الصّفاتِ للعِشرينا

بِجَهْدِهِم وجَهْلِهم يقينا


وهذا -يا هذا- مِن التناقضِ

لا شَيءَ يُنْجيهِم مِن التعارُضِ


فالأصلُ في كُلِّ الصّفاتِ واحدُ

لكنَّ ذا لا يرتضيه الجاحِدُ


إذْ جَعَلَ العقلَ أساسَ المِلّةِ

وهذه بلاءُ كُلِّ عِلّةِ


إنَّ الإلهَ ليس شيءٌ مثلَهُ

إثباتُنا الحقَّ له -أكمَلَهُ-


مِن غيرِ تحكيمٍ لذاك العقلِ

بل أصلُنا تَقْديمُ كُلِّ نقلِ



قد صحّ إسناداً إلى الرسولِ

فهْو الرِّضى المرضيُّ بالقَبُولِ


كِتابُ ربّي ثُمّ سُنَةُ النَّبِيّ

هُما الأساسُ؛ فاعْرِفنَّ يا أَبِيّ


بفهمِ أسلافٍ لنا تَقَدَّموا

فيهم تُقىً، فيهم علومٌ فافْهَمُوا


أمّا العقولُ فَهْيَ في إطارِ

للفهمِ لا للحُكمِ بالمِعيارِ


ما الفرقُ يا هذا بذي الصّفاتِ؟!

إنْ كان فَرْقٌ قُلْهُ هَيّا هاتِ!


فالسّمعُ سمعٌ لائقٌ بنفسِه

مِثلٌ له استواؤهُ في عرشهِ


فالسمعُ موصوفٌ به المخلوقُ

لكنّه غيرُ الذي يليقُ


بربِّنا -جلَّ الإلهُ الصَّمَدُ-

لا ليس شِبهاً فيه مِنّا أَحَدُ


كذلك القولُ بكلِّ ما وَرَدْ

مِن الصفاتِ كاملاً بلا عَدَدْ


أمّا استواءٌ: نصُّهُ القُرآني

فهو عُلُوُّ رَبِّنا الرحمنِ


فوقَ الجميعِ ذا الإلهُ العالي

قد جلَّ عن مِثْلٍ وعن أشكالِ


ما ثمَّ غيرُ اللهِ إلا خلقُهُ

قُلْ ذا سَمَاهُ ثم هذي أرضُهُ


هيّا اسمعوها كِلْمةً صريحَهْ

كي تعرِفوا الحقيقةَ الصّحيحَهْ


عنْ وصفِ أطوارِ أُولاءِ القومِ

خُذْها بحقٍّ واتْرُكَنَّ لَوْمي


فأوّلُ الأحوالِ شرُّ حالِ:

طُمُّوا بما فيها مِن الأوحالِ


ذاك الذي قد قَرَّ في القلوبِ

بُعداً عن التنْزيهِ للمربوبِ


قد (شبَّهُوا) صفاتِهِ بخَلْقهِ

لأنّهم قد قصَّروا بحقِّهِ


ثم أرادوا -بعدُ- للهروبِ

مِن ذلك التشبيهِ كالمغلوبِ


فأوّلوا بل (حرّفوا) الصفاتِ

لكنّهم لم يفعلوا في الذّاتِ


سُبحان ربّي جلّ في عُلاهُ

ما الفرقُ في هذا أيَا هَنْتاهُ؟!


فالقولُ في الأوصافِ والأسماءِ

كالقولِ في الذاتِ بذي السماءِ


ماذا جرى-مِن بَعدُ- يا أصحابي

في هؤلاءِ القومِ؟! خُذْ جوابي


صارواإلى (التعطيلِ) دونَ مِرْيةِ

وهذِهِ -تاللهِ- عُظْمُ فِريةِ


هذا الذي جَرّ أُولي الغِوايَهْ

إلى الضّلال..هذه النِّهايَهْ!


هذي هي حقيقةُ العقيدَهْ

في جُملةٍ جامعةٍ مفيدَهْ


إثباتُنا حقٌّ بلا تشبيهِ

تنْزيهُنا صِدقٌ بلا تمويهِ


أمّا هُمُ: فالعكسُ فيهِمْ قائمُ

لا ليس يُدرى عاذِلٌ أو لائمُ


وحَسْبُنا فيها بذا التَفاوُتُ

كالحيِّ مع هذا الذي تَمَاوَتُ


ثم انْظُروا -يا قومِ- أمراً ثاني:

فيه الصّوابُ دونما تَوَاني


حانَ البيانُ الآنَ لِلمناهجِ

بُرهانُنا حقٌّ لذي المُحاجِجِ


إنّا سَمِعْنا حالةً سقيمَهْ

قد شُهِرَتْ معْ كونِها عقيمَهْ


ذاك هو (التقليدُ) سُمٌّ قاتلُ

تُرمى بهمْ ومِنهمُ الْمَقاتِلُ


لكنّني -واللهِ- لستُ أدري

ماذا أقولُ مِنهمُ في أمري؟!


إذ حيّروني الوصفَ للدواءِ

كَشْفاً لِما فيهِمْ مِن البلاءِ


لمّا أتيناهُم بكُلِّ حُجّةِ

فرُّوا إلى التقليدِ شَرِّ قولةِ


ثم أتينا القومَ باعتِدالِ

تأييدَ حقٍّ قَوْلَةَ الرّجالِ


قالوا: دليلٌ فيه ضدُّ هذا!

تَبًّا لكُم ماذا بكم وماذا؟!


مثلَ الغزالِ تَقفِزون قفزا

ذاك الهوى يُلقي بكم مُهتزّا


ذا حالُهُم؛ حالٌ كحالِ الزئبقِ

فاحذَرْ تفُزْ بالحقِّ يا ذا المُتَّقي


لا يرفعون الرأسَ للدّليلِ

لأنّهم في واقعٍ ذليلِ


هاكُم أُخَيَّ ثالثَ الأُمورِ

كَشْفاً لحالِ ذلك المقبورِ:


خَبَاثَةٌ في ذا المُحَيّا جارِيَهْ

مِن شَرِّها تضليلُه مُعاوِيَهْ


بل سَوْقُهُ للنصِّ بالنّفاقِ

مَعَ كونِ ذا ما فيهِ باتِّفاقِ


مِثْلٌ لَهُ زَعْمٌ هُوَ المَمحوقُ:

كلامُ ربّي إنَّه مخلوقُ!


هذا اعتزالٌ بائدٌ في نفسِهِ

هذا جَنَى الشَّوْكِ بِكلِّ غرسهِ


مِن أشعريٍّ غارقٍ في حِقْدِهِ

إلى اعتزالٍ سادرٍ في حَدِّهِ


ثم الكَذوبُ فِرْيةً قد ألَّفا

قدِ ادّعى فيها علينا مُصحَفا!!


بالسرِّ قال إنّنا نُداوِلُهْ!

فاللهُ -ربُّ العرشِ- حَقًّا خاذِلُهْ



إنْ لَمْ يَتُبْ مِن هذهِ المُصِيبَهْ
مُريبةٍ غريبةٍ عَجيبَهْ

يا رَبِّ فرِّقْ شملَهُ في جَمعِهِ

يا رَبِّ سَوِّدْ وجهَهُ في سَمْعِهِ


يا رَبِّ جَلِّلْ بالسَّوادِ عينَهُ

يا رَبِّ أبدِلْ بالمَخافِ أمنَهُ


ثُمَّ ادّعَى بالقِدَمِ النوعِيِّ

للخَلْقِ -جَهْلاً منه بالمَرْعِيِّ-


فالقِدَمُ المذكورُ وَصْفُ الخالقِ

لكنّ ذا مُقلِّبُ الحقائقِ


وكُلُّ باقي الخلقِ: فالحدوثُ

وصفٌ لهُم -فارْحَمْنا يا مُغيثُ-


هذا هو التلبيسُ -يا صديقي-

مِن مُفْتَرٍ بالكِذْبِ والتشقيقِ


أمّا افتراءٌ منه وصفَ الحدِّ

للهِ فَهْي حُفرةُ التردِّي


فالحدُّ للهِ هو التبايُنُ

لا حَدُّ مَحْدودٍ هو المُعايَنُ


لكنّ ذا مستمرئٌ للكذِبِ

وفاقدٌ -أيضاً- لأصلِ الأَدَبِ


هذا -الذي قد قُلتُ- قُلُّ غَيْضِ

مِن كثرةٍ فيهِ وجُلِّ فيضِ


لا تَحْسَبَنْ قولي بهِ شديدا

بل قابِلَنْ بالحقِّ مُستفيدا


أين هو مِن حقِّ ذي الدِّيانَهْ؟!

بل أين أخلاقٌ مِن الأمانَهْ؟!


كُلُّ النُّصوصِ منه بالتحريفِ

تعمُّدًا منه إلى التزييفِ


وما مِن التحريفِ حقًّا يَسْلَمُ

فإنَّه بغيرِ حَقٍّ يُزْعَمُ


وهذا منه للهُدى جُحُودُ

فَعَنْ ضلالٍ فيه لا يعودُ


وقد خَبَرْتُ حالَهُ مُذْ بَرْهةِ

عشرٌوخمسٌ طولُ هذي المدّةِ


مِن السِّنينَ فافَهَمْن للحالِ

كِذْبًا وزورًا دائمَ التوالي


ومِن عظيمِ جُرْمِ هذا الرَّجُلِ

جُرأتُهُ مِن دون أيِّ وَجَلِ


ذاك اعترافٌ مِنْهُ بالْبَرَاءَهْ

مِن نَهْجِ أَسلافٍ؛ فَيَا جزاءَهْ؟!


أَشْئِمْ بها براءةٌ مِن السَّلَفْ

وحالُهُ فيها شنيعةُ التَّلَفْ


قد صارَ في هذا هو المكشوفُ

وانفضحْت مِن سَتره الزُّيوفُ

وفي الخِتامِ: دعوةٌ للربِّ؛

فيها ننالُ رحمةَ المُحِبِّ


ربّي إلهي سامعاً كلامي

سَدِّدْني -يا ربّي- إلى التَّمامِ


وَأَبْعِدَنْ -يا ربِّ- كُلَّ ضُرِّ

وَجَنِّبَنْ -يا رَبِّ- كُلَّ شَرِّ


واغفِرْ إلهي زَلّةَ العبيدِ

واهْدِ الورى؛ كذلك المَرِيدِ


واقْبَل دُعاءَ عبدِك اللَّحوحِ

وَلْتَنْصُرَنَّ قولةَ النَّصُوحِ


فَرَضِّنا -يا ربَّنا- بذي السُّنَنْ

نمشي بها سَيْراً حثيثاً في السَّنَنْ


وانصُرْ-إلهي-نَصْرَك المُؤزّرا

لكلِّ حقٍّ دون مَنْ قَد أخّرا


قدْ تمَّ هذا النظمُ في جُلُوسِ

مِن بعدِ فجرٍ ضحوةَ الشُّموسِ


وَعَدُّ هذا النَّظْمِ زاد عن مِئَهْ

فارْزُقْ-إلهي-النَّصرَهذهِ الفِئَهْ


فَضْلاً مِن اللهِ بغيرِ عَدِّ

ذَبًّا عَنِ الحقِّ بِكُلِّ جِدِّ

حمداً لك -اللهُ إلهَ الكونِ-

منك العطاءُ كلُّه بالعونِ

 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع