بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،
الحمد لله الذي أقام أقواما للقيام بعبادته ونفع العباد فقاموا في محراب تحصيل العلوم على أقدام ساق الجد والاجتهاد وركبوا في فهم المعاني لبيان بدائع المشكلات أسبق جواد وجادوا بالنفوس في الغوص على الدرب النفيس إلى أن بلغوا غاية القصد ونهاية المراد، أراد بهم الخير ففقههم في الدين حتى وصلوا ساحل النجاة، وأوضح لهم طريق الرشاد والإرشاد، ذلل لهم الصعاب وكشف لهم عن المخدرات النقاب، فسلمت لهم كل عليا من نفسها القياد، حماهم من المبؤوس وأذاقهم حلاوة كؤوس الطروس، وزهدهم في الدنيا ولو بدت أجمل عروس، وجنبهم المنام وحببهم السهاد، نحوا بهممهم نحو المنهج الحسن المستقيم وراضوا بصرف عزائمهم روضة بهجة المنهاج القويم فمنحهم الصحة وشفى بهم المريض والعليل والسقيم، وتفضل عليهم من فيض فضله وجاد، فهم نجوم الهداية الممحقة للظلام، وحصون الوقاية المانعة عند زلة الاقدام، وشموس النهاية المشرقة على رؤوس الأعلام وكواكب الإسلام المنيرة والنور الوقاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرد بالقدم والبقاء، وتخيرنا بالحق فنصرنا على أهل الابتداع والشقاء، سقى من أحبه من منهل التوفيق أعذب شراب، وملأ له من السعادة أفخر وطاب، وأنزله من المفاخر أرحب رحاب، ، وقربه وأدناه من رفيع ذلك الجناب، وألهمه في جميع أموره السداد، فسبحانه من إله بدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولي العلم في الشهادة بوحدانيته، وهو بكل شيء عليم، فقال: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وجعل ذلك خاتمة السعادة لمن أراد له الإسعاد وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله أرسله والناس في تيه الضلالة سائحون وفي بحر الضلالة سابحون، فلم يزل ينشر أحكام الحكم والأحكام ويبين الحلال ويوضح الحرام ويذكر الوعد والوعيد، ويذكر المعاد حتى انقادت الأعراب بأزّّمة الإجابة والقبول، وبذلوا المهج دون ما يفعل ويقول، وأنكشفت بعد أن كثفت غياهب الظلم، وبدل الأمن بالخوف في الحل والحرم، واتضحت الحنيفية السمحاء وأضاءت الشريعة الغراء وتبين الحق وبانت سعاد، وأنزل عليه في محكم الكتاب: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) فيا له من نبي قام بما أمر به مشمرا عن ساق الاجتهاد عزما، ونزل عليه : (وقل ربي زدني علما)، صلى الله وسلم عليه وزاده علو منزلة ورفعة لديه، وعلى آله وأصحابه الذين هم نجوم الهدى وأئمة الإقتداء، وعلى أتباعهم الأعلام خصوصا وارثي الأنبياء، علماء الإسلام الحافظين شريعته بحفظ الإسناد والناصرين سنته بخذلان أهل الطغيان والعناد، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم التناد، أما بعد فإن حفظ الإسناد من أعظم ما يعتني به أولو الهمم العلية، ويحافظ عليه أصحاب العقول الوافرة الزكية، فيتأكد على كل طالب أن يعرف مشايخه ويرفع ثنائهم إلى أرفع رتبة شامخة لأنهم في الدين آباؤه الاجلّه وهم بينه وبين رب العالمين وُصلة، وهذا وإن أنفس نفيس تصرف فيه نفائس الأعمار، وأوسع ميدان يساق فيه خيل السباق وأفسح مضمار، وأجل شيء تمد إليه أيدي الافتقار، وتقطع لطلبه الفيافي والقفار، تحصيل العلوم الشرعية وآلاتها، إذ به تبلغ النفوس في الدارين غاية مراداتها، وتمنح العطية من فيض فضل هباتها، فيا لها منة ما أعظمها من منة وطريقا من سلكه سهل الله له طريقا إلى الجنة، لم لا وطالب العلم تستغفر له الحيتان في البحار، والهوام في الأوكار، ويصلي عليه كل رطب ويابس ويستغفرعند ملبسها أفخر الملابس،
فلما علم المحصل اللوذعي والفاضل الألمعي الولد العزيز الشيخ محمد هذه المآثر وتحقق تلك المفاخر اجتهد في تحصيل العلم ونشره وتطيب بروائح بشره ونشره، فيسر الله له ذلك المتجر الرابح وذلل له هذا السبيل الواضح، فلقد أوقد مصباح الاشتغال وأطفىء نيران التشاغل بالأشغال، وقد لازمني الملازمة الكلية في العلوم النقلية والعقلية، سيماالفروع الفقهية، فتفقه وساد، وصار من أهل الهداية والإرشاد، ولا زلت أعده بالإجازة بعد الطلب لأني لست من أهل هذه الرتب، إلى أن أشار علي بذلك بعض الافاضل الكرام وأولي الفضائل والفواضل العظام، فعند ذلك أجبته إلى مطلوبه وأبحت له سائغ مشروبه، وهو بذلك جدير والله بما أقول خبير، كيف لا وقد قرأ علي كتبا في الفقه والحديث والأصول والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق وغير ذلك من العلوم الشرعية وآلاتها، فمما قرأه علي في الفقه الكتاب المشتهر بأبي شجاع وشرحه للعلامة ابن قاسم الغزي مع مطالعة بعض حواشيه والتحرير وشرحه لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري مع مطالعة كتابات عليه ومحفوظته زبد ابن رسلان وشرحها للشهاب الرملي ومتن المنهج وشرحه لشيخ الإسلام المذكور مع مطالعة حاشية الشيخ الزيادي ومتن المنهاج للعلامة النووي وشرحه للشيخ الرملي ومما قرأه علي في الحديث جملة من صحيح البخاري ومن الجامع الصغير وعيون الأثر والأربعين النووية وشرحها للعلامة ابن حجر الهيثمي وما يتعلق بأحاديث ليلتي الإسراء والمعراج والنصف من شعبان للنجم الغيطي ومتن الهمزية وشرحه لابن حجر المذكور وإنسان العيون في سيرة الأمين المأمون لخاتمة المحققين شيخنا الحلبي ومما قرأه علي في التفسير تفسير أوائل سورة الإسراء والنجم والدخان للعلامة النجم الغيطي مع بعض حواش تتعلق بذلك وجملة من تفسير القاضي البيضاوي مع مطالعة ما يحتاج إليه من حاشية شيخ الإسلام عليه، ومما قرأه علي في أصول الدين ما في الزبد وشرحها المذكور، وما يتعلق بحديث جبريل من الأربعين وأم البراهين وشرحها للعلامة السنوسي، وطالع علي شرح عقائد النسفي للسعد التفتازاني ومحلات من حاشية الخيالي عليه، ومما قرأه علي في النحو المقدمة التي اشتهرت بالآجرومية وشروح عليها، وشرح الأزهرية وحاشية الشيخ أبي بكر الشنواني عليه وشذور الذهب وشرحع للعلامة ابن هشام، ومتن القطر وشرحه له ومحفوظته ألفية ابن مالك وشرحها لابن عقيل وإعرابها للشيخ الأزهري، ، والأوضح لابن هشام وشرحه للشيخ خالد، ومما قرأه علي في اصول الفقه متن الورقات لإمام الحرمين وشرحها للجلال المحلي، وحاشية العلامة ابن عبد الحق عليه، وشرح ابن قاسم على الشرح المذكور الصغير، ومما قرأه علي في المنطق إيساغوجي وشروحا عليه كالكاتي وشيخ الإسلام والفناري، ومما قرأه علي في المعاني والبيان والبديع متن التلخيص للخطيب القزويني وشرحاه المختصر والمطول للسعد التفتازاني، وقد ركب في فهم ذلك السوابق الجياد فأفاد واستفاد، وأكثر ما ذكر قرأه علي فوق ما مرة، وهذا وقد أخذت جميع ما ذكر عن جماعة من علماء الإسلام وأئمة الأنام أعظمهم وأنبلهم من لازمته السنين الكثيرة في العلوم الشهيرة، صاحب التصانيف المشتهرة كالأعلام المنتشرة، خاتمة المجتهدين وبقية المحققين والمدققين، من نلت بملازمته غاية أربي ونهاية طلبي، شيخ الإسلام الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي رحمه الله رحمة واسعة، وأدام على قبره أغدق سحابة هامعة وهو قد أخذ عن جماعات أودع أسمائهم السفر الذي ألفه وأحال في إجازاته عليه فليراجع عند الاحتياج إليه، وقد أجازني برواية جميع مروياته وجميع مؤلفاته في المعقول والمنقول ومنهم خاتمة المحدثين وقدوة المتأخرين شمس الوجود وعمدة كل موجود -(غلو لا طائل منه، الناسخ)-، من سلك أقوم منهاج قويم فشاع ذكره في كل قطر وإقليم، خير مقاصدي وأعظم وسائلي -(وهذا غلو زائد أيضا، الناسخ)- شيخ الإسلام الشيخ شمس الدين محمد البابلي، وحبر الافاضل وبحرهم الوافر الكامل بقية السلف ومرجع الخلف ذو الفضائل الجامعة والنوافل التي أغصان رياضها على مر الأزمان يانعة، من زاد به نجاحي وزالت به جميع أتراحي شيخ الإسلام وملاذ الأنام الشيخ سلطان المزاحي رحمهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جنته محمد وآله وعترته، فأما شيخنا البابلي فقد أخذ الحديث عن جماعات منهم محقق عصره بالإجماع وولي الله بلا نزاع الشيخ علي نور الدين الزيادي وشيخ الإسلام علامة الأنام شيخ المحققين وسند المدققين الشيخ برهان الدين اللقاني، والشيخ الأعظم والملجأ الأكرم الأفخم أبو النجا سالم السنهوري وهو عن جماعات أنبلهم النجم الغيطي، وهو عن جماعات أعظمهم شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري وهو عن جماعات سيدهم وأجلهم شيخ مشائخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث البيهقي الثاني الشيخ أحمد شهاب الدين ابن الشيخ علي بن حجر العسقلاني، وهو قد اتصل سنده به بوجوه مختلفة من السماع وغيره من طرق كثيرة أعلاها من حيث العدد راويه الداوودي أخبره بها جمع منهم الشيخ أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الكريم ابن عبد الوهاب الحموي والشيخ أبو علي محمد بن محمد بن علي الجيزي والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن المصلبي كلهم عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعيم بن علي بن سنان الصالحي عن أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي بفتح الزاي وكسر الموحدة البغدادي عن عبد الاول أبي الوقت بن عيسى بن شعيب السجزي بكسر المهملة وإسكان الجيم والزاي المعجمة الهروي عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر ابن داود الداوودي الفوشجي نسبة إلى فوشج -(ويقال لها أيضا بوسنج كما في تاريخ دمشق وتبعد عن هرات سبعة فراسخ، الناسخ)- بضم الفاء وسكون الواو وفتح المعجمة وسكون النون وبالجيم قرية من قرى هراة عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن حمويه بفتح المهملة وتشدي الميم المضمومة وإسكان الواو التحتية السرخسي عن ابي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري بفتح الفاء وكسرها وفتح الراء الأولى وإسكان الباء الموحدة نسبة إلى فربر قرية من قرى بخارى عن مؤلفه الغني بشهرته عن التعريف والتوصيف رحم الجميع رحمة واسعة، وسمع عيون الأثر على البرهان المذكور بسنده إلى الحافظ ابن حجر وهو عن أبي الحسن محمد بن الحسن الفرسيسي وهو عن مؤلفها الحافظ فسيح الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري رحمهم الله، وسمع عليه أيضا الأربعين النواوية بسنده إلى الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن العطار قال أخبرنا بها مؤلفها رحم الله الجميع، وسمع عليه أيضا ما يتعلق بتفسير آيتي الإسراء والمعراج وآية ليلة النصف من شعبان وشرح أحاديث ذلك عن شيخه أبي النجا سالم السنهوري عن مؤلف ذلك النجم الغيطي رحمهم الله أجمعين، وقرأ عليه تأليفه جوهرة التوحيد وسمع شيخنا المذكور من الجامع الصغير على ولي الله بلا نزاع ومحرر مذهب الإمام الشافعي بلا دفاع بقية الأئمة ومقتدى الأمة الشيخ علي نور الدين الزيادي وهو على السيد الجليل جمال الدين يوسف الأرنبوني وهو عن مؤلفه رحم الله الجميع، وسمع منه على خاتمة الحفاظ والمدثين الشيخ أبي النجا سالم السنهوري وهو على الشمس العلقمي صاحب الحاشية على الكتاب وهو على مؤلفه، وكل ذلك مما سمعته على شيخنا المذكور رحم الله الجميع رحمة واسعة، أما شيخنا الشيخ سلطان المزاحي فقد أخذ الحديث عن جماعات من المشايخ منهم شيخ الإسلام الشيخ أبي النجا سالم السنهوري المالكي المتقدم محدث عصره وعن شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين السبكي وعن شيخ الإسلام الشيخ نور الدين الزيادي وعن الشيخ يحيى الحنبلي الشامي وعن الشيخ أحمد الشلبي بسند كل منهم إلى مؤلفي الكتب المشورة كالكتب الستة والشفا والمواهب والخصائص والجامع الصغير والشمائل والعمدة والأربعين النووية وقد أجاز كل منهم شيخنا المذكور بما يجوز له وعنه وأجازني بما يجوز له وعنه فرحمهم الله رحمة واسعة، وقد أخذت الفقه عن مشايخي المذكورين فأما شيخي الأول فمشائخه مذكورون في في مؤلفه المتقدم ذكره، لكن أجلّهم الشمس الرملي، وأما الشيخان الباقيان من مشائخي فكل منهما أخذ عن جماعات أجلّهم وأعظمهم الشيخ علي نور الدين الزيادي وهو عن جماعات أجلّهم الشيخ أحمد شهاب الدين الرملي وتفقه أيضا الشيخ سلطان على الشيخ أحمد الخطيب الشربيني والشيخ شهاب الدين السبكي وتفقه الاول منهما على ابن عمه شارح المنهاج الشيخ محمد الشربيني الخطيب وتفقه الشيخ محمد الخطيب على الشيخ شهاب الدين الرملي وتفقه الثاني منهما على الشمس الرملي وهو على والده الشهاب المذكور وهو على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وتفقه شيخ الإسلام على جماعات منهم العلم صالح البلقيني والحافظ ابن حجر والجلال المحلي، وكل من الأولًًًًًين أخذ عن جماعات أجلّهم الشيخ الإمام شافعي الوقت أبو حفص عمر سراج الدين بن أرسلان الكناني البلقيني وتفقه السراج على الشيخ الإمام الذي يضرب به المثل في العلم بالأصلين والنحو والقرآن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد ين علان وتفقه ابن علان على الشيخ الإمام القاضي وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسن البهينسي وتفقه البهينسي على الشيخ الإمام علامة الزمان بهاء الدين أبي الحسين علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة اللخمي الشهير بابن الجميزي وتفقه ابن الجميزي في طريق العراقيين على الشيخ الإمام أبي سعد عبد الله بن محمد بن علي بن أبي عصرون الموصلي، وتفقه الثالث من مشائخ شيخ الإشلام وهو الجلال المحلي كالذين قبله على الشيخ عبد الرحيم العراقي وتفقه الشيخ عبد الرحيم على الشيخ علاء الدين بن العطار وهو على الشيخ الأكمل يحيى بن شرف الدين النواوي، قال رحمه الله تعالى أخذت الفقه عن الإمام المتفق على علمه وزهده أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد ابن عثمان الدمشقي وعن الإمام الزاهد عبد الرحمن بن نوح المقدسي ثم الدمشقي وعن أبي حفص عمر بن أسعد الربعي بفتح الباء وعن أبي الحسن الكمال سلار بن الحسن الدمشقي المجمع على إمامته وجلالته وتقدمه في علم المذهب وتفقه الثلاثة الأولون على الإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح وتفقه هو على والده وتفقه والده في طريق العراقيين على أي سعيد عبد الله بن أبي عصرون الموصلي المتقدم ذكره، وتفقه ابن أبي عصرون على الشيخ الإمام أبي الحسن بن إبراهيم الفارقي وتفقه الفارقي على الشيخ الإمام الحبر البحر أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشرازي وتفقه الشيخ أبو إسحاق على القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري وتفقه القاضي أبو الطيب على الإمام أبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي نسبة إلى ماسرجس بسينين مهملتين بينهما جيم أحد أجداده وتفقه ابن الجميزي في طريق المراوزة وهم الخراسانيون على الأستاذ أبي الفتح محمد بن محمود الطوسي الملقب شهاب الدين وتفقه الشهاب الطوسي على جماعة من أصحاب الغزالي منهم الإمام الفقيه الزاهد الورع أبو سعيد محمد بن يحيى النيسابوري وتفقه الأستاذ محمد بن يحيى على الشيخ الإمام حجة الإسلام زين الدين محمد بن محمد بن محمد الطوسي الغزالي وتفقه حجة الإسلام على الإمام الحبر البحر ضياء الدين عبد الملك إمام الحرمين ابن الشيخ الإمام القدوة الأمة الشيخ أبي محمد عبد الله بن يوسف ابن عبد الله الجويني وتفقه ايضا كل من الشيخ الزيادي والشيخ أحمد الخطيب الشربيني والشيخ شهاب الدين السبكي من طريقة الخراسانيين على أبي عمرو وتفقه أبو عمرو على والده وهو أبو القاسم بن البرزي الجزري وتفقه أبو القاسم على أبي الحسن علي بن محمد بن علي الكيا الهراسي وتفقه ابو الحسن الهراسي على أبي المعالي إمام الحرمين المذكور وتفقه الشيخ ابو محمد الجويني على الاستاذ أبي بكر عبد الله بن أحمد ابن عبد الله المرزوي القفال الصغير شيخ المراوزة وتفقه القفال على الشيخ الإمام أبي زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني بفاء وشين معجمة ونون قرية من قرى هراة وتفقه كل من الإمام أبي الحسن الماسرجسي والشيخ أبي زيد على الشيخ الإمام الجليل أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي وتفقه الشيخ ابو إسحاق على الإمام الجليل ذي المناقب أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج شيخ الشافعية وتفقه ابن سريج على الشيخ أبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي نسبة الأنماط البُسُط الِصغار وتفقه الأنماطي على الإمام أبي إبراهيم إسماعيل ابن يحيى المزني المصري الورع الزاهد المجاب الدعوة الذي قال الشافعي في حقه لو ناظر الشيطان لغلبه، وعلى الإمام أبي عمرو الربيعي بن سليمان بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري الذي قال الشافعي فيه أنه أحفظ أصحابه وتفقه الإمام الشافعي رحمه الله على جماعة أجلّهم الإمام الحبر البحر نجم الهدى وعالم المدينة وإمام دار الهجرة الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس الذي أغنت شهرته عن ذكر مناقبه والإمام المتقن أحد الائمة الأعلام أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي والإمام المجتهد أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي لقب به لشدة شقرته من باب الأضداد، فأما الإمام مالك فتفقه على جماعات منهم الإمام أبو عبد الله نافع على مولاه الإمام الحبر البحر أحد العبادلة الذين انتهى إليهم علم الصحابة عبد الله بن عمرالذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح ومهم الإمام فقيه المدينة ابو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ مولي المكندر وتفقه أبو عثمان ربيعة على السيد الجليل الإمام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه، وأخذ كل من عبد الله بن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما سفيان بن عيينة فتفقه على الإمام محمد عمرو بن دينار المكي وتفقه الإمام عمرو بن دينار على ابن عمر رضي الله عنهما وعلى السيد الجليل الحبر البحر ترجمان القرآن (كلمة القرآن، ليست في الاصل، الناسخ) عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الإمام أبو خالد مسلم الزنجي فتفقه على أبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي مولاهم المكي وتفقه ابن جريج (جرير في الاصل، الناسخ) على أبي محمد عطاء بن رباح على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقد أجزت النجل الرشيد النبيل الأمجد ولدي الشيح محمد برواية كل ما تقدم وإقراءه أين شاء حيث شاء لمن شاء ويرواية جميع مروياتي التي رويتها عن مشايخي وبما يجوز لي وعني وبالإفتاء والتدريس على مذهب محمد بن إدريس وأوصيه بتقوى في السر والعلن وأن يتحرى صوب الصواب وأقوم السنن، قابل الله ذلك بالقبول وبلغني وإياه من الخير كل مأمول قاله حبر زمانه وفريد عصره وأوانه الشيخ أبو النصر بن أحمد المنزلي الشافعي حامدا مصليا والحمد لله أولا وآخرا.
وكتبه الفقير زين الدين الشافعي الإمام بالبدري شاهدا على المجيز المذكور وحررت في يوم الخميس خامس عشر من ربيع الأول من شهور سنة 1183.
المصدر:
مخطوطات المكتبة الأزهرية
الحمد لله الذي أقام أقواما للقيام بعبادته ونفع العباد فقاموا في محراب تحصيل العلوم على أقدام ساق الجد والاجتهاد وركبوا في فهم المعاني لبيان بدائع المشكلات أسبق جواد وجادوا بالنفوس في الغوص على الدرب النفيس إلى أن بلغوا غاية القصد ونهاية المراد، أراد بهم الخير ففقههم في الدين حتى وصلوا ساحل النجاة، وأوضح لهم طريق الرشاد والإرشاد، ذلل لهم الصعاب وكشف لهم عن المخدرات النقاب، فسلمت لهم كل عليا من نفسها القياد، حماهم من المبؤوس وأذاقهم حلاوة كؤوس الطروس، وزهدهم في الدنيا ولو بدت أجمل عروس، وجنبهم المنام وحببهم السهاد، نحوا بهممهم نحو المنهج الحسن المستقيم وراضوا بصرف عزائمهم روضة بهجة المنهاج القويم فمنحهم الصحة وشفى بهم المريض والعليل والسقيم، وتفضل عليهم من فيض فضله وجاد، فهم نجوم الهداية الممحقة للظلام، وحصون الوقاية المانعة عند زلة الاقدام، وشموس النهاية المشرقة على رؤوس الأعلام وكواكب الإسلام المنيرة والنور الوقاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تفرد بالقدم والبقاء، وتخيرنا بالحق فنصرنا على أهل الابتداع والشقاء، سقى من أحبه من منهل التوفيق أعذب شراب، وملأ له من السعادة أفخر وطاب، وأنزله من المفاخر أرحب رحاب، ، وقربه وأدناه من رفيع ذلك الجناب، وألهمه في جميع أموره السداد، فسبحانه من إله بدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولي العلم في الشهادة بوحدانيته، وهو بكل شيء عليم، فقال: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وجعل ذلك خاتمة السعادة لمن أراد له الإسعاد وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله أرسله والناس في تيه الضلالة سائحون وفي بحر الضلالة سابحون، فلم يزل ينشر أحكام الحكم والأحكام ويبين الحلال ويوضح الحرام ويذكر الوعد والوعيد، ويذكر المعاد حتى انقادت الأعراب بأزّّمة الإجابة والقبول، وبذلوا المهج دون ما يفعل ويقول، وأنكشفت بعد أن كثفت غياهب الظلم، وبدل الأمن بالخوف في الحل والحرم، واتضحت الحنيفية السمحاء وأضاءت الشريعة الغراء وتبين الحق وبانت سعاد، وأنزل عليه في محكم الكتاب: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) فيا له من نبي قام بما أمر به مشمرا عن ساق الاجتهاد عزما، ونزل عليه : (وقل ربي زدني علما)، صلى الله وسلم عليه وزاده علو منزلة ورفعة لديه، وعلى آله وأصحابه الذين هم نجوم الهدى وأئمة الإقتداء، وعلى أتباعهم الأعلام خصوصا وارثي الأنبياء، علماء الإسلام الحافظين شريعته بحفظ الإسناد والناصرين سنته بخذلان أهل الطغيان والعناد، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم التناد، أما بعد فإن حفظ الإسناد من أعظم ما يعتني به أولو الهمم العلية، ويحافظ عليه أصحاب العقول الوافرة الزكية، فيتأكد على كل طالب أن يعرف مشايخه ويرفع ثنائهم إلى أرفع رتبة شامخة لأنهم في الدين آباؤه الاجلّه وهم بينه وبين رب العالمين وُصلة، وهذا وإن أنفس نفيس تصرف فيه نفائس الأعمار، وأوسع ميدان يساق فيه خيل السباق وأفسح مضمار، وأجل شيء تمد إليه أيدي الافتقار، وتقطع لطلبه الفيافي والقفار، تحصيل العلوم الشرعية وآلاتها، إذ به تبلغ النفوس في الدارين غاية مراداتها، وتمنح العطية من فيض فضل هباتها، فيا لها منة ما أعظمها من منة وطريقا من سلكه سهل الله له طريقا إلى الجنة، لم لا وطالب العلم تستغفر له الحيتان في البحار، والهوام في الأوكار، ويصلي عليه كل رطب ويابس ويستغفرعند ملبسها أفخر الملابس،
فلما علم المحصل اللوذعي والفاضل الألمعي الولد العزيز الشيخ محمد هذه المآثر وتحقق تلك المفاخر اجتهد في تحصيل العلم ونشره وتطيب بروائح بشره ونشره، فيسر الله له ذلك المتجر الرابح وذلل له هذا السبيل الواضح، فلقد أوقد مصباح الاشتغال وأطفىء نيران التشاغل بالأشغال، وقد لازمني الملازمة الكلية في العلوم النقلية والعقلية، سيماالفروع الفقهية، فتفقه وساد، وصار من أهل الهداية والإرشاد، ولا زلت أعده بالإجازة بعد الطلب لأني لست من أهل هذه الرتب، إلى أن أشار علي بذلك بعض الافاضل الكرام وأولي الفضائل والفواضل العظام، فعند ذلك أجبته إلى مطلوبه وأبحت له سائغ مشروبه، وهو بذلك جدير والله بما أقول خبير، كيف لا وقد قرأ علي كتبا في الفقه والحديث والأصول والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق وغير ذلك من العلوم الشرعية وآلاتها، فمما قرأه علي في الفقه الكتاب المشتهر بأبي شجاع وشرحه للعلامة ابن قاسم الغزي مع مطالعة بعض حواشيه والتحرير وشرحه لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري مع مطالعة كتابات عليه ومحفوظته زبد ابن رسلان وشرحها للشهاب الرملي ومتن المنهج وشرحه لشيخ الإسلام المذكور مع مطالعة حاشية الشيخ الزيادي ومتن المنهاج للعلامة النووي وشرحه للشيخ الرملي ومما قرأه علي في الحديث جملة من صحيح البخاري ومن الجامع الصغير وعيون الأثر والأربعين النووية وشرحها للعلامة ابن حجر الهيثمي وما يتعلق بأحاديث ليلتي الإسراء والمعراج والنصف من شعبان للنجم الغيطي ومتن الهمزية وشرحه لابن حجر المذكور وإنسان العيون في سيرة الأمين المأمون لخاتمة المحققين شيخنا الحلبي ومما قرأه علي في التفسير تفسير أوائل سورة الإسراء والنجم والدخان للعلامة النجم الغيطي مع بعض حواش تتعلق بذلك وجملة من تفسير القاضي البيضاوي مع مطالعة ما يحتاج إليه من حاشية شيخ الإسلام عليه، ومما قرأه علي في أصول الدين ما في الزبد وشرحها المذكور، وما يتعلق بحديث جبريل من الأربعين وأم البراهين وشرحها للعلامة السنوسي، وطالع علي شرح عقائد النسفي للسعد التفتازاني ومحلات من حاشية الخيالي عليه، ومما قرأه علي في النحو المقدمة التي اشتهرت بالآجرومية وشروح عليها، وشرح الأزهرية وحاشية الشيخ أبي بكر الشنواني عليه وشذور الذهب وشرحع للعلامة ابن هشام، ومتن القطر وشرحه له ومحفوظته ألفية ابن مالك وشرحها لابن عقيل وإعرابها للشيخ الأزهري، ، والأوضح لابن هشام وشرحه للشيخ خالد، ومما قرأه علي في اصول الفقه متن الورقات لإمام الحرمين وشرحها للجلال المحلي، وحاشية العلامة ابن عبد الحق عليه، وشرح ابن قاسم على الشرح المذكور الصغير، ومما قرأه علي في المنطق إيساغوجي وشروحا عليه كالكاتي وشيخ الإسلام والفناري، ومما قرأه علي في المعاني والبيان والبديع متن التلخيص للخطيب القزويني وشرحاه المختصر والمطول للسعد التفتازاني، وقد ركب في فهم ذلك السوابق الجياد فأفاد واستفاد، وأكثر ما ذكر قرأه علي فوق ما مرة، وهذا وقد أخذت جميع ما ذكر عن جماعة من علماء الإسلام وأئمة الأنام أعظمهم وأنبلهم من لازمته السنين الكثيرة في العلوم الشهيرة، صاحب التصانيف المشتهرة كالأعلام المنتشرة، خاتمة المجتهدين وبقية المحققين والمدققين، من نلت بملازمته غاية أربي ونهاية طلبي، شيخ الإسلام الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي رحمه الله رحمة واسعة، وأدام على قبره أغدق سحابة هامعة وهو قد أخذ عن جماعات أودع أسمائهم السفر الذي ألفه وأحال في إجازاته عليه فليراجع عند الاحتياج إليه، وقد أجازني برواية جميع مروياته وجميع مؤلفاته في المعقول والمنقول ومنهم خاتمة المحدثين وقدوة المتأخرين شمس الوجود وعمدة كل موجود -(غلو لا طائل منه، الناسخ)-، من سلك أقوم منهاج قويم فشاع ذكره في كل قطر وإقليم، خير مقاصدي وأعظم وسائلي -(وهذا غلو زائد أيضا، الناسخ)- شيخ الإسلام الشيخ شمس الدين محمد البابلي، وحبر الافاضل وبحرهم الوافر الكامل بقية السلف ومرجع الخلف ذو الفضائل الجامعة والنوافل التي أغصان رياضها على مر الأزمان يانعة، من زاد به نجاحي وزالت به جميع أتراحي شيخ الإسلام وملاذ الأنام الشيخ سلطان المزاحي رحمهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جنته محمد وآله وعترته، فأما شيخنا البابلي فقد أخذ الحديث عن جماعات منهم محقق عصره بالإجماع وولي الله بلا نزاع الشيخ علي نور الدين الزيادي وشيخ الإسلام علامة الأنام شيخ المحققين وسند المدققين الشيخ برهان الدين اللقاني، والشيخ الأعظم والملجأ الأكرم الأفخم أبو النجا سالم السنهوري وهو عن جماعات أنبلهم النجم الغيطي، وهو عن جماعات أعظمهم شيخ الإسلام أبو يحيى زكريا الأنصاري وهو عن جماعات سيدهم وأجلهم شيخ مشائخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث البيهقي الثاني الشيخ أحمد شهاب الدين ابن الشيخ علي بن حجر العسقلاني، وهو قد اتصل سنده به بوجوه مختلفة من السماع وغيره من طرق كثيرة أعلاها من حيث العدد راويه الداوودي أخبره بها جمع منهم الشيخ أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الكريم ابن عبد الوهاب الحموي والشيخ أبو علي محمد بن محمد بن علي الجيزي والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن المصلبي كلهم عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعيم بن علي بن سنان الصالحي عن أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي بفتح الزاي وكسر الموحدة البغدادي عن عبد الاول أبي الوقت بن عيسى بن شعيب السجزي بكسر المهملة وإسكان الجيم والزاي المعجمة الهروي عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر ابن داود الداوودي الفوشجي نسبة إلى فوشج -(ويقال لها أيضا بوسنج كما في تاريخ دمشق وتبعد عن هرات سبعة فراسخ، الناسخ)- بضم الفاء وسكون الواو وفتح المعجمة وسكون النون وبالجيم قرية من قرى هراة عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن حمويه بفتح المهملة وتشدي الميم المضمومة وإسكان الواو التحتية السرخسي عن ابي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري بفتح الفاء وكسرها وفتح الراء الأولى وإسكان الباء الموحدة نسبة إلى فربر قرية من قرى بخارى عن مؤلفه الغني بشهرته عن التعريف والتوصيف رحم الجميع رحمة واسعة، وسمع عيون الأثر على البرهان المذكور بسنده إلى الحافظ ابن حجر وهو عن أبي الحسن محمد بن الحسن الفرسيسي وهو عن مؤلفها الحافظ فسيح الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري رحمهم الله، وسمع عليه أيضا الأربعين النواوية بسنده إلى الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن العطار قال أخبرنا بها مؤلفها رحم الله الجميع، وسمع عليه أيضا ما يتعلق بتفسير آيتي الإسراء والمعراج وآية ليلة النصف من شعبان وشرح أحاديث ذلك عن شيخه أبي النجا سالم السنهوري عن مؤلف ذلك النجم الغيطي رحمهم الله أجمعين، وقرأ عليه تأليفه جوهرة التوحيد وسمع شيخنا المذكور من الجامع الصغير على ولي الله بلا نزاع ومحرر مذهب الإمام الشافعي بلا دفاع بقية الأئمة ومقتدى الأمة الشيخ علي نور الدين الزيادي وهو على السيد الجليل جمال الدين يوسف الأرنبوني وهو عن مؤلفه رحم الله الجميع، وسمع منه على خاتمة الحفاظ والمدثين الشيخ أبي النجا سالم السنهوري وهو على الشمس العلقمي صاحب الحاشية على الكتاب وهو على مؤلفه، وكل ذلك مما سمعته على شيخنا المذكور رحم الله الجميع رحمة واسعة، أما شيخنا الشيخ سلطان المزاحي فقد أخذ الحديث عن جماعات من المشايخ منهم شيخ الإسلام الشيخ أبي النجا سالم السنهوري المالكي المتقدم محدث عصره وعن شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين السبكي وعن شيخ الإسلام الشيخ نور الدين الزيادي وعن الشيخ يحيى الحنبلي الشامي وعن الشيخ أحمد الشلبي بسند كل منهم إلى مؤلفي الكتب المشورة كالكتب الستة والشفا والمواهب والخصائص والجامع الصغير والشمائل والعمدة والأربعين النووية وقد أجاز كل منهم شيخنا المذكور بما يجوز له وعنه وأجازني بما يجوز له وعنه فرحمهم الله رحمة واسعة، وقد أخذت الفقه عن مشايخي المذكورين فأما شيخي الأول فمشائخه مذكورون في في مؤلفه المتقدم ذكره، لكن أجلّهم الشمس الرملي، وأما الشيخان الباقيان من مشائخي فكل منهما أخذ عن جماعات أجلّهم وأعظمهم الشيخ علي نور الدين الزيادي وهو عن جماعات أجلّهم الشيخ أحمد شهاب الدين الرملي وتفقه أيضا الشيخ سلطان على الشيخ أحمد الخطيب الشربيني والشيخ شهاب الدين السبكي وتفقه الاول منهما على ابن عمه شارح المنهاج الشيخ محمد الشربيني الخطيب وتفقه الشيخ محمد الخطيب على الشيخ شهاب الدين الرملي وتفقه الثاني منهما على الشمس الرملي وهو على والده الشهاب المذكور وهو على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وتفقه شيخ الإسلام على جماعات منهم العلم صالح البلقيني والحافظ ابن حجر والجلال المحلي، وكل من الأولًًًًًين أخذ عن جماعات أجلّهم الشيخ الإمام شافعي الوقت أبو حفص عمر سراج الدين بن أرسلان الكناني البلقيني وتفقه السراج على الشيخ الإمام الذي يضرب به المثل في العلم بالأصلين والنحو والقرآن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد ين علان وتفقه ابن علان على الشيخ الإمام القاضي وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسن البهينسي وتفقه البهينسي على الشيخ الإمام علامة الزمان بهاء الدين أبي الحسين علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة اللخمي الشهير بابن الجميزي وتفقه ابن الجميزي في طريق العراقيين على الشيخ الإمام أبي سعد عبد الله بن محمد بن علي بن أبي عصرون الموصلي، وتفقه الثالث من مشائخ شيخ الإشلام وهو الجلال المحلي كالذين قبله على الشيخ عبد الرحيم العراقي وتفقه الشيخ عبد الرحيم على الشيخ علاء الدين بن العطار وهو على الشيخ الأكمل يحيى بن شرف الدين النواوي، قال رحمه الله تعالى أخذت الفقه عن الإمام المتفق على علمه وزهده أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد ابن عثمان الدمشقي وعن الإمام الزاهد عبد الرحمن بن نوح المقدسي ثم الدمشقي وعن أبي حفص عمر بن أسعد الربعي بفتح الباء وعن أبي الحسن الكمال سلار بن الحسن الدمشقي المجمع على إمامته وجلالته وتقدمه في علم المذهب وتفقه الثلاثة الأولون على الإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح وتفقه هو على والده وتفقه والده في طريق العراقيين على أي سعيد عبد الله بن أبي عصرون الموصلي المتقدم ذكره، وتفقه ابن أبي عصرون على الشيخ الإمام أبي الحسن بن إبراهيم الفارقي وتفقه الفارقي على الشيخ الإمام الحبر البحر أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشرازي وتفقه الشيخ أبو إسحاق على القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري وتفقه القاضي أبو الطيب على الإمام أبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي نسبة إلى ماسرجس بسينين مهملتين بينهما جيم أحد أجداده وتفقه ابن الجميزي في طريق المراوزة وهم الخراسانيون على الأستاذ أبي الفتح محمد بن محمود الطوسي الملقب شهاب الدين وتفقه الشهاب الطوسي على جماعة من أصحاب الغزالي منهم الإمام الفقيه الزاهد الورع أبو سعيد محمد بن يحيى النيسابوري وتفقه الأستاذ محمد بن يحيى على الشيخ الإمام حجة الإسلام زين الدين محمد بن محمد بن محمد الطوسي الغزالي وتفقه حجة الإسلام على الإمام الحبر البحر ضياء الدين عبد الملك إمام الحرمين ابن الشيخ الإمام القدوة الأمة الشيخ أبي محمد عبد الله بن يوسف ابن عبد الله الجويني وتفقه ايضا كل من الشيخ الزيادي والشيخ أحمد الخطيب الشربيني والشيخ شهاب الدين السبكي من طريقة الخراسانيين على أبي عمرو وتفقه أبو عمرو على والده وهو أبو القاسم بن البرزي الجزري وتفقه أبو القاسم على أبي الحسن علي بن محمد بن علي الكيا الهراسي وتفقه ابو الحسن الهراسي على أبي المعالي إمام الحرمين المذكور وتفقه الشيخ ابو محمد الجويني على الاستاذ أبي بكر عبد الله بن أحمد ابن عبد الله المرزوي القفال الصغير شيخ المراوزة وتفقه القفال على الشيخ الإمام أبي زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني بفاء وشين معجمة ونون قرية من قرى هراة وتفقه كل من الإمام أبي الحسن الماسرجسي والشيخ أبي زيد على الشيخ الإمام الجليل أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي وتفقه الشيخ ابو إسحاق على الإمام الجليل ذي المناقب أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج شيخ الشافعية وتفقه ابن سريج على الشيخ أبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي نسبة الأنماط البُسُط الِصغار وتفقه الأنماطي على الإمام أبي إبراهيم إسماعيل ابن يحيى المزني المصري الورع الزاهد المجاب الدعوة الذي قال الشافعي في حقه لو ناظر الشيطان لغلبه، وعلى الإمام أبي عمرو الربيعي بن سليمان بن عبد الجبار المرادي مولاهم المصري الذي قال الشافعي فيه أنه أحفظ أصحابه وتفقه الإمام الشافعي رحمه الله على جماعة أجلّهم الإمام الحبر البحر نجم الهدى وعالم المدينة وإمام دار الهجرة الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس الذي أغنت شهرته عن ذكر مناقبه والإمام المتقن أحد الائمة الأعلام أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي والإمام المجتهد أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي لقب به لشدة شقرته من باب الأضداد، فأما الإمام مالك فتفقه على جماعات منهم الإمام أبو عبد الله نافع على مولاه الإمام الحبر البحر أحد العبادلة الذين انتهى إليهم علم الصحابة عبد الله بن عمرالذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح ومهم الإمام فقيه المدينة ابو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ مولي المكندر وتفقه أبو عثمان ربيعة على السيد الجليل الإمام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه، وأخذ كل من عبد الله بن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما سفيان بن عيينة فتفقه على الإمام محمد عمرو بن دينار المكي وتفقه الإمام عمرو بن دينار على ابن عمر رضي الله عنهما وعلى السيد الجليل الحبر البحر ترجمان القرآن (كلمة القرآن، ليست في الاصل، الناسخ) عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الإمام أبو خالد مسلم الزنجي فتفقه على أبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي مولاهم المكي وتفقه ابن جريج (جرير في الاصل، الناسخ) على أبي محمد عطاء بن رباح على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وقد أجزت النجل الرشيد النبيل الأمجد ولدي الشيح محمد برواية كل ما تقدم وإقراءه أين شاء حيث شاء لمن شاء ويرواية جميع مروياتي التي رويتها عن مشايخي وبما يجوز لي وعني وبالإفتاء والتدريس على مذهب محمد بن إدريس وأوصيه بتقوى في السر والعلن وأن يتحرى صوب الصواب وأقوم السنن، قابل الله ذلك بالقبول وبلغني وإياه من الخير كل مأمول قاله حبر زمانه وفريد عصره وأوانه الشيخ أبو النصر بن أحمد المنزلي الشافعي حامدا مصليا والحمد لله أولا وآخرا.
وكتبه الفقير زين الدين الشافعي الإمام بالبدري شاهدا على المجيز المذكور وحررت في يوم الخميس خامس عشر من ربيع الأول من شهور سنة 1183.
المصدر:
مخطوطات المكتبة الأزهرية