- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
على خطى الحبيب
للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني
كان يسيطر على العالم قوتان و هي الفرس و الروم ، و قد ساد الظلم و الجهل و الفسق و ضياع الحقوق في زمن الروم. أما الفرس فقد كانوا ينقسمون إلى ثلاث فئات :
أ - الأكاسرة و الملوك
ب - الكهنة
ج - طبقة العامة
و أما المرأة فلم تكن ذات قيمة، لا عند الفرس و لا عند الروم. و كانت فترة 6 ميلادية فترة الظلم والجهل والاستبداد
لم يشهد العالم فترة مثلها و هي ذات الفترة التي ولد فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
لهذا قال الله تعالى « وَمَا َأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين « الأنبياء: 107
فقد أرسل الله من صحراء مكة هذا النبي الكريم و كان مولد الهادي عند سقوط الفرس و الروم .. عندما غاب عندها الحق و العدل.
(ليس هدفنا هو القضاء على الغرب بل غايتنا هي قيام الحضارات)
أما العرب فقد ساد بينهم القتال إما بين القبائل أو بين بعضهم البعض وكذا الاعتداء عليها، أو قطع الطرق و النصب و السرقة. أما دينهم فأغلبهم كان على عبادة الأصنام و الصخور المربعة .
سأل أحد الأشخاص عمر رضي الله عنه قائلا: ألم يكن فيكم عقل ؟ قال عمر رضي الله عنه بلى كان لدينا عقول ولم يكن فينا هادية..
أما المرأة فقد كانت تقسم في الميراث، و كانت تقتل عند بلوغها 6 سنوات. قال تعالى « وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا ٌوَهُوَ كَظِيم « النحل 58:
فانظروا إلى تــكريم المرأة في الإسلام ..
قال رسول الله :» من كان له ثلاث بنات فأدبهن وعلمهن ورحمهن كان له الجنة «
فقال أحدهم: ولو كان معه اثنتان؟ فقال: ولو اثنتان فقال أحدهم: ولو كان معه واحدة؟ فابتسم النبي ) سنن أبو داود .
اللهو المنفتح الذي لا يضبط بالقيود الواعية يتهدد الأصالة الاسلامية
محمدرابع سليمان مكة المكرمة
أكد فضيلة الشيخ الدكتورسعودبن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجدالحرام وعميدكلية الشريعة بجامعة أم القري إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم في أن يطهر نفسه بالنهار لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل وقال فضيلته إن الإسلام في صميمه شريعةٌ حرة قد حرّرت العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ودلّت على أن العزة مرهونة بها، والهوان والدون نتيجة للنأي عنها.... وحذر الشريم من الحملة المسعورَة الشَّعواء على أمَّتنا وحياضِها من خلال تشكيك الأعداء بسموّ رسالتنا الإسلامية، أو الاستجابة لشيءٍ من المساوَمَة مع غير المسلمين في عقيدتنا ومناهجنا
وقال أنّ المجتمع كلَّه مطالبٌ بصيانةِ الأعراض ومنعِ أيّ عَبَثٍ بها والأمة الموفّقَة هي التي تستطيع أن تلائِم بين هذه الأهدافِ النبيلة للمرأة وبين احتياطاتِ المجتمع في ظلِّ حمايتِها وصيانتها وقال إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة، ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم، في أن يطهر نفسه بالنهار، لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل ..
فضيلة الشيخ نهنئكم بقدوم شهررمضان ..ماهوالواجب من المسلم حيال إستقبال هذا الشهرالكريم ...
شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، القرآن الذي لا تنطفئ مصابيحه، والسراج الذي لا يخبو توقده، والمنهاج الذي لا يضل ناهجه، والعزّ الذي لا يهزم أنصاره، القرآن هو في الحقيقة بمثابة الروح للجسد، والنور للهداية، فمن لم يقرأ القرآن، ولم يعمل به فما هو بحيّ، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، بل هو ميت الأحياء، ومن لم يعمل به ضل وما اهتدى، وإن طار في السماء أو غاص في الماء،
وأضاف إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة، ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم، في أن يطهر نفسه بالنهار، لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل، إِنَّ نَاشِئَةَ لَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً وناشئة الليل هي ساعاته وأوقاته، فهي أجمع على التلاوة من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، فكأن الصيام في النهار تخلية، والقيام بالقرآن في الليل تحلية وشهر رمضان المبارك شهر رحب وميدان فسيح، يوطد المرء نفسه من خلاله على أن يحيي ليله، وعلى أن لا يلجأ في حوائجه إلا إلى قاضيها سبحانه، إذ لا ملجأ من الله إلا إليه، وهو يقضي ولا يُقضى عليه.
فثلث الليل الآخر هو وقت التنزل الإلهي، على ما يليق بجلاله وعظمته، إلى سماء الدنيا، إذ يقول: ((هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له؟)) تُرى، هل فكّر كل واحد منا في استثمار هذا الوقت العظيم الذي هو من آكد مظان إجابة الدعاء؟ولكن تُرى، ما هي أحوال الناس مع ثلث الليل الآخر؟ بل كم من شاكٍ لنفسه قد غاب عنه هذا الوقت المبارك، كم من مكروب غلبته عينه عن حاجته ومقتضاه، كم من مكلوم لم يفقه دواءه وسِرّ شفائه، كم وكم وكم. ألا إن كثيرًا من النفوس في سبات عميق،
تكثرالقنوات الفضائية فى شهررمضان التى تقدم برامج الإعلامية المختلفة من مسابقات ومسلسلات وقد أفتتن كثيرمن الناس بهذه المسابقات فى هذا الشهرالفضيل فماتعليقكم على ذلك ..
اللهو المنفتح والذي لا يضبط بالقيود الواعية؛ إنه ولا شك يتهدد الأصالة الإسلامية لتصبح سبهللاً بين خطرين أحدهما خطر في المفاهيم، إن كان هناك شيء من بعض المسابقات تدعى ثقافية، تقوم في الغالب على جمع للتضاد الفكري، أو تنمية الصراع الثقافي، أو تصديع الثوابت المعلوماتية لدى المسلمين، بقطع النظر عن التفسير المادي للتأريخ والحياة، أو على أقل تقدير الإكثار من طرح ما عِلمُه لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد منه البليد والخطر الثاني تلك التي تعدّ وسائل للترويح والتسلية، عبر القنوات المرئية التي تنتج مفاهيم مضللة، عبر طرق جذابة، في الثقافات والشهوات، لاسترقاق الفكر من خلال فنون أو أساطير أو عروض لما يفتن، أو للسحر والشعوذة وما شاكلها.
ونتاج الخطرين ولا شك تمزق خطير متمثل في سوء عشرة زوجية، أو تباين أفراد أسرة إسلامية، ناهيكم عن القتل والخطف والانتحار، والتآمر والمخدرات والمسكرات، وهلم جرّا.
وما حال من يقع في مثل هذا الترويح إلا كقول من يقول: «وداوني بالتي كانت هي الداءَ» ومن أراد أن يفرح ويلهو فليكن فرح الأقوياء الأتقياء، وهو في نفس الوقت لا يزيغ ولا يبغي، بل يتقي الأهازيج والضجيج، التي تقلق الذاكر، وتكسر قلب الشاكر، ولله ما أحسن كلاماً لأبي حامد الغزالي يصف فيه الباغين في اللهو، العابّين منه كما الهيم، دون رسم للحق، أو رعاية للحدود،
هل من نصيحة توجهونها لحملة الأقلام خاصة الذين أصبحو يخوضون فى أمورالدين والشريعة بغيرعلم أو فهم....
المسلمين بعامة في حاجة ماسَّة إلى القلم الصادق إلى القلم الأمين إلى القلم الملهم الذي ينشر الحق ويحي السنة ويدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم والقلم أمانة وحملته كُثرٌ من بني الإنسان وما كلُّ من حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذا لفت علماء الإسلام الانتباه إلى صفات وضوابط لا يسع الأمة إهمالها ولا ينبغي أن يقصر فيها كاتب أو ذو قلم، أو من جهة أخرى تلفت الفِطن من قبل القرَّاء وأمثالهم إلى: عمَّن يتلقون ما ينفع؟ ولمن يقرءون ما يفيد؟ وممن يأخذون ولمن يذرون؟ فتكلموا عن كون صاحب القلم مكلفاً بليغا قوي العزم كفواً عالي الهمة ونحو ذلك منها أن يكون الكاتب مسلما ليُؤمنَ فيما يكتبه ويسطره ويوثق به فيما يذره ويأتيه إذ هو لسان المجتمعات الجاذب للقلوب، ولأجل ذا لما قدم أبو موسى الأشعري على الفاروق رضي الله عنهما ومعه كاتب نصراني فأُعجب الفاروق بحسن خطه فقال: أحضر كاتبك ليقرأ فقال أبو موسى: إنه نصراني لا يدخل المسجد، فزجره عمر وقال: ( لا تُؤَمِنُوهُم وقد خَوَّنهُم الله ولا تُدْنُوهُم وقد أبْعَدَهُم الله ولا تُعِزُّوهم وقد أذلَّهم الله ) وأن يكون صاحب القلم عالما بما يكتب على وفق ما أراد الله ورسوله e في أي جانب من جوانب الأقلام سياسة، أو اقتصادا، أو اجتماعا، أو حضارة أو غير ذلك، فالشريعة تسع الجميع وهي الرسالة العظمى والجميع مفتقر إليها،
كيف يتعاون المجتمع للحفاظ على الأمن عامة والأمن الفكرى بصفة خاصة ...
لاشك أنه من أجل استتباب الأمن في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة، وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلق بالحق العام والحق الخاص. الأمن الفكري ينبغي أن يتوَّج بحفظ عنصرين عظيمين؛ ألا وهما: عنصر الفكر التعليمي، وعنصر الأمن الإعلامي، إذ يجب على الأمة من خلال هذين العنصرين ألا تقع في مزالق الانحدار والتغريب، والتي هي بدورها تطمس هوية المسلم، وتُفقده توازنه الأمني والاعتزاز بتمسكه بدينه، إذ أن الأمن على العقول، لا يقل أهميته عن أمن الأرواح والأموال، فكما أن للبيوت لصوصاً ومختلسين، وللأموال كذلك؛ فإن للعقول لصوصاً ومختلسين بل إن لصوص العقول أشد خطراً، وأنكى جرحاً من سائر اللصوص فحماية التعليم بين المسلمين من أن يتسلل لِواذاً عن هويته، وحماية التعليم في إيجاد الآلية الفعالة في توفير سبل العلم النافع؛ الداعي إلى العمل الصالح، والبُعد عن التبعية المقيتة، أو التقليل من شأن العلوم النافعة، والتي لها مساس أساس في حياة الأمم، من الحيثية الشرعية الدينية، التي يعرف بها المرء ربه، وواجبه المفروض عليه، أو التهوين من شأن علوم الدين أو استثقالها على النفوس، لمن شأن ذلك كله أن تضعف المجتمعات بسببه، وأن تندرس معالم الأمن الفكري فيه إبّان عصر التحكم المعرفي، والاتصالات العلمية والثقافية التي غلبت على أدوار الأسر والبيئات، التي تنشد الصلاح العام وإنه حين يدب في الأمة داء التسلل الأمني فإن أفرادها بذلك يُهيلون التراب على تراث المسلمين، ويقطعون شرايين الحياة عن الأجيال الحاضرة، والآمال المرتقبة وهم يخدمون بمثل هذا عن وعي أو عن غباء- الغارة الاستعمارية على ديار المسلمين، من خلال أعمال خرقاء تزيد السقم علة، والطن بلة؛ فيُطاح بالمسلمين، وتوصد أبوابهم أمام الحياة الهانئة الآمنة والدعوات الصارخة لما يسمى بمبادئ حقوق الإنسان، والتي تجعل من فتح الحريات، وعتق الرغبات، رفضاً باتاً للفطر السليمة، وسبباً مباشراً تدمر به الأخلاق المستقيمة؛ ومن ثَم يزعمون أن من خالف ذلك فهو ضد الإنسان والإنسانية، وضد الحقوق الشخصية والرغبات الفردية، وهي في الحقيقة ليست من الإنسانية في شيء، ولا هي من بابتها،
على خطى الحبيب
للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني
كان يسيطر على العالم قوتان و هي الفرس و الروم ، و قد ساد الظلم و الجهل و الفسق و ضياع الحقوق في زمن الروم. أما الفرس فقد كانوا ينقسمون إلى ثلاث فئات :
أ - الأكاسرة و الملوك
ب - الكهنة
ج - طبقة العامة
و أما المرأة فلم تكن ذات قيمة، لا عند الفرس و لا عند الروم. و كانت فترة 6 ميلادية فترة الظلم والجهل والاستبداد
لم يشهد العالم فترة مثلها و هي ذات الفترة التي ولد فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
لهذا قال الله تعالى « وَمَا َأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين « الأنبياء: 107
فقد أرسل الله من صحراء مكة هذا النبي الكريم و كان مولد الهادي عند سقوط الفرس و الروم .. عندما غاب عندها الحق و العدل.
(ليس هدفنا هو القضاء على الغرب بل غايتنا هي قيام الحضارات)
أما العرب فقد ساد بينهم القتال إما بين القبائل أو بين بعضهم البعض وكذا الاعتداء عليها، أو قطع الطرق و النصب و السرقة. أما دينهم فأغلبهم كان على عبادة الأصنام و الصخور المربعة .
سأل أحد الأشخاص عمر رضي الله عنه قائلا: ألم يكن فيكم عقل ؟ قال عمر رضي الله عنه بلى كان لدينا عقول ولم يكن فينا هادية..
أما المرأة فقد كانت تقسم في الميراث، و كانت تقتل عند بلوغها 6 سنوات. قال تعالى « وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا ٌوَهُوَ كَظِيم « النحل 58:
فانظروا إلى تــكريم المرأة في الإسلام ..
قال رسول الله :» من كان له ثلاث بنات فأدبهن وعلمهن ورحمهن كان له الجنة «
فقال أحدهم: ولو كان معه اثنتان؟ فقال: ولو اثنتان فقال أحدهم: ولو كان معه واحدة؟ فابتسم النبي ) سنن أبو داود .
اللهو المنفتح الذي لا يضبط بالقيود الواعية يتهدد الأصالة الاسلامية
محمدرابع سليمان مكة المكرمة
أكد فضيلة الشيخ الدكتورسعودبن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجدالحرام وعميدكلية الشريعة بجامعة أم القري إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم في أن يطهر نفسه بالنهار لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل وقال فضيلته إن الإسلام في صميمه شريعةٌ حرة قد حرّرت العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ودلّت على أن العزة مرهونة بها، والهوان والدون نتيجة للنأي عنها.... وحذر الشريم من الحملة المسعورَة الشَّعواء على أمَّتنا وحياضِها من خلال تشكيك الأعداء بسموّ رسالتنا الإسلامية، أو الاستجابة لشيءٍ من المساوَمَة مع غير المسلمين في عقيدتنا ومناهجنا
وقال أنّ المجتمع كلَّه مطالبٌ بصيانةِ الأعراض ومنعِ أيّ عَبَثٍ بها والأمة الموفّقَة هي التي تستطيع أن تلائِم بين هذه الأهدافِ النبيلة للمرأة وبين احتياطاتِ المجتمع في ظلِّ حمايتِها وصيانتها وقال إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة، ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم، في أن يطهر نفسه بالنهار، لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل ..
فضيلة الشيخ نهنئكم بقدوم شهررمضان ..ماهوالواجب من المسلم حيال إستقبال هذا الشهرالكريم ...
شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، القرآن الذي لا تنطفئ مصابيحه، والسراج الذي لا يخبو توقده، والمنهاج الذي لا يضل ناهجه، والعزّ الذي لا يهزم أنصاره، القرآن هو في الحقيقة بمثابة الروح للجسد، والنور للهداية، فمن لم يقرأ القرآن، ولم يعمل به فما هو بحيّ، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، بل هو ميت الأحياء، ومن لم يعمل به ضل وما اهتدى، وإن طار في السماء أو غاص في الماء،
وأضاف إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة، ليُعدّ فرصة كبرى ومنحة عظمى للمرء المسلم، في أن يطهر نفسه بالنهار، لكي يعدّها لتلقي هِدايات القرآن في قيام الليل، إِنَّ نَاشِئَةَ لَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً وناشئة الليل هي ساعاته وأوقاته، فهي أجمع على التلاوة من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس، ولغط الأصوات، فكأن الصيام في النهار تخلية، والقيام بالقرآن في الليل تحلية وشهر رمضان المبارك شهر رحب وميدان فسيح، يوطد المرء نفسه من خلاله على أن يحيي ليله، وعلى أن لا يلجأ في حوائجه إلا إلى قاضيها سبحانه، إذ لا ملجأ من الله إلا إليه، وهو يقضي ولا يُقضى عليه.
فثلث الليل الآخر هو وقت التنزل الإلهي، على ما يليق بجلاله وعظمته، إلى سماء الدنيا، إذ يقول: ((هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له؟)) تُرى، هل فكّر كل واحد منا في استثمار هذا الوقت العظيم الذي هو من آكد مظان إجابة الدعاء؟ولكن تُرى، ما هي أحوال الناس مع ثلث الليل الآخر؟ بل كم من شاكٍ لنفسه قد غاب عنه هذا الوقت المبارك، كم من مكروب غلبته عينه عن حاجته ومقتضاه، كم من مكلوم لم يفقه دواءه وسِرّ شفائه، كم وكم وكم. ألا إن كثيرًا من النفوس في سبات عميق،
تكثرالقنوات الفضائية فى شهررمضان التى تقدم برامج الإعلامية المختلفة من مسابقات ومسلسلات وقد أفتتن كثيرمن الناس بهذه المسابقات فى هذا الشهرالفضيل فماتعليقكم على ذلك ..
اللهو المنفتح والذي لا يضبط بالقيود الواعية؛ إنه ولا شك يتهدد الأصالة الإسلامية لتصبح سبهللاً بين خطرين أحدهما خطر في المفاهيم، إن كان هناك شيء من بعض المسابقات تدعى ثقافية، تقوم في الغالب على جمع للتضاد الفكري، أو تنمية الصراع الثقافي، أو تصديع الثوابت المعلوماتية لدى المسلمين، بقطع النظر عن التفسير المادي للتأريخ والحياة، أو على أقل تقدير الإكثار من طرح ما عِلمُه لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد منه البليد والخطر الثاني تلك التي تعدّ وسائل للترويح والتسلية، عبر القنوات المرئية التي تنتج مفاهيم مضللة، عبر طرق جذابة، في الثقافات والشهوات، لاسترقاق الفكر من خلال فنون أو أساطير أو عروض لما يفتن، أو للسحر والشعوذة وما شاكلها.
ونتاج الخطرين ولا شك تمزق خطير متمثل في سوء عشرة زوجية، أو تباين أفراد أسرة إسلامية، ناهيكم عن القتل والخطف والانتحار، والتآمر والمخدرات والمسكرات، وهلم جرّا.
وما حال من يقع في مثل هذا الترويح إلا كقول من يقول: «وداوني بالتي كانت هي الداءَ» ومن أراد أن يفرح ويلهو فليكن فرح الأقوياء الأتقياء، وهو في نفس الوقت لا يزيغ ولا يبغي، بل يتقي الأهازيج والضجيج، التي تقلق الذاكر، وتكسر قلب الشاكر، ولله ما أحسن كلاماً لأبي حامد الغزالي يصف فيه الباغين في اللهو، العابّين منه كما الهيم، دون رسم للحق، أو رعاية للحدود،
هل من نصيحة توجهونها لحملة الأقلام خاصة الذين أصبحو يخوضون فى أمورالدين والشريعة بغيرعلم أو فهم....
المسلمين بعامة في حاجة ماسَّة إلى القلم الصادق إلى القلم الأمين إلى القلم الملهم الذي ينشر الحق ويحي السنة ويدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم والقلم أمانة وحملته كُثرٌ من بني الإنسان وما كلُّ من حمل الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذا لفت علماء الإسلام الانتباه إلى صفات وضوابط لا يسع الأمة إهمالها ولا ينبغي أن يقصر فيها كاتب أو ذو قلم، أو من جهة أخرى تلفت الفِطن من قبل القرَّاء وأمثالهم إلى: عمَّن يتلقون ما ينفع؟ ولمن يقرءون ما يفيد؟ وممن يأخذون ولمن يذرون؟ فتكلموا عن كون صاحب القلم مكلفاً بليغا قوي العزم كفواً عالي الهمة ونحو ذلك منها أن يكون الكاتب مسلما ليُؤمنَ فيما يكتبه ويسطره ويوثق به فيما يذره ويأتيه إذ هو لسان المجتمعات الجاذب للقلوب، ولأجل ذا لما قدم أبو موسى الأشعري على الفاروق رضي الله عنهما ومعه كاتب نصراني فأُعجب الفاروق بحسن خطه فقال: أحضر كاتبك ليقرأ فقال أبو موسى: إنه نصراني لا يدخل المسجد، فزجره عمر وقال: ( لا تُؤَمِنُوهُم وقد خَوَّنهُم الله ولا تُدْنُوهُم وقد أبْعَدَهُم الله ولا تُعِزُّوهم وقد أذلَّهم الله ) وأن يكون صاحب القلم عالما بما يكتب على وفق ما أراد الله ورسوله e في أي جانب من جوانب الأقلام سياسة، أو اقتصادا، أو اجتماعا، أو حضارة أو غير ذلك، فالشريعة تسع الجميع وهي الرسالة العظمى والجميع مفتقر إليها،
كيف يتعاون المجتمع للحفاظ على الأمن عامة والأمن الفكرى بصفة خاصة ...
لاشك أنه من أجل استتباب الأمن في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة، وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلق بالحق العام والحق الخاص. الأمن الفكري ينبغي أن يتوَّج بحفظ عنصرين عظيمين؛ ألا وهما: عنصر الفكر التعليمي، وعنصر الأمن الإعلامي، إذ يجب على الأمة من خلال هذين العنصرين ألا تقع في مزالق الانحدار والتغريب، والتي هي بدورها تطمس هوية المسلم، وتُفقده توازنه الأمني والاعتزاز بتمسكه بدينه، إذ أن الأمن على العقول، لا يقل أهميته عن أمن الأرواح والأموال، فكما أن للبيوت لصوصاً ومختلسين، وللأموال كذلك؛ فإن للعقول لصوصاً ومختلسين بل إن لصوص العقول أشد خطراً، وأنكى جرحاً من سائر اللصوص فحماية التعليم بين المسلمين من أن يتسلل لِواذاً عن هويته، وحماية التعليم في إيجاد الآلية الفعالة في توفير سبل العلم النافع؛ الداعي إلى العمل الصالح، والبُعد عن التبعية المقيتة، أو التقليل من شأن العلوم النافعة، والتي لها مساس أساس في حياة الأمم، من الحيثية الشرعية الدينية، التي يعرف بها المرء ربه، وواجبه المفروض عليه، أو التهوين من شأن علوم الدين أو استثقالها على النفوس، لمن شأن ذلك كله أن تضعف المجتمعات بسببه، وأن تندرس معالم الأمن الفكري فيه إبّان عصر التحكم المعرفي، والاتصالات العلمية والثقافية التي غلبت على أدوار الأسر والبيئات، التي تنشد الصلاح العام وإنه حين يدب في الأمة داء التسلل الأمني فإن أفرادها بذلك يُهيلون التراب على تراث المسلمين، ويقطعون شرايين الحياة عن الأجيال الحاضرة، والآمال المرتقبة وهم يخدمون بمثل هذا عن وعي أو عن غباء- الغارة الاستعمارية على ديار المسلمين، من خلال أعمال خرقاء تزيد السقم علة، والطن بلة؛ فيُطاح بالمسلمين، وتوصد أبوابهم أمام الحياة الهانئة الآمنة والدعوات الصارخة لما يسمى بمبادئ حقوق الإنسان، والتي تجعل من فتح الحريات، وعتق الرغبات، رفضاً باتاً للفطر السليمة، وسبباً مباشراً تدمر به الأخلاق المستقيمة؛ ومن ثَم يزعمون أن من خالف ذلك فهو ضد الإنسان والإنسانية، وضد الحقوق الشخصية والرغبات الفردية، وهي في الحقيقة ليست من الإنسانية في شيء، ولا هي من بابتها،