إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد العاشر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-

ربّ النهار وربّ الليل في رمضان
استوحيت عنوان مقالي هذا وبعض الأفكار فيه من خطبة للشيخ علي أبو الحسن، يحفظه الله، في مسجد تجار جدة. وكما عوَّدنا الشيخ في كثير من خطبه العميقة فإنه يُعيننا على أن نرى الأشياء كما لم نرها من قبل، يُعرِّيها من ثيابها المزيفة التي أُلْبِسَتْها وتبلدت أحاسيسنا تجاهها.
عندما ننظر للتناقض البين بين نهار ومساء بعض المسلمين في رمضان فإنه لا يسعنا إلاَّ أن نتعجب. أوهذا يقدَّم لرب واحد؟!..
أصبح النهار وقت الامتناع عن كل شيء فعَّال، بل أصبح وقت الراحة والنوم والعمل الخفيف، وأصبح الليل وقت إشباع الرغبات والانغماس في أطايب الطعام والشراب، وأنواع المسليات التي تتميز بل وتنفرد بها ليالي رمضان.
يعرف أصحاب الدعايات والإعلانات وينصحون أصحاب الأعمال الجادة البناءة أن لا يعلنوا في رمضان فكل شيء يذوب ويميع بين إعلانات السلع الاستهلاكية من أكل وشرب وتسلية، فإن إذا كانت الشياطين مصفدة في
رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟ كنت في مجال التعليم أو الصحة أو الصناعة أو غيرها من الأعمال البناءة فإنك حتماً ستذوب وتميع إن تجرأت وحاولت إيصال معلومة تخاطب شيئاً غير تلبية وإشباع الملذات والسلع الاستهلاكية.
إذا كانت الشياطين مصفدة في رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟.
أم هي نفوسنا التي جُبلت على الانغماس في الملذات؟.
وكله يعود إلى فلسفة العلاقة مع الشيطان هل هي علاقة مُدافعة أم مُراغمة؟!.. الله سبحانه وتعالى يريدها منا علاقة مُراغمة .. أن نغزو الشيطان في عُقر داره .. أن نُذله وهذه أحب العبادات إلى الله .. أن نتخذ الشيطان عدّواً«فاتخذوه عدواً» نحاربه ونغزوه ونحقق عليه الانتصارات في هذا الشهر الفضيل.
وكيف يكون ذلك وقد أصبح الشهر شهر الانغماس في النعم والملذات، فهو شهر الحوافز التسويقية، وشهر الاستهلاك اللامُرشد، وشهر عقود السبق والمسابقات التى أصبحت أشبه ماتكون باليانصيب، وتفاهة التسالي بعد الإفطار وبعد الصلاة وكلها أنواع من التسالي التي لا تغير مسار مجتمع ولا تصحح وجهته، وهذا مخالف لروح الشهر وغايته ومقصده الذي من أجله فُرض.
ضاعت سمة الجهاد والجدية وهذا يُفرح الشيطان في أصفاده.
لم يصبح الهم هو كيف تغير السلوك في هذا الشهر بالانكباب على دراسة سنن الله في التغيير وتفعيل آليات التغيير المناسبة لذلك، وإنما أصبح الهم هو التسابق على كان صور الماديات.
وانتشر مايمكن أن نطلق عليه «الفوضى الإصلاحية» في كل المجالات.
فنجد من كل همه أن يختم القرآن كل 3 أيام دون أن يكون للتدبر والتأمل في القرآن وتفسيره أو العمل به رصيد. فقط قراءة سطحية.
كَلُّ مِهني .. وسبات نهاري .. وضجيج سمعي .. وتكالب على الملذات .. واختلال التوازن في الأداء العبادي .. وانشغال عن الثغور الحياتية .. وضياع سمة الجدية واستبدالها بالسمة الدعائية للسلع الاستهلاكية..
أوهكذا انتهى حالنا مع رمضان؟..
د. وليد فتيحي


دمعة وابتسامة على باب الحبيب
صائمون جوار رياض الجنة

خالد الجابري (المدينة المنورة)تصوير: رمزي عبدالكريم
ما ان تطأ اقدام المعتمرين والزائرين المدينة المنورة، حتى تتهلل وجوهم بالسعادة وتشرع وجوههم بالابتسامة وراء الاخرى اما الاعين فانها تفيض بالدمع.
وبعد دقائق معدودات يجدون انفسهم داخل المسجد النبوي الشريف، فتشرفو بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام ثم تبدأ رحلة اخرى في الجلوس داخل الروضة الشريفة .. ويمتد الشوق للصلاة وتلاوة القرآن داخل (روضة من رياض الجنة) اما الاكثر سعادة فهم الذين يحيرون لانفسهم موطئ قدم داخل الروضة مع علو صوت اذان المغرب ايذاناً بالافطار، لتلهج الألسن بالدعاء (اللهم تقبل منا انك انت الوهاب).
هذا الوصف يمثل حال الآف الزائرين الذين يتوقون شوقاً للصلاة والسلام على سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام .. وما ان تتحقق آمالهم وحلم العمر في الوصول الى طيبة الطيبة حتى يجتهدون في الدعاء بالعودة اليها سنوات وسنوات.
محمد عبيدت (أردني) يزور طيبة الطيبة للمرة الاول يذرف الدمع وهو على باب المسجد النبوي الشريف يعتبر الجو الروحاني الذي يحيط بكل مكان في المدينة المنورة بأنه يصعب على الوصف، وهو احساسي داخل نفوس جميع الزائرين يصعب ترجمته لفظاً .. يقول لفت نظري تلك السُفر الممتدة في الساحات وداخل اروقة المسجد النبوي الشريف، واهل المدينة المنورة كجزء من اهل المملكة جبلوا على الخير وكرم الضيافة.
ويقول صادق عبدالصبور (مصري) انه كان يحلم بالصوم عدة ايام في طيبة الطيبة، والحمد لله تحققت هذه الامنية، فالصوم هنا له مذاقا خاصا في ظل الروحانية التي تعم كل الارجاء.ولم ينس عبدالصبور تسجيل صوت شكر اهال المدينة المنورة على كرم الضيافة فهم يحرصون على مشاركة الزوار وجبات الافطار، وهذا الكرم معروف عنهم، ليجزيهم الله خير الجزاء.
اما التونسي العباس مصطفى فالفرحة كانت تملأ عينيه وهو يروي تجربة صومه وافطاره للمرة الاولى في طيبة الطيبة، وبعدما كان يستمع للاحاديث والروايات والزائرين والعائدين، هاهو يشهد بنفسه تلك الاجواء ويقول سعادتي كبيرة بالتواجد في المسجد النبوي الشريف.
ويرى اسماعيل الطيب (السوداني) ان شوقه تحقق بالوصول الى هذه البقاع الطاهرة ليستمتع بكل ما فيها من اجواء.
ويعتبر نور الدين عبدالحق (باكستاني) ان زيارته الحالية للمدينة المنورة تعد مختلفة عن الزيارة الاولى خلال موسم الحج، اذ لم يسبق له الصوم على ارض طيبة الطيبة، وهي لحظات لا تعوض ونحمد الله على هذا الفضل.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد العاشر

بين تذمر المتابعين وتحذير المشايخ
المسلسلات التلفزيونية تعكر روحانية الصيام

ليلى عوض (جدة)
يأتي الشهر الكريم في كل عام بفرحة غامرة في نفس كل مسلم بشتى بقاع الأرض لما له من روحانية كبيرة وأجر عظيم ، وكان يبدو أن هذا الشهر أصبح مستهدفا ومستغلا بشكل ملحوظ من قبل الفضائيات العربية بحيث أصبح شهر التحدي في إنتاج برامج منوعات ومسلسلات كلها تعرض في رمضان على جميع القنوات وبشكل منظم من بعد الإفطار مباشرة وحتى ساعات الصباح الأولى. ونجد الصائم ضحية هذه الفضائيات بما لا يتناسب مع حرمه هذا الشهر ومتابعة هذا السيل إضافة إلى تركيز الإنتاج الفني في هذا الشهر الكريم ويستمر طوال العام عرض تلك المسلسلات، وكأن رمضان مقصود بهذا اللون الذي يضيع من وقت الصائم في شهر العبادة والمغفرة .
«عكاظ» استطلعت آراء بعض الصائمين في هذا الشهر بفرحة كبيرة في قبل كل مسلم وهذا شيء يعلمه الجميع ففي هذا الشهر يزداد التواصل بين الأهل والتجمع حتى ان أفراد العائلة يجمعهم في الإفطار وقت واحد ولكنا ننتظر هذا الشهر لتكثيف العبادات والطاعات لأنه شهر مغفرة وأجر كبير لذلك لا أضيع وقتي أمام الفضائيات إلا بجزء بسيط جدا لأنني امرأة عاملة فبعد الإفطار يشغلني الأبناء بالاستذكار وصلاة التراويح وقراءة القرآن وبعض العادات الاجتماعية من زيارة الأهل أحيانا.
أما السيد محمد جميل فيقول : رمضان شهر العبادة والغفران ففي السنوات الماضية وقبل وجود الفضائيات كان الناس أفضل حالا حيث كانوا يستغلون وقتهم الرمضاني بالعبادة أما الآن فنجد الأصدقاء والأهل بعضهم يتابعون هذا السيل الجارف من المسلسلات ولأنها سمة من سمات رمضان المقصود منها تضييع وقت الصائم والتي لا نعرف هل يعود بنا رمضان آخر أم لا ، وانني أقترح على مسؤولي الفضائيات في الدول الإسلامية أن تمنع عرض هذه المسلسلات بهذا الكم في كل قناة ويكون اتفاقا بينها على أن تعرض طوال العام وليس في رمضان ، ولابد من تضافر الجهود ومقاطعة تلك المسلسلات وليعلم القائمون على تلك المحطات أن في هذا لهوا وضياع الوقت الصائم الثمين .وتقول السيدة هالة عمر امرأة عاملة في إحدى المؤسسات: أنا من التقدم في كل شيء ومع الفضائيات لأنها الشيء الوحيد المسلي ولا ننكر أننا استفدنا كثيرا من بعض القنوات الدينية الموجهة للمسلم والتي تعلمنا أمور وسلوك ديننا القويم ، ولكن ما يحدث في رمضان فهو بحق حرب ضروس فحين نجد كل محطة تعرض ما يقارب خمسة أو ستة مسلسلات ترفيهية نجد برنامجا دينيا واحدا فقط ، وهذا يعني أن وقت الصائم هو المقصود – بإبعاده عن صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن وجميع العبادات التي يجب أن نؤديها ونكسب فيها رضا الله سبحانه - فهو شهر عبادة ومغفرة وليس شهر مسلسلات ومنوعات وسهر وترفيه لذلك أقترح أن يكون هناك تنسيق من قبل وزارة الإعلام في جميع الدول الإسلامية على عرض تلك البرامج طوال العام ولا تكدس بهذا الشكل في رمضان .
ويضيف السيد عادل حسن بقوله : رمضان شهر العبادة والتقرب إلى المولى شهر الخيرات والعبادات فكل ثانية فيه تعادل شهرا فلماذا الاستعجال وترك فضل الشهر الكريم وضياع في متابعة التلفزيون والمسلسلات والحفلات والمنوعات طالما أن تلك البرامج تعرض طوال العام إلى أن يأتي رمضان القادم ، وهل نضمن أن يعود علينا رمضان آخر أم لا ، صحيح أن الفضائيات أعطتنا الكثير ولكن لا نسمح لها أن تلهينا عن ذكر الله والصلاة والعبادة في شهر القرآن علما بأني سعيدة لما آراه من انتشار بعض المحطات الدينية العظيمة والتي تهذب وتنبه المسلم لأمور دينه ودنياه بشكل ملفت للنظر ومهذب .
بعد ذلك كان للدكتور حسن بن محمد سفر استاذ نظم الحكم والقضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة : تلعب الفضائيات والإعلام الممثل في قنوات متعددة دورا كبيرا في خدمة المجتمعات الإسلامية والعربية وتقديم صور متعددة من الإصلاحات الاجتماعية والنقد الهادف البناء ومن هذا المنطلق لابد أن تقوم الفضائيات بمجارات الظروف والأحوال وقدسية وحرمة الأيام والأشهر وقد لمسنا أن هناك إعلانات ودعايات لمسلسلات متنوعة لشهر رمضان من قبل رمضان بفترة في التلفزيون والصحف والمجلات والمشاهد يتطلع من هذه المسلسلات أن تكون مراعية لحرمة الشهر وجوه الروحاني هذا ما يطلبه المشاهد في كل قطر إسلامي رجالا ونساء وأطفالا لأن بعض القنوات الفضائية جنحت عن هذا الخط فإذا كانت تريد الخدش الأخلاقي لحرمة الشهر فإنه بطبيعة الحال ستحقر وتستهجن ويضعف مشاهدوها ، إذن على القنوات الفضائية وعلى وزارات الثقافة والإعلام في الدول العربية والإسلامية أن تقدم في فضائياتها ما يلائم ويتفق مع حرمة وقدسية ومكانة الشهر الكريم فإنه يضم مناسبات متعددة ووقائع وأحداثا إسلامية رائعة منها نزول القرآن وأيضا غزوة بدر الكبرى وليلة القدر والتراويح والتهجد كل هذه الشعائر مجتمعة لابد أن يعد لها مسلسل وأيضا حلقات دينية اجتماعية فيها عبر وأهداف وغايات تربط المشاهد وأيضا تشد اهتمام الشباب بخصائص هذا الشهر الكريم المبارك ، ونرجو من الله عز وجل أن يستمع هؤلاء المسؤولون من الدول العربية إلى هذا النداء ولا يجعلوا الفضائيات الات لإبعاد الناس ولهوهم عن قدسية رمضان المبارك.

رؤيا منام تهدي «فلبينياً» للإسلام


منى باوزير (الدمام)
نطق مقيمان «فلبيني وهندي» الشهادتين ليشهرا اسلامهما وسط تهليل وتكبير الحضور في مخيم افطار يقيمه المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بجوار جامع الريان بالدمام في اول ايام شهر رمضان الجاري.
اشرف بخاري المسؤول في المكتب روى لـ«عكاظ» تفاصيل قصتي اسلام هذين المقيمين قائلاً ان المقيم الفلبيني رأى في المنام شخصاً يقول له «ابحث عن الحق» وظلت تلك الرؤيا تتكرر عدة ليالي مما حدا به للاستفسار عنها من احد زملائه الفلبينيين المسلمين.
واصطحبه ذلك الزميل معه الى مخيم افطار مكتب توعية الجاليات حيث استمع الى دروس ارشادية توعوية وانشرح قلبه للاسلام.
اما المقيم الهندي فكان يعاني اكتئابا شديدا وسمع من بعض المصلين ان الصلاة تجلب الراحة النفسية فتوضأ وصلى رغم انه لم يكن قد اسلم بعد.ولما عثر على مبتغاه في الصلاة بدأ رحلة البحث عن الطريق القويم واستمع الى دروس ارشادية وقرأ كتيبات توعوية بلغته الى ان اطمأن للدين الحنيف.
واشار بخاري الى انه يفطر في مخيم توعية الجاليات يومياً ما بين 4 آلاف و 5 آلاف شخص .. وتتضمن انشطته اقامة دروس ومحاضرات باللغات الهندية والاوردية والتاميلية والفلبينية والاندونيسية والمليبارية والبنغالية اضافة الى اللغة العربية للدعوة الى الله ونشر العقيدة الصحيحة بين الوافدين.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد العاشر

الداعية عمرو خالد: أدبي يمنعني من الرد على من ينتقدني
لست مفتياً وهدفي إنقاذ الشباب من الانهيار

حاوره: فالح الذبياني (مكة المكرمة) تصوير: صالح باهبري
على مدى أسبوعين تقريباً وأنا أحاول جاهداً انتزاع موعد من الشيخ عمرو خالد المثير للجدل وذلك لإجراء حديث صحفي حيث يتواجد في مكة المكرمة هذه الأيام لتسجيل عدد من البرامج الدينية التي تخص شهر رمضان المبارك، وأخيراً التقيته قبيل أذان الفجر بساعة واحدة وهو يتناول وجبة السحور حيث قال لي معتذراً وبأدب بالغ وتواضع كبير لا يوجد وقت غير هذه الساعة يمكنك أن تحاورني فيها.
ما أن التقيته إلا وقال لي (لا تسألني في السياسة مطلقاً) فلن أجيبك على أي سؤال عنها، وعندما بادرته وسألته بدايةً عن الهجوم العنيف الذي تعرض له عقب ذهابه وعدد من العلماء للقاء بعض الشخصيات في الدنمارك احتجاجاً على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم اكتفى بالقول ( كان لنا هدف ومعنا رسالة وهذا أمر حسم منذ فترة ولن أجيبك عن أي سؤال حول هذا الأمر، وأضاف أنه يجوز للمرأة أن تمارس العمل الدعوي وفق ضوابط محددة، أسئلة كثيرة طرحناها على ضيفنا الداعية عمرو خالد فكانت هذه المحصلة.
فسألته ثانياً يعد الداعية عمرو خالد خريج كلية التجارة شخصية مثيرة للجدل بسبب توجهه وفكره الجديد في طرق الدعوة وخروجه عن المألوف.. كيف يقيم المرحلة الماضية من جهوده الدعوية؟
- المرحلة الماضية لم تبعدني كثيراً.. فأنا لا زلت في بداية الطريق وأستفيد من علمائنا ومشايخنا الأجلاء، وكل يوم أعمل على تطوير نفسي، وكان من أفضل ما اتخذته في السنوات الماضية من قرارات أنه متى ما جعلت منهج (الدين النصيحة) منهاجاً تسير عليه فإن الطريق سيكون مفتوحاً والمستقبل قويا، وبالتالي سيحقق أي داعية النجاح بشرط أن يبتعد عن الاعتداد بما حققه يجب عليه أن يقدم ويعطي طالما هو قادر على تقديم شيء يفيد الأمة.

نعم لدي أخطاء
ولكن البعض يؤكد وجود أخطاء في منهجكم الدعوي؟
- نعم لدي أخطاء.. الواقع يقول: أنني بشر أخطئ كما يخطئ الجميع لكنني أعدل عن خطئي وأعمل على تصحيحه متى ما اكتشفته.
إذاً أين تقف الآن؟
- في بداية المشوار لا زلت أستمع أكثر مما أقول وهذه إحدى نقط الاستفادة أن أحرص على أن أسمع بآذان واسعة، وأحرص على التغيير، أنا حريص على أن أسمع،وسألتني عن أحد أسباب الاستمرارية لي حتى الآن هو الاستمرار في الاستماع للعلماء لوجهات النظر البناءة للنقد الهادف و محاولة التغيير بما يواكب الحاضر وأنا لا زلت في بداية الطريق لكنني أؤكد أن المستقبل لعمرو خالد سيكون محملاً بالكثير من الخير والفائدة.
عمرو خالد ظـاهرة جديدة في مجال الدعوة.. هكذا يردد العامة ما هو تفسيركم لظـاهرة جديدة هل المقصود هو الملبس أو المنهج أو ماذا؟
- قضية ظـاهرة جديدة.. ما الذي يقصدون بها، أنا مقتنع بحاجة أن الدعوة واجبة على الجميع وهي قضية تسلم من أجيال لأجيال وكل مسير لما خلق له، وأنا أقول عن ما يسمونه بعمرو خالد الظـاهرة الجديدة بأنهم لابد أن يتنبهوا لأمر (طبيعة المكان) الذي يختلف من بلد لآخر ونوعية تحتاج الخطاب التقليدي المعروف وهناك نوعية تحتاج خطابا دعويا جديدا، لكن في الواقع أن الكل يتكامل الدعاة بطرازهم المعروف وعمرو خالد بمنهجه الجديد، وليس انتقالا بشكل جديد في الدعوة، أريد أن أقول هنا أن كل فرد منا مطالب بالأخذ بيد أخيه المسلم والدعوة الإسلامية ليست مقصورة أو حكرا على أحد نحن في حاجة ماسة لجهود أئمتنا وعلمائنا لتبصير الناس بالعلم والفتوى، والدعوة واجبة علينا جميعا.

أولوياتي
يتهمكم البعض بعدم التخصص، وضعف التكوين المعرفي والديني، فبماذا ترد على هذه الأقوال؟
- أنا أمارس الدعوة منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً تقريباً أما من ناحية عدم التخصص الشرعي، فأنا لست مفتيا، وليس دوري تقديم رسالة علمية فقهية، فأنا صاحب رسالة تستهدف نقل شبابنا العربي من مرحلة الانهيار إلى مرحلة الإيجابية والنجاح، وتقديم ما يفيد بلادهم، أنا لدي هدف أسعى إليه، وأولويات أجندتي بوضوح تتحدد في محاولة إيجاد شيء لشباب منطقتنا العربية يمكن تسميته بـ“التنمية بالإيمان”، بحيث نوجد شبابا يدفع تنمية بلادنا ونهضتنا من خلال الإيمان بالله عز وجل.
وهذا الدور أقوم به لأنني سأُسأل عنه يوم القيامة، فإذا كان الله قد أعطاني ملكة جذب الناس، فهذا لا يعني أنني سأظهر من أجل إلقاء كلمات تفرح الناس وتسري عنهم.
هل ترى أن الوقت الحالي يحتاج إلى دعاة أمثال الشيخ عمرو خالد؟
- الوقت الحالي يحتاج الجميع.. لا بد من التكاتف بسبب تنوع واختلاف المقبلين على التدين وهو اختلاف طبقات ودول وشرائح ومفاهيم في المجتمع تجعل الحاجة ( ماسة ) لهذا التعدد من الدعاة، دعني أسميه (التنوع) الذي يؤدي إلى الثراء في مجال الدعوة.
عندما قررتم الذهاب للدنمارك للتحاور حول الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم واجهتم انتقادات حادة ما هو تفسيرك لهذا الانتقاد وما الذي نجحتم في تحقيقه من هذه الزيارة؟
- هذا أمر انتهى ولكن عندما اتخذت قرار الذهاب للدنمارك كان هناك قضية وكان هناك آراء وكل أدلى بدلوه فيه والأمر انتهى وأرجوك أن لا تفتحه.
ما الذي نحتاجه للمحافظة على هوية الإسلام وصورته الناصعة؟
- نحن في حاجة إلى جهود متعددة تملك رصيدا وافرا من الخبرة، تحسين الصورة يجب أن ينطلق من أنفسنا نحن في حاجة إلى المحافظة على هويتنا وتوجيه أبنائنا التوجيه الصحيح، لكي ننجح في الحياة وليكن لنا طموح مستقبلي على ضوئه تتحدد مكانتنا بين الأمم والشعوب،و لا بد أن يكون هناك نماذج نجاح ونماذج تجعل النجاح حليفنا، نحتاج إلى المسلم النموذج والأسلوب الدعوي الجديد.
ما هي أبرز النماذج التي يطالب بها الداعية عمرو خالد؟
- النجاح المحترم أخلاقياً لكل منا، نريد النجاح للمحترم في عمله ونفسه، ليضيف إلى الدنيا جديداً وأن يكون على اتصال بربه وأن يؤدي النموذج الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون مسلما متكاملا، وليس مسلماً متديناً وفاشلاً في دراسته، لا نريد مسلما أخلاقيا وفاشلا في عمله نريد نموذجا متكاملا حسن الخلق وحسن العبادة.
هل من الممكن تحقيق هذا النموذج المتكامل وإيجاد صيغة للتعايش السلمي بين الشعوب والأمم، في ظل الحروب الحالية؟
- الوضع الحالي للمسلمين والتوقيت صعب جداً ويحتاج الى جهود كبيرة لتحقيق التعايش بين الأمم والشعوب على سطح الكرة الأرضية، كما أن المسلمين وغير المسلمين في حاجة إلى قدرات تكون لديها الرغبة في التعايش السلمي بعيداً عن صراع الحضارات، لا بد أن يكون لدى جميع الأطراف الرغبة الصادقة لتحقيق هذا التعايش.
هل أنت متفائل بتحقيق هذا التعايش؟
- لا بد أن أكون متفائلاً... لأن الأرض هذه هي ملك لله سبحانه وتعالى وربنا وعد عباده الصالحين أن يكون لهم دور مؤثر وبالتالي فالمستقبل سيكون خيراً، ودون الأمن لا يمكننا أن نحيا ونتعايش ونتحمل الظروف كما أن ديننا دين أمل.
على من تقع المسئولية في هذا الأمر على الساسة أو على العلماء؟
- ليس السياسيون مسؤولين وحدهم الجميع معنيون بتحقيق هذه الوحدة للأمة والتعايش السلمي مع الشعوب الأخرى وكذلك الأمهات والدعاة والعلماء والإعلام والرياضة والمرأة الجميع مسئول عن وضع الأمة وتحديد مستقبلها، ولكن الأمة بدأت تدب فيها روح الأمل والحيوية والتفاؤل برغم المعوقات الكثيرة، لكن الأمة الإسلامية يميزها كثرة شبابها والأمل كبير في مستقبل ليكون لهم شأن.
ولماذا الاختلاف في تفسير ومعالجة الكثير من القضايا الهامة من قبل علماء ودعاة اليوم؟
- الاختلاف في العقول والأفهام في تفسير القضايا التي تهم حياة البشر أمر طبيعي، وصعوبة القضايا التي نعيشها تجعل من الاختلاف أمراً وارداً ولكن الحب والود موجود ولكن اختلاف الرؤى والطروحات من طبائع البشر أما إذا كان يحدوه شيء من التشويه فهذا سيؤدي حتماً إلى صورة سيئة، أنا لم أتحدث عن أي من الدعاة والعلماء إلا بكل تقدير واحترام أياً كان توجههم.

حجاب الفنانات
ظاهرة ارتداء الحجاب للفنانات يقف وراءها عمرو خالد.. كيف تقيم هذا الأمر ولمذا في هذا العصر تتوب الفنانات ويرتدين الحجاب؟
-التغير في القرون الماضية كان أمراً وارداً نظراً للإقبال على التدين من قبل شرائح كبيرة بفعل ليس واحد ولكن بفعل المفعول الجيد لما قام به الكثير من الدعاة وليس عمرو خالد وحده، والفنانات شريحة من شرائح المجتمع القابلة للتأثر، وقد تاثر بعضهن ولله الحمد إيجاباً وارتدين الحجاب وهن بشر مثلهن مثل الأطباء والرياضيين.
الذي يثير إعجابي هو كيف يستغرب الناس تدين الفنانات لأنها تريد الهداية وتريد الخير والصلاح في الدنيا والآخرة، وجميع الدعاة كانت لهم جهود في ذلك وشرف لنا أن يهتدي أي إنسان.
لكنهن يحضرن إلى دروسكم ويستمعن لها؟
- نعم يحضرن إلى دروسي التي أقيمها وما الذي يمنع؟ وللمعلومية فإن في كثير من الدروس يحضر قرابة 30 ألفاً ولكن منذ سنوات طويلة لم يكن لدي دروس خاصة.

المرأة الداعية
لك رأي في ضرورة وجود المرأة الداعية وعدم حكر هذا الأمر على الرجل؟
- الشكل يجب أن يكون له دور مؤثر في مسيرة الدعوة، ويجب أن يكون هذا مقبولاً ولكن بالشكل المطلوب والمقبول أيضاً وفق قيم المجتمع الإسلامي لأن الهدف هو الدعوة إلى الله ونحن نريد ذلك ونعمل من أجله، على أن يكون بين السيدات وبالشكل المطلوب والمقبول والمؤثر بما يحقق التوازن والحكمة وبشكل طبيعي.
وهل المرأة قادرة على ممارسة الدور الدعوي؟
- نعم المرأة قادرة على ممارسة الجانب الدعوي.. وتاريخ الإسلام يقول أن هناك صحابيات كان لهن دور في تعليم بقية النساء ودعوتهن للهداية، ولكن وفق قيم المجتمع وبالشكل المناسب لكل مجتمع.
برزت ظاهرة الفتاوى من المبتدئين في العلم الشرعي ماهي مخاطر مثل هذا الأمر وما هو دور العلماء والمشايخ في هذا الأمر؟
- علماؤنا ومشايخنا لا بد أن يرجع لهم في مجال الفتاوى وخصوصاًُ الثقات منهم ويجب أن ينضبط الأمر على هذا النحو لأن إطلاق العنان للفتاوى من المبتدئين وقليلي العلم سيكون له تأثير سلبي على حياة البشرية لذا يجب أن تكون الفتوى في القضايا المصيرية بيد علماء ذوي خبرة وهم موجودون ولله الحمد في المجتمع الإسلامي.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد العاشر

الداعية عمرو خالد: أدبي يمنعني من الرد على من ينتقدني
لست مفتياً وهدفي إنقاذ الشباب من الانهيار

حاوره: فالح الذبياني (مكة المكرمة) تصوير: صالح باهبري
على مدى أسبوعين تقريباً وأنا أحاول جاهداً انتزاع موعد من الشيخ عمرو خالد المثير للجدل وذلك لإجراء حديث صحفي حيث يتواجد في مكة المكرمة هذه الأيام لتسجيل عدد من البرامج الدينية التي تخص شهر رمضان المبارك، وأخيراً التقيته قبيل أذان الفجر بساعة واحدة وهو يتناول وجبة السحور حيث قال لي معتذراً وبأدب بالغ وتواضع كبير لا يوجد وقت غير هذه الساعة يمكنك أن تحاورني فيها.
ما أن التقيته إلا وقال لي (لا تسألني في السياسة مطلقاً) فلن أجيبك على أي سؤال عنها، وعندما بادرته وسألته بدايةً عن الهجوم العنيف الذي تعرض له عقب ذهابه وعدد من العلماء للقاء بعض الشخصيات في الدنمارك احتجاجاً على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم اكتفى بالقول ( كان لنا هدف ومعنا رسالة وهذا أمر حسم منذ فترة ولن أجيبك عن أي سؤال حول هذا الأمر، وأضاف أنه يجوز للمرأة أن تمارس العمل الدعوي وفق ضوابط محددة، أسئلة كثيرة طرحناها على ضيفنا الداعية عمرو خالد فكانت هذه المحصلة.
فسألته ثانياً يعد الداعية عمرو خالد خريج كلية التجارة شخصية مثيرة للجدل بسبب توجهه وفكره الجديد في طرق الدعوة وخروجه عن المألوف.. كيف يقيم المرحلة الماضية من جهوده الدعوية؟
- المرحلة الماضية لم تبعدني كثيراً.. فأنا لا زلت في بداية الطريق وأستفيد من علمائنا ومشايخنا الأجلاء، وكل يوم أعمل على تطوير نفسي، وكان من أفضل ما اتخذته في السنوات الماضية من قرارات أنه متى ما جعلت منهج (الدين النصيحة) منهاجاً تسير عليه فإن الطريق سيكون مفتوحاً والمستقبل قويا، وبالتالي سيحقق أي داعية النجاح بشرط أن يبتعد عن الاعتداد بما حققه يجب عليه أن يقدم ويعطي طالما هو قادر على تقديم شيء يفيد الأمة.

نعم لدي أخطاء
ولكن البعض يؤكد وجود أخطاء في منهجكم الدعوي؟
- نعم لدي أخطاء.. الواقع يقول: أنني بشر أخطئ كما يخطئ الجميع لكنني أعدل عن خطئي وأعمل على تصحيحه متى ما اكتشفته.
إذاً أين تقف الآن؟
- في بداية المشوار لا زلت أستمع أكثر مما أقول وهذه إحدى نقط الاستفادة أن أحرص على أن أسمع بآذان واسعة، وأحرص على التغيير، أنا حريص على أن أسمع،وسألتني عن أحد أسباب الاستمرارية لي حتى الآن هو الاستمرار في الاستماع للعلماء لوجهات النظر البناءة للنقد الهادف و محاولة التغيير بما يواكب الحاضر وأنا لا زلت في بداية الطريق لكنني أؤكد أن المستقبل لعمرو خالد سيكون محملاً بالكثير من الخير والفائدة.
عمرو خالد ظـاهرة جديدة في مجال الدعوة.. هكذا يردد العامة ما هو تفسيركم لظـاهرة جديدة هل المقصود هو الملبس أو المنهج أو ماذا؟
- قضية ظـاهرة جديدة.. ما الذي يقصدون بها، أنا مقتنع بحاجة أن الدعوة واجبة على الجميع وهي قضية تسلم من أجيال لأجيال وكل مسير لما خلق له، وأنا أقول عن ما يسمونه بعمرو خالد الظـاهرة الجديدة بأنهم لابد أن يتنبهوا لأمر (طبيعة المكان) الذي يختلف من بلد لآخر ونوعية تحتاج الخطاب التقليدي المعروف وهناك نوعية تحتاج خطابا دعويا جديدا، لكن في الواقع أن الكل يتكامل الدعاة بطرازهم المعروف وعمرو خالد بمنهجه الجديد، وليس انتقالا بشكل جديد في الدعوة، أريد أن أقول هنا أن كل فرد منا مطالب بالأخذ بيد أخيه المسلم والدعوة الإسلامية ليست مقصورة أو حكرا على أحد نحن في حاجة ماسة لجهود أئمتنا وعلمائنا لتبصير الناس بالعلم والفتوى، والدعوة واجبة علينا جميعا.

أولوياتي
يتهمكم البعض بعدم التخصص، وضعف التكوين المعرفي والديني، فبماذا ترد على هذه الأقوال؟
- أنا أمارس الدعوة منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً تقريباً أما من ناحية عدم التخصص الشرعي، فأنا لست مفتيا، وليس دوري تقديم رسالة علمية فقهية، فأنا صاحب رسالة تستهدف نقل شبابنا العربي من مرحلة الانهيار إلى مرحلة الإيجابية والنجاح، وتقديم ما يفيد بلادهم، أنا لدي هدف أسعى إليه، وأولويات أجندتي بوضوح تتحدد في محاولة إيجاد شيء لشباب منطقتنا العربية يمكن تسميته بـ“التنمية بالإيمان”، بحيث نوجد شبابا يدفع تنمية بلادنا ونهضتنا من خلال الإيمان بالله عز وجل.
وهذا الدور أقوم به لأنني سأُسأل عنه يوم القيامة، فإذا كان الله قد أعطاني ملكة جذب الناس، فهذا لا يعني أنني سأظهر من أجل إلقاء كلمات تفرح الناس وتسري عنهم.
هل ترى أن الوقت الحالي يحتاج إلى دعاة أمثال الشيخ عمرو خالد؟
- الوقت الحالي يحتاج الجميع.. لا بد من التكاتف بسبب تنوع واختلاف المقبلين على التدين وهو اختلاف طبقات ودول وشرائح ومفاهيم في المجتمع تجعل الحاجة ( ماسة ) لهذا التعدد من الدعاة، دعني أسميه (التنوع) الذي يؤدي إلى الثراء في مجال الدعوة.
عندما قررتم الذهاب للدنمارك للتحاور حول الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم واجهتم انتقادات حادة ما هو تفسيرك لهذا الانتقاد وما الذي نجحتم في تحقيقه من هذه الزيارة؟
- هذا أمر انتهى ولكن عندما اتخذت قرار الذهاب للدنمارك كان هناك قضية وكان هناك آراء وكل أدلى بدلوه فيه والأمر انتهى وأرجوك أن لا تفتحه.
ما الذي نحتاجه للمحافظة على هوية الإسلام وصورته الناصعة؟
- نحن في حاجة إلى جهود متعددة تملك رصيدا وافرا من الخبرة، تحسين الصورة يجب أن ينطلق من أنفسنا نحن في حاجة إلى المحافظة على هويتنا وتوجيه أبنائنا التوجيه الصحيح، لكي ننجح في الحياة وليكن لنا طموح مستقبلي على ضوئه تتحدد مكانتنا بين الأمم والشعوب،و لا بد أن يكون هناك نماذج نجاح ونماذج تجعل النجاح حليفنا، نحتاج إلى المسلم النموذج والأسلوب الدعوي الجديد.
ما هي أبرز النماذج التي يطالب بها الداعية عمرو خالد؟
- النجاح المحترم أخلاقياً لكل منا، نريد النجاح للمحترم في عمله ونفسه، ليضيف إلى الدنيا جديداً وأن يكون على اتصال بربه وأن يؤدي النموذج الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون مسلما متكاملا، وليس مسلماً متديناً وفاشلاً في دراسته، لا نريد مسلما أخلاقيا وفاشلا في عمله نريد نموذجا متكاملا حسن الخلق وحسن العبادة.
هل من الممكن تحقيق هذا النموذج المتكامل وإيجاد صيغة للتعايش السلمي بين الشعوب والأمم، في ظل الحروب الحالية؟
- الوضع الحالي للمسلمين والتوقيت صعب جداً ويحتاج الى جهود كبيرة لتحقيق التعايش بين الأمم والشعوب على سطح الكرة الأرضية، كما أن المسلمين وغير المسلمين في حاجة إلى قدرات تكون لديها الرغبة في التعايش السلمي بعيداً عن صراع الحضارات، لا بد أن يكون لدى جميع الأطراف الرغبة الصادقة لتحقيق هذا التعايش.
هل أنت متفائل بتحقيق هذا التعايش؟
- لا بد أن أكون متفائلاً... لأن الأرض هذه هي ملك لله سبحانه وتعالى وربنا وعد عباده الصالحين أن يكون لهم دور مؤثر وبالتالي فالمستقبل سيكون خيراً، ودون الأمن لا يمكننا أن نحيا ونتعايش ونتحمل الظروف كما أن ديننا دين أمل.
على من تقع المسئولية في هذا الأمر على الساسة أو على العلماء؟
- ليس السياسيون مسؤولين وحدهم الجميع معنيون بتحقيق هذه الوحدة للأمة والتعايش السلمي مع الشعوب الأخرى وكذلك الأمهات والدعاة والعلماء والإعلام والرياضة والمرأة الجميع مسئول عن وضع الأمة وتحديد مستقبلها، ولكن الأمة بدأت تدب فيها روح الأمل والحيوية والتفاؤل برغم المعوقات الكثيرة، لكن الأمة الإسلامية يميزها كثرة شبابها والأمل كبير في مستقبل ليكون لهم شأن.
ولماذا الاختلاف في تفسير ومعالجة الكثير من القضايا الهامة من قبل علماء ودعاة اليوم؟
- الاختلاف في العقول والأفهام في تفسير القضايا التي تهم حياة البشر أمر طبيعي، وصعوبة القضايا التي نعيشها تجعل من الاختلاف أمراً وارداً ولكن الحب والود موجود ولكن اختلاف الرؤى والطروحات من طبائع البشر أما إذا كان يحدوه شيء من التشويه فهذا سيؤدي حتماً إلى صورة سيئة، أنا لم أتحدث عن أي من الدعاة والعلماء إلا بكل تقدير واحترام أياً كان توجههم.

حجاب الفنانات
ظاهرة ارتداء الحجاب للفنانات يقف وراءها عمرو خالد.. كيف تقيم هذا الأمر ولمذا في هذا العصر تتوب الفنانات ويرتدين الحجاب؟
-التغير في القرون الماضية كان أمراً وارداً نظراً للإقبال على التدين من قبل شرائح كبيرة بفعل ليس واحد ولكن بفعل المفعول الجيد لما قام به الكثير من الدعاة وليس عمرو خالد وحده، والفنانات شريحة من شرائح المجتمع القابلة للتأثر، وقد تاثر بعضهن ولله الحمد إيجاباً وارتدين الحجاب وهن بشر مثلهن مثل الأطباء والرياضيين.
الذي يثير إعجابي هو كيف يستغرب الناس تدين الفنانات لأنها تريد الهداية وتريد الخير والصلاح في الدنيا والآخرة، وجميع الدعاة كانت لهم جهود في ذلك وشرف لنا أن يهتدي أي إنسان.
لكنهن يحضرن إلى دروسكم ويستمعن لها؟
- نعم يحضرن إلى دروسي التي أقيمها وما الذي يمنع؟ وللمعلومية فإن في كثير من الدروس يحضر قرابة 30 ألفاً ولكن منذ سنوات طويلة لم يكن لدي دروس خاصة.

المرأة الداعية
لك رأي في ضرورة وجود المرأة الداعية وعدم حكر هذا الأمر على الرجل؟
- الشكل يجب أن يكون له دور مؤثر في مسيرة الدعوة، ويجب أن يكون هذا مقبولاً ولكن بالشكل المطلوب والمقبول أيضاً وفق قيم المجتمع الإسلامي لأن الهدف هو الدعوة إلى الله ونحن نريد ذلك ونعمل من أجله، على أن يكون بين السيدات وبالشكل المطلوب والمقبول والمؤثر بما يحقق التوازن والحكمة وبشكل طبيعي.
وهل المرأة قادرة على ممارسة الدور الدعوي؟
- نعم المرأة قادرة على ممارسة الجانب الدعوي.. وتاريخ الإسلام يقول أن هناك صحابيات كان لهن دور في تعليم بقية النساء ودعوتهن للهداية، ولكن وفق قيم المجتمع وبالشكل المناسب لكل مجتمع.
برزت ظاهرة الفتاوى من المبتدئين في العلم الشرعي ماهي مخاطر مثل هذا الأمر وما هو دور العلماء والمشايخ في هذا الأمر؟
- علماؤنا ومشايخنا لا بد أن يرجع لهم في مجال الفتاوى وخصوصاًُ الثقات منهم ويجب أن ينضبط الأمر على هذا النحو لأن إطلاق العنان للفتاوى من المبتدئين وقليلي العلم سيكون له تأثير سلبي على حياة البشرية لذا يجب أن تكون الفتوى في القضايا المصيرية بيد علماء ذوي خبرة وهم موجودون ولله الحمد في المجتمع الإسلامي.

من هو عمرو خالد ؟


خريج كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1988 التحق بمعهد الدراسات الإسلامية وحصل منه على دبلوم الدراسات والعلوم الإسلامية وعمل بعد تخرجه من الجامعة في مكتب كبير في مصر للمراجعة والمحاسبة وبعد ذلك قام بافتتاح مكتب خاص يقول عن نشأته انه نشأ في أسرة متدينة تدينا عاديا بعيدا عن التزمت، ووالده طبيب وعن بداياته في طريق الدعوة الإسلامية قال منذ صغري تأثرت بعدد من العلماء والمشايخ في مصر مثل الشيخ ابراهيم عزت ومحمد الغزالي لكنني لم أتتلمذ على يد أحد منهم مباشرة وكنت أقرأ مؤلفاتهم باستمرار واستمع الى الشرائط التي تتضمن دروسهم واستفدت منها كثيرا في تكوين منهج أسير عليه.
يقول عن منهجه الذي يسير عليه أنه يتسم بالبساطة والتلقائية في حديثي والمقدرة على توصيل المعلومة وتوضيحها بأسلوب سهل وتناولي لقضايا الشباب الحياتية، هذه هي أهم العوامل التي أكسبتني محبة الناس والتأثير فيهم، بالإضافة الى الأسلوب الذي يأخذ بأيديهم الى طاعة الله سبحانه وتعالى، وأعتقد ان الداعية مطالب بالتبسيط في تقديم المعلومة، كما يجب ان يكون مطلعا بما فيه الكفاية للتأثير في الناس، ولد عمرو خالد في 5/9/1967 الإسكندرية وحالته الاجتماعية متزوج ولديه طفل واحد.
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المجلة الرمضانية - العدد العاشر

الله يبارك فيك الخزاعي على هذا النقل المبارك لاحرمت الاجر والمثوبة
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع