- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
ربّ النهار وربّ الليل في رمضان
استوحيت عنوان مقالي هذا وبعض الأفكار فيه من خطبة للشيخ علي أبو الحسن، يحفظه الله، في مسجد تجار جدة. وكما عوَّدنا الشيخ في كثير من خطبه العميقة فإنه يُعيننا على أن نرى الأشياء كما لم نرها من قبل، يُعرِّيها من ثيابها المزيفة التي أُلْبِسَتْها وتبلدت أحاسيسنا تجاهها.
عندما ننظر للتناقض البين بين نهار ومساء بعض المسلمين في رمضان فإنه لا يسعنا إلاَّ أن نتعجب. أوهذا يقدَّم لرب واحد؟!..
أصبح النهار وقت الامتناع عن كل شيء فعَّال، بل أصبح وقت الراحة والنوم والعمل الخفيف، وأصبح الليل وقت إشباع الرغبات والانغماس في أطايب الطعام والشراب، وأنواع المسليات التي تتميز بل وتنفرد بها ليالي رمضان.
يعرف أصحاب الدعايات والإعلانات وينصحون أصحاب الأعمال الجادة البناءة أن لا يعلنوا في رمضان فكل شيء يذوب ويميع بين إعلانات السلع الاستهلاكية من أكل وشرب وتسلية، فإن إذا كانت الشياطين مصفدة في
رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟ كنت في مجال التعليم أو الصحة أو الصناعة أو غيرها من الأعمال البناءة فإنك حتماً ستذوب وتميع إن تجرأت وحاولت إيصال معلومة تخاطب شيئاً غير تلبية وإشباع الملذات والسلع الاستهلاكية.
إذا كانت الشياطين مصفدة في رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟.
أم هي نفوسنا التي جُبلت على الانغماس في الملذات؟.
وكله يعود إلى فلسفة العلاقة مع الشيطان هل هي علاقة مُدافعة أم مُراغمة؟!.. الله سبحانه وتعالى يريدها منا علاقة مُراغمة .. أن نغزو الشيطان في عُقر داره .. أن نُذله وهذه أحب العبادات إلى الله .. أن نتخذ الشيطان عدّواً«فاتخذوه عدواً» نحاربه ونغزوه ونحقق عليه الانتصارات في هذا الشهر الفضيل.
وكيف يكون ذلك وقد أصبح الشهر شهر الانغماس في النعم والملذات، فهو شهر الحوافز التسويقية، وشهر الاستهلاك اللامُرشد، وشهر عقود السبق والمسابقات التى أصبحت أشبه ماتكون باليانصيب، وتفاهة التسالي بعد الإفطار وبعد الصلاة وكلها أنواع من التسالي التي لا تغير مسار مجتمع ولا تصحح وجهته، وهذا مخالف لروح الشهر وغايته ومقصده الذي من أجله فُرض.
ضاعت سمة الجهاد والجدية وهذا يُفرح الشيطان في أصفاده.
لم يصبح الهم هو كيف تغير السلوك في هذا الشهر بالانكباب على دراسة سنن الله في التغيير وتفعيل آليات التغيير المناسبة لذلك، وإنما أصبح الهم هو التسابق على كان صور الماديات.
وانتشر مايمكن أن نطلق عليه «الفوضى الإصلاحية» في كل المجالات.
فنجد من كل همه أن يختم القرآن كل 3 أيام دون أن يكون للتدبر والتأمل في القرآن وتفسيره أو العمل به رصيد. فقط قراءة سطحية.
كَلُّ مِهني .. وسبات نهاري .. وضجيج سمعي .. وتكالب على الملذات .. واختلال التوازن في الأداء العبادي .. وانشغال عن الثغور الحياتية .. وضياع سمة الجدية واستبدالها بالسمة الدعائية للسلع الاستهلاكية..
أوهكذا انتهى حالنا مع رمضان؟..
د. وليد فتيحي
دمعة وابتسامة على باب الحبيب
صائمون جوار رياض الجنة
خالد الجابري (المدينة المنورة)تصوير: رمزي عبدالكريم
ما ان تطأ اقدام المعتمرين والزائرين المدينة المنورة، حتى تتهلل وجوهم بالسعادة وتشرع وجوههم بالابتسامة وراء الاخرى اما الاعين فانها تفيض بالدمع.
وبعد دقائق معدودات يجدون انفسهم داخل المسجد النبوي الشريف، فتشرفو بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام ثم تبدأ رحلة اخرى في الجلوس داخل الروضة الشريفة .. ويمتد الشوق للصلاة وتلاوة القرآن داخل (روضة من رياض الجنة) اما الاكثر سعادة فهم الذين يحيرون لانفسهم موطئ قدم داخل الروضة مع علو صوت اذان المغرب ايذاناً بالافطار، لتلهج الألسن بالدعاء (اللهم تقبل منا انك انت الوهاب).
هذا الوصف يمثل حال الآف الزائرين الذين يتوقون شوقاً للصلاة والسلام على سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام .. وما ان تتحقق آمالهم وحلم العمر في الوصول الى طيبة الطيبة حتى يجتهدون في الدعاء بالعودة اليها سنوات وسنوات.
محمد عبيدت (أردني) يزور طيبة الطيبة للمرة الاول يذرف الدمع وهو على باب المسجد النبوي الشريف يعتبر الجو الروحاني الذي يحيط بكل مكان في المدينة المنورة بأنه يصعب على الوصف، وهو احساسي داخل نفوس جميع الزائرين يصعب ترجمته لفظاً .. يقول لفت نظري تلك السُفر الممتدة في الساحات وداخل اروقة المسجد النبوي الشريف، واهل المدينة المنورة كجزء من اهل المملكة جبلوا على الخير وكرم الضيافة.
ويقول صادق عبدالصبور (مصري) انه كان يحلم بالصوم عدة ايام في طيبة الطيبة، والحمد لله تحققت هذه الامنية، فالصوم هنا له مذاقا خاصا في ظل الروحانية التي تعم كل الارجاء.ولم ينس عبدالصبور تسجيل صوت شكر اهال المدينة المنورة على كرم الضيافة فهم يحرصون على مشاركة الزوار وجبات الافطار، وهذا الكرم معروف عنهم، ليجزيهم الله خير الجزاء.
اما التونسي العباس مصطفى فالفرحة كانت تملأ عينيه وهو يروي تجربة صومه وافطاره للمرة الاولى في طيبة الطيبة، وبعدما كان يستمع للاحاديث والروايات والزائرين والعائدين، هاهو يشهد بنفسه تلك الاجواء ويقول سعادتي كبيرة بالتواجد في المسجد النبوي الشريف.
ويرى اسماعيل الطيب (السوداني) ان شوقه تحقق بالوصول الى هذه البقاع الطاهرة ليستمتع بكل ما فيها من اجواء.
ويعتبر نور الدين عبدالحق (باكستاني) ان زيارته الحالية للمدينة المنورة تعد مختلفة عن الزيارة الاولى خلال موسم الحج، اذ لم يسبق له الصوم على ارض طيبة الطيبة، وهي لحظات لا تعوض ونحمد الله على هذا الفضل.
ربّ النهار وربّ الليل في رمضان
استوحيت عنوان مقالي هذا وبعض الأفكار فيه من خطبة للشيخ علي أبو الحسن، يحفظه الله، في مسجد تجار جدة. وكما عوَّدنا الشيخ في كثير من خطبه العميقة فإنه يُعيننا على أن نرى الأشياء كما لم نرها من قبل، يُعرِّيها من ثيابها المزيفة التي أُلْبِسَتْها وتبلدت أحاسيسنا تجاهها.
عندما ننظر للتناقض البين بين نهار ومساء بعض المسلمين في رمضان فإنه لا يسعنا إلاَّ أن نتعجب. أوهذا يقدَّم لرب واحد؟!..
أصبح النهار وقت الامتناع عن كل شيء فعَّال، بل أصبح وقت الراحة والنوم والعمل الخفيف، وأصبح الليل وقت إشباع الرغبات والانغماس في أطايب الطعام والشراب، وأنواع المسليات التي تتميز بل وتنفرد بها ليالي رمضان.
يعرف أصحاب الدعايات والإعلانات وينصحون أصحاب الأعمال الجادة البناءة أن لا يعلنوا في رمضان فكل شيء يذوب ويميع بين إعلانات السلع الاستهلاكية من أكل وشرب وتسلية، فإن إذا كانت الشياطين مصفدة في
رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟ كنت في مجال التعليم أو الصحة أو الصناعة أو غيرها من الأعمال البناءة فإنك حتماً ستذوب وتميع إن تجرأت وحاولت إيصال معلومة تخاطب شيئاً غير تلبية وإشباع الملذات والسلع الاستهلاكية.
إذا كانت الشياطين مصفدة في رمضان .. فمن أين تأتي الشياطين؟.
أم هي نفوسنا التي جُبلت على الانغماس في الملذات؟.
وكله يعود إلى فلسفة العلاقة مع الشيطان هل هي علاقة مُدافعة أم مُراغمة؟!.. الله سبحانه وتعالى يريدها منا علاقة مُراغمة .. أن نغزو الشيطان في عُقر داره .. أن نُذله وهذه أحب العبادات إلى الله .. أن نتخذ الشيطان عدّواً«فاتخذوه عدواً» نحاربه ونغزوه ونحقق عليه الانتصارات في هذا الشهر الفضيل.
وكيف يكون ذلك وقد أصبح الشهر شهر الانغماس في النعم والملذات، فهو شهر الحوافز التسويقية، وشهر الاستهلاك اللامُرشد، وشهر عقود السبق والمسابقات التى أصبحت أشبه ماتكون باليانصيب، وتفاهة التسالي بعد الإفطار وبعد الصلاة وكلها أنواع من التسالي التي لا تغير مسار مجتمع ولا تصحح وجهته، وهذا مخالف لروح الشهر وغايته ومقصده الذي من أجله فُرض.
ضاعت سمة الجهاد والجدية وهذا يُفرح الشيطان في أصفاده.
لم يصبح الهم هو كيف تغير السلوك في هذا الشهر بالانكباب على دراسة سنن الله في التغيير وتفعيل آليات التغيير المناسبة لذلك، وإنما أصبح الهم هو التسابق على كان صور الماديات.
وانتشر مايمكن أن نطلق عليه «الفوضى الإصلاحية» في كل المجالات.
فنجد من كل همه أن يختم القرآن كل 3 أيام دون أن يكون للتدبر والتأمل في القرآن وتفسيره أو العمل به رصيد. فقط قراءة سطحية.
كَلُّ مِهني .. وسبات نهاري .. وضجيج سمعي .. وتكالب على الملذات .. واختلال التوازن في الأداء العبادي .. وانشغال عن الثغور الحياتية .. وضياع سمة الجدية واستبدالها بالسمة الدعائية للسلع الاستهلاكية..
أوهكذا انتهى حالنا مع رمضان؟..
د. وليد فتيحي
دمعة وابتسامة على باب الحبيب
صائمون جوار رياض الجنة
خالد الجابري (المدينة المنورة)تصوير: رمزي عبدالكريم
ما ان تطأ اقدام المعتمرين والزائرين المدينة المنورة، حتى تتهلل وجوهم بالسعادة وتشرع وجوههم بالابتسامة وراء الاخرى اما الاعين فانها تفيض بالدمع.
وبعد دقائق معدودات يجدون انفسهم داخل المسجد النبوي الشريف، فتشرفو بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام ثم تبدأ رحلة اخرى في الجلوس داخل الروضة الشريفة .. ويمتد الشوق للصلاة وتلاوة القرآن داخل (روضة من رياض الجنة) اما الاكثر سعادة فهم الذين يحيرون لانفسهم موطئ قدم داخل الروضة مع علو صوت اذان المغرب ايذاناً بالافطار، لتلهج الألسن بالدعاء (اللهم تقبل منا انك انت الوهاب).
هذا الوصف يمثل حال الآف الزائرين الذين يتوقون شوقاً للصلاة والسلام على سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام .. وما ان تتحقق آمالهم وحلم العمر في الوصول الى طيبة الطيبة حتى يجتهدون في الدعاء بالعودة اليها سنوات وسنوات.
محمد عبيدت (أردني) يزور طيبة الطيبة للمرة الاول يذرف الدمع وهو على باب المسجد النبوي الشريف يعتبر الجو الروحاني الذي يحيط بكل مكان في المدينة المنورة بأنه يصعب على الوصف، وهو احساسي داخل نفوس جميع الزائرين يصعب ترجمته لفظاً .. يقول لفت نظري تلك السُفر الممتدة في الساحات وداخل اروقة المسجد النبوي الشريف، واهل المدينة المنورة كجزء من اهل المملكة جبلوا على الخير وكرم الضيافة.
ويقول صادق عبدالصبور (مصري) انه كان يحلم بالصوم عدة ايام في طيبة الطيبة، والحمد لله تحققت هذه الامنية، فالصوم هنا له مذاقا خاصا في ظل الروحانية التي تعم كل الارجاء.ولم ينس عبدالصبور تسجيل صوت شكر اهال المدينة المنورة على كرم الضيافة فهم يحرصون على مشاركة الزوار وجبات الافطار، وهذا الكرم معروف عنهم، ليجزيهم الله خير الجزاء.
اما التونسي العباس مصطفى فالفرحة كانت تملأ عينيه وهو يروي تجربة صومه وافطاره للمرة الاولى في طيبة الطيبة، وبعدما كان يستمع للاحاديث والروايات والزائرين والعائدين، هاهو يشهد بنفسه تلك الاجواء ويقول سعادتي كبيرة بالتواجد في المسجد النبوي الشريف.
ويرى اسماعيل الطيب (السوداني) ان شوقه تحقق بالوصول الى هذه البقاع الطاهرة ليستمتع بكل ما فيها من اجواء.
ويعتبر نور الدين عبدالحق (باكستاني) ان زيارته الحالية للمدينة المنورة تعد مختلفة عن الزيارة الاولى خلال موسم الحج، اذ لم يسبق له الصوم على ارض طيبة الطيبة، وهي لحظات لا تعوض ونحمد الله على هذا الفضل.