إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد الثاني عشر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-

فتـــــاوى



س : متى يؤمر الصبي بالصيام؟

ج : قال الخرقي : وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أخذ به.

قال ابن قدامة: واعتباره بالعشر أولى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالضرب على الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى ، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه.[المغني مع الشرح 3/90] .

فما بالك أيها الأخ المسلم بمن يمنع أولاده من الصيام رحمة بهم بزعمه!!

س : رجل بلغ من الكبر عتياً ، وأصبح لا يعرف أولاده ، ولا الجهات الأصلية ، فماذا عليه في الصوم؟.

ج : إذا كان الواقع ما ذكر ، فليس عليه صلاة ولا صيام ولا إطعام. وإذا كان يعود إليه عقله أحياناً ، ويذهب أحياناً ، فإذا عاد إليه صام ، وإذا ذهب عنه سقط عنه الصيام.

س : ما حكم الصيام للمريض؟

ج : إذا ثبت بالطب أن الصوم يسبب هلاك المريض فلا يجوز له الصيام ، أما إن ثبت أن الصوم يجلب المرض له أو يضر بالمريض بزيادة مرضه أو تأخير شفائه أو يؤلمه أو يشق عليه الصيام ، فالمتسحب له أن يفطر ثم يقضي.

س : شخص مصاب بقرحة في معدته ، ونهاه الطبيب عن الصيام مدة خمس سنوات. فما الحكم؟

ج : إذا كان الطبيب الذي نهاه عن الصوم ثقة مأموناً خبيراً في طبه ، فيتعين السمع والطاعة لنصحه ، وذلك بإفطاره في رمضان حتى يجد القدرة والاستطاعة على الصوم ، لقوله تعالى:((فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) فإذا شفي من مرضه ، تعين عليه صوم أشهر رمضان التي أفطرها.

س : ما حكم العاجز عن الصيام عجزاً كلياً لمرض لا يرجى شفاؤه أو لكبر سنه؟

ج : عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ، نصف صاع من قوت البلد ، (مثال : قرابة1.5 كغ من الأرز) يدفعها في أول الشهر كما فعل أنس رضي الله عنه ، ويجوز أثناءه أو في آخره.

س : رجل مريض أخبره الأطباء أن شفاءه ممكن ، فهل يجزئه الإطعام؟

ج : لا يجزئه الإطعام ، ويجب عليه الانتظار حتى يشفى ثم يقضى.

س : رجل مريض ينتظر الشفاء ليصوم ، فمات ، فماذا عليه؟.

ج : ليس عليه شيء لأن الصيام حق لله تبارك وتعالى ، وجب بالشرع ومات من يجب عليه قبل إمكان فعله فسقط إلى غير بدل كالحج.













دار الإفتاء المصرية تؤكد مشروعية حقن مريض الفشل الكلوي في رمضان

القاهرة - حامد محمود

بعث احد المواطنين المصريين بسؤال إلى دار الإفتاء المصرية قال فيه انه مريض بالفشل الكلوي وأثناء الغسيل يضاف بعض محاليل الملح والجلوكوز لمنع تجمد الدم وذلك عن طريق الأوردة والشرايين وطلب بيان الحكم الشرعي في صيامه وهل يفسد بهذه الحقن والمحاليل؟.

وأجابت دار الإفتاء بالآتي: الحقن سواء كانت في العضدين أو الفخذين أو تحت الجلد أو في أي موضع من ظاهر البدن غير مفسد للصوم لأن مثل هذه الحقنة لا يصل منها شيء إلى الجوف من المنافذ أصلا وعلي فرض الوصول فإنما تصل من المسام فقط وما تصل إليه ليس جوفا ولا في حكم الجوف.



على خطى الحبيب

للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني

إيذاؤه وما تعرض له النبي الكريم

جاء رجل حاملا معه أمعاء الجمل، فرماهـا على الحبيب وهو ساجد يصلي، فلم يستطع القيام حتى جاءت زينب تمسح عنه وهي تبكي فقال لها: «لا تبك يا بنيتي إن الله ناصر أباك» لماذا فعل عقبة ذلك؟؟!! الواقع أن عقبة كان قد تأثر بكلام النبي وأوشك على الإسلام، لكنه حين حدّث أبـا جهـل - أعـز أصـدقائه - بـذلك أجابه قائلا: «وجهي من وجهك حرام، وآلامي من آلامك حرام حتـى تبـصق علـى وجـه محمـد».

ففعـل عقبـة ذلـك. فتنزل الآيـات: «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِـي لَـمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً، َلَِقَدْ أضَلَّنِي عَن ًالذكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا» الفرقان: 29 – 27 وذات مرة عمد أبو جهل إلى وضع قدمه فوق الحبيب وهو ساجد فهرب فجأة، فلما سألوه عن السبب أجاب: «رأيت بيني وبين محمد خندقا من نار لو اقتربت لاحترقت». فكانت تلك معجـزات مـن الله تعـالى لتثبيـت حبيبـه فالله لا يرضى الذل له أبدا.

ودخل أعرابي مكة ذات يوم فأخذ أبو جهل ماله، فذهب إلى قريش يطلب منهم أن يعيد لـه مالـه، فقـالوا لـه: اذهب إلى ذلك الشخص الذي يصلي وهو سيعيد لك مالك. فذهب إلى الحبيب فقال له: أخبروني بأنك سوف تعيد لي مالي من أبي جهل. فنهض وقال: إذاً قم معي. وذهب إلى أبي جهـل وقـال لـه: « أأخـذت مـن الرجـل مـالاً؟». قال: نعم. فقال: «أعد للرجل ماله». فأعاده. فلما سألوا أبا جهل عن سبب ذلك: «قال لقد رأيت خلف محمـد فحـل جمل!» كما تعرض الصحابة لكثير من الإيذاء البدني، فضُرب عبد الله بن مسعود وأبـو بكـر، وعُـذِّب بـلال فـي الـصحراء وعانى أصحابه كانوا يقولون له: قل اللات والعزى، فكان يجيب: «لساني لا يحسنه». و كان يردد: أحد.. أحد.. أحد.. أحد وعانى الزبير بن العوام رضي الله عنه وعمره 16 سنة، حتى أُصيب بمرض صدري، فأجاز له الحبيـب لـبس الحرير لمرضه. أما آل ياسر فقد لقوا أشد العذاب من قريش، فكان الرسول يقول لهم: «صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنـة». فقتل أبو جهل سمية أم عمار بن ياسر، وبذلك كانت أول شهيدة في الإسلام، ثم لحق بها زوجها بعدها بعدة أيام. مع كل هذا الإيذاء، لماذا لم يدعُ الحبيب لأصحابه؟.

1- لأنه كان يريد رجالا حقيقيين.

2- حتى نعلم بأن الإسلام غال، ولم يصلنا على طبق من ذهب.



حدث في رمضان نزول الإنجيل



أنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام لثلاث عشرة مضين من رمضان.

تعرض المسجد النبوي لصاعقة

في الثالث عشر من شهر رمضان عام 886هـ الموافق 5 نوفمبر 1481م تعرض المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة لصاعقة أحرقت المبنى وسلمت القبة والقبر.

وفاة الأستاذ عمر التلمساني

في 13 من رمضان 1406هـالموافق 22 مايو 1986م: توفى الأستاذ عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية، تحلّى خلالها بالصبر والثبات أثناء سنوات محنته في السجون الناصرية، واستطاع الرجل أن يحقق للجماعة العودة إلى الحياة والجماهيرية في المجتمع المصري بعد سنوات طويلة من الإقصاء والإبعاد عن الحياة العامة.

وصول عمر بن الخطاب إلى فلسطين

في 13 رمضان 15هـ الموافق 18أكتوبر 636م وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين بعد معارك ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام ، وتسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها يؤمن أرواحهم وأموالهم.

مبايعة عبدالرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة

في الثالث عشر من شهر رمضان عام 414هـ الموافق 28 نوفمبر 1023م ، بويع عبد الرحمن بن هشام بالخلافة في قرطبة .

وهو أموي تلقب بالمستظهر بالله، وكانت خلافته لمدة شهر واحد وسبعة عشر يومًا. إعداد: علي طالب
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثاني عشر

التفسير الميسر

الشيخ عائض القرني

(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين).

وأمرناكم بدخول فلسطين لطلبكم ذلك وهيأنا لكم فيها معيشة هنيئة بلا مشقة ولا عناء في تحصيلها بل رزق وافر من طعام لذيذ من راحة بال وحسن حال وأمرناكم بدخول باب القرية خاضعين خاشعين شكراً لله مستغفرين لذنوبكم طالبين العفو من ربكم ووعدناكم بغفران الخطايا اذا تبتم وتكفير الذنوب اذا استغفرتم ومن لم يكن منكم مذنباً زدناه باستغفاره وصلاحه حسنات ورفعناه درجات فالمسئ نكفر سيئاته والمحسن نزيد في حسناته فوعدناكم اذا استقمتم بعيش رغيد ومقام سعيد وغفران للخطايا وزيادة في العطايا.

وفي الآية وجوب الاستغفار من الذنوب مع تقوى القلوب فكم من مستغفر وهو محروم وكم من ساكت وهو مرحوم، ذاك قلبه فاجر وهذا قلبه ذاكر.

( فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون).

فغيّر الفجرة منكم ما أمرناكم به من الاستغفار وقلبوا الكلام فسقاً وعناداً فقالوا:حنطة مكان حطة وما ذاك الا لكثرة تمردهم على ربهم وتأصل الخبث في نفوسهم بعدها انزلنا عليهم عذاباً من السماء نّكل بهم جزاء فعلهم الشنيع وقولهم القبيح فكم من آية مرت بهم وبلاء وكم من محنة عاشوها ورخاء لكن المخدر بسكار المعصية لا يشعر والمفتون بحب الدنيا لا يحس فالذنوب تميت القلوب وتنسيها علام الغيوب فما اذهب الفطنة وعطل الفهم ومحق البركة مثل المعصية.

(وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين).

فلما أمّنا لكم الطعام مما لذ وطاب بقي الشراب فلما دعانا موسى ان نسقيكم الماء البارد جعلناه بطريق المعجزة لعكم تشاهدون قدرة الله فتخافوا وتنظرون فضله فتشكروه وتبصرون كرمه فتحبوه فلا شكر على النعم ولا خوف من النعم ولا حب على كثرة الايادي.

أما ضرب موسى بعصاه الصخر مثلما ضرب بها البحر فانفجر الصخر بالماء وانفلق البحر للنجاة فاليابس القاسي بقدرتنا لان وقلوبكم ما لانت والسائل بأمرنا تجمد فهل من معتبر؟ وفجرنا من الصخر لكم اثنتي عشرة عيناً بعدد قبائلكم ليقل الزحام ولا يقع الخصام فكل قبيلة تعرف مشربها فها هو الطعام والشراب مهيأ لكم وكله من فضل الله فهلا شكرتموه وعبدتموه فلله في كل لقمة نعمة وفي كل قطرة ماء آلاء وفي كل نسمة هواء عطاء وقد حذرناكم مغبة العصيان وعاقبة الكفران من السعي في الارض بالظلم وسفك الدم الحرام والقطيعة وأخذ اموال الناس بالباطل وشهادة الزور ونحوها ولكن تركتم المأمور وارتكبتم المحذور وخالفتم الرسول وجانبتم الحق واطعتم الهوى.







( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).

وبعدما هيأنا لكم احسن الطعام من اللحم والحلوى والشراب البارد مللتم ذلك لانعكاس الفطرة وخواء القلوب والتنكر للنعم ومحبة التبديل والتغيير حتى في الاكل والشرب اقترحتم على موسى طعاماً آخر وهو أدنى من الاول في الطعم والقيمة من البقل وانواع الحبوب والخضروات فكيف تستبدلون – حتى في الطعام- الادنى بالاحسن والرخيص بالغالي فلا تمييز عندكم ولا فرقان حتى فيما تأكلون؟! ولكننا اعيناكم طلبكم ايضا وانزلناكم فلسطين تأكلون من الثمار والحبوب والخضروات وجزاء لعتوِّكم والتوائكم وتمردكم جعلنا الهوان عليكم فضربناكم بالخوف في القلوب والفقر في النفوس مع خسة الهمم وانحطاط العزيمة لأنكم رضيتم بالدون وطلبتم الأخس من كل شيء ورفضتم اختيارنا لكم من العلو والرفعة وطهارة النفس وسلامة الاخلاق وصفاء الضمير وصحة المنهج فغضبنا عليكم اشد الغضب لمخالفتكم وفجوركم بعد قيام الحجة وثبوت الدليل ووضوح البرهان فالعالم العاصي مغضوب عليه والجاهل العاصي ضال وسبب غضب الله على اليهود كفرهم بالرسالة ورفضهم الايمان وقتلهم للانبياء وهي جرائم بشعة فظيعة وخطايا هائلة مرعبة وهذا الهوان الذي حلّ بهم والذل الذي لزمهم والغضب الذي وقع عليهم بسبب عصيانهم في ترك المأمور وعدوانهم بارتكاب المحظور ويمكن ان يكون العصيان ظلم النفس والعدوان ظلم الناس.

(إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

هذه الآية في أهل الكتاب قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم المعنى أن من آمن من هذه الطوائف من اليهود والنصارى والصائبة الذين هم فرقة من النصارى وعمل صالحاً فهم مأجورون عند الله لا يخافون مما أمامهم من الاهوال ولا يحزنون مما خلفهم من آثار الاعمال واما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يصح ايمان مؤمن حتى يؤمن به صلى الله عليه وسلم وهذه الآية فيها احتراز واستثناء لانه لما ذم بني اسرائيل اخبر ان فيهم مؤمنين ثم ذكر النصارى والصابئين ليكون الحكم عاما والقاعدة مطردة في كل من آمن وعمل صالحاً وبيّن أن اجرهم عند ربهم وهي الجنات ولا يلحقهم خوف من عقاب.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثاني عشر

الوقف رمز لتنمية المجتمعات وقد استفادت الأمة الإسلامية منه في بناء حضارتها

أحمد العمودي - جدة

أكد عدد من قيادات العمل الخيري والاقتصادي في المملكة على أهمية الوقف في الإسلام، مشيرين إلى أن السلف الصالح كانوا يهتمون بها لما يحققه من النفع للمسلمين والأجر الدائم للواقفين.

جاء ذلك في الندوة التي نظمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكة المكرمة، بالتعاون مع بيت الأعمال، تحت عنوان «الوقف وأثره في المجتمع المسلم» وذلك بالغرفة التجارية الصناعية بجدة.

وناقشت الندوة عدداً من المحاور من بينها «الأثر الاجتماعي للوقف في المجتمع المسلم» وتناوله معالي الدكتور علي بن عبدالله النملة، وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، ومحور «الأثر الاقتصادي للوقف في المجتمع المسلم» للأستاذ الدكتور محمد علي القري المستشار الاقتصادي المعروف، و»تعريف الوقف» ومعناه للأستاذ الدكتور عمر بن زهير حافظ، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة المتحدة للتأمين التعاوني.

رمز لتنمية المجتمعات

في بداية الندوة أوضح الدكتور عبدالوهاب بن عبدالرحمن نورولي الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكة المكرمة أن الوقف كان رمزاً لتنمية المجتمعات عند أسلافنا، مشيراً إلى أن كثيراً من رجالات العلم والعلماء كانوا يعتمدون على الأوقاف لما تحققه من النفع والأجر الدائم للواقف.

وبين أن الندوة أولت هذا الموضوع اهتماماً كبيراً وهي تسعى لاستعادة دوره التاريخي في دعم وجوه البر والإحسان وذلك بإيجاد آليات جديدة كمشروع الأسهم الوقفية الذي شرعت الندوة في تنفيذه، إلى جانب تسليط الضوء على هذه القضية التي هي في غاية الأهمية.

بعد ذلك تحدث معالي الدكتور علي بن عبدالله النملة قائلاً: إن الحديث عن الآثار الدينية والآثار الأخرى (الدنيوية) لأي ممارسة في عمارة هذه الأرض والاستخلاف عليها صغُرت أم كبُرت ذلك أن هناك ارتباطاً عضوياً في الإسلام بين الحياة والدين. وكل ممارسة دنيوية محكومة بالنظرة الدينية لهذه الممارسات، إذا ما أريد لها أن تدخل المفهوم الشامل للعبادة، مع التأكيد على الأصول المعتبرة للشرع الحنيف، بحيث لا يأتي الدين بصورة المُقَيِّد، بل يأتي بصورة الموجه إلى الصواب، إذا ما توافر الإخلاص من منطلق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم، أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ويأتي التفريع بحسب المتأثر لهذا المؤثِّر (الوقف) من إجتماعي أو علمي أو ثقافي أو اقتصادي إنما هو اجتهاد يُراد منه احترام التخصُّص المؤَصِّل.

ووضح د. النملة أن الحديث عن الآثار الاجتماعية عن الوقف ينبعث من آثار الوقف عموماً، فيما عدا الآثار التعبدية الخاصة التي تعود على الواقف، من أجر وصدقة جارية، وهذه آثار يمكن أن تكون فردية، إلا إنها مع فرديتها إنما تأتي حينما ينوي الواقف أن يكون لوقفه، أو أوقافه آثار اجتماعية، وسواء حصلت هذه الآثار الاجتماعية، كلها أو جُلُّها أو بعضها، أم حال دون حصولها حائل خارجي لا علاقة للواقف به، ولا حيلة له في تلافيه، فإن فضل الله الواسع أن يجري عليه أجر هذا الوقف.

وعن أبرز المشكلات التي تواجه الأوقاف، أكد د. النملة أنها يمكن أن تأتي في إدارتها أو نظارتهان والاعتداء عليها بسرقتها أو غصبها أو مصادرتها أحياناً من قبل أنظمة لا تُدرك آثارها الاجتماعية كالتأميم الذي مُنيت به بعض الأوقاف في بعض المجتمعات الإسلامية.

الوقف يستمد مشروعيته من السُّنة

ثم تحدث الأستاذ الدكتور محمد علي القري المستشار الاقتصادي المعروف عن محور الأثر الاقتصادي للوقف في المجتمع المسلم فقال: إن أول وقف في الإسلام وقف الصحابي مخيريق الذي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع بساتينه حيث شاء إنُ هو قُتِل في أُحد ثم قُتِل فأوقفها عليه السلام.

ومن أشهر الأوقاف في عصر النبوة وقف عمر: «إنِّي أصَبْتُ أرضاً بخيبر لم أحب مالاً أنفس عندي منها فما تأمرني فقال عليه الصلاة والسلام، إن شئتَ حبست أصلها وتصدقت بثمرتها. فجعلها عمر صدقة جارية لا تُباع ولا تُوهب ولا تورث، وتصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب والغزاة وفي سبيل الله والضيف».

وقال د. القري ان الوقف يستمد مشروعيته من السُّنة النبوية الفعلية والقولية» إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها الصدقة الجارية». والوقف ليس كالزكاة يجوز في كل أمر ولا يلزم أن يكون للفقراء والمساكين بل كل ما ينفع المسلم يجوز أن يكون وقفاً، فلا تجوز الأوقاف في معصية، كما أن دور الوقف كانت قديماً في المجتمعات الإسلامية.. فكانت هناك أوقاف جارية كالحرمين الشريفين والأزهر الشريف وجامع القيروان في المغرب وجامع الزيتونة في تونس وقرطبة في الأندلس والجامع الأموي في سوريا، وكان الحرم المكي والمدني وقفين. كما كانت الأوقاف مصدراً لتمويل الأبحاث العلمية والعيش الكريم للعلماء والباحثين وأكثر علماء الإسلام المشهورين عاشوا على رواتب من أوقاف خصصت لهم فهذا ابن كثير والغزالي والجويني والخطيب والتبريزي وابن خلدون كلهم عاشوا على مرتبات أوقاف علمية. ولم تقتصر رواتب الأوقاف على الفقهاء فقط بل إن الخوارزمي وعمر الخيام وابن سيناء والبيروني وغيرهم كانوا يتفرغون للعلم ويتلقون رواتب من أوقاف علمية.

الوقف عمل ناجز في الحياة

فيما تحدث الدكتور عمر بن زهير حافظ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة المتحدة للتأمين التعاوني عن تعريف الوقف ومعناه، قائلاً: إن الوقف معناه الحبس والمنع وهو مصدر وقَّفَ يقِفُ. وسمي الوقف وقفاً لأن العين موقوفة، وسمي حبساً لأن العين محبوسة عن البيع والإرث ونحوهما، وهو وقف على تلك الجهة لا ينتفع به في غيرها.

وأوضح بأن الوقف من الأعمال المستحبة بل هو من أوليات ما حث عليه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدع له) رواه مسلم وأصحاب السنن.. وقد تنافس الصحابة رضوان الله عليهم على وقف أحب ما يملكون من أموال و ذلك عند نزول قول الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

فأوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرض نخيل له بخيبر كانت من أجود أمواله جعلها لا تباع ولا توهب ولا تورث.

وأوقف عثمان بن عفان رضي الله عنه بئراً يشرب منها عموم المسلمين هي بئر أرومة.

وأوقف طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه حائط (ببيرحاء) بساق له صدقة لله تعالى.

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذو قدرة إلا أوقف.

وبين بأن الوقف عمل ناجز في الحياة تقر عين صاحبه به وذلك أنه يباشره بنفسه ويرى آثاره الطيبة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:

(أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا و قد كان لفلان كذا) فهو كما قيل: (في الدنيا للأحباب و في الآخرة تحصيل الثواب).

وأشار إلى أن الأمة الإسلامية قد استفادت في بناء حضاراتها من الأوقاف، حين كانت تصرف غلاتها في خدمة البلاد الإسلامية كالطرقات والتعليم وعلاج المرضى والمكتبات وسكن الفقراء والمساكين والأيتام.. وغير ذلك.
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثاني عشر

بارك الله بك الخزاعي وجزاك الله عنا كل خير
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع