- 31 مايو 2006
- 406
- 0
- 0
[align=center]لغير الأغْبيـــاء فقط!!
بلاريـب، لا بوش ، ولا مستشاروه ، ولا ساسة الغرب ، ولا البابا ، لم يكونوا أذكيــاء ، عندما قرّروا محاربة الإسلام .
غير أنهم لم يكونوا أغبياء أيضا ، عندما أطلقوا سلسلة التصريحات المعادية للإسلام ، بل الأغبياء هم وحدهم الذين لم يفهموهـا حتى الآن ، فلم يعــوُا أنّ ساسة الغرب الصليبي بقيادة أمريكا ، إنمــا يريدون تهيئة عالمهــم ، إلى مرحلة جديدة يصبـح إعــلان أنّ الإسلام نفسـه ، سيكون في مكان الخطر الشيوعي ، وفي موضع الفاشية ، أي أنّ الإسلام بحـدّ ذاته ،( وليس الإرهاب أو التطرف الإسلامي ) هـو الخطـر الأكبر ، على حضارة الغرب ، وبالتالي فمحاربته حتميّة ، والقضاء عليه ضرورة ،كما كان الحال إبان التهديد الشيوعي أو الفاشي.
وقد وَضعت أمريكا الأكبــر قوةً ، والأشدّ صليبيّةً ، بيـن العالم الغربي ، والتي حملت على عاتقها حماية مكتسبات خمسـة قرون من الإستكبار الغربي الصليبي ، والحيلولة دون عودة الإسلام قوة عالمية منافسة ، وضعــت استراتيجيتين في هذا الإتجــاه :
1ـ إستراتيجيّـة لما يسمى ( الشرق الأوسط ) ، وتتلخص فـــي :
جعل الشرق الأوسط ، النقطة الرئيسة للإصطدام مع بين قوى الخير ( الغرب الصليــبي ) وقوى الشــرّ ( الإسلام ) ، في هذه الاستراتيجية ، تعمل أمريكا مع حلفاءها ، الكيان الصهيوني ، وبعض الدول العربية ـ لاسيما دول الخليج ، الأردن ، مصر ـ على ترتيب أوضاع الشرق الأوسط ، لتكون مناسبة لهذا الإصطـدام ، ويدخل تحت هذا :
1ـ الإحتلال وإنشـاء القواعد العسكرية الضخمة .
2ـ تقسيم الدول وتفتيتها ، بدءا من العراق ، تمهيدا لتكوين عداءات جديدة بينها.
3ـ حرق المنطقة بحروب وفتن داخلية ، مثــل :
فتنة الصفوية في العراق ،ولبنان ، وسوريا ، وجاري العمــل على نقلهـا إلى دول الجزيرة العربية ،ومصـر أيضا .
فتنة أبومازن ودحلان في فلسطين ، هذا على سبيل المثال .
4ـ أما الحركة الفكريّة والثقافيـة ، وآلاتها من وسائل الإعلام وغيرها ، فأعدت لها "عظمـة" مكافحة "التطرّف و الإرهاب" ، لإشغالها بها ، وإستهلاكها داخليا ، وإبقاءها بعيدا عن مواجهة المشروع الصليبي الغربي .
2ـ إستراتيجية أخرى أوسع ، يدخل تحتها :
إنتشار القوات الأميركية ، والقواعد العسكرية ، على حدود القوّتين العُظميين المتضخّمتين بسرعـة ، واللّتين تشكلان هاجسا كبيرا ، وقلقا هائلا للغرب ، أي : روسيا ، والصين ، وأمريكا تعتمـد هنـا على الحلفاء : اليابان ، كوريا الجنوبية ، إستراليا ، الهند.
والهدف من هذا الانتشار ، السيطرة على الممرّات الإستراتيجية لحركة مصادر الطاقـة ، وطرق المواصلات الجوية والبحرية الهامّة ،
ومن المهم هنا ، الإنتباه إلى توسيع نطاق عمل الناتو ، وتسليمه أفغانستان ، ليكون قريبا بل مطوّقــا للإتحاد السوفيتي ، ومن الصين .
ولاريب أن أمريكا ، تجعل هيمنتها على مايسمّى (الشرق الأوسط )، محور الإرتكاز ، لتنفيذ مشروعها للهيمنة العالمية ، والذي يعني السيطرة على مكامن الطاقة ، لاسيما منطقة الخليج ، ومنطقة بحر قزوين ، أوعلى الأقل الحيلولة دون سيطرة قوى أخرى عليها ، وعلى مفاصل الاقتصاد العالمي ، وعلى إحتكار تفوق ما يطلقون عليه ( قيمهم الحضارية ) ، المتمثّلة في ديمقراطيتهم المزعومة .
ولهذا كان القضاء على الإسلام ، الجزء الأهمّ من هاتين الإستراتيجيتين ، لأنّـه وحـده سيكون العائق الأكبــر لهما .
ولسنا هنا نهوّن من عبقرية ـ إن صح التعبير ـ الخُبث الأمريكي ، ولا نستهين بدهاء أبالستهــم المدهش ، الذي يترجم في كلّ لحظة ، إلى أعظم حركة استعمارية في التاريخ ، لاتهمل أدقّ التفاصيل ، وتستغل كلّ الأحداث لإبقاء التفوق الغربي الصليبي ، ووضع أسس استمراره أطول مدة ممكنة ، في طموح كوني يُشبه المعجزة .
لكن ما يُبهـر المــرء حقــا ، أنّ هذا كلّه ، رغم هالته الأسطورية ، بـدا في غاية الحيرة ، والركاكة ، والضعف ، والمهانة ، في مواجهة الجهاد العالمي ، لاسيما في قاعدتيه العراقية ، والأفغانية .
وقـد استطاع هذا الجهاد ، أن يُظهـر للعالم ، بكلّ سهولـة ، معادلة في غاية السهولــة ، هـي : أنّ هذا الطموح الأمريكي الأسطوري نفسه ، سيكون سببا في هلاكــه.
ولهذا قد اعترف قادة الحملة الصليبية العالمية ـ وما كانوا يودُّون ـ أنّ الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة (الإرهاب ) ـ أيْ الإسلام ـ تحولّت إلى أكبر مولّد لــه ، فكلّما كبرت ، كبر معهــا ، وكلّما أنفق عليها من الجهد والمال ، فكأنّه ينفق على (الإرهاب) نفسه !
وهذا وإن بدا شيئــا يعسـر تفسيره ، لكنّه هــو ، لايزيد عليه قيد أنملة ، الواقع المشاهـد بالعيان ، فلا يحتاج إلى إشارة بالبنان .
وفي الختام ، فالمرحلة القادمـة ستشهد تصاعد الوضوح في تسمية الإسلام عدوّا ، واحتدام الصراع بين الصليبيّة ، والإسلام ،
ولو طلب منّي سائل ، أن أُسدي نصيحة ـ وماكنت لأفعل ـ للأمريكيين ، وهم متورطون الآن في حبال مكرهم ، قـد أحاطت بهم ، فهم حيارى كيف الخروج ، مبيّنــا لهـم الخطأ الأكبر القاتل الذي وقعوا فيه ، فسأقول :
إنـّه كما قاله أحد عقلاءكم قديما ، الحرب تبدأ في عقول الرجال ، فالخطأ القاتل بدأ في عقولكم عندما فكرتم بحرب الإسلام ، وظننتم أن القياس على هزيمتكم للدب الروسي ، قياس صحيح ، وأنساكم الشيطان الذي يقودكم إلى الخزي في الدنيا ، والآخرة ، أنّ هذه الحضارة الإسلامية غير قابلة للهزيمة أصـلا ، كما أنـّه لايمكن احتواؤها ،
بيـد أنّ ســرّا يكمن فيها ، هـو من أهـم أسباب انتصارها، وهو أنها تُزلف عدوّها إليها ، حتى إذا ظـنّ أنـّه غالب لامحالة ، إكتشف أنـّه كان يهـوي في حفـرة كان يحفرها لنفسه لا للإسلام .
فلهذا أقول لهم : استمرُّوا في حرب الإسلام ، واجتهدوا في ذلك غاية الجهد ، وأبذلوا فيه كلّ وسعكم ، وامكروا به حتى تعجزوا ، وأرسلوا عليه الأمواج المتلاطمة من الفتن ، وارموه بسهامكم المسمومة ، في كل حين , وزمـن .
فهذا هو الذي سيعجّل بنصــره .
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).[/align]
بلاريـب، لا بوش ، ولا مستشاروه ، ولا ساسة الغرب ، ولا البابا ، لم يكونوا أذكيــاء ، عندما قرّروا محاربة الإسلام .
غير أنهم لم يكونوا أغبياء أيضا ، عندما أطلقوا سلسلة التصريحات المعادية للإسلام ، بل الأغبياء هم وحدهم الذين لم يفهموهـا حتى الآن ، فلم يعــوُا أنّ ساسة الغرب الصليبي بقيادة أمريكا ، إنمــا يريدون تهيئة عالمهــم ، إلى مرحلة جديدة يصبـح إعــلان أنّ الإسلام نفسـه ، سيكون في مكان الخطر الشيوعي ، وفي موضع الفاشية ، أي أنّ الإسلام بحـدّ ذاته ،( وليس الإرهاب أو التطرف الإسلامي ) هـو الخطـر الأكبر ، على حضارة الغرب ، وبالتالي فمحاربته حتميّة ، والقضاء عليه ضرورة ،كما كان الحال إبان التهديد الشيوعي أو الفاشي.
وقد وَضعت أمريكا الأكبــر قوةً ، والأشدّ صليبيّةً ، بيـن العالم الغربي ، والتي حملت على عاتقها حماية مكتسبات خمسـة قرون من الإستكبار الغربي الصليبي ، والحيلولة دون عودة الإسلام قوة عالمية منافسة ، وضعــت استراتيجيتين في هذا الإتجــاه :
1ـ إستراتيجيّـة لما يسمى ( الشرق الأوسط ) ، وتتلخص فـــي :
جعل الشرق الأوسط ، النقطة الرئيسة للإصطدام مع بين قوى الخير ( الغرب الصليــبي ) وقوى الشــرّ ( الإسلام ) ، في هذه الاستراتيجية ، تعمل أمريكا مع حلفاءها ، الكيان الصهيوني ، وبعض الدول العربية ـ لاسيما دول الخليج ، الأردن ، مصر ـ على ترتيب أوضاع الشرق الأوسط ، لتكون مناسبة لهذا الإصطـدام ، ويدخل تحت هذا :
1ـ الإحتلال وإنشـاء القواعد العسكرية الضخمة .
2ـ تقسيم الدول وتفتيتها ، بدءا من العراق ، تمهيدا لتكوين عداءات جديدة بينها.
3ـ حرق المنطقة بحروب وفتن داخلية ، مثــل :
فتنة الصفوية في العراق ،ولبنان ، وسوريا ، وجاري العمــل على نقلهـا إلى دول الجزيرة العربية ،ومصـر أيضا .
فتنة أبومازن ودحلان في فلسطين ، هذا على سبيل المثال .
4ـ أما الحركة الفكريّة والثقافيـة ، وآلاتها من وسائل الإعلام وغيرها ، فأعدت لها "عظمـة" مكافحة "التطرّف و الإرهاب" ، لإشغالها بها ، وإستهلاكها داخليا ، وإبقاءها بعيدا عن مواجهة المشروع الصليبي الغربي .
2ـ إستراتيجية أخرى أوسع ، يدخل تحتها :
إنتشار القوات الأميركية ، والقواعد العسكرية ، على حدود القوّتين العُظميين المتضخّمتين بسرعـة ، واللّتين تشكلان هاجسا كبيرا ، وقلقا هائلا للغرب ، أي : روسيا ، والصين ، وأمريكا تعتمـد هنـا على الحلفاء : اليابان ، كوريا الجنوبية ، إستراليا ، الهند.
والهدف من هذا الانتشار ، السيطرة على الممرّات الإستراتيجية لحركة مصادر الطاقـة ، وطرق المواصلات الجوية والبحرية الهامّة ،
ومن المهم هنا ، الإنتباه إلى توسيع نطاق عمل الناتو ، وتسليمه أفغانستان ، ليكون قريبا بل مطوّقــا للإتحاد السوفيتي ، ومن الصين .
ولاريب أن أمريكا ، تجعل هيمنتها على مايسمّى (الشرق الأوسط )، محور الإرتكاز ، لتنفيذ مشروعها للهيمنة العالمية ، والذي يعني السيطرة على مكامن الطاقة ، لاسيما منطقة الخليج ، ومنطقة بحر قزوين ، أوعلى الأقل الحيلولة دون سيطرة قوى أخرى عليها ، وعلى مفاصل الاقتصاد العالمي ، وعلى إحتكار تفوق ما يطلقون عليه ( قيمهم الحضارية ) ، المتمثّلة في ديمقراطيتهم المزعومة .
ولهذا كان القضاء على الإسلام ، الجزء الأهمّ من هاتين الإستراتيجيتين ، لأنّـه وحـده سيكون العائق الأكبــر لهما .
ولسنا هنا نهوّن من عبقرية ـ إن صح التعبير ـ الخُبث الأمريكي ، ولا نستهين بدهاء أبالستهــم المدهش ، الذي يترجم في كلّ لحظة ، إلى أعظم حركة استعمارية في التاريخ ، لاتهمل أدقّ التفاصيل ، وتستغل كلّ الأحداث لإبقاء التفوق الغربي الصليبي ، ووضع أسس استمراره أطول مدة ممكنة ، في طموح كوني يُشبه المعجزة .
لكن ما يُبهـر المــرء حقــا ، أنّ هذا كلّه ، رغم هالته الأسطورية ، بـدا في غاية الحيرة ، والركاكة ، والضعف ، والمهانة ، في مواجهة الجهاد العالمي ، لاسيما في قاعدتيه العراقية ، والأفغانية .
وقـد استطاع هذا الجهاد ، أن يُظهـر للعالم ، بكلّ سهولـة ، معادلة في غاية السهولــة ، هـي : أنّ هذا الطموح الأمريكي الأسطوري نفسه ، سيكون سببا في هلاكــه.
ولهذا قد اعترف قادة الحملة الصليبية العالمية ـ وما كانوا يودُّون ـ أنّ الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة (الإرهاب ) ـ أيْ الإسلام ـ تحولّت إلى أكبر مولّد لــه ، فكلّما كبرت ، كبر معهــا ، وكلّما أنفق عليها من الجهد والمال ، فكأنّه ينفق على (الإرهاب) نفسه !
وهذا وإن بدا شيئــا يعسـر تفسيره ، لكنّه هــو ، لايزيد عليه قيد أنملة ، الواقع المشاهـد بالعيان ، فلا يحتاج إلى إشارة بالبنان .
وفي الختام ، فالمرحلة القادمـة ستشهد تصاعد الوضوح في تسمية الإسلام عدوّا ، واحتدام الصراع بين الصليبيّة ، والإسلام ،
ولو طلب منّي سائل ، أن أُسدي نصيحة ـ وماكنت لأفعل ـ للأمريكيين ، وهم متورطون الآن في حبال مكرهم ، قـد أحاطت بهم ، فهم حيارى كيف الخروج ، مبيّنــا لهـم الخطأ الأكبر القاتل الذي وقعوا فيه ، فسأقول :
إنـّه كما قاله أحد عقلاءكم قديما ، الحرب تبدأ في عقول الرجال ، فالخطأ القاتل بدأ في عقولكم عندما فكرتم بحرب الإسلام ، وظننتم أن القياس على هزيمتكم للدب الروسي ، قياس صحيح ، وأنساكم الشيطان الذي يقودكم إلى الخزي في الدنيا ، والآخرة ، أنّ هذه الحضارة الإسلامية غير قابلة للهزيمة أصـلا ، كما أنـّه لايمكن احتواؤها ،
بيـد أنّ ســرّا يكمن فيها ، هـو من أهـم أسباب انتصارها، وهو أنها تُزلف عدوّها إليها ، حتى إذا ظـنّ أنـّه غالب لامحالة ، إكتشف أنـّه كان يهـوي في حفـرة كان يحفرها لنفسه لا للإسلام .
فلهذا أقول لهم : استمرُّوا في حرب الإسلام ، واجتهدوا في ذلك غاية الجهد ، وأبذلوا فيه كلّ وسعكم ، وامكروا به حتى تعجزوا ، وأرسلوا عليه الأمواج المتلاطمة من الفتن ، وارموه بسهامكم المسمومة ، في كل حين , وزمـن .
فهذا هو الذي سيعجّل بنصــره .
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).[/align]