إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-

عبد الرحمن العشماوي

أقبل الصَّوْمُ، ليت أُمِّي الحبيبَهْ

مِنْ مَدَى قُبْلَةِ الجبينِ قَريبَهْ

ليت أمِّي مكانَها كلَّ عامٍِ

تتلقَّى شهر الهُدَى مُستجيبَهْ

ليتها في مكانها كلَّ عامٍ

تـتلقَّى شروقَه وغروبَهْ

تتلقَّى منَّا التَّهانيَ جَذْلَى

بدموعٍ من الجفونِ صَبيبَهْ

متن...

أحمد شوقي

الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع ، لكل فريضة حكمة وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة يستثير الشفقة ويحض على الصدقة ، يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلال البر ، حتى إذا جاع من ألف الشبع وحرم المترف أسباب المنع ، عرف الحرمان كيف يقع وكيف ألمه إذا لذع .


رمضان في عيون الشعراء

كتب ساري الزهراني

منذ أن أمر الله تعالى عباده بصيام شهر رمضان , والشعراء يتفننون في نظم الأبيات وترتيل القصائد , احتفاء به , وسرورًا بمقدمه. مخلدين بذلك الشعر فضائل هذا الشهر الكريم , وسلوك صائميه, باعتباره شهر رحمة وغفران وعتق من النار , شهر أضحى في العادة شهر خير.. ونصر.. وكرم .. وجود.. وبذل عطاء. صحيح أن الشعراء في عصر النبوة لم يحفلوا بهذا الشهر في أشعارهم , لاعتبارات وأسباب ليس هنا محل ذكر حيثياتها وتفاصيلها, كما مهمة هذه الوقفة لن تتعدى سوى تسطير ما كتبه الأدباء عامة والشعراء خاصة عن هذا الشهر وفيه.

وإذا كان الشعر هو اللسان الأطول في خوض تفاصيل هذا الشهر الكريم باعتباره- فيما سلف ديوان العرب - فإننا نلحظ بجلاء أن الشعراء لم يتركوا شيئا عن هذا الشهر إلا وكانت أبياتهم وقصائدهم تتبارى في ذكر محاسنه وفضائله بدءا بالتهنئة ,وانتهاء بمباركة قيامه وصيامه والتحذير من المحرمات , بل تعدى الأمر إلى وصف أنواع الحلوى ..وفانوسي رمضان .

يقول الشاعر واصفا مقدم هذا الشهر :

قلت والناس يرقبون هلالا

يشبه الصب من نحافة جسمه

من يكن صائما فذا رمضان

خط بالنور للورى أول اسمـه

وهذا هو الشاعر العربي يجمع في بيتين فضائل هذا الشهر؛ من صيام وقيام, وخير كثير, وترتيل وتحميد وتسبيح؛ فالنفس في حراك دائم تارة بالقول وتارة الفعل .. ومرة باللسان ومرة بالجنان :

جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه

ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ

فالنفس تدأب في قول وفي عمل

صوم النهار وبالليل التراويحُ

وإذا كانت فضائل رمضان لا تنقطع, وخيراته لا تنجلي فقد سجل الشعر ذلك كله على مر العصور الإسلامية قال أحدهم:

أدِم الصيام مع القيام تعبدا

فكلاهما عملان مقبولان

قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم

إلا كنومة حائر ولهان

فلربما تأتي المنية بغتة

فتساق من فرس إلى أكفان

يا حبذا عينان في غسق الدجى

من خشية الرحمن باكيتان

ولاشك أن المسلم تعتوره لحظات جمة من الفرح الكبير, وتغمره روحانيات هذا الشهر, فها هو الشاعر الكبير محمد حسن فقي يصف حال المسلمين فيقول:

قالوا بأنك قادم فـتهللت

بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ

لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي

بجلال أيام ووحي سـماءِ

وهاهو الشاعر محمود حسن إسماعيل يرسم لوحة جميلة كجمال هذا الشهر بأبيات في قمة البلاغة:

أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ

وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ

قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً

يعود مزاره في كل عـامِ

نسخت شعائر الضيفان لمّا

قنعت من الضيافة بالمقـامِ

بأن الجود حرمان وزهـد

أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ

***

ولرمضان معالم خاصة, حيث تتجه النفوس والقلوب إلى ربها عابدة مستغفرة راجية عفو ربها بكل سكينة وخشوع .. وهي تخضع لأوامر الله وامتثالا لطاعته , قال الشاعر:

قال جوعوا نهاركم فأطاعـوا

خشعا ، يلهجون بالشكران

إن أيامك الثلاثين تمضــي

كلذيذ الأحلام للوسنـــان

كلما سرني قدومك أشــجا

ني نذير الفراق والهجـران

وستأتي بعد النوى ثـم تأتي

يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟

ويرسم الشاعر أحمد سالم باعطب لنا بالكلمات صور الأنفس التقية التي تبادر إلى الخشوع وطلب المغفرة وهي ملأى بالدموع راجية رحمة الله :

رمضان بالحسنات كفك تزخرُ

والكون في لألاء حسنك مبحرُ

أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل

والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ

هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت

من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ

ولا يغفل الشعر ما للقيام من الأجر والثواب, وغسل الذنوب والخطايا, قال أحدهم:

فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ

للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا

ساعاته عمر الزمان، مليئة

بالذكر حيث العمر عاد محلقا

وإذا كان الله تعالى قد أمرنا بالصيام عن الأكل والشرب وبعض المتع.. فإن الشعراء وقفوا داعين المسلمين للصوم عن الكثير من المحرمات من غيبة ونميمة, وحول هذا المعنى يقول الشاعر الأندلسي:

إذا لم يكن في السمع مني تصامم

وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت

فحظي إذن من صومي الجوع والظما

وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت

ولا يبعد الشاعر أحمد شوقي عن هذا المعنى حين ما يقول :

يا مديم الصوم في الشهر الكريم

صم عن الغيبة يوما والنمـيم

ولا شك أن الصائم يعاني من بعض المشاق في نهار رمضان لعل أشدها الجوع وأثره في رائحة الفم التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أطيب من رائحة المسك, يقول محمد حسن فقي:

وعلى فمي طعم أحس بأنـه

من طعم تلك الجنة الخـضراءِ

لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا

تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ

ما ذقت قط ولا شعرت بمثله

ألا أكون به من السـعـداءِ

وتمر أيام شهر رمضان سراعا كأن لم تكن وينتقل المسلمون من صيام مفروض كواجب تعبدي إلى مودع لذلك الشهر, وقد كسب من كسب وجنى من جنى من الأجر والثواب وحرم من حرم من ذلك كله .. وهذا ما يعبر عنه الشاعر:

أي شهر قد تولى

يا عباد الله عنا

حق أن نبكي عليه

بدماء لو عقلنا

كيف لا نبكي لشهر

مرَّ بالغفلة عنا

ثم لا نعلم أنّا

قد قُبلنا أم حُرمنا

ليت شعري من هو

المحروم والمطرود منا
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

رمضان....



(رمضان) اسم من أسماء الشهور ، ويجمع على رمضانات ورماضين ورمضانون..وغيرها، وأما سبب التسمية فقد قيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق ( ناتق ) من الشهور القديمة زمن الحر والرمض.. فسمي رمضان، وقيل رمضان من رمض الصائم إذا اشتد حر جوفه، أو لأنه يحرق الذنوب.

طه حسين يصور لحظة الإفطار



وللحظات الإفطار نكهة خاصة ومتعة لا تعدله متعة ..يقول طه حسين مصورا هذه اللحظة : " فإذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصغت الآذان لاستماع الأذان وطاشت نكهة الطعام بالعقول والأحلام ، فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصوفة ، تملك على الرجل قلبه وتسحر لبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب ، الآن يشق السمع دوي المدفع ، فتنظر إلى الظماء وقد وردوا الماء ، وإلى الجياع طافوا بالقصاع ، تجد أفواها تلتقم وحلوقا تلتهم وألوانا تبيد وبطونا تستزيد ولا تزال الصحائف ترفع وتوضع والأيدي تذهب وتعود وتدعو الأجواف قدني .. قدني ، وتصيح البطون قطني .. قطني ، ومع تعدد أصناف الطعام على مائدة الفطور في رمضان فإن الفول المدمس هو الصنف الأهم والأكثر ابتعاثا للشهية".



الاعتدال الاعتدال



في رمضان تعمر الموائد بأشهى المأكولات وألذ الأطعمة , وتتنافس الأيادي على الأكل , والشراب بنهم لا شك ضار وفي تصوير هذه الحالة يهب الشاعر معروف الرصافي واصفا هكذا حالة ... يقول

وأغبى العالمين فتى أكــول

لفطنته ببطنته انــــهزام

ولو أني استطعت صيام دهري

لصمت فكان ديـدني الصيام

ولكن لا أصوم صيام قــوم

تكاثر في فطورهم الطعــام

فإن وضح النهار طووا جياعا

وقد هموا إذا اختلط الظـلام

وقالوا يا نهار لئن تــجعنا

فإن الليل منك لنا انتـقـام

وناموا متخمين على امتـلاء

وقد يتجشأون وهم نــيام

فقل للصائمين أداء فــرض

ألا ما هكذا فرض الصـيام




تهريب العفاسي

د. محمد العوضي

قبل أذان المغرب الخميس الماضي بساعة اتصل على هاتفي النقال رجل الأعمال سمير الناصر رئيس مجلس ادارة شركة الابراج القابضة، وهي احدى الشركات الراعية لحملة ركاز الخامسة «أبشر فرحمة الله واسعة» وقال سأحاول اليوم حضور فعالية الحملة في مجمع المهلب التجاري في حولي، لأشهد هذه التظاهرة التربوية الثقافية الجديدة، فقلت له يابوناصر أعتقد انك اليوم لن تجد مكاناً على الاطلاق، فنحن في رمضان والليلة الخميس وضيف «ركاز» هو الشيخ القارئ مشاري العفاسي الذي سوف يترنم بآيات مختارة من القرآن الكريم تتناسب مع شعار وموضوع الحملة، ثم يترنم ببعض الأشعار التي لم يسبق تداولها وهي في طور الاعداد لتنشر في منتصف رمضان... وفعلاً حصل ما توقعنا... كاد مجمع المهلب ينفجر، السيارات تقف ينزل منها الشباب، الفتيات، النساء، الرجال ثم تمضي الى سبيلها لأنه لا مكان لوقوف السيارات من شدة الزحام، دخلنا المجمع واذا بالناس تملأ الكراسي والممرات وتجلس حتى على اطراف الأحواض بل افترشوا الأرض، مشهد عجيب، له دلالات كثيرة، نفسية واعلامية وتربوية ورمزية، وأقف مع مشهد واحد ألا وهو هؤلاء الأطفال والمراهقون من البنات والأولاد، الذين تزاحموا حتى التصقوا بطاولة اللقاء، متحمسين مستنفرين متحفزين للاستماع، ماذا يعني أن نرى العشرات منهم يدفعون أيديهم بالكاميرات لمدة ساعة أو أكثر لتسجيل ما يتلى وما يقال... ماذا يعني، أن يحرص حتى من جاوز الحلم واقترب من العشرين أن يلتقط صورة مع العفاسي؟ ماذا يعني أن يزحف الشباب الذي يلبس آخر الماركات الأجنبية بنطلونات وبلوزات وبعضهم صنع في شعره آخر التقليعات الغربية.. ماذا يعني حرصهم على أخذ توقيع أو شخطة قلم من قارئ للقرآن أو متحدث يحض على تعزيز الأخلاق... لقد ذهلنا عندما انتهت المحاضرة من هجوم هؤلاء المحبين ولولا التنظيم الدقيق ورجال الأمن والسلامة لذاب العفاسي وعصر بين المحبين،.. حتى هربوه من الباب الخلفي بعجلة وصعوبة... ان الشباب رغم ما يتعرض له من اغراق في عالم الاستهلاك، وتهييج الغريزة، وزراعة ثقافة التفاهة.. رغم كل هذا فهو ضحية تحتاج رعاية، وما أن يجد راية خير ترفع ورمزا ايجابيا تربويا يبرز الا ويجد له البديل الذي يسد جوعه العاطفي المعرفي، ليست المشكلة في الشباب وانما في البيئة التي تحرقهم.. فارحموهم.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

سيد الشهور في ذهنية الأجيال الجديدة

عبد العزيز محمد قاسم

شهدنا في رمضان هذا العام تسابقاً محموماً بين القنوات الفضائية العربية على الترويج لبرامجها من خلال إعلانات ضخمة في كبريات الصحف السعودية، وبقدر الألم الذي يجتاحني حيال تكريس الفضائيات لسيد الشهور في ذهنية الأجيال الجديدة على أنه موسم ومضمار تنافس فضائي على بثّ المسلسلات الفنية، إلا أن ثمة أملاً يبزغ برغم كل هذا السوء في تلكم الحملة، فاللافت للنظر أن كعكة الدعايات التي خُصّت بها برامج الدعاة بتلك الفضائيات كانت كبيرة جداً، ما جعل إعلامياً مثلي يحتفي بهذا الاهتمام، وقد رصد في السنوات التي خلت الإعلانات التي تتوجه فقط إلى البرامج الفنية التافهة، أو الكليبات الغنائية الماجنة، فضلاً عن المسلسلات التي تحفل مضامينها بكثير من الخروج على القيم العامة، أو السخرية من أنماط المحافظة والأصالة، وقد وصلت بعضها إلى استهزاء بالدين مع شديد الأسف.

قائمة مشايخ ودعاة الفضائيات الجدد تتكاثر بمتوالية هندسية كل عام والحمد لله، وهم يستقطبون جمهوراً كبيراً متعدد التوجهات، ولعل النجمين الساطعين في هذه السنة على الإطلاق كانا الشيخ سلمان العودة والشيخ محمد العريفي. فالأول قد تحرر من تلك القيود النفسية والمناطقية، وانطلق كالصاروخ داعية متوهجاً، يأسر القلوب بكلماته العفوية؛ والعقول بعمقه وثقافته المتنوعة التي لم تقف عند تخصصه الشرعي. الداعية الآخر الشيخ العريفي، فاجأ الجميع عبر ظهوره في قناة L B C اللبنانية، ما جعل كثيراً من طلبة العلم يأخذ عليه هذا الخروج في قناة تُعرف بتحررها، والرجل معني بتفسير أسباب خروجه، وإن كنت شخصياً أرى أن منفعة المشاركة فيها أكبر بكثير من الإحجام.

صحيح أن وضاءة وجه الداعية بشكل عام، ونوره الإيماني وحديثه القرآني، لا يتساوق مع ما يعقب برنامجه من مناظر خادشة لا تليق أبداً بمكان طالب العلم، بل ربما نسفت أكثر ما بثه من مُثل وأخلاق، إلا أن الحجة هنا تكمن في طبيعة ونوعية الجمهور المستهدف الذي لا يمكن الوصول إليه وإبلاغه كلام الله إلا عبر هذه القنوات للأسف الشديد، وأبتسم هنا بكثير من المرارة وأنا أستحضر إخوتنا من جماعة الدعوة والتبليغ، والذين شننا عليهم حرباً ضروساً لا تبقي ولا تذر ذات زمن بسبب أدبياتهم الدعوية التي تٌجيز الذهاب إلى أماكن اللهو والمحرمات بنية الدعوة..يا للزمن!!

أعود إلى ما بدأت به المقال من حديث عن إعلانات الفضائيات العربية، وقد جعلت من شهر رمضان ميدانا تتبارى فيه مكرّسة صورة سلبية لهذا الشهر الكريم، وأجدني أعيد في هذه الزاوية ما كتبته قبلاًً في مجلة (الإعلام والاتصال) بأن مثلي لا يملك إلاَّ أن يحوقل، ويسترجع، على تكريس الإعلام العربي لصورة رمضان في نفوس أجيالنا الجديدة، بأنه موسم المسلسلات الفضائية بدلاً من الروحانية الإيمانية، التي تميِّز سيّد الشهور، وبأنه وقت استعراض الصبايا المتمايلات من كل الأقطار العربية، بديلاً عن صور التبتل والخلوة مع النفس وقراءة القرآن وختمه، وبأنه زمن المفاخرة بأهمّ برامج الترفيه البريء وغير البريء، بديلاً عن صور الاجتهاد في القيام والصيام.

وإذ أتحسر مع جملة المحافظين وسادتي العلماء على ما آلت إليه صورة رمضان عبر هذا الإعلام، إلاَّ أنني أدرك أن ذلك هو ثمن للعولمة الإعلامية التي تجتاح كل جغرافيتنا العربية، جازماً - بيقينية مطلقة - أن ذلك لن يلبث أن يتراخى مع فورات زمنية قادمة، فحتى في هذا الغثاء الكثير الذي تمطرنا به سماؤنا العربية في رمضان، لا يزال لدعاتنا الجدد كما أسلفت من أمثال: عمرو خالد، وطارق السويدان، ومحمد العوضي، وعايض القرني، وسلمان العودة حضورٌ مبهرٌ في شهر الغفران وسواه، حيث يحظون بمتابعة بأرقام ذات الستة أصفار وفي كل أنحاء العالم، فضلاً على أن مناظر الحرمين الشريفين، وتلاوات أئمتها العذبة المباشرة، والتي تستقطب بدورها ملايين المشاهدين، فضلاً عن دراما هادفة تنبجس من هنا وهناك في بعض الحلقات التي تحمل رسائل توعية وتثقيف على قلتها، كل ذلك يبعث الأمل في صورة إعلامية مغايرة لما تعمل الفضائيات على أن ينتهى إليه سيِّد الشهور في ذهنية الأجيال الجديدة، والله أعلم..


د. سلمان العودة يتألق في رمضان بين حجر الزاوية وأكثر من دائرة

أحمد العمودي - جدة

يتألق الشيخ د. سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم في برنامجه الرمضاني «حجر الزاوية» والذي يأتي عبر شاشة (mbc)، وإذاعة (بانوراما FM) في تمام الرابعة مساء بتوقيت السعودية، وعلى مدار (30) حلقة يومياً لمدة ساعة كاملة على الهواء مباشرة. ويأتي «حجر الزاوية» الذي بدأ العام الفائت بغطاء شرعيّ ومنظار تأصيليّ يتناول البرنامج بعض المفاهيم والقضايا ذات العلاقة بواقع الناس، كما يجيب عن أسئلة المشاهدين والمستمعين. وأوضح مقدم البرنامج فهد السعوي أن البرنامج يأتي امتداداً لجذوة تأسيسيّة في الخطاب الديني تتمايز إيجابيّة عن المألوف السائد على الأقل، مؤكداً أن حجر الزاوية يحاول مسايرة هموم الناس كمنطلق.. وتلبية احتياجاتهم كآليّة.. وإشباع معاني شموليّة للحياة وفق مقاصد الشريعة، كمستهدف أسمى لعموم مفردات البرنامج. وبين بأن مواضيع وقضايا البرنامج رُسمت على أساس شموليّة الخطاب لجميع فئات المجتمع؛ فكان منها المواضيع الإيمانيّة كالسلام الذي سيُفتَتح به البرنامج، ومنها المواضيع ذات الشأن الرمضانيّ، كما كان للمواضيع ذات الجدل على صفحات المجتمعات العربيّة نصيب، كعناوين الأسلمة والتصنيف والتغريب، إضافة إلى قضايا النهوض الحضاري كعنواني الوعي والتقنية.

كما يقدم د. العودة برنامجاً على تلفزيون المملكة العربية السعودية القناة الأولى يتناول قضايا اجتماعيّة، واقتصاديّة، وطبيّة، ونفسيّة يُبثّ بعد صلاة المغرب بتوقيت العاصمة السعودية الرياض طوال شهر رمضان على ثلاثين حلقة باسم «أكثر من دائرة» بقالب فني ينقسم إلى أربعة أقسام؛ إذ يبدأ البرنامج بمقدمة دراميّة قصيرة حول موضوع الحلقة، ثم تنتقل (الكاميرا) إلى الشارع لترصد توجّهات الرأي العام، ويأتي بعد ذلك تعليق أحد المتخصصين حول القضية المطروحة، و تُختم الحلقة بالرأي الشرعيّ الذي يطرحه فضيلة الشيخ سلمان العودة، وكل ذلك في مدة لا تتجاوز خمس عشرة دقيقة للحلقة كلها.

ويطرح البرنامج قضايا متنوعة كالبطاقة الائتمانيّة، وأطفال الأنابيب، وقروبات الأسهم، وتوحيد الأهِلّة، والبرمجة اللغويّة، والتقسيط، والتأجير المنتهي بالتمليك.

ومن ضمن الشخصيات المشاركة في البرنامج: الدكتور عبدالله السبيعي، والبروفيسور حسن جمال، والدكتور زكي مصطفى، والدكتور فيصل شاهين، وعدد من المحامين والاقتصاديين.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

رمضان وتخفيض الوزن

بلقيس عابد باخطمة

يتميز شهر رمضان بفضائله على سائر الشهور فهو شهر الصبر والمثابرة، والجهاد والمجاهدة ، وهو يرمض الذنوب ويحرقها فلا يبقى لها أثر ، وفيه تكتحل أعين العابدين بالسهر لنيل خيره والفوز بجزيل أيامه ، يتضرعون إلى الله فيه لأن أبواب الرحمة فيه مفتوحة ، والشياطين ومردة الجن مصفدة ، فيه ليلة خير من ألف شهر .. المحروم من حرم خيره ، والسعيد من صام إيماناً واحتساباً فكانت المغفرة جزاءً له . قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان ، فقال : )أيها الناس : قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر .. شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً. من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .. وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة .. وشهر المواساة .. وشهر يزداد رزق المؤمن فيه .. من فطر فيه صائماً ، كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شيء) قالوا : يا رسول الله ! ليس كلنا يجد ما يفَطر الصائم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعطي الله هذا الثواب ، من فطر صائماً على تمرة ، أو على شربة ماء ، أو مذقة لبن)، .. وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار .. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له، واعتقه من النار .

فحري بالمسلم أن يستثمر هذا الشهر العظيم في أنواع العبادات و القربات إلى الله، وأن تكون نيته خالصة لله سبحانه وتعالى طلباً للأجر والثواب والمغفرة كما قال صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) ومع ذلك فللصوم فوائد عدة على النفس والجسم، فلقد عرف أتباع الديانات والملل الأخرى فوائده الروحية فصاموا ابتغاء لصفاء الذهن وراحة البدن والروح ، أما المسلم والمسلمة فإنه يصوم تعبداً في المقام الأول مع علمه بأن للصوم فوائد صحية ، ومع ذلك فقد لوحظ بأن هناك فئة من المسلمين تصوم لتحقيق الهدف الصحي من الصوم دون الهدف الشرعي! إن الغاية الأساسية من تشريع الصيام، وصول العبد إلى تقوى الله، وعبادته حق العبادة، وذلك بالالتزام بأوامره سبحانه، والانتهاء عن نواهيه، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )(البقرة:183) فالآية صريحة في الدلالة على أن المقصد الأساسي للصوم هو الوصول إلى درجة التقوى، وتلك منـزلة تقرِّب العبد من خالقه. فليست الغاية من الصيام إذاً - وحسب نظر الشرع الحنيف - أن يكون علاجاً ودواءً لما ينتاب الناس من أمراض، وعلى المسلم أن يلاحظ ما شرع الصوم لأجله، أما ما كان من مقاصد أخرى اجتماعية أو صحية، فهي تابعة ومتممة للمقصد الأساسي من تشريع الصوم.

وبناء على المقدمة السابقة فلا مانع من الاستفادة من الصوم صحياً في خفض الوزن بنية العبادة، حيث كان هديه صلى الله عليه وسلم عدم الإكثار من الطعام في رمضان وفي غيره وهو ما أشار إليه في قوله صلى الله عليه وسلم ( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ) ، فهل نتأسى برسولنا صلى الله عليه وسلم في عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب ؟!، ونتأمل في قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم (من فطر صائماً على تمرة، أو على شربة ماء، أو مذقة لبن) إشارة إلى نوع وكمية الطعام، لا كما يفعل البعض في الإسراف في تناول أنواع مختلفة من التمور، وكذلك الأمر بالنسبة لتنوع المشروبات والعصائر والأطباق. وللتمتع بصيام يراعي التوجيهات النبوية ثم المحافظة على الصحة وتخفيض الوزن، ينصح بأن تزيد مدة النشاط البدني اليومي على نصف ساعة يوميا ، ويمكن تعريف النشاط البدني بأنه حركة الجسم بواسطة الجهاز العضلي التي تؤدي إلى صرف طاقة تتجاوز الطاقة أثناء الراحة ، ومن أهم أنواع النشاط البدني في رمضان المرتبطة بالعبادة المشي إلى المساجد ماشيا بنية الصلاة أولا ثم القيام بالنشاط البدني لتخفيض الوزن ثانيا .



مفتي عام المملكة:مسلسلات اجرامية تلفزيونية تدعو إلى الضلال في شهر القرآن

لطفي عبداللطيف – الرياض

طالب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أصحاب القنوات الفضائية بأن يتقوا الله عز وجل ويصونوا حرمة هذا الشهر الكريم، شهر القرآن، والصيام والقيام، وأن يعرضوا البرامج الهادفة التي تهدي إلى طريق الخير والرشاد، وقال: إننا نطالب أصحاب هذه الفضائيات بعرض المسلسلات النافعة الهادفة التي تهدف للخير وتدعو له، وحذر سماحته من الفضائيات التي تعرض المسلسلات الإجرامية التي قد تصور الدين وأهله وتصور بعض القرآن وما وعد به المتقين في دار كرامته بالهزو واللعب، وتسخر منها، وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن هذا أمر خطير، وعلى أصحاب هذه الفضائيات أن يعلموا أن عرض أي مسلسل إجرامي فإنهم بهذا يكونون دعاة إلى الضلال، ومن دعا إلى الضلالة فعليه من الوزر مثل أوزار من تبعه إلى يوم القيامة.

وحذر سماحة المفتي العام مما يحدث في بعض المشاغل النسائية التي يكون فيها أهل الرذيلة الذين يستغلون دخول النساء إلى هذه المشاغل ويضعون الكاميرات الخفية لتلتقط صوراً للنساء، وقال سماحته: هذا يعد من نشر الفاحشة، وليتق المسلم ربه ويحافظ على أعراض النساء المسلمات وليحم عوراتهن، ومن يسيء لنساء الآخرين يعاقب في أهل بيته.

وقال سماحته: إن من إشاعة الفاحشة أيضاً سوء استخدام الأبناء للجوالات في تبادل الصور المختلفة وبث بعضهم إلى بعض بصور نساء عاريات وتداولها بينهم وهؤلاء ناشرو الفاحشة ومشجعو الفساد وداعون إليه وهذه أخلاق السوء وعلى من يقومون بذلك الإقلاع عنه والتوبة وان يتقوا الله.
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

السلام عليكم
بارك الله بك اخي الخزاعي على هذه السلسلة
 

زاكي شرف الدين

مزمار داوُدي
30 نوفمبر 2005
3,046
6
0
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثالث عشر

بارك الله بك عزيزي الخزاعي .. نسأل الله لنا و لكم الصحة و العافية
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع