[align=center]هذا الموضوع قرأته في أحد المنتديات وأحببت أن أعرضه عليكم
--------------------------------------------------------------------------------
رمضان العبادة.. أم رمضان المشاهدة..؟!
منذ أكثر من أسبوعين ارتدت الفضائيات العربية البارزة حلتها الرمضانية فرافقت الإعلانات التجارية التي انهمرت عليها بمناسبة الشهر الكريم، بلقطاتٍ ترويجية خاصة عن المسلسلات والبرامج المختلفة الجديدة، وتهانيها للمشاهدين والتي لا تخلو من تذكيرهم بما تخبئه لهم من مفاجآت وبرامج حصرية، ومسابقات وجوائز قيمة والتي ستعرض خلال الشهر الكريم. وكأن جميع شاشات التلفزة العربية حيث عاهدت نفسها أن لا تترك وقتاً للصائم لفعل أي شيء آخر غير المشاهدة، فهي متتالية مرتبة تبعاً لا تتوقف.
بعد أن مرَّ على شهر رمضان المبارك.. شهر العبادة والرجوع إلى الله أكثر من نصفه، وبعد هذه الأيام التي قضيناها معه برفقة لياليه، ها هو يلوح لنا مودعاً في أيامه الأخيرة. ووقفت هنا متسائلة ما هو رمضان اليوم، ولما تغيرت كل معانيه الجميلة ولحظاته المقدسة..؟!
بعد أن أصبح المفهوم الرمضاني السائد عند القطاع الأكبر من الناس، أن التلفاز هو الرابط الأساسي مع قدوم رمضان، حتى أصبح التلفاز من طقوس وعادات شهر رمضان، وأصبح الخوف الأكبر من أن يتحول اسمه من شهر العبادة إلى شهر المشاهدة ومتابعة المسلسلات والبرامج، تلك المسماة على اسمه "البرامج الرمضانية"، وخصوصاً بعد أن استنفرت الأمة الإعلامية كل جهودها وطاقاتها من أجل رمضان من ميزانيات واجتماعات ومؤتمرات واتفاقيات ليخرجوا في نهاية المطاف بهدية للشهر الكريم هي المسابقات والفوازير التافهة والمسلسلات والبرامج السطحية، والأدهى من ذلك كله تلك البرامج الكوميدية الهزلية التي هي بحق تُبكي بدل أن تُضحك.
ومع المقولة المستعملة في غالبية القنوات يبدأ الاحتفاء بخيرات الشهر "بعد الفطور يحلو الهزار والفرفشة"، ويبدأ الترفيه ومع كل رقصة وأخرى وأغنية وأخرى يقطع البث ليتحول إلى قناة أخرى لنقل آذان الصلاة لنعود بعدها للترفيه الرمضاني.
شهر رمضان المبارك.. شهر العبادة والتصوف.. شهر الصوم والإيمان، شهر القرآن... للأسف استطاعت قنوات التلفزة الفضائية تحويله إلى شهر الدراما، وبرامج المسابقات والمسلسلات. وبات الصائم أقصد المشاهد بدل أن يقرأ القرآن يسجل مذكرة خاصة بالمسلسلات والبرامج وساعة بثها ليتابعها.
أصبح هذا الشهر الفضيل شهر الدراما وبامتياز وبلا مبالغة، فهذا السيل الهائل من المسلسلات المصرية والسورية والخليجية وتلك برامج المسابقات الساخرة والكوميدية الكثيرة، والتي أعِدَّت خصيصاً لترافق الثلاثين يوماً من الشهر عوضاً عن تلك الأخرى المحتكرة والتي منعت من البث لأسباب معروفة، كونها مسلسلات سياسية تحكي عن الواقع الذي تعيشه الأمة بدءً من القضية الفلسطينية وخلل القيادات العربية وخياناتهم وصمتهم، ونهاية بفضائح أمريكا وإسرائيل في فن التعذيب على الأجساد العربية بسجون بغداد وفلسطين وأفغانستان ولبنان. فكم من مسلسل وبرنامج منع نشره لأنه يحكي عن تلك الحقائق، وآخر منع في مصر لأنه يحكي عن كل ما حصل في العدوان الأخير على لبنان، ليخصص مكانه برنامج "البيت بيتك" الذي تقدمه المذيعة السابقة والمطربة الأسبق والراقصة والممثلة الحالية "رزان المغربي" إذ لم يوافق بوش الرئيس الأمريكي بثه، ورفض الشاباك الإسرائيلي عرضه.
هذه الحقيقة المؤلمة، التي نعيشها والتي لا ريب فيها ولا نستطيع أن نخفيها أكثر أو نداريها، رمضان بات شهر المشاهدة لا شهر العبادة، رمضان بات ملكاً بيد تلك القنوات المؤجرة والمستأجرة، والتي بات العرف السائد بها هو تحويل رمضان إلى شهر الرقص الشرقي والغربي.
ولكن.. ماذا لو استضافت هذه القنوات رمضان نفسه لتسأله عن طريقة الاحتفاء التي يفضلها بالاحتفال بقدومه! أجزم بأنه سيجيبهم عندها بصوت صارخ غاضب.. "حرام عليكم قتلتم جمال الشهر بي".
مع تطور الدراما المفرط الذي نشهده خلال الشهر الفضيل، أسألك أيها الصائم.. المشاهد الكريم.. هل شاهدت في أول يوم بالشهر تلك البيوت الأربعة عشر المهدمة على أصحابها في فلسطين؟ هل شاهدت أصحاب البيوت وهم يتناولون فطورهم على ركام البيت المهدم؟ هل رأيت تلك الطفلة الباكية جوعاً والتي لا تجد ما تأكله؟ هل رأيت هؤلاء الناس الذين يفطرون على الخبز والماء وقليلاً من الملح...؟!! أم أنك كنت مشغولاً كالكثيرين أمثالك بوضع جدولاًُ خاصاً يشمل جميع المسلسلات المعروضة على جميع القنوات لتضمن لنفسك متابعة أكبر قدر ممكن من المسلسلات والبرامج..؟ أم أنك كنت مشغولاً في متابعة البرامج الفنية التي تسمى "خيام السحور الرمضانية"؟
وإن كان لا بدّ لنا أن نشاهد التلفاز في الشهر الكريم.. لما لا يتم بث تلك البرامج الراقية التي تتشرف بالشهر وتحافظ على حرمته، أم أننا أصبحنا محتلين أيضاً بشاشاتنا وفضائياتنا.... كما أرضنا وثقافتنا وحياتنا وقراراتنا..!؟
منقوووووووووول[/align]
--------------------------------------------------------------------------------
رمضان العبادة.. أم رمضان المشاهدة..؟!
منذ أكثر من أسبوعين ارتدت الفضائيات العربية البارزة حلتها الرمضانية فرافقت الإعلانات التجارية التي انهمرت عليها بمناسبة الشهر الكريم، بلقطاتٍ ترويجية خاصة عن المسلسلات والبرامج المختلفة الجديدة، وتهانيها للمشاهدين والتي لا تخلو من تذكيرهم بما تخبئه لهم من مفاجآت وبرامج حصرية، ومسابقات وجوائز قيمة والتي ستعرض خلال الشهر الكريم. وكأن جميع شاشات التلفزة العربية حيث عاهدت نفسها أن لا تترك وقتاً للصائم لفعل أي شيء آخر غير المشاهدة، فهي متتالية مرتبة تبعاً لا تتوقف.
بعد أن مرَّ على شهر رمضان المبارك.. شهر العبادة والرجوع إلى الله أكثر من نصفه، وبعد هذه الأيام التي قضيناها معه برفقة لياليه، ها هو يلوح لنا مودعاً في أيامه الأخيرة. ووقفت هنا متسائلة ما هو رمضان اليوم، ولما تغيرت كل معانيه الجميلة ولحظاته المقدسة..؟!
بعد أن أصبح المفهوم الرمضاني السائد عند القطاع الأكبر من الناس، أن التلفاز هو الرابط الأساسي مع قدوم رمضان، حتى أصبح التلفاز من طقوس وعادات شهر رمضان، وأصبح الخوف الأكبر من أن يتحول اسمه من شهر العبادة إلى شهر المشاهدة ومتابعة المسلسلات والبرامج، تلك المسماة على اسمه "البرامج الرمضانية"، وخصوصاً بعد أن استنفرت الأمة الإعلامية كل جهودها وطاقاتها من أجل رمضان من ميزانيات واجتماعات ومؤتمرات واتفاقيات ليخرجوا في نهاية المطاف بهدية للشهر الكريم هي المسابقات والفوازير التافهة والمسلسلات والبرامج السطحية، والأدهى من ذلك كله تلك البرامج الكوميدية الهزلية التي هي بحق تُبكي بدل أن تُضحك.
ومع المقولة المستعملة في غالبية القنوات يبدأ الاحتفاء بخيرات الشهر "بعد الفطور يحلو الهزار والفرفشة"، ويبدأ الترفيه ومع كل رقصة وأخرى وأغنية وأخرى يقطع البث ليتحول إلى قناة أخرى لنقل آذان الصلاة لنعود بعدها للترفيه الرمضاني.
شهر رمضان المبارك.. شهر العبادة والتصوف.. شهر الصوم والإيمان، شهر القرآن... للأسف استطاعت قنوات التلفزة الفضائية تحويله إلى شهر الدراما، وبرامج المسابقات والمسلسلات. وبات الصائم أقصد المشاهد بدل أن يقرأ القرآن يسجل مذكرة خاصة بالمسلسلات والبرامج وساعة بثها ليتابعها.
أصبح هذا الشهر الفضيل شهر الدراما وبامتياز وبلا مبالغة، فهذا السيل الهائل من المسلسلات المصرية والسورية والخليجية وتلك برامج المسابقات الساخرة والكوميدية الكثيرة، والتي أعِدَّت خصيصاً لترافق الثلاثين يوماً من الشهر عوضاً عن تلك الأخرى المحتكرة والتي منعت من البث لأسباب معروفة، كونها مسلسلات سياسية تحكي عن الواقع الذي تعيشه الأمة بدءً من القضية الفلسطينية وخلل القيادات العربية وخياناتهم وصمتهم، ونهاية بفضائح أمريكا وإسرائيل في فن التعذيب على الأجساد العربية بسجون بغداد وفلسطين وأفغانستان ولبنان. فكم من مسلسل وبرنامج منع نشره لأنه يحكي عن تلك الحقائق، وآخر منع في مصر لأنه يحكي عن كل ما حصل في العدوان الأخير على لبنان، ليخصص مكانه برنامج "البيت بيتك" الذي تقدمه المذيعة السابقة والمطربة الأسبق والراقصة والممثلة الحالية "رزان المغربي" إذ لم يوافق بوش الرئيس الأمريكي بثه، ورفض الشاباك الإسرائيلي عرضه.
هذه الحقيقة المؤلمة، التي نعيشها والتي لا ريب فيها ولا نستطيع أن نخفيها أكثر أو نداريها، رمضان بات شهر المشاهدة لا شهر العبادة، رمضان بات ملكاً بيد تلك القنوات المؤجرة والمستأجرة، والتي بات العرف السائد بها هو تحويل رمضان إلى شهر الرقص الشرقي والغربي.
ولكن.. ماذا لو استضافت هذه القنوات رمضان نفسه لتسأله عن طريقة الاحتفاء التي يفضلها بالاحتفال بقدومه! أجزم بأنه سيجيبهم عندها بصوت صارخ غاضب.. "حرام عليكم قتلتم جمال الشهر بي".
مع تطور الدراما المفرط الذي نشهده خلال الشهر الفضيل، أسألك أيها الصائم.. المشاهد الكريم.. هل شاهدت في أول يوم بالشهر تلك البيوت الأربعة عشر المهدمة على أصحابها في فلسطين؟ هل شاهدت أصحاب البيوت وهم يتناولون فطورهم على ركام البيت المهدم؟ هل رأيت تلك الطفلة الباكية جوعاً والتي لا تجد ما تأكله؟ هل رأيت هؤلاء الناس الذين يفطرون على الخبز والماء وقليلاً من الملح...؟!! أم أنك كنت مشغولاً كالكثيرين أمثالك بوضع جدولاًُ خاصاً يشمل جميع المسلسلات المعروضة على جميع القنوات لتضمن لنفسك متابعة أكبر قدر ممكن من المسلسلات والبرامج..؟ أم أنك كنت مشغولاً في متابعة البرامج الفنية التي تسمى "خيام السحور الرمضانية"؟
وإن كان لا بدّ لنا أن نشاهد التلفاز في الشهر الكريم.. لما لا يتم بث تلك البرامج الراقية التي تتشرف بالشهر وتحافظ على حرمته، أم أننا أصبحنا محتلين أيضاً بشاشاتنا وفضائياتنا.... كما أرضنا وثقافتنا وحياتنا وقراراتنا..!؟
منقوووووووووول[/align]
