إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-



شهر رمضان وسيلة إلهية متجددة لحماية الإنسان من الأمراض النفسية

محمد سيد - القاهرة

في شهر رمضان المبارك تتعدد المناقب والمحاسن المصاحبة لأيام هذا الشهر الفضيل فإلى جانب الجرعة الإيمانية الكبيرة التي تبثها القيم الرمضانية ويتحلى بها المسلمون، فإن شهر القرآن جعله الله مصحة إلهية لشفاء الإنسان من الأمراض النفسية والعصبية، طبقاًلقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا) الذي لم يأت جزافاً فقد أثبت العلم الحديث أن الصيام عامة وفي شهر رمضان خاصة يحمي الإنسان من الاكتئاب والوسواس القهري، ويكون حائط صد لحماية الإنسان من الإدمان والقلق، والعديد من الأمراض النفسية والعصبية، وهذا ما أكد عليه علماء النفس وخبراء الطب النفسي بالقاهرة وهو أن للصوم اثارا إيجابية في تقوية الإرادة الإنسانية لكل المرضى النفسيين، وأنه يعد الوسيلة الإلهية المتجددة لحماية الإنسان من الأمراض النفسية والعصبية.

(المدينة) رصدت آراء العلماء حول هذه القضية من خلال السطور التالية:

في البداية يؤكد د. سعيد عبدالعظيم استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أن أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية العام هو الصيام الذي يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب وممارسة الشهوات خلال النهار، بالإضافة إلى الجو الروحاني الخاص الذي يميز هذا الشهر المبارك من المشاركة العامة بين الأفراد في تنظيم أوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل في فترات محددة، وتخصيص أوقات موحدة يجتمعون فيها للإفطار وهذه المشاركة في حد ذاتها لها اثر إيجابي من الناحية النفسية على المرضى النفسيين الذين يعانون من العزلة ويشعرون أن إصابتهم بالاضطراب النفسي قد وضعت حاجزاً بينهم وبين المحيطين بهم في أفراد الأسرة والمجتمع، وشهر رمضان المبارك بما يتضمنه من نظام شامل يلقي بظلاله على المجتمع أفراداً وجماعات حين يصومون خلال النهار وتتميز سلوكياتهم عموماً بالالتزام بالعبادات، ومحاولة التقرب إلى الله وتعم مظاهر التراحم بين الناس مما يبعث على الهدوء النفسي والخروج من دائرة الهموم النفسية المعتادة التي تمثل معاناة للمرضى النفسيين، وللصوم آثار إيجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف لكل المرضي النفسيين، كما أن الصوم يخلص المشاعر السلبية المصاحبة للمريض النفسي، كما أن الصبر الذي يتطلب الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار، يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال مما يقوي مقاومته للأعراض المرضية، ولهذه الأسباب ينصح الأطباء النفسيون جميع المرضى بالصيام في رمضان لأن ذلك يؤدي الى تحسن حالاتهم النفسية.

مرض العصر

ويضيف أن الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحالى وتبلغ نسبة الإصابة به 7% من سكان العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وأهم أعراضه الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير في الانتحار، وإن الصوم بما يمنحه للصائم من آمل في ثواب الله يجدد الرجاء لديه في الخروج من دائرة اليأس، كما أن المشاركة مع الأخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان تتضمن نهاية العزلة التي يفرضها الإكتئاب على المريض، وممارسات العبادات مثل الانتظام في ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة في هذا الشهر الكريم والذي يقاوم فيه الإنسان من خلال ممارساته مشاعر الإثم والبعد عن التفكير في إيذاء النفس بعد أن يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل في مواجهة أعراض الاكتئاب، أما القلق فهو سمة من سمات العصر الحالى وتقدر حالات القلق المرضي بنسبة من 30 إلى 40% في بعض المجتمعات، وهو ينشأ من الانشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف على المال والأبناء والصحة إلى آخره، وإن شعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فإن ذلك يكون فيه راحة نفسية وطمانينة تؤدي الى التخلص من مشاعر القلق والتوتر.



نساء يقضين يومهن ما بين حفظ الأحاديث وتخصيص حلقات لحفظ القرآن

ياسمين حمد - جدة

مع مقدم شهر رمضان المبارك واستقبال الناس له بالفرحة والسرور اختلفت عادات الناس في التعبير عن فرحتهم بالشهر منهم من يقضي طوال ليله على برامج القنوات الفضائية ومتابعة المسلسلات والبرامج الترفيهية التي تتكدس في هذا الشهر ومنهم من يقضي يومه ونهاره بالنوم متناسياً أن رمضان شهر العبادة والإكثار من الطاعات أما البعض الآخر فهم الذين عملوا لانفسهم برنامجا زمنيا في كيفية استغلال كل لحظة من ساعات رمضان حتى يشعروا فيها بالروحانية والخشوع رغبة في الفوز برضا الله ومضاعفة الأجر.

ومن هنا جاءت فكرة هذا الاستطلاع لكي نتعرف على البرامج التي وضعتها بعض النساء في الاستفادة من هذا الشهر وخاصة في العشر الأواخر من رمضان.

لقاؤنا الأول كان مع (رندة الخالدي) التي وصفت فرحتها وسعادتها الكبرى بقدوم شهر رمضان المبارك وقالت: أشكر الله أن بلغني رمضان حتى أجتهد فيه بالطاعة والعبادة لأنه شهر الرحمة والخيرات ومضاعفة الحسنات وعن الأعمال التي تتبعها في هذا الشهر الكريم تقول : قراءة القرآن الكريم أضعها في قائمة أعمالي الرمضانية حيث اني تعودت أن اختم القرآن فيه أكثر من مرة وهناك طريقة جيدة أخذتها من بعض الأخوات في كيفية ختم القران حيث ان بعض النساء يشكوتنمن عدم مقدرته على ختم القرآن في رمضان ولكن أفضل طريقة هي قراءة القرآن عند كل صلاة على الأقل أربع صفحات من القرآن الكريم وبذلك تستطيع ختمه بإذن الله.

وأركز أيضا على مساعدة الفقراء لان شهر رمضان شهر التكافل الاجتماعي بالذات فهو يعلمنا كيف نشعر بالآخرين وبجوع الفقراء بعد إمساكنا فترة طويلة عن الطعام والشراب وكل ملذات الدنيا والإكثار من الصلاة والدعاء في هذا الشهر.

(أم ماجد) تقول: أنا أحاول دائما أن أضع لنفسي جدولاً في رمضان بحيث لا يطغى جانب على الاخر بحيث أستطيع من خلاله التوفيق بجميع التزاماتي فأنا أخصص لنفسي وقتا للعبادة وقراءة القرآن وأداء التراويح جماعة في المسجد ووقتا للاهتمام بشؤون المنزل ومتطلبات الأولاد وزيارة الأهل ووقتا لمتابعة بعض البرامج الدينية الهادفة التي أستفيد منها في حياتي الأسرية وفي عبادتي حتى تكون صحيحة والحمد لله لم أجد أي صعوبة في ذلك.

وتوضح (سعاد فايز) معلمة وربة منزل في نفس الوقت بقولها: أن رمضان طابعه الإيماني يختلف عن باقي الشهور الأخرى حيث نشعر فيه براحة إيمانية قوية ورغبة في الإكثار من الطاعات ومحاولة الإقلاع عن بعض العادات السيئة رغبة في أن يتقبل الله منا صيام هذا الشهر وقيامه ونحن في هذا الشهر الفضيل نمارس بعض العادات الجميلة مثل الإفطار الجماعي في كل بيت من أفراد العائلة وهذا في حد ذاته يسعدني حيث فيه نوع من تواصل الرحم الذي افتقدناه طيلة أيام السنة واقتصرت الزيارات بالاطمئنان على البعض عبر الهاتف، إلى جانب تبادل الزيارات مع الجيران والتعرف على أحوالهم وتفقد الفقراء ومساعدتهم. وتبين (نوال علي) أنها تحاول اغتنام الشهر بالمداومة على صلاة التراويح وحضور المحاضرات الدينية التي تستفيد منها ومشاركة بعض صديقاتها في إعداد بعض الوجبات للصائمين في المساجد وقالت انها تشعر بالسعادة وهي تعمل هذا العمل إلى جانب محاولتها تخصيص جزء من وقتها في تفسير القرآن الكريم حتى تفهم معاني الآيات التي تقوم بقراءتها وتقوم بمحاولة حفظ حديثين من الأحاديث النبوية يوميا إلى جانب تعليم السيدات الكبيرات حفظ القرآن الكريم وذلك بعد صلاة التراويح وتخصص جزءا من الوقت لتحفيظهن لبعض الآيات ومتابعتهن يومياً وقالت: إنني أشعر بالسعادة في هذا الشهر لأنه شهر طاعة وعبادة ومضاعفة الأجر والحسنات.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

الصبيح: هذا عبث باسم الحرية والمراجعة التاريخية

حجي جابر –جدة

أكد الدكتور عبدالله الصبيح استاذ الداعية واستاذ علم النفس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية أن التهجم على الصحابة والتابعين ينم عن عدم احترام لرموز الاسلام وهويته،حيث لايخفى على القائمين على هذه الصحيفة المكانة الرفيعة لهؤلاء الافذاذ الذين كانوا عماد الامة في بدايتها أمثال ابوبكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة والتابعين». وأضاف الصبيح:» لعل ما ماقامت به الصحيفة يندرج تحت التأثر بالحملة الشعواء التي تشن على الامة من كل حدب وصوب من أعداءها الظاهرين وهو انسياق واضح للمؤامرة التي تحاك ضدها في السر والعلن».

وحول ما يتردد من حرية المراجعة التاريخية للحوادث والاشخاص بين الصبيح:» ان المراجعة التاريخية وحرية البحث والتنقيب في تاريخ الامة أمر مكفول لكنه منضبط ،فليس من المعقول ان تقوم صحيفة بالسب والذم في صحابة رسول الله على الملأ ثن تعزو ذلك الى حرية المراجعة التاريخية لأن هؤلاء قد وضح صدقهم وتبين دورهم وحسم القرآن مكانهم وجميل أفعالهم، ومع هذا فلا ضير ان يناقش صاحب الشبهة ويبين له الامر وهذا دور العلماء الذين لا يمانعون في مناقشة من اختلط عليه الامر أو اشكل عليه حتى فيما يتعلق بالذات الالهية، لكن ما قامت به الصحيفة بعيد كل البعد عن البحث عن الحقيقة بل هو ايذاء وشتم وتجن على صحابة رسول الله وآل بيته الكرام والتابعين، وهو فعل لايمكن القبول به او تبريره لهذه الصحيفة او غيرها.


التفسير الميسر

الشيخ عائض القرني

63- (وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ورَفَعْنَا فَوْْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ واذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) واذكروا يا بني إسرائيل أخذنا عليكم العهد الثقيل بطاعتنا واتباع رسولنا، وأكدنا ذلك برفع جبل الطور فأصبح كالسحابة فوق رؤوسكم حتى تخافوا وترهبوا، وأمرنا بالجد والاجتهاد في أخذ التوراة والصبر على تعاليمها والعمل بأوامرها واجتناب نواهيها، مع تدارس هذا الكتاب وتذكره وتدبره ودوام تلاوته، ليبقى حاضراً معكم، لأن الإهمال طريق النسيان، ولأن في لزوم قراءته ما يدعو لتقوى الله بما يحب واجتناب ما يكره، وهذا هو المقصود من المدارسة للكتاب لا مجرد التلاوة بلا عمل. فالقوة في أخذ الكتاب تقتضي حسن التلقي، وصحة العمل، فلا كسل في الأخذ، ولا وهن في التنفيذ.

64- (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ)

وبعد هذه الآيات والحجج والبينات أعرضتم عن الهداية واخترتم الغواية، فلولا أن الله تفضل عليكم بالإمهال والتوبة ولم يعاجلكم بالعقوبة لحل بكم الهلاك، فلا ناصر يدفع، ولا ولياً يشفع، وفضل الله يشمل الإحسان للمحسن، ورحمته تعم التجاوز عن المسيء.

65- (ولَقَدْ عَلِمْتُمُ الَذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)

ولقد عرفتم قصة أصحاب القرية حاضرة البحر الذين خالفوا حرمة يوم السبت، فصادوا فيه فعاقبناهم بتغيير صورهم إلى قرود ذليلة قبيحة حقيرة، فمن بدّل النص والسورة عوقب بتبديل الشكل والصورة، كما في الحديث: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله صورته صورة حمار). والجامع بينهم وبين القرود الهوان والذلة وقبح الصورة.

66- (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا ومَا خَلْفَهَا ومَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ)

فجعلنا هذه العقوبة التي حلت بهم عظة وعبرة لمن شاهدها، وسمع بها في عصرهم، ولمن نقلت إليهم ممن يأتي بعدهم إلى قيام الساعة، ليرتدع العاصي، ويحذر المتقي، وتقوم الحجة، وتظهر نقمة العظيم بأعدائه، والسعيد من وُعظ بغيره، ومصائب قوم عند قوم فوائد، وذكرت هذه الآيات لهذه الأمة لتأخذ الحيطة و الحذر من مخالفة أمر الملك الحق، ولكن لا ينتفع بهذه الآيات إلى المتقي، لتمام بصيرته وكمال إيمانه وحسن تدبره.

67- (وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ) واذكروا حين قال لكم موسى إذا قتلتم قتيلاً منكم ثم اختلفتم فيمن قتله، وكادت تقع بينكم فتنة، فأمركم بذبح بقرة وأخذ عضو من أعضائها وضرب المقتول به ليخبر من قتله، لكنكم ما بادرتم لامتثال أمر موسى بل تلكأتم وترددتم وتشددتم في السؤال فشدد الله عليكم في أوصاف البقرة، ولو أنكم بادرتم إلى أيَّة بقرة فذبحتموها لاستقام الحال وحصل الامتثال. فلما أمرهم موسى بذبح البقرة ظنّوها سخرية منه، فقالوا: نسألك عن القاتل، فتقول: اذبحوا بقرة؟! ومعاذ الله أن يهزل رسول الله في أوامر الله، فكلام الرسل جدٌّ ليس بالهزل
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

لست وحدك.. يا أبا جهل ؟!
كان يكفي أباجهل وقد علم بنجاة العير بقيادة أبي سفيان من اعتراض رسول الله صلى الله عليه وسلم للعير القادمة من بلاد الشام حاملة أموال وبضائع قريش، كان يكفي أباجهل ما حصل ليعود بالجيش القرشي إلى مكة المكرمة لعدم وجود حاجة إلى مواصلة جيش الكفار لمسيرته صوب المدينة المنورة، ولكن أباجهل كان مثله مثل أي قائد عسكري متهور ينشد المجد لنفسه، ويمنيها بلقاء كان يعتقد جازماً أنه اللقاء الذي سوف ينتقم فيه من النبي القرشي الذي سفه أحلامهم بدعوته إلى توحيد الله وترك عبادة الأصنام، مع ما تمثله تلك الدعوة الكريمة من صدام مع معتقدات تربى عليها كفار مكة مئات السنوات وأصبح وجود أصنام العرب في الكعبة مصدر فخر ومكانة لقريش فكيف يأتي من يهز بقوة تلك القناعات الراسخة بالدعوة إلى التوحيد الخالص وعبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك فإن أباجهل بما يشتهر به من غطرسة وعناد رفض دعوة العودة إلى مكة المكرمة لأن العودة بلا لقاء مع النفر المسلم الذين خرجوا طلباً للعير بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تعنى تفويت فرصة سانحة لإحراز نصر سريع تتسامع به قبائل العرب وتعلم أن قريشاً لا يمكن أن تسمح لأحد باعتراض عيرها خلال رحلتي الشتاء والصيف ولذلك قال أبوجهل معانداً الدعوة إلى العودة بعد نجاة العير قولته الشهيرة: «والله لن نرجع حتى نرد بدراً وننحر النحور ونشرب الخمور وتسمع بنا قبائل العرب فتخشانا ولا يفكر في اعتراض عير قريش أحد منها»!
وهكذا نزل القرشيون عند رأي قائدهم وزعيمهم أبي جهل، «ليقضي الله أمراً كان مفعولاً»، ولتحصل معركة بدر ولتكون هذه المعركة التي ظنها أبوجهل «نزهة عابرة» أعظم معركة في التاريخ الإسلامي، بل وفي التاريخ البشري لما لها من أثر إيجابي عظيم على مسيرة الدعوة الإسلامية، فقد أعطت الدعوة دفعة قوية إلى الأمام وكانت بداية الفتح والنصر والفتوحات والانتصارات المتوالية على مدى عشرات السنين في العهد النبوي وفي عهد من جاء بعده من الخلفاء الراشدين، ومن حكام الخلافات الإسلامية، وما نتج عن كل ذلك من حضارة إسلامية ونشوء أمة عظيمة حملت كتاب الله وأنارت للعالم القديم سبل الحياة الطيبة وقدمت له أعظم مبادئ الحكم والعلم والسياسة والحضارة.
أما أبوجهل الذي أراد.. وأراد فقد وجد نفسه بين الجرحى وقد اعتلى صدره غلام هذلي مؤمن هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حيث أخذ يحز رأسه الكبير ولما عرف أبوجهل هوية ذلك الغلام قال له بغطرسة لم يدعها في أحلك الظروف لقد ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم!! وهكذا هم الطغاة دائماً عبر التاريخ يقودون أقوامهم إلى المهالك تحقيقاً لما يمليه عليهم غرورهم وغطرستهم فكم من أمثال أبي جهل في تاريخنا الحديث؟!

يوم الفرقان.. الفضائل والدروس المستفادة (1)
«بدر» جعلت قوانين الحرب أسمى ما عرفته البشرية


د. محمد عبده يماني
ما اجمل أن نقف لحظات عند تلك الواقعة العظيمة التي نصر فيها الله عز وجل نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي يوم أغر فقد كانت موقفاً هو من أروع المواقف في حياة المسلمين وثالث حدث عظيم بعد تنزل القرآن في غار حراء ثم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فجاءت غزوة بدر حافزا عظيماً للمسلمين حتى يواصلوا الكفاح وآية من آيات الله على رعايته عز وجل لهم يفيض نورها باليقين والامداد منه سبحانه وتعالى..وكانت تجربة فذة برز فيها صدق الوفاء ومعدن البطولة وعنفوان الرجولة. كانت بدر هي أول معركة بين معسكر المدينة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعسكر قريش الذين حاربوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم ونهبوا حقوقهم فجاءت بدر فيصلا بين الحق والباطل وسمى الله تعالى يومها يوم الفرقان ولهذا ظلت مثلا يذكر مع مر التاريخ الإسلامي وشكا الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلم قريش وتعذيبهم وشدة بأسهم وقلة النصير فأجابهم بثقة في نصر الله ويقينه بوعده (والله ليتمن الله هذا الأمر ولكنكم تستعجلون)..
ومن هنا فمن ينظر بعمق في غزوة بدر يلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من المدينة المنورة لقتال وإنما خرج لملاقاة قافلة قريش القادمة من الشام بقيادة أبو سفيان وفيها ألف بعير محملة بتجارة قريش يحرسها معه أربعون رجلاً أو أقل فأراد أن يعترض للقافلة ويصادرها انتقاماً لما قامت به قريش من ظلم ونهب واعتداء على حقوق المسلمين الذين أعلنوا إسلامهم في مكة المكرمة وحتى يشعرهم بأن معسكر المدينة لم يعد ذلك المعسكر الضعيف الذي يسكت على الظلم.. ولقد كان الخروج لملاقاة القافلة وليس للقتال ولكن إرادة الله عز وجل سبقت فكانت المعركة الخالدة والتي بتقدير بأمر الله عز وجل..
ومن هنا فإن هذه المعركة تستحق منا أن نقف لنعرف أهميتها ونتعلم فضائلها ونتعمق في دروسها المستفادة لنعلمها لأولادنا.. ولهذا فإني أضع بين يدي الناشئة على وجه الخصوص هذه المقالة عن غزوة بدر وفضائلها والدروس المستفادة منها لعلها تكون حافزاً لنا للاستفادة من ذلك التاريخ العظيم في حياتنا الحاضرة والتى ابتلينا فيها بكثير من الهزائم التى اقعدتنا عن مواصلة الركب ومزاحمة الأمم..
فعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم تلك القافلة من الشام استحث أصحابه على الخروج لاعتراض القافلة..
خرج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه المسلمين لثمان ليال خلون من رمضان حتى بلغوا بيوت السقيا خارج المدينة.. ثم استعرض النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ورد غير القادرين على القتال، وقد بلغ عدد الذين خرجوا معه 313رجلاً ومعهم سبعون بعيراً يعتقبونها كل ثلاثة أو أربعة على بعير..
ثم جاء الخبر أن قريشاً خرجت لحماية القافلة، ولم يفاجأ الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله وعده إحدى الطائفتين.. وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وشاورهم فأشاروا عليه وكان رأيهم أنهم معه لما يأمره الله به.
وسار المسلمون باتجاه بدر، وتأهبوا لخوض المعركة وعسكروا في أدنى ماء من بدر فأشار الحباب بن المنذر على النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا أدنى ماء من قريش فيعسكروا أمامه، يبنوا عليه حوضاً يشربون منه، ويغوروا ما سواه من الآبار.. وأمضى المسلمون ليلاً هادئاً وأنزل الله عليهم ماء سهل لهم به الأرض..
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتفقد الرجال ويسدي النصائح، ثم راح يدعو ويكثر الابتهال والتضرع (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم نصرك..) (اللهم إن تهلك هذه العصابة لاتعبد بعدها في الأرض)..
وتزاحف الجمعان وبدأت المعركة بالمبارزة فخرج من المشركين عتبة وشيبة أبناء ربيعة والوليد بن عتبة، فخرج لهم شباب من الأنصار قيل هم عوف ومعوذ ابنا الحارث، وعبد الله بن رواحة، فقالوا مالنا حاجة بهؤلاء، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج اليهم اكفاء من قريش فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخـرج إليهم : عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلى بن أبي طالب وقتل المشركون الثلاثة، وجرح من المسلمين عبيدة ثم توفي فيما بعد..
واستشاط المشركون غضباً للبداية السيئة فأمطروا المسلمين وابلاً من سهامهم، ثم حمي الوطيس والتقت السيوف بالسيوف وتزاحف الجمعان..
وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكسروا هجمات المشركين وهم مرابطون في مواقعهم وقال لهم: (إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ولا تحملوا عليهم حتى تؤذنوا) واتسع نطاق المعركة واستنفد المسلمون جهد أعدائهم وألحقوا بهم خسائر جسيمة، والنبي في عريشه يرقب بطولة رجاله وجلدهم، ثم خرج إلى الناس يحرضهم قائلاً: (والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة) ولما دنا المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض..
فقال عمير بن الحمام بخ بخ.. وحينما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قول بخ بخ أجاب لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها.. فأخرج تمرات فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى مامعه من تمر ثم راح يقاتل حتى قتل..
واشتدت هجمات المسلمين وتضعضعت صفوف المشركين وانكسرت قريش ثم انهزمت، وقتل أبو جهل وقتل معه من صناديد قريش سبعون رجلاً وأسر المسلمون سبعين رجلاً من المشركين.. ولاذ الباقون بالفرار عائدين إلى مكة ليرووا لغيرهم ما أصابهم من خزي وهزيمة..
واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً..
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين فطرحوا في القليب..
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل ووقف على القليب ونادى: (يا أهل القليب.. هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً.. فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً)، فقال بعض الصحابة : يارسول الله هل تكلم أمواتا. فقال صلى الله عليه وسلم : «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول» وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ببدر ثلاثاً ثم قفل عائداً إلى المدينة..
من أهم الأمور التي نلاحظها ان هناك دروساً عظيمةً استفادتها الأمة الاسلامية من خلال قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للمعركة والتي كانت وقعة رائعة ومن أهم الوقائع في حياة المسلمين.
كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم وندبه المسلمين لذلك بمثابة اعلان للحرب على قريش التي حاربت الاسلام والمسلمين بكل وسائل الحرب المادية والمعنوية، فقد عذبتهم وطردتهم وصادرت اموالهم وضيقت عليهم وعلى المستضعفين منهم واخافتهم وعاملتهم بالقسوة والأذى بشتى صوره، وقد أخذ هذا الاعلان صورة الحرب الاقتصادية، وتعريض أمن قريش للخوف، وتهديد تجارتها بالمصادرة جزاء ما اخذته من أموال المسلمين وديارهم، وما عطلته من مصالحهم، ومعاملة بالمثل وقد شرع الله لعباده حق الانتصار من الظالمين فقال:} ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل|، وفي هذا اهدار لدماء الكفار، واحلال لأموالهم، لأنها وسيلتهم وسلاحهم في محاربة الاسلام، والصد عن سبيل الله، والحيلولة بين الناس وبين اتباع الحق بالقوة، وهذا ما تقره شرائع الحرب قديما وحديثا، بل ان ما يفعله المحاربون في هذه الأيام وما تبيحه القوانين الدولية وما يقع من تجاوزات لهذه القوانين يجعل قوانين الحرب في الاسلام اسمى ما عرفته البشرية في تاريخها كله، وارحم ما يعامل به المحارب خصمه في شتى المجالات.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

المعركة شهدت انتصار المسلمين ومنحتهم مكانة ريادية في التاريخ
موقع بدر تطمره الرمال.. ومطالبات بمتحف يحكي تاريخها

جولة:خالد الشلاحي(بدر)تصوير: عبدالله المدني
يمثل اليوم السابع عشر من رمضان من كل عام ذكرى غزوة بدر الكبرى أولى المعارك، التي تمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ المسلمين حيث التقى جيش المسلمين بجيش الكافرين في الموقعة الشهيرة التي لاتزال ذكراها خالدة إلى يومنا هذا منذ السنة الثانية من الهجرة، فتبوأت موقعاً ريادياً في التاريخ الإسلامي وفي أفئدة المسلمين، بعد أن انتصرت راية الحق والعدالة وأحبطت جيش الظلم والعدوان فسطرها التاريخ بمداد من ذهب لايزال بريقه يضيء سماء محافظة بدر التي اقترن اسمها باسم الغزوة الشهيرة واحتضن ترابها الأجساد الطاهرة ممن سقطوا شهداء غزوة بدر الكبرى، التي تمثل رداً صريحاً على المزاعم التي يرددها المرجفون بأن الإسلام دين قتل وسفك دماء، لم ينتشر إلا بحد السيف !! فكانت تلك المعركة الفاصلة في ذلك اليوم الخالد لتكون ذكرى ناصعة تعود بنا إلى ألف وأربعمائة وخمسة وعشرين عاماً مضى، حين وقعت غزوة بدر الكبرى معلنة سلسلة من الفتوحات الإسلامية إرساءً للعدالة والمساواة ودحراً للظلم والطغيان، وتحولاً من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
«عكاظ» استطلعت آراء عدد من أهالي محافظة بدر للوقوف على انعكاس ذلك الامتداد التاريخي للمحافظة وارتباطها بالغزوة الشهيرة حيث كان من بينهم من ولد في المحافظة وعاش فيها كما هو حال الشيخ منصور بن ناصر الشريف مؤذن مسجد العريش ذلك المسجد التاريخي الذي بني في مكانه مقراً للقيادة(عريشاً) يقود منه الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي، حيث يقول انه ارتبط بقلبه وعقله وكيانه كله بهذا المكان وتدور في مخيلته في كل يوم تلك المشاهد الإيمانية البطولية التي سطرها جيش المسلمين دفعاً وقهراً للظلم، ويستطرد: ففي بدر تربيت منذ نعومة أظفاري واسأل الله أن يرزقني الممات جوار شهداء غزوة بدر الكبرى .
أما محمد الشريف من أهالي القرية فقد أشار إلى أن أهالي بدر تأثروا بتاريخ المحافظة وارتباطها بالغزوة الشهيرة حيث يوجد في مدينة بدر لوحدها أكثر من (25) مسجداً فيما يبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثين ألف نسمة كما لا يكاد يوجد مسجد في بدر إلا وتوجد به حلقات لتحفيظ القرآن . ويضيف كما تشتهر بدر بكثرة مزارع النخيل في تاريخها الماضي لكن أعداد النخل تقلصت كثيراً خلال العقود الماضية بسبب ندرة المياه وهجرة العديد من ساكني مدينة بدر إلى المدن الكبرى لظروف العمل وغيرها، وقد سار بنا الشريف إلى حيث توجد عين بدر التي تقع قبالة مسجد العريش حيث كانت هذه العين تمثل مصدرا وحيداً لسقيا مزارع النخيل في بدر قبل مئات السنين ولازالت تلك المنازل الطينية موجودة منذ تلك السنين البعيدة فيما جفت المياه وتحولت إلى منطقة جرداء وامتداد للكثبان الرملية التي تغطي أكثر من (35% من مساحة مدينة بدر حالياً).
وأضاف الشريف بأن مدينة بدر في حاجة ماسة إلى المحافظة على تراثها الإسلامي العريق وطابعها الديني المميز مطالباً الجهات الرسمية بدعم مطلب إيجاد متحف يضم ذلك التراث ويحفظه للأجيال المقبلة ويصفه للزائرين من المسلمين الذين يقبلون على المحافظة من أجل الوقوف على موقع الغزوة .
كما كشف عدد من أهالي بدر عن ممارسات تتنافى والدين الإسلامي يقوم بها بعض الزوار حيث يقبلون على مقبرة الشهداء ويقومون بطقوس دينية غير مقبولة، حيث يبذل العديد من رجال الدين جهوداً كبيرة من أجل وأد تلك البدع التي بدأت تمارس في بدر في بدر ومن ضمنها جهال يلبسون لباس الإحرام في المواقع الدينية في بدر وكأنهم يحجون إلى بدر .. بدلاً من الحج إلى مكة !!
كما تجولت عكاظ موقع الغزوة التاريخية الكبرى واستحضرت سلسلة أحداثها منذ البداية، واستمعت لآراء عدد من أهالي محافظة بدر وانطباعاتهم حول انعكاسات وجودهم على بعد مئات بل عشرات الأمتار من ساحة المعركة الشهيرة فرصدنا في البداية أسباب الغزوة والشرارة التي أشعلت فتيل أولى الحروب بين المسلمين والمشركين .

ردة الفعل
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين بأن الظلم الذي مارسه صناديد قريش ضد المهاجرين من المسلمين لايمكن السكوت عنه وأن التحدي والبغي الذي كان عليه المشركون ما هو إلى بداية انتكاستهم . فجاءت فرصة مواتية للانتقام حين علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا (قافلة) لقريش محملة بأموال طائلة تقدر بخمسين ألف دينار وحمولة ألف بعير يحرسها أربعون رجلاً فقط كانت في طريق عودتها من الشام إلى مكة المكرمة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعقبها واكتشاف أمرها في شمال المدينة المنورة كلاً من طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد، فوصلا إلى الحوراء، ومكثا حتى مر بهما أبو سفيان بالعير (القافلة) فأسرعا إلى المدينة، وأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر تمهيداً لضربة اقتصادية قاصمة لجيش المشركين ورداً على البغي والظلم الذي مارسوه ضد المسلمين في مكة . فأعلن صلى الله عليه وسلم في المسلمين قائلاً هذه «عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها». ولم يعزم على أحد بالخروج، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة، لأنه لم يكن يتوقع عند هذا الانتداب أنه سيصطدم بجيش مكة - بدل العير - في غزوة بدر، ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة، وهم يحسبون أن مضي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الوجه لن يعدو ما ألفوه في السرايا الماضية، ولذلك لم ينكر عليه الصلاة والسلام على أحد تخلفه في هذه الغزوة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فرسان وسبعون بعيراً، بحيث يتعاقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد كما قسم جيشه إلى كتيبتين حيث قاد علي بن أبي طالب كتيبة المهاجرين فيما قاد سعد بن معاذ كتيبة الأنصار، فمضى الجيش الإسلامي غير المتأهب على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مكة، حتى بلغ بئر الروحاء ولما ارتحل منها ترك طريق مكة إلى يساره، وانحرف يميناً يريد بدراً حتى بلغ وادي رحقان، ثم مر على مضيق وادي الصفراء ثم عبره حتى قرب من الصفراء، وهناك بعث صلى الله عليه وسلم مسلمين إلى بدر لاستقصاء أخبار العير (قافلة قريش) .

انذار قريش
أما أبو سفيان المسئول عن القافلة فكان على غاية من الحيطة والحذر فقد كان يعلم أن طريق مكة محفوف بالأخطار، وكان يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان . ولم يلبث أن نقل إليه بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه ليوقع بقافلة قريش، وحينئذ استأجر أبو سفيان أرسل أحد رجاله مستصرخاً لقريش بالنفير إليهم ليمنعوه من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فوصل النذير إلى قريش في مكة طالباً نجدتهم .
التأهب
فتحفز جيش المشركين بمكة فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب، الذي أناب عنه رجلاً كان له عليه دين، وحشدوا من حولهم من قبائل العرب، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي، فلم يخرج منهم أحد . حيث كان جيش المشركين تسعمائة وخمسين، إضافة إلى سبعمائة بعير ومائة فرس وسلاح وعتاد كثير، فالتقى الجيشان في بدر، ورأى المسلمون جيش عدوهم فلجأوا إلى الله عز وجل واستغاثوا وألقوا بأمرهم إليه فاستجاب لهم، ونصرهم الله على عدوهم نصرًا مؤزراً . وكان المشركون الذين أقبلوا كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدهم وحديدهم، يحادون الله ورسوله، وكلهم حمية وغضب وحنق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاجتراء هؤلاء على قوافلهم . حيث تحرك جيش المشركين قبيل المواجهة بسرعة فائقة نحو الشمال في اتجاه بدر، وسلكوا في طريقهم وادي عسفان، ثم قديد، ثم الجحفة، وهناك تلقوا رسالة جديدة من أبي سفيان يقول لهم فيها إنكم إنما خرجتم لتحرروا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجت فارجعوا.
وكان من قصة أبي سفيان أنه كان يسير على الطريق الرئيسي، ولكنه لم يزل حذراً متيقظاً، وضاعف حركاته الاستكشافية، ولما اقترب من بدر تقدم عيره حتى لقي مجدي بن عمرو وسأله عن جيش المدينة، فقال: ما رأيت أحداً أنكره إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل، ثم استقيا في شن لهما، ثم انطلقا، فبادر أبو سفيان إلى مناخهما، فأخذ من أبعار بعيرهما، ففته، فإذا فيه النوى، فقال : هذه والله علائف يثرب، فرجع إلى عيره سريعاً، وضرب وجهها محولاً اتجاهها نحو الساحل غرباً، تاركاً الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار وبهذا نجا بالقافلة من الوقوع في قبضة جيش المدينة، وأرسل رسالته إلى جيش مكة التي تلقاها في الجحفة .

حرج الموقف
أما جيش المدينة فقد نقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يزال في الطريق بوادي ذقران خبر نجاة قافلة قريش واستنفار جيش مكة وقدومه إلى بدر لقتال المسلمين ونجدة قافلتهم، فتأكد عليه الصلاة والسلام بأنه لم يبق مجال للاجتناب عن لقاء دام، وأنه لا بد من إقدام يبنى على الشجاعة والبسالة والجراءة والجسارة، فلو ترك جيش مكة يحوم حول المنطقة سيكون ذلك تدعيماً لمكانة قريش العسكرية، وامتداداً لسلطانها السياسي، وإضعافاً لكلمة المسلمين وتوهيناً لها، بل ربما تبقى الحركة الإسلامية بعد ذلك جسداً لا روح فيه، ويجرؤ على الشر كل من فيه حقد أو غيظ على الإسلام في هذه المنطقة . وبعد هذا كله فهل يكون هناك أحد يضمن للمسلمين أن يمنع جيش مكة عن مواصلة سيره نحو المدينة، حتى ينقل المعركة إلى اسوارها ويغزو المسلمين في عقر دارهم كلا فلو حدث من جيش المدينة تقاعس ما لكان له أسوأ الأثر على هيبة المسلمين وسمعتهم.
فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في معايشة لذلك التطور الخطير المفاجىء إلا أن عقد مجلساً عسكرياً استشارياً أعلى، أشار فيه إلى الوضع الراهن، وتبادل فيه الرأي مع عامة جيشه وقادته . وحينئذ تزعزع قلوب فريق من الناس وخافوا اللقاء الدامي، وأما قادة الجيش فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له به . وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم، مع أن نصوص العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم، فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار، وفطن ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ فقال : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟
قال : أجل .. قال «فقد آمنا بك فصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله .


هكذا نحافظ على اسناننا في رمضان


محمد داوود (جدة)
اوضح الدكتور محمد هاني استشاري طب الاسنان ان من العادات الغذائية المنتشرة خلال شهر رمضان المبارك حرص الكثيرين على تناول المشروبات الباردة او الساخنة بكميات كبيرة الا ان اصحاب الاسنان المريضة لا يحتملون الالم الناتج عن تناولها وخاصة فيما بعد وجبتي الافطار والسحور ، فالألم قد يكون بدون اي مؤثرات خارجية او اثناء النوم ويستمر لساعات معدودة ويستلزم في هذه الحالة مراجعة طبيب الاسنان لازالة وعلاج الجذور وتنظيف قناة السن اما اذا كان الالم لفترة قليلة ويزول مع الانتهاء من شرب الماء البارد او الساخن فان ذلك يعني ان العصب يمكن ان يعود لحالته الطبيعية بعد اخذ مسكنات وزيارة الطبيب لازالة السبب مثل التسوس او زيادة في حساسية الاسنان.
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

جزاكم الله خيرا اخي الخزاعي ومبروك عليكم اهل التدريس اليوم العالمي للمدرس مل عام وانتم بخير
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

وفيك بارك المولى أختنا الداعية وشكرا على المتابعة
 

baderelama

عضو كالشعلة
4 أكتوبر 2006
336
0
0
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد السادس عشر

السلام علبكم و رحمة الله تعالى وبركاته.......


جزاكم الله عنا خيرا .....و نفع الله بكم العباد.....يارب



تحياتي...؛ Baderlama
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع