إعلانات المنتدى


المجلة الرمضانية - العدد الثامن عشر والأخير

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-

على خطى الحبيب

للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني

ألم يجدك يتيماً فآوى

ولد الحبيب في 12 ربيع الأول ساعة شروق الشمس، و كان مولد الحبيب إشراقة للأرض

طفولة النبي

كان من عادة العرب أن يتخذوا المرضعات من أهل البوادي لأولادهم ليكونوا أصح أجساماً وأصفى ذكاء و أكثر إتقانا للغة العربية، و كانت قبيلة بني سعد تتولى ذلك و تأخذ الأولاد مدة سنتين من أجل الرضاعة .لكن المرضعات كانت تفضل أخذ أولاد الأغنياء و يتجنبون أخذ الحبيب ، لأنه ما دام يتيما فإنهم لن يحصلوا على هدايا مقارنة مع غيره، إلا مرضعة واحدة اسمها حليمة السعدية ما وجدت أحدا غيره فأخذته . تقول حليمة: « تفقدت مكة فما من امرأة منا عرض عليها محمد إلا و رفضته، فلم أجد أحداً، فخفت أن أعود دون طفل فأخذته «، فقال لي زوجي:»و الله ما أراك يا حليمة إلا أخذتً رزقاً مباركا «.

في ذلك الوقت، كانت أرض قبيلة بني سعد عبارة عن صحراء جرداء، ولكن غنم حليمة كان يتكاثر، فكانت المرضعات الأخريات ترعى غنمها خلفه ومع ذلك كانت أغنام حليمة تتكاثر دون غيرها . تقول حليمة :»ّ كان محمد يشب بسرعة،ّ ّفكان الذي يشب في شهر يشبه هو في يوم، و كان من يشب في سنة يشبه هو في شهر «.و عاش الحبيب مع حليمة سنتين بعد أن ولد في بيت أمه، و كان وفياً و مخلصا لها .فبعد فتح مكة دخل الناس ليسلموا عليه، فإذا به ينظر إلى عجوز كبيرة في السن ( و كانت نظراتها تختلف عن بقية نظرات الحاضرين )فسأل الصحابة : من هذه ؟ !فقالوا: يا رسول الله مالك و مالها إنها مرضعتك .فإذا بالنبي يتهلل وجهه و يقول :» أمي أمي « و يفرش عباءته في الأرض و يقول :» دعوني أتكلم مع أمي « .

إنه خلق الوفاء لدى رسول الله و بعد غزوة حنين غنم المسلمون غنائم كثيرة، فقال أحدهم للنبي: هنالك من المنهزمين أخ لك منالرضاعة.فقال النبي إن كان ممكنا إعادة الغنائم لأن فيهم أخا لي من الرضاعة؟ فقالوا : يا رسول الله هل تعرفه؟ فقال : لم أره قط .فتعجبوا و قالوا :و لماذا تفعل هذا يا رسول الله؟ فقال: « وفاء لأمي حليمة و لأنه أخي.


التفسير الميسر

الشيخ عائض القرني

34- (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)

فلما ظهر للملائكة فضل آدم عليهم بالعلم أمرهم سبحانه بالسجود إكراماً له لما ميزه الله عليهم بعلم الأسماء، لأنه لا يوجد أفضل من صفة العلم، فامتثلوا أمر ربهم وسجدوا له، لأنه يجب على المفضول احترام الفاضل اعترافاً وإكراماً، ولكن إبليس لكبره وشقاقه امتنع عن السجود، وعرض الأمر بالقياس، وضرب الأمثال كبراً وعتواً، فأذله الله واخزاه وطرده ولعنه، وهذا شأن أتباعه من أهل الكبر لا يذعنون للحق، فمرض الشبهة أعظم من داء الشهوة، فالأول مرض إبليس، ولذلك طرد، والثاني أصاب آدم لما أكل من الشجرة، لكنه تاب فتاب الله عليه، فالواجب على العبد المبادرة عند الأمر وترك التسويف والاعتراض، وهذا السجود لآدم سجود تحية وتعظيم، لا سجود عبادة الذي لا يصح الا لله.

35- (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)

ثم امر الله آدم ان يسكن الجنة مع زوجه في أمن وأمان وخير ورضوان، في عيش هنيء لا كدح فيه ولا مشقة، بل فيه ألوان من النعيم وصنوف من اللذائذ وأنواع من الثمار، مما تشتهيه الأنفس، ويسر النظر، ويشرح البال، ونهاهم تعالى عن أكل نوع من الشجر ابتلاء منه لهما وامتحاناً ليظهر صبرهما وجهادهما للنفس، وحذرهما من مغبة ارتكاب المنهي، فان من فعل ذلك بعد البيان فقد ظلم نفسه، وعصى ربه.

36- (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)

فاجتهد الشيطان في ابعادهما عن الجنة حسداً لهما، وسوّل لهما ولبّس عليهما فوقعا في فخه المنصوب، وهذه بداية الصراع العالمي بينه وبين عباد الله إلى يوم الدين، فلما ارتكبا المحظور، حرما من الحبور والسرور، وهذا جزاء من عصى فانه يحرم بسبب معصيته من مقامات الأمن والرعاية بحسب معصيته، فيا شؤم المعصية، ويا سوء عاقبتها، ثم أمر الله آدم وحواء والشيطان بالنزول إلى الأرض، وجعل بينهم العداوة الأبدية لتتم سنة الابتلاء والمدافعة والمجاهرة، وجعل الأرض لبني آدم داراً للعيش والسكنى والتمتع مدة معلومة من الزمن حتى يأذن الله لقيام الساعة ونهاية العالم، فالمستقر سكن ووطن، والمتاع غذاء وماء فلا بقاء للدنيا، ولا لأهلها، وإنما سوف يعودون لإحدى الدارين دار آدم الجنة، ودار إبليس النار.

37- (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

من رحمة الله ولطفه بآدم وذريته ان علّمه كلمات يستوجب بها الرحمة والغفران، وهي كلمات الاعتراف بالذنب وإعلان التوبة وطلب العفو، وفي هذا فضل الاستغفار، وان الذنب قد تكون فيه مصالح عظيمة للعبد إذا تاب وأناب من الانكسار والندم والاجتهاد في الطاعة والبكاء والخوف والتواضع لعباد الله.

38- (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)

ولما أمرهم -سبحانه- بالنزول إلى الأرض من الجنة بين لهم انه لن يتركهم هملاً، بل سوف يرسل اليهم رسلاً، وينزل اليهم كتباً، من آمن بالله واتبع رسله واهتدى بهداه فله الامن من الله، فلا يخاف مما يستقبله، لان الله حافظه وكافيه ولا يحزن على ما مضى، فالله يغفر له ويتجاوز عنه، والسعادة مبنية على أصلين: لا خوف، ولا حزن.
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثامن عشر والأخير

الأعمال الفنية الهابطة تضر بالمسلمين ولا تخدم قضاياهم

محمد خليل- موسى الشابحي -القاهرة - جدة

ـ أصبحت الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون وسيلة هامة ومؤثرة في تشكيل ثقافة أي مجتمع بشري فهي سلاح ذو حدين ولكن كيف يمكن توظيف الأعمال الفنية في التليفزيون والسينما والمسرح في نشر الفضائل وإشاعة الأخلاق الكريمة بدلاً من نشر الإبتذال والاباحية ؟ « المدينة « طرحت هذا التساؤل علي مائدة العلماء والمهتمين الذين طالبوا بضرورة توجيه تلك الأعمال الفنية لخدمة قضايا الوطن العربي بدون إبتزال أو عري خاصة وأن تلك الأعمال لها أثر نفسي طيب لدي المتلقي .

عري وخلاعة

ـ بداية يقول الدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة والداعية الإسلامي المعروف أن معظم ما يعرض في التليفزيونات ودور السينما في البلاد الإسلامية من أعمال فنية هي عبارة عن عري وخلاعة وإسفاف وجنون وكلها أعمال مخالفة لشرع الله سبحانه وتعالي لا أنها تحض علي عمل الفحشاء وتعمل علي إبعاد الشباب عن تقوي الله عز وجل فالسينما كما يقولون هي لغة كل العصور في جذب الشباب خاصة في الماضي وبعد إختراع التليفزيون أصبح السيد المطاع الذي يستعبد البشرية ويهيمن علي توجهاتها ورغم التطور الهائل في وسائل الإعلام الفنية إلا أننا نشكو من إبتعاد الأعمال الفنية الهادفة عن السينما والمسرح والتليفزيون وطالما شكونا من خلو هذا المجال الإعلامي الخطير من العاملين المتخصصين الذين يسدون هذا الفراغ ولا يراعون الله عز وجل فيما بنتجون للجماهير المسلمة سوف تستمر تلك الأعمال الهابطة وبالتالي خلا المجال للمفسدين الذين لا ضمائر لهم ولا أخلاق كي يعبثوا في البلاد فساداً حتي غرقت الأمة في أفلام ومسلسلات مخلة ولم نعد نشاهد الإ فساداً في فساد وأبعدت الكلمة الإسلامية تماماً عن هذا المجال اللهم إلا بعض المشاهد القليلة وكل أعمالهم عري بهدف جذب أكبر قدر من المال أين كان هذا المال الذي هدفهم هو الربح فقط .

ـ ويتابع الدكتور شاهين قائلاً : أن هذا الأمر ينبغي ألا يستمر إذ يجب أن يقدم الشباب التقي إلي المغامرة في هذه المجالات الفنية والخوض فيها دفاعاً عن دين الله سبحانه وتعالي وعن أخلاق هذه الأمة ، ولابد أن يكون في الشباب المسلم كوادر كاملة يعتمد عليها في أنتاج أعمال فنية متكاملة درامية وغيرها ، أما أن يبقي المجال الإسلامي محروماً من الكوادر الفنية والشابة المسلمة فهذه جريمة تدمير الأمة الإسلامية .

بيع الطماطم

الاستاذ عادل الماجد أكد أن الذي يناقش الدراما يكون على أربع أصناف : أولها من يشهر با المشكلة وهو حريص على حلها , أما الثاني وهو تاجر الأزمات فيستغل أي أزمة ليبيع فيها , والصنف الثالث هو الذي يستغل الأزمة للإنتقام من خصومه وتصفية حساباته , والصنف الرابع هو الذي يكون ضعيف وبسيط وليس عنده أي قدره فيستغل الأزمة وتكون فرصته لأن يظهر إعلامياً. ويرى الدكتور الماجد أن مسلسل مثل « المارقون « ينتمي إلى الصنف الأول , أما مسلسل « دعاة على أبواب جهنم «فهو ينتمي للصنف الثاني وهو تاجر الأزمات , أما مسلسل «طاش» فهو ينتمي للصنف الثالث والذي يستغل للإنتقام , وكل دراما تشعر من خلفها نية المشكلة غالباً السمسار والذي يريد تصفية الحسابات غالباً لا يحل المشكلة , لأن المشكلة با النسبة له هي استثمار وأن بقاء المشكلة لأطول وقت هي حياة له وكلما تأزمت المشكلة كلما كان وضعها أفضل فهو يريد بالمشكلة أن تبقى وأن تستمر بل يريدها أن تتضاعف لكي يكسب.

ويبين الماجد أن فقدان البعد الدرامي هو سبب تكاثر المسلسلات في شهر رمضان , فا الدراما الحقيقية ومخرج الدراما وممثل الدراما والمنتج الدرامي السابق الذي يعشق الدراما ويريدها أن تنبت وتقدم شيء للمجتمع فللأسف أن هذه النظرة غير موجودة أبداً , فأصبحت الدراما الآن أشبه «ببيع الطماطم»,فبما أن هذا الموسم وقت « الطماطم» فإنه يحضرها في نفس الموسم ليحصد أكثر شيء من المال , فأصبح الآن الموجود مجموعة من المرتزقة ينتظرون الموسم لكي يبيعون بضاعتهم أي شكل من الأشكال, لذلك فقدنا في الحقيقة لذة الدراما السابقة التي كان يصنعها أناس يعشقون معنى الدراما ويقدمون دراما حقيقية ولذلك تضاءلت كثيراً , ولم يعد هناك للأسف بعد درامي أو حرص على تقديم رؤى درامية للمجتمع ولا صناعة للدراما .

غزو فكري

ـ ويقول الدكتور أحمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر أن الأمة الإسلامية تتعرض عن طريق أجهزة الإعلام إلي غزو فكري مقصود هدفه إبعاد الأمة عن القيم والأخلاق الحميدة ، لذلك وجب علي المدارس والجامعات إن تغرس حب الشرف والكرامه والارتقاء بالقيم الدينية لدي الشباب من أجل رفع شأن الأمة أما الانسلاخ والذوبان فهي من المهلكات لذا ينبغي علينا أن نستيقظ ونتنبه قبل فوات الأمان فالأمة كل ما سعت إلي مجد مشرق وكل ما أتاها شهر الصيام ليجدد فيها روح التأصل والسعادة جاءت هذه الغزوات المتتالية لتنال منها وتجعلها تعيش في سلبية بعيدة عن المنهج السوي .

وأضاف الدكتور السايح أن صيام رمضان معلم من معالم الكمال المضيئة ، هذا المعلم يسئ إليه إنشغال الناس بالتافه والقشور وما يبعد عن عبادة الله وذكره والنبي صلي الله عليه وسلم يقول ( يأ ايها الناس قد أ أظللكم شهر عظيم مبارك ، شهر جعل الله صيامه فريضه وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصله من خصال الخير كان كمن أدي فريضه ومن أدي فريضه كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه ). وطالب د. السايح مجتمعات الأمة أن تسعي إلي توظيف الفن والمسلسلات والأفلام سواء في السينما أو التليفزيون وأن تجعل هذه الأعمال أداة خير ودافع لبناء المجتمعات من أجل بناء الإنسان وبذلك سوف نصل بمشيئة الله تعالي إلي بناء أوطاننا ومجتمعاتنا علي خير ما يكون حتى نمتلك عقولاً مفكرة تستطيع أن تجعل من المسلسلات والمسارح والسينما والتليفزيون أدوات بناء لا أدوات هدم وهذا يحتاج إلى أخلاق عالية وروح رفيعة في العمل .

ـ ويقول الفنان نورالشريف أن الحرب التي تدور اليوم علي الساحة الدولية والعربية هي حرب إعلامية بهدف تفكيك المجتمعات العربية الإسلامية وإلاعلام والسينما لهما دورأكبر في التصدي لقضايا المجتمع خاصة وأن الفن وسيلة من وسائل الدعوة ونشر التسامح من خلال توظيف المستخدمات العصرية لصالح المجتمع الإنساني والسينما فلا يخفي علي أحد الاثر الهائل لكل وسائل الإعلام وتأثيرها علي الرأى العام داخل البيوت العربية خاصة التليفزيون الذي اصبح وسيلة إعلامية كبري لا يخلو منه منزل والناس مهما كانوا من أخلاق ليسوا جميعاً علي نمط واحد في استماعهم لصوت الشرف والقيم والدين والاخلاق وبالتالي تكون احاسيسهم التي تتأثر بما يمس كيانهم ووحدتهم مختلفة ،وأضاف أن الإسلام نادي بمبادئ سامية أولها الحب والسلام مع الاديان الأخري وأمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بانزال الناس منازلهم وفي ذلك دعوة لاحترام الغير مهما تكن عقيدته ، فالتدين الذي يجب أن توظف له الأعمال الدرامية هو مبادئ الإنسانية بعيداً عن العنف وأثارة الفتن التي لابد أن يتصدي لها الفنان والكاتب والصحفي والمثقف والداعية الإسلامية .

رمضان فوائد إنسانية ومعان روحية

هبه محمد معين ترجمان – دمشق

مازلنا في الشهر الكريم حتى يومنا هذا نكتشف الكثير من الفوائد للصيام سواء النفسية والروحية والجسمية . فلله في شرعه أسرار ، وله في أحكامه حكم، وله في خلقه مقاصد ، فمن هذه الأسرار والحكم والمقاصد ما تدركها العقول ، وقد أخبر سبحانه عن بعض حكم الصيام فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) إذن فالصوم طريق لتقوى الله عز وجل ، والصائم اقرب الناس إلى مولاه جلت قدرته ، جاع بطن الصائم فصفا قلبه ، وظمأت كبد الصائم فدمعت عيناه ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم .

الصوم سر بين العبد وبين المعبود سبحانه ، ففي الصحيح أن الله عز وجل « كل عمل ابن آدم فانه لي وأنا أجزي به» . لان الصوم لا يطلع عليه إلا الله تعالى بخلاف الصلاة والزكاة والحج .

و رغم صعوبته للبعض إلا أن أفضل العادات الصحية السنوية . فوائده كثيرة لا يُغفل عنها، فهو شهر للتدريب الجسمي والروحي مع الأمل أن يستمر ذلك لما بعد رمضان. أما المرضى الذين لا يطيقون الصيام فقد استثناهم الله تعالى من فريضة الصوم بنص القرآن الكريم .خاصة الحالات المرضية التي يؤثر فيها الصيام على المريض تأثيراً سلبياً خطيراً ، أو يضطر فيها المريض إلى الإفطار بسبب تناوله علاجاً منتظماً في أثناء النهار ، كتناوله أدوية عن طريق الوريد أو الفم ومن الفوائد الطبية لصيام رمضان راحة جهاز الهضم المسؤول عن استهلاك واستقلاب الطعام ، وبالتالي فالكبد أيضا يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم . ولتحقيق هذه الغاية على المسلمين أن يلتزموا بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم -بعدم الإكثار في وجبة الإفطار وقد قال- صلى الله عليه وسلم-: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه. وبهذا يُضمن بقاء النشاط وعدم الخمول والاستعداد للتمارين المعتدلة بعد فترة راحة قصيرة ألا وهي صلاة التراويح التي ثبت أن حركة العضلات والمفاصل في كل ركعة تستهلك 10 حريرات. ومن الفوائد الطبية أن يبدأ الإفطار بتناول بعض التمرات ( كما هي السنة النبوية ) فالتمر غني بسكريّ الغلوكوز والفركتوز اللذين يحويان فائدة حريرية كبيرة وخاصة للدماغ ، ويفيدان في رفع مستوى السكر في الدم تدريجيا مما يخفف شعور الجوع ويقلل الحاجة إلى كمية اكبر من الطعام خلال الصيام ينقص استهلاك السكريات وبالتالي فإن مستوى سكر الدم ينخفض وهذا يجعل الجسم يعتمد على مخزونه من السكر لحرقه وتأمين الحريرات اللازمة للاستقلاب ، ويأتي مخزون السكر من الكبد بتفكيك مادة Glycogen وكذلك من تحطيم الدهون في النسيج الشحمي لتحويلها إلى حريرات وطاقة لازمة لفعاليات الجسم وهذا بالتالي ينتج عنه نقص معتدل في وزن الجسم ، ولهذا يعتبر الصيام فائدة كبيرة لدى زائدي الوزن ، وحتى لمرضى السكري المعتدل غير المعتمدين على الأنسولين «Stable non-insulin diabetes وهم من لا يستطيعون إلا تناول هذه المادة يومياً قد يعرضهم الصيام للخطر لذا صرح لهم الأطباء الإفطار .
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثامن عشر والأخير

يوم الفرقان..الفضائل والدروس المستفادة (3)
معركة خالدة وفاتحة خير لانتشار الإسلام


د. محمد عبده يماني
هكذا اراد الله لهذه المعركة الخالدة ان تكون فاتحة الخير بالنسبة لانتشار الاسلام، وكانت كذلك نصرا لهذا النبي الكريم، وهذا الرسول العظيم ولصحابته الكرام البررة الذين حملوا الرسالة، ووقفوا معه وبجواره، وبذلوا الروح والنفس إيمانا بالله وجهادا في سبيله، وتصديقا لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا فان هذه المعركة تستحق منا في كل عام ان نلقي الضوء عليها، ونتعلم من دروسها، ونعلمها لأهلنا ومن حولنا، وبصورة خاصة اولادنا.
من الدروس التي تفيدنا فنقول مستعينين بالله:
1- المؤمن موصول بالله محب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم متعطش للشهادة في سبيل الله، واثق بما أعده للمؤمنين من النعيم، وبوعده إحدى الحسنيين للمؤمنين: النصر أو الشهادة.
2- كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل المعركة، وتذلُـله ومناشدتُه ربَّهُ النصرَ للمؤمنين مَعْلَماً على طريقِ الجهادِ في سبيل الله، بأن النصر لا يكون إلا بدوام الصلة بالله، والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء، وعدم الاتكال على القوة المادية مهما عظمت، أو اليأس من النصر مهما ضاقت الحيل وضعفت الأسباب، وأن خرق العادة وحصول الكرامات ونزول الملائكة للتثبيت والتأييد أمور ممكنة الحدوث في ميادين الجهاد في سبيل الله.. مادام المجاهدون صادقين مع الله، آخذين بالأسباب المتاحة، باذلين كل ما في وسعهم، عاملين لإعلاء كلمته، ونصر دينه وتحكيم شرعه.. وهذا سر انتصارات المسلمين الباهرة في حربهم مع الفرس والروم ومع المغول والصليبيين والوثنيين.. التي أذهلت العقول. وحيرت الزعماء والقادة وأرباب الحكم والفلاسفة في القديم والحديث.
3- أهمية تشجيع المقاتلين وإثارة حماستهم من قبل القيادة العليا وما يبعثه ذلك من الاستبسال والتنافس على الشهادة في سبيل الله والفوز برضوانه وجناته..
4- جواز قتال الكافرين ولو كانوا أكثر عدداً وعدة، فقد كان جيش قريش أكثر من ثلاثة أضعاف المسلمين، وكانت عُدتهم أضعافاً كثيرة، وأغذيتهم وفيرة بينما كان المسلمون على خلاف ذلك ثم نصرهم الله نصراً عزيزاً، ولم يكن الفرار من العدو جائزاً ولو كانوا عشرة أضعاف ثم خفف الله ذلك فجعل الفرار غير جائز إذا كان العدو ضعف المسلمين: }الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ| (الأنفال: 66).
5- جواز أن يكون القائد موجهاً للمعركة، ومحمساً على القتال، وأن يكون إلى جانبه من أهل الرأي والمشورة من يستعين به في التخطيط والتوجيه.
6- جواز المبارزة بإذن الإمام فقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر حمزة وعلياً وعبيدة بالخروج للمبارزة حين طلب عتبة بن ربيعة ذلك، وأبى أن يخرج إليهم من خرج للمبارزة من الأنصار، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً يوم الخندق.. وتكون المبارزة مستحبة إذا علم المبارز من نفسه الشجاعة والقوة والقدرة على الخصم وتكون مباحة إذا طلبها المسلم القوي الواثق من قوته ومهارته وقدرته على خصمه، وتكون مكروهة حين يطلبها مبارز ضعيف غير واثق من نفسه. ويجوز للمبارزين من المسلمين أن يعين بعضهم بعضاً على خصمه، وينقذه من الخطر إذا تعرض له كما فعل حمزة وعلي حين قتلا عتبة واحتملا عبيدة بن الحارث الى صفوف المسلمين.
7- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فنون الحرب حين أمرهم أن لا يبدأوا المشركين بالقتال حتى يأمرهم وقال: إن أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم، وفي هذا نهي عن إطلاق السهام في الهواء إذا كان العدو بعيداً، والمحافظة على السهام لأوقات الحاجة لئلا تنفد أو تضيع دون فائدة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه بتعلم الرماية وجعلها نوعاً من القوة التي أمر الله تعالى بإعدادها، فقد روى مسلم في صحيحه عن عقبه بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: }وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة| {الانفال:60 ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، أن إن القوة الرمي.
8- أمد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة، وأكرم الصحابة بكرامات عظيمة، فقد أوصل الله تعالى بقدرته حفنة التراب التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم في وجوه المشركين إلى كل واحد منهم وهم أكثر من تسعمائة، ومكن الله المسلمين رغم قلة عددهم وعددهم من قتل أكابر مجرمي قريش فقال تعالى: }فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى| {الأنفال:17»
9- مشروعية دفن الشهداء دون غسل ولا صلاة في أماكنهم وعدم الإذن بنقلهم إلى المقابر.
10- مشروعية إلقاء الكافرين في حفرة واحدة أو بئر واحدة وفي هذا إهانة لهم وزيادة إذلال لما ماتوا عليه من الكفر والظلم الكبير بإنكار الخالق والكفر بأنعمه وتكذيب رسله ومحاربة أوليائه وإراقة دمائهم بالباطل رغم ظهور الحق ووضوح الحجة.
11- حقيقة عذاب القبر وتيقن الكافرين منه عند نزوله وأنهم يسألون في القبر ويرون ما سيصيرون إليه في الآخرة من العذاب الأليم، وأنهم يسمعون ما يقال عند الدفن ولكنهم لا يقدرون على الإجابة.
12- الاهتمام بأسرى الحرب وحسن معاملتهم فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهم خيراً فقال: استوصوا بالاسارى خيراً، ووزعهم بين أصحابه، ثم قبل المسلمون مفاداة الأسرى، ومن لم يستطع الفداء عهد إليه أن يعلم عشرة من صبيان المسلمين القراءة والكتابة ليطلق سراحه، وفي هذا بيان لأهمية التعلم، ودعوة للقضاء على الأمية التي كانت متفشية في الأمة ودعوة إلى الاستفادة من الطاقات البشرية لتحقيق الرقي والتقدم للمجتمع، ورفع لمستوى الأسير المعنوي والمادي الذي عاش أسره معززاً مكرماً معلماً وعومل أحسن معاملة، قال أبو عزيز أخو مصعب بن عمير: (فكانوا إذا قدموا غداءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: حتى كنت أستحي من حسن صنيعهم) .
13- كان الأولى بهؤلاء الأسرى أن يقتلوا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم استشار ابا بكر فيهم فلين الله قلبه فأشار باستبقائهم لما بينهم من القرابة والأهل، وأشار عمر بقتلهم لأنهم كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، وأشار عبدالله بن رواحة بإحراقهم وقال سعد: والله يا رسول الله كانت هذه أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال. وآثر النبي الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم استبقاءهم وقبول فدائهم فانزل عز وجل قوله: } ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم |. الانفال: 67-68. وقد كان عتاب الله تعالى للمسلمين شديداً حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر قد بكيا بكاءً شديداً من خشية الله. وسأل عمر عن بكائهما وقال: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم اجد تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة. والوجه – والله اعلم – في ترجيح قتلهم أن معركة بدر كانت أول وقعة حاسمة بين الشرك والإيمان، والمشركون كثير، فكان قتلهم ادعى لكسر شوكتهم وإذلالهم، وليعلموا أن الدنيا هينة في اعين المسلمين، وأنه ليس في قلوبهم رحمة لكافر ولو كان من اهلهم وأرحامهم، ويكون ذلك أبلغ في قذف الرعب في قلوب أعدائهم، وإخافتهم من إعادة محاولتهم في فرصة أخرى.. ولو فعل المسلمون ذلك ما تجرأت قريش على السير إلى المدينة والنزول على مشارفها يوم أحد لأخذ ثأرها، واستئصال المسلمين عن بكرة أبيهم. كما كان المشركون يحلمون ويأملون، ولكن الله تعالى شاء بحكمته أن تكون بدر على ما كانت عليه، وأن تكون دروسها وعبرها على ما أسفرت عنه، وأن تكون أحد على ما كانت عليه، وان تكون دروسها وعبرها على ما تمخضت عنه، وأن يأخذ المسلمين بالسراء والضراء والابتلاء، ليقضي الله أمراً كان مفعولا، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة، وقد أنزل الله تعالى بضعاً وستين آية في سورة آل عمران بخصوص أحد – وفي كل آية من آيات الأنفال وآل عمران للمسلمين دروس وعبر لا ينفد عطاؤها أبد الدهر..
14- لم يخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأسرى من القتل من أكابر المجرمين، ممن كان من أشد المشركين كفراً وعناداً وفساداً، فقد قتل النضر بن الحارث بالصفراء والمسلمون عائدون ثم قتل عقبة بن أبي معيط حين كان بعرق الظبية. وجمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرأفة والرحمة بمن قبل منهم الفداء، وبين الشدة والحزم على من قتلهم لشدة إجرامهم.
15- مشروعية التهيئة بالنصر واستقبال العائدين من الحرب إظهاراً للفرح والسرور بالنعم، وتقديراً للمقاتلين واعترافاً بحسن بلائهم، وما أكرمهم الله به من الصبر والثبات والشجاعة، وفي هذا تشجيع للمقاتلين يحمل على التنافس والتسابق إلى ميادين الجهاد إعلاء لكلمة الله.
16- وقوع الاجتهاد من الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور المهمة، والوحي يصوب الاجتهاد، فقد اجتهد صلى الله عليه وسلم في مسألة الأسرى فأقر اجتهاده مع بيان أن قتلهم كان أولى وأحسن، وحين نزل في مكان ورأى الحباب بن المنذر غيره فقال عليه السلام: لقد أشرت بالرأي.
17- أهل بدر مغفور لهم في الآخرة، ولكنهم يعاقبون بالحدود في الدنيا – ولا يعذبون في الآخرة (وما يدريك لعل الله أطلع على اهل بدر.. ) إلخ.
18- الشهداء يدفنون حيث ماتوا.
19- مراعاة أصحاب المنة والمعروف جائزة ويدل على ذلك حديثه عن المطعم بن عدي من قوله صلى الله عليه وسلم للعباس حين قال إنه مسلم: ( الله أعلم بما تقول إن كان حقاً.. ) إلخ. إننا نعامل الناس بظاهر حالهم، ونترك باطنهم لله يحاسبهم عليه.
والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل.


وبهذا نختم هذه السلسلة لرغبتي في التوقف خلال العشر الأواخر متمنيا أن تكون السلسلة قد أعجبتكم وأفادتكم

ملاحظة

فقرة التفسير الميسر ستجمع في موضوع مستقل في ركن علوم القرىن بناء على اقتراح الأخت الداعية

كل عام وأنتم بخير
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثامن عشر والأخير

جزاك الله عنا خير الجزاء أخي الخزاعي على كل هذا العمل الطيب أسألُ الله العلِيَّ القدير أنْ يَجعَلهُ في ميزان حسانتك يومَ لا ينفعُ مالٌ و لا بنُون إلاّ مَن أتى اللهَ بِقلبٍ سليمْ، وأن يحشرك في زمرة آهلِ القرآن
و أن يوفقك لما يُحبه ويرضاه آمين
 

baderelama

عضو كالشعلة
4 أكتوبر 2006
336
0
0
الجنس
ذكر
رد: المجلة الرمضانية - العدد الثامن عشر والأخير

السلام علبكم و رحمة الله تعالى وبركاته.......


جزاكم الله عنا خيرا .....و نفع الله بكم العباد.....يارب



تحياتي...؛ Baderlama
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع