- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
-بسم الله-
على خطى الحبيب
للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني
ألم يجدك يتيماً فآوى
ولد الحبيب في 12 ربيع الأول ساعة شروق الشمس، و كان مولد الحبيب إشراقة للأرض
طفولة النبي
كان من عادة العرب أن يتخذوا المرضعات من أهل البوادي لأولادهم ليكونوا أصح أجساماً وأصفى ذكاء و أكثر إتقانا للغة العربية، و كانت قبيلة بني سعد تتولى ذلك و تأخذ الأولاد مدة سنتين من أجل الرضاعة .لكن المرضعات كانت تفضل أخذ أولاد الأغنياء و يتجنبون أخذ الحبيب ، لأنه ما دام يتيما فإنهم لن يحصلوا على هدايا مقارنة مع غيره، إلا مرضعة واحدة اسمها حليمة السعدية ما وجدت أحدا غيره فأخذته . تقول حليمة: « تفقدت مكة فما من امرأة منا عرض عليها محمد إلا و رفضته، فلم أجد أحداً، فخفت أن أعود دون طفل فأخذته «، فقال لي زوجي:»و الله ما أراك يا حليمة إلا أخذتً رزقاً مباركا «.
في ذلك الوقت، كانت أرض قبيلة بني سعد عبارة عن صحراء جرداء، ولكن غنم حليمة كان يتكاثر، فكانت المرضعات الأخريات ترعى غنمها خلفه ومع ذلك كانت أغنام حليمة تتكاثر دون غيرها . تقول حليمة :»ّ كان محمد يشب بسرعة،ّ ّفكان الذي يشب في شهر يشبه هو في يوم، و كان من يشب في سنة يشبه هو في شهر «.و عاش الحبيب مع حليمة سنتين بعد أن ولد في بيت أمه، و كان وفياً و مخلصا لها .فبعد فتح مكة دخل الناس ليسلموا عليه، فإذا به ينظر إلى عجوز كبيرة في السن ( و كانت نظراتها تختلف عن بقية نظرات الحاضرين )فسأل الصحابة : من هذه ؟ !فقالوا: يا رسول الله مالك و مالها إنها مرضعتك .فإذا بالنبي يتهلل وجهه و يقول :» أمي أمي « و يفرش عباءته في الأرض و يقول :» دعوني أتكلم مع أمي « .
إنه خلق الوفاء لدى رسول الله و بعد غزوة حنين غنم المسلمون غنائم كثيرة، فقال أحدهم للنبي: هنالك من المنهزمين أخ لك منالرضاعة.فقال النبي إن كان ممكنا إعادة الغنائم لأن فيهم أخا لي من الرضاعة؟ فقالوا : يا رسول الله هل تعرفه؟ فقال : لم أره قط .فتعجبوا و قالوا :و لماذا تفعل هذا يا رسول الله؟ فقال: « وفاء لأمي حليمة و لأنه أخي.
التفسير الميسر
الشيخ عائض القرني
34- (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
فلما ظهر للملائكة فضل آدم عليهم بالعلم أمرهم سبحانه بالسجود إكراماً له لما ميزه الله عليهم بعلم الأسماء، لأنه لا يوجد أفضل من صفة العلم، فامتثلوا أمر ربهم وسجدوا له، لأنه يجب على المفضول احترام الفاضل اعترافاً وإكراماً، ولكن إبليس لكبره وشقاقه امتنع عن السجود، وعرض الأمر بالقياس، وضرب الأمثال كبراً وعتواً، فأذله الله واخزاه وطرده ولعنه، وهذا شأن أتباعه من أهل الكبر لا يذعنون للحق، فمرض الشبهة أعظم من داء الشهوة، فالأول مرض إبليس، ولذلك طرد، والثاني أصاب آدم لما أكل من الشجرة، لكنه تاب فتاب الله عليه، فالواجب على العبد المبادرة عند الأمر وترك التسويف والاعتراض، وهذا السجود لآدم سجود تحية وتعظيم، لا سجود عبادة الذي لا يصح الا لله.
35- (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)
ثم امر الله آدم ان يسكن الجنة مع زوجه في أمن وأمان وخير ورضوان، في عيش هنيء لا كدح فيه ولا مشقة، بل فيه ألوان من النعيم وصنوف من اللذائذ وأنواع من الثمار، مما تشتهيه الأنفس، ويسر النظر، ويشرح البال، ونهاهم تعالى عن أكل نوع من الشجر ابتلاء منه لهما وامتحاناً ليظهر صبرهما وجهادهما للنفس، وحذرهما من مغبة ارتكاب المنهي، فان من فعل ذلك بعد البيان فقد ظلم نفسه، وعصى ربه.
36- (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)
فاجتهد الشيطان في ابعادهما عن الجنة حسداً لهما، وسوّل لهما ولبّس عليهما فوقعا في فخه المنصوب، وهذه بداية الصراع العالمي بينه وبين عباد الله إلى يوم الدين، فلما ارتكبا المحظور، حرما من الحبور والسرور، وهذا جزاء من عصى فانه يحرم بسبب معصيته من مقامات الأمن والرعاية بحسب معصيته، فيا شؤم المعصية، ويا سوء عاقبتها، ثم أمر الله آدم وحواء والشيطان بالنزول إلى الأرض، وجعل بينهم العداوة الأبدية لتتم سنة الابتلاء والمدافعة والمجاهرة، وجعل الأرض لبني آدم داراً للعيش والسكنى والتمتع مدة معلومة من الزمن حتى يأذن الله لقيام الساعة ونهاية العالم، فالمستقر سكن ووطن، والمتاع غذاء وماء فلا بقاء للدنيا، ولا لأهلها، وإنما سوف يعودون لإحدى الدارين دار آدم الجنة، ودار إبليس النار.
37- (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
من رحمة الله ولطفه بآدم وذريته ان علّمه كلمات يستوجب بها الرحمة والغفران، وهي كلمات الاعتراف بالذنب وإعلان التوبة وطلب العفو، وفي هذا فضل الاستغفار، وان الذنب قد تكون فيه مصالح عظيمة للعبد إذا تاب وأناب من الانكسار والندم والاجتهاد في الطاعة والبكاء والخوف والتواضع لعباد الله.
38- (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
ولما أمرهم -سبحانه- بالنزول إلى الأرض من الجنة بين لهم انه لن يتركهم هملاً، بل سوف يرسل اليهم رسلاً، وينزل اليهم كتباً، من آمن بالله واتبع رسله واهتدى بهداه فله الامن من الله، فلا يخاف مما يستقبله، لان الله حافظه وكافيه ولا يحزن على ما مضى، فالله يغفر له ويتجاوز عنه، والسعادة مبنية على أصلين: لا خوف، ولا حزن.
على خطى الحبيب
للداعية عمرو خالدإعداد: علي طالب المراني
ألم يجدك يتيماً فآوى
ولد الحبيب في 12 ربيع الأول ساعة شروق الشمس، و كان مولد الحبيب إشراقة للأرض
طفولة النبي
كان من عادة العرب أن يتخذوا المرضعات من أهل البوادي لأولادهم ليكونوا أصح أجساماً وأصفى ذكاء و أكثر إتقانا للغة العربية، و كانت قبيلة بني سعد تتولى ذلك و تأخذ الأولاد مدة سنتين من أجل الرضاعة .لكن المرضعات كانت تفضل أخذ أولاد الأغنياء و يتجنبون أخذ الحبيب ، لأنه ما دام يتيما فإنهم لن يحصلوا على هدايا مقارنة مع غيره، إلا مرضعة واحدة اسمها حليمة السعدية ما وجدت أحدا غيره فأخذته . تقول حليمة: « تفقدت مكة فما من امرأة منا عرض عليها محمد إلا و رفضته، فلم أجد أحداً، فخفت أن أعود دون طفل فأخذته «، فقال لي زوجي:»و الله ما أراك يا حليمة إلا أخذتً رزقاً مباركا «.
في ذلك الوقت، كانت أرض قبيلة بني سعد عبارة عن صحراء جرداء، ولكن غنم حليمة كان يتكاثر، فكانت المرضعات الأخريات ترعى غنمها خلفه ومع ذلك كانت أغنام حليمة تتكاثر دون غيرها . تقول حليمة :»ّ كان محمد يشب بسرعة،ّ ّفكان الذي يشب في شهر يشبه هو في يوم، و كان من يشب في سنة يشبه هو في شهر «.و عاش الحبيب مع حليمة سنتين بعد أن ولد في بيت أمه، و كان وفياً و مخلصا لها .فبعد فتح مكة دخل الناس ليسلموا عليه، فإذا به ينظر إلى عجوز كبيرة في السن ( و كانت نظراتها تختلف عن بقية نظرات الحاضرين )فسأل الصحابة : من هذه ؟ !فقالوا: يا رسول الله مالك و مالها إنها مرضعتك .فإذا بالنبي يتهلل وجهه و يقول :» أمي أمي « و يفرش عباءته في الأرض و يقول :» دعوني أتكلم مع أمي « .
إنه خلق الوفاء لدى رسول الله و بعد غزوة حنين غنم المسلمون غنائم كثيرة، فقال أحدهم للنبي: هنالك من المنهزمين أخ لك منالرضاعة.فقال النبي إن كان ممكنا إعادة الغنائم لأن فيهم أخا لي من الرضاعة؟ فقالوا : يا رسول الله هل تعرفه؟ فقال : لم أره قط .فتعجبوا و قالوا :و لماذا تفعل هذا يا رسول الله؟ فقال: « وفاء لأمي حليمة و لأنه أخي.
التفسير الميسر
الشيخ عائض القرني
34- (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
فلما ظهر للملائكة فضل آدم عليهم بالعلم أمرهم سبحانه بالسجود إكراماً له لما ميزه الله عليهم بعلم الأسماء، لأنه لا يوجد أفضل من صفة العلم، فامتثلوا أمر ربهم وسجدوا له، لأنه يجب على المفضول احترام الفاضل اعترافاً وإكراماً، ولكن إبليس لكبره وشقاقه امتنع عن السجود، وعرض الأمر بالقياس، وضرب الأمثال كبراً وعتواً، فأذله الله واخزاه وطرده ولعنه، وهذا شأن أتباعه من أهل الكبر لا يذعنون للحق، فمرض الشبهة أعظم من داء الشهوة، فالأول مرض إبليس، ولذلك طرد، والثاني أصاب آدم لما أكل من الشجرة، لكنه تاب فتاب الله عليه، فالواجب على العبد المبادرة عند الأمر وترك التسويف والاعتراض، وهذا السجود لآدم سجود تحية وتعظيم، لا سجود عبادة الذي لا يصح الا لله.
35- (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)
ثم امر الله آدم ان يسكن الجنة مع زوجه في أمن وأمان وخير ورضوان، في عيش هنيء لا كدح فيه ولا مشقة، بل فيه ألوان من النعيم وصنوف من اللذائذ وأنواع من الثمار، مما تشتهيه الأنفس، ويسر النظر، ويشرح البال، ونهاهم تعالى عن أكل نوع من الشجر ابتلاء منه لهما وامتحاناً ليظهر صبرهما وجهادهما للنفس، وحذرهما من مغبة ارتكاب المنهي، فان من فعل ذلك بعد البيان فقد ظلم نفسه، وعصى ربه.
36- (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)
فاجتهد الشيطان في ابعادهما عن الجنة حسداً لهما، وسوّل لهما ولبّس عليهما فوقعا في فخه المنصوب، وهذه بداية الصراع العالمي بينه وبين عباد الله إلى يوم الدين، فلما ارتكبا المحظور، حرما من الحبور والسرور، وهذا جزاء من عصى فانه يحرم بسبب معصيته من مقامات الأمن والرعاية بحسب معصيته، فيا شؤم المعصية، ويا سوء عاقبتها، ثم أمر الله آدم وحواء والشيطان بالنزول إلى الأرض، وجعل بينهم العداوة الأبدية لتتم سنة الابتلاء والمدافعة والمجاهرة، وجعل الأرض لبني آدم داراً للعيش والسكنى والتمتع مدة معلومة من الزمن حتى يأذن الله لقيام الساعة ونهاية العالم، فالمستقر سكن ووطن، والمتاع غذاء وماء فلا بقاء للدنيا، ولا لأهلها، وإنما سوف يعودون لإحدى الدارين دار آدم الجنة، ودار إبليس النار.
37- (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
من رحمة الله ولطفه بآدم وذريته ان علّمه كلمات يستوجب بها الرحمة والغفران، وهي كلمات الاعتراف بالذنب وإعلان التوبة وطلب العفو، وفي هذا فضل الاستغفار، وان الذنب قد تكون فيه مصالح عظيمة للعبد إذا تاب وأناب من الانكسار والندم والاجتهاد في الطاعة والبكاء والخوف والتواضع لعباد الله.
38- (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
ولما أمرهم -سبحانه- بالنزول إلى الأرض من الجنة بين لهم انه لن يتركهم هملاً، بل سوف يرسل اليهم رسلاً، وينزل اليهم كتباً، من آمن بالله واتبع رسله واهتدى بهداه فله الامن من الله، فلا يخاف مما يستقبله، لان الله حافظه وكافيه ولا يحزن على ما مضى، فالله يغفر له ويتجاوز عنه، والسعادة مبنية على أصلين: لا خوف، ولا حزن.