- 11 نوفمبر 2005
- 19,977
- 75
- 48
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن خير ما توصف به الجملة في القرآن أنها بناء قد أحكمت لبناته،ونسقت أدق تنسيق،لاتحس فيها بكلمة تضيق بمكانها، او تنبو عن موضعها،او لاتتعايش مع أخواتها،حتى صار من العسير بل من المستحيل أن تغير كلمة بكلمة ، او تستغني فيها عن لفظ ، لو تزيد فيها شيئا،وصار قصارى أمر من يريد معارضة جملة في القرآن ان يرجع بعد طول المطاف اليها كأنما لم يخلق الله لأداء تلك المعاني غير ما اختاره القرآن لهذا الأداء.
قال ابن عطية: عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن(541هـ):
وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد،ونحن يتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع،لقصورنا عن مرتبة العرب-يومئذ-في سلامة الذوق وجودة القريحة.
ويقول مصطفى صادق الرافعي:
وأنك لتحار إذا تأملت تركيب القرآن،ونظم كلماته في الوجوه المختلفة التي يتصرف فيها ،وتقعد بك العبارة إذا أنت حاولت ان تمشي في وصفه،حتى لاترى في اللغة كلها أدل على غرضك ،واجمع لما في نفسك وأبين لهذه الحقيقة، غير كلمة الاعجاز... الى ان يقول : فترى اللفظ قارا في موضعه،لأنه الأليق في النظم، ثم لأنه مع ذلك الأوسع في المعنى ومع ذلك الأقوى في الدلالة ومع ذلك الأحكم في الإبانة،ومع ذلك الأبدع في وجوه البلاغة ومع ذلك الأكثر مناسبة لمفردات الآية مما يتقدمه او يترادف عليه ....
والجملة القرآنية تتبع المعنى النفسي فتصوره بألفاظها لتلقيه في النفس، حتى اذا استكملت الجملة اركانها برز المعنى ظاهرا فليس تقديم كلمة على اخرى صناعة لفظية فحسب ولكن المعنى هو جعل ترتيب الجملة ضرورة لامحيد عنه ، وإلااختل وانهار.
ومثالا على ذلك قوله تعالى :
"وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"من سورة البقرة تجد اسماعيل معطوفاعلى ابراهيم فهو كأبيه يرفع القواعد من البيت،ولكن تأخره في الذكر يوحي بان دوره في رفع القواعد دور ثنوي، أما الدور الأساس فقد قام به ابراهيم عليه السلام.
قال الزمخشري في الكشاف:-قيل: كان إبراهيم يبني واسماعيل يناوله الحجارة-
مثال آخر:
وفي قوله تعالى: " واستيعنوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"من سورة البقرة
قال الدكتور منير سلطان في كتاب بلاغة الكلمة -تجد المستعان عليه في الآية غير مذكور،لاتخففا من ذكره ولكن ليوحي هذا الحذف الى النفس أن كل ما يقوم أمام المرء من مشقة وما يعترضه من صعوبات يستعان على التغلب عليه بالصبر و الصلاة -
هذا وان اخطأت فمن نفسي وان أصبت فمن الله ولي عودة ان شاء الله مع دراسة تطبيقية للاستخدام القرآن للجملة بنوعيها عما قريب باذن الله
من دفتر الفوائد القرآنية لأختكم الداعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن خير ما توصف به الجملة في القرآن أنها بناء قد أحكمت لبناته،ونسقت أدق تنسيق،لاتحس فيها بكلمة تضيق بمكانها، او تنبو عن موضعها،او لاتتعايش مع أخواتها،حتى صار من العسير بل من المستحيل أن تغير كلمة بكلمة ، او تستغني فيها عن لفظ ، لو تزيد فيها شيئا،وصار قصارى أمر من يريد معارضة جملة في القرآن ان يرجع بعد طول المطاف اليها كأنما لم يخلق الله لأداء تلك المعاني غير ما اختاره القرآن لهذا الأداء.
قال ابن عطية: عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن(541هـ):
وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد،ونحن يتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع،لقصورنا عن مرتبة العرب-يومئذ-في سلامة الذوق وجودة القريحة.
ويقول مصطفى صادق الرافعي:
وأنك لتحار إذا تأملت تركيب القرآن،ونظم كلماته في الوجوه المختلفة التي يتصرف فيها ،وتقعد بك العبارة إذا أنت حاولت ان تمشي في وصفه،حتى لاترى في اللغة كلها أدل على غرضك ،واجمع لما في نفسك وأبين لهذه الحقيقة، غير كلمة الاعجاز... الى ان يقول : فترى اللفظ قارا في موضعه،لأنه الأليق في النظم، ثم لأنه مع ذلك الأوسع في المعنى ومع ذلك الأقوى في الدلالة ومع ذلك الأحكم في الإبانة،ومع ذلك الأبدع في وجوه البلاغة ومع ذلك الأكثر مناسبة لمفردات الآية مما يتقدمه او يترادف عليه ....
والجملة القرآنية تتبع المعنى النفسي فتصوره بألفاظها لتلقيه في النفس، حتى اذا استكملت الجملة اركانها برز المعنى ظاهرا فليس تقديم كلمة على اخرى صناعة لفظية فحسب ولكن المعنى هو جعل ترتيب الجملة ضرورة لامحيد عنه ، وإلااختل وانهار.
ومثالا على ذلك قوله تعالى :
"وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"من سورة البقرة تجد اسماعيل معطوفاعلى ابراهيم فهو كأبيه يرفع القواعد من البيت،ولكن تأخره في الذكر يوحي بان دوره في رفع القواعد دور ثنوي، أما الدور الأساس فقد قام به ابراهيم عليه السلام.
قال الزمخشري في الكشاف:-قيل: كان إبراهيم يبني واسماعيل يناوله الحجارة-
مثال آخر:
وفي قوله تعالى: " واستيعنوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"من سورة البقرة
قال الدكتور منير سلطان في كتاب بلاغة الكلمة -تجد المستعان عليه في الآية غير مذكور،لاتخففا من ذكره ولكن ليوحي هذا الحذف الى النفس أن كل ما يقوم أمام المرء من مشقة وما يعترضه من صعوبات يستعان على التغلب عليه بالصبر و الصلاة -
هذا وان اخطأت فمن نفسي وان أصبت فمن الله ولي عودة ان شاء الله مع دراسة تطبيقية للاستخدام القرآن للجملة بنوعيها عما قريب باذن الله
من دفتر الفوائد القرآنية لأختكم الداعية