- 2 يوليو 2006
- 690
- 3
- 0
- الجنس
- ذكر
اللهم إنا نعوذ بك من الجهل و الجهال
اللهم ارزقنا العلم النافع
يروى الشيخ محمد متولى الشعراوى فى حواره مع سعيد أبو العينين الذى ضمن كتابه باسم (أنا من سلالة أهل البيت) يقول الشيخ الشعراوى : أثناء عملى أستاذاً بكلية الشريعة فى مكة المكرمة ، وفى عام 1954 كانت هناك فكرة لنقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر، أى أن يرجعوا به إلى الوراء ليفسحوا (المطاف) الذى وجدوه قد ضاق بالطائفين وأصبح الزحام مشكلة وكانت هذه الفكرة .. فكرة نقل مقام إبراهيم قد أخذت طريقها للتنفيذ ، وتم بالفعل إقامة المبنى الجديد الذى من المقرر أن ينقل إليه المقام ، وكان المبنى الجديد على غرار المبنى القديم ، وتحدد اليوم الذى سيقوم فيه الملك سعود بنقل المقام الذى هو "الحجر" الى المبنى الجديد فى الموقع الجديد ، وكان هذا اليوم يوم الثلاثاء .
وقبل أن يأتى هذا اليوم بخمسة أيام ، أى فى يوم الجمعة السابق على يوم الثلاثاء ، بدأت الوقائع المثيرة ، لقد اعترضتُ (الشيخ الشعراوى) على نقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر ، كان يرى فى ذلك شيئاً مخالفاً للشريعة ، وكان هذا الاعتراض أو حتى مجرد ابداء الرأى من شيخ مصرى يعمل موظفاً بالسعودية وإن كانت الوظيفة هى أستاذ بكلية الشريعة فى مكة المكرمة ، كان هذا الاعتراض أو مجرد إبداء الرأى فى موضوع يعتبره الجميع شأناً داخلياً يعد خروجاً وتدخلاً فى مسائل لا ينبغى للآخرين من غير السعوديين أن يتدخلوا فيها.
عرفت بالصدفة بهذا الموضوع ، كنت أصلى بالحرم الشريف وعند مقام سيدنا إبراهيم الخليل سمعت بما يقال عن نقل المقام إلى الوراء .. إلى منطقة الحصوة ، وعرفت أن المبنى الجديد هو الذى سينقل إليه المقام قد أقيم فعلاً ، وقد استندوا فى فكرة النقل إلى مشورة بعض العلماء الذين قالوا إن النبى صلى الله عليه وسلم قد نقل المقام من قبل ، وكان المقام لصق الكعبة ، ورأى النبى صلى الله عليه وسلم أن ينقله ، ونقله بالفعل إلى مكانه الحالى .
ولكننى كنت أرى أن نقل المقام هو شىء مخالف للشريعة ، وأن السكوت على ذلك هو شىء غير مقبول ، واتصلت ببعض العلماء المصريين من زملائى بالبعثة وقلت لهم : اننا يجب أن نقول كلمتنا .. أن نعلنها ، فقالوا ان الموضوع أصبح منتهياً ، وأن المبنى الجديد قد أقيم بالفعل ، وأن السعوديين سيعتبرون كلمتنا تدخلاً فى شئونهم .
ويستمر الشيخ الشعراوى فى روايته فيقول : قمت بإرسال برقية إلى الملك سعود من خمس صفحات وعرضت عليه مسألة نقل المقام من الناحية الفقهية والتاريخية ، وقلت ان نقل المقام من مكانه إلى مكان آخر مخالف للشريعة ، وأن الذين يحتجون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بنقل المقام واستندوا إلى ذلك فى تبرير عملية النقل .. هؤلاء قد جانبهم الصواب، لأن الرسول رسول ومشرع وليست هذه حجة لكى نستند إليها وننقل مقام إبراهيم من المكان الذى وضعه فيه النبى صلى الله عليه وسلم ، وقلت فى برقيتى إن عمر بن الخطاب لم يفعلها، وقام الملك سعود بناء على تلك البرقية بجمع العلماء وطلب منهم أن يتدارسوا المسألة من جديد، وأخذوا برأى الشعراوى ، وتم إزالة المبنى القديم وتم الإبقاء فقط على الموضع الذى فيه حجر المقام الموجود الآن ، وهو لا يشغل سوى مساحة صغيرة لا تزيد على المساحة التى يشغلها شخصان من الطائفين .. انتهت رواية الشيخ الشعراوى .
والذى يعنينا منها أن مسألة نقل مقام إبراهيم الخليل من مكانه أخذت وقت وجهدا ، وخشى الشعراوى أن يعتبر علماء السعودية الرأى من خارجهم تدخلاً فى الشئون الداخلية حتى لو كانت المسألة تتعلق بقضية إسلامية عامة ، لا تخص السعوديين وحدهم ، وهذا ما يعتبره علماء المملكة بصورة عامة ، أى رأى يتعلق بالأماكن المقدسة سواء كان رأياً فقهياً أو اجتهاد دينى يأتى من خارج المملكة أو حتى من داخل المملكة من غير العلماء الرسميين يعتبروها تدخلاً غير مبرر فى الشأن الداخلى السعودى .
وربما تكون المرة الوحيدة التى استمعوا فيها لنصح غيرهم من علماء غير سعوديين ، وسبب ذلك أن الشيخ الشعراوى حاججهم بحجتهم التى يستندون إليها ، وهى الاستناد إلى ما فعله السلف .
و سبحان الله بعد كل هذا المجهود المضنى لمنع نقل المقام لم ينسب الشعراوى ما فعله هذا لنفسه
لقد سمعت كلامه هذا فى الراديو و هو يقول :
لقد قام بعض أهل الخير بكذا و كذا
و لم ينسب الفضل لنفسه
اللهم ارحم الشيخ الجليل الشعراوى رحمة واسعة
و الحمد لله رب العالمين
اللهم ارزقنا العلم النافع
يروى الشيخ محمد متولى الشعراوى فى حواره مع سعيد أبو العينين الذى ضمن كتابه باسم (أنا من سلالة أهل البيت) يقول الشيخ الشعراوى : أثناء عملى أستاذاً بكلية الشريعة فى مكة المكرمة ، وفى عام 1954 كانت هناك فكرة لنقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر، أى أن يرجعوا به إلى الوراء ليفسحوا (المطاف) الذى وجدوه قد ضاق بالطائفين وأصبح الزحام مشكلة وكانت هذه الفكرة .. فكرة نقل مقام إبراهيم قد أخذت طريقها للتنفيذ ، وتم بالفعل إقامة المبنى الجديد الذى من المقرر أن ينقل إليه المقام ، وكان المبنى الجديد على غرار المبنى القديم ، وتحدد اليوم الذى سيقوم فيه الملك سعود بنقل المقام الذى هو "الحجر" الى المبنى الجديد فى الموقع الجديد ، وكان هذا اليوم يوم الثلاثاء .
وقبل أن يأتى هذا اليوم بخمسة أيام ، أى فى يوم الجمعة السابق على يوم الثلاثاء ، بدأت الوقائع المثيرة ، لقد اعترضتُ (الشيخ الشعراوى) على نقل مقام إبراهيم من مكانه إلى مكان آخر ، كان يرى فى ذلك شيئاً مخالفاً للشريعة ، وكان هذا الاعتراض أو حتى مجرد ابداء الرأى من شيخ مصرى يعمل موظفاً بالسعودية وإن كانت الوظيفة هى أستاذ بكلية الشريعة فى مكة المكرمة ، كان هذا الاعتراض أو مجرد إبداء الرأى فى موضوع يعتبره الجميع شأناً داخلياً يعد خروجاً وتدخلاً فى مسائل لا ينبغى للآخرين من غير السعوديين أن يتدخلوا فيها.
عرفت بالصدفة بهذا الموضوع ، كنت أصلى بالحرم الشريف وعند مقام سيدنا إبراهيم الخليل سمعت بما يقال عن نقل المقام إلى الوراء .. إلى منطقة الحصوة ، وعرفت أن المبنى الجديد هو الذى سينقل إليه المقام قد أقيم فعلاً ، وقد استندوا فى فكرة النقل إلى مشورة بعض العلماء الذين قالوا إن النبى صلى الله عليه وسلم قد نقل المقام من قبل ، وكان المقام لصق الكعبة ، ورأى النبى صلى الله عليه وسلم أن ينقله ، ونقله بالفعل إلى مكانه الحالى .
ولكننى كنت أرى أن نقل المقام هو شىء مخالف للشريعة ، وأن السكوت على ذلك هو شىء غير مقبول ، واتصلت ببعض العلماء المصريين من زملائى بالبعثة وقلت لهم : اننا يجب أن نقول كلمتنا .. أن نعلنها ، فقالوا ان الموضوع أصبح منتهياً ، وأن المبنى الجديد قد أقيم بالفعل ، وأن السعوديين سيعتبرون كلمتنا تدخلاً فى شئونهم .
ويستمر الشيخ الشعراوى فى روايته فيقول : قمت بإرسال برقية إلى الملك سعود من خمس صفحات وعرضت عليه مسألة نقل المقام من الناحية الفقهية والتاريخية ، وقلت ان نقل المقام من مكانه إلى مكان آخر مخالف للشريعة ، وأن الذين يحتجون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بنقل المقام واستندوا إلى ذلك فى تبرير عملية النقل .. هؤلاء قد جانبهم الصواب، لأن الرسول رسول ومشرع وليست هذه حجة لكى نستند إليها وننقل مقام إبراهيم من المكان الذى وضعه فيه النبى صلى الله عليه وسلم ، وقلت فى برقيتى إن عمر بن الخطاب لم يفعلها، وقام الملك سعود بناء على تلك البرقية بجمع العلماء وطلب منهم أن يتدارسوا المسألة من جديد، وأخذوا برأى الشعراوى ، وتم إزالة المبنى القديم وتم الإبقاء فقط على الموضع الذى فيه حجر المقام الموجود الآن ، وهو لا يشغل سوى مساحة صغيرة لا تزيد على المساحة التى يشغلها شخصان من الطائفين .. انتهت رواية الشيخ الشعراوى .
والذى يعنينا منها أن مسألة نقل مقام إبراهيم الخليل من مكانه أخذت وقت وجهدا ، وخشى الشعراوى أن يعتبر علماء السعودية الرأى من خارجهم تدخلاً فى الشئون الداخلية حتى لو كانت المسألة تتعلق بقضية إسلامية عامة ، لا تخص السعوديين وحدهم ، وهذا ما يعتبره علماء المملكة بصورة عامة ، أى رأى يتعلق بالأماكن المقدسة سواء كان رأياً فقهياً أو اجتهاد دينى يأتى من خارج المملكة أو حتى من داخل المملكة من غير العلماء الرسميين يعتبروها تدخلاً غير مبرر فى الشأن الداخلى السعودى .
وربما تكون المرة الوحيدة التى استمعوا فيها لنصح غيرهم من علماء غير سعوديين ، وسبب ذلك أن الشيخ الشعراوى حاججهم بحجتهم التى يستندون إليها ، وهى الاستناد إلى ما فعله السلف .
و سبحان الله بعد كل هذا المجهود المضنى لمنع نقل المقام لم ينسب الشعراوى ما فعله هذا لنفسه
لقد سمعت كلامه هذا فى الراديو و هو يقول :
لقد قام بعض أهل الخير بكذا و كذا
و لم ينسب الفضل لنفسه
اللهم ارحم الشيخ الجليل الشعراوى رحمة واسعة
و الحمد لله رب العالمين