- 13 ديسمبر 2006
- 93
- 0
- 6
- الجنس
- ذكر
لمحة تاريخية عن الصوتيات في الحرم المكي
هناك أمور عدة ترتبط بالصوتيات في الحرم المكي الشريف مثل الأذان وأداء الصلوات والخطبة ثم دخول الكهرباء. أما الأذان فقد شُرّع في السنة الأولى من الهجرة وقيل في الثانية، والأذان والإقامة من خصائص هذه الأمة الكريمة المرحومة. قال صلى الله عليه وسلم "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" رواه مسلم. وقال "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة" رواه البخاري. وكان أحد المنادين عبد الله بن زيد الأنصاري الذي عرض عليه كلمات الأذان فلما أخبر النبي قال عليه الصلاة والسلام " إنها لرؤيا حق" ثم قال له: "لقن ذلك بلالا فإنه أندى صوتا منك".
وأما مؤذنوه عليه الصلاة والسلام فأربعة اثنان بالمدينة: بلال بن رباح وعمرو ابن أم مكتوم القرشي الأعمى، وبمكة أبو محزورة واسمه أوس الجمحي المكي وزياد الصداء. ويسن تحسين الصوت بالأذان كما يسن في قراءة القرآن لأن الصوت الحسن يحرك القلوب ويوقظ النفس عن غفلتها ويطرد الملل والسآمة عن الفؤاد ويستحب تحسين الصوت بقراءة القرآن دون تكلف لكونه أوقع في القلب وأشد تأثيرا وأرق لسماعه ولا يخرج عن التجويد المعتبر عند أهل القراءات، فالصوت الحسن الرنان بطبيعة الخلقة يزداد حسنا وجاذبية كلما ازداد صاحبه من العلم والمعرفة وحفظ أصول التجويد والقراءات. ويستحب أن يكون المؤذن حسن الصوت ثقة مأمونا خبيرا بالوقت متبرعا.
المؤذنون والمكبرون في المسجد الحرام يبلغ عددهم اليوم اثنين وعشرين شخصا (عام 1397هـ) ورئيس المؤذنين في وقتنا الحاضر هو الشيخ الفاضل يعقوب بن يوسف شاكر ويبلغ من العمر نحو السبعين، وقد اختص بالأذان في المسجد الحرام منذ مائتي سنة خمسة عوائل هم: عائلة شاكر، وعائلة البصنوي، وعائلة بدر، وعائلة جودة، وعائلة البصمجي. إذا دخل وقت الصلاة أذن أحد القائمين على التوقيت من بيت الريس على سطح زمزم قبل هدم المكان الذي كان على بئر زمزم أو في المكبرية المعمولة الآن فيتبعه كافة المؤذنين على مآذن المسجد الحرام، أما الآن فالمؤذن واحد .
جاء في هامش تاريخ الأزرقي : وكان رئيس المؤذنين يؤذن في منارة باب العمرة في زمن الفاكهي ويتبعه سائر المؤذنين. ثم صار في زمن الفاسي يؤذن رئيس المؤذنين في منارة باب السلام ثم صار يؤذن الأوقات الخمسة على قبة زمزم. (توفي الفاكهي في 280هـ تقريبا)، (توفى الفاسي في 832هـ).
وتعددت صور الخطبة في المسجد الحرام، منها ما ذكره ابن جبير في القرن السادس في رحلته حول خروج الإمام وخطبته، ثم في عهد الدولة العثمانية على الحجاز وماذا كان يرتدي الإمام وصفة الخطبة. ثم في عهد جلالة الملك عبد العزيز منذ 1343هـ أن الخطيب متى وصل المنبر وجد اثنين من أغوات الحرم واقفين عند باب المنبر فيحمل العصا المعتادة للخطابة ويصعد المنبر ويؤذن المؤذن على قبة زمزم، فإذا أتم الخطيب خطبته نزل من المنبر ووقف للصلاة بالناس فيقيم المكبر على قبة زمزم الصلاة ويتبعها المكبر الذي في علو مقام الحنفي فإذا تم التكبير أحرم الإمام بالصلاة.
وكان الخلفاء والولاة يخطبون بمكة المشرفة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام قياما على أقدامهم على الأرض في وجه الكعبة بلصقها وفي حجر إسماعيل عليه الصلاة والسلام إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. وهو أول من خطب على منبر صغير من ثلاث درجات قدم به من الشام لما حج. حتى حج هارون الرشيد فأهدي له منبر منقوش عظيم عالي في تسع درجات مكان منبر مكة، ثم أمر الواثق العباسي لما أراد الحج أن يعمل له ثلاثة منابر، بمكة ومنى وعرفة . وقد ذكر الشيخ حسين باسلامة منابر المسجد الحرام منذ عهد معاوية رضي الله عنه إلى 1400هـ.
وقد بطل تسريح القناديل في الحرم الشريف من 4/8/1339هـ وجعل بدله الكهرباء، وعلقت المصابيح بعدد 72 في المطاف الشريف، وسبعة في مقام إبراهيم وفي الرواق 120،… إلخ. ثم إن الشريف الحسين أتى بماكينة الكهرباء، وفي عام 1340هـ أتى بماكينة أخرى، ثم في عصر جلالة الملك عبد العزيز تبرع أحد التجار من أهالي رانكون بماكينة كبيرة للمسجد الحرام في عام 1345هـ ثم في شعبان عام 1347هـ أمر جلالته بتجديد عموم اللمبات التي بالمسجد الحرام وبزيادتها حتى تبلغ الألف لمبة. ثم صدر أمر جلالته في 1349هـ بشراء ماكينة قوية، وفي سنة 1353هـ أهدى للمسجد الحرام نواب بهادر الحاج سر محمد مزمل ماكينة كهرباء عظيمة، ثم تم إدخال الكهرباء بواسطة الشيخ إبراهيم الجفالي وإخوانه وأنير المسجد الحرام ومكة كلها في 14/2/1373هـ.
كان يؤم المسلمين في المسجد الحرام قبل العهد السعودي أربعة أئمة يمثل كل واحد منهم مذهبا من المذاهب الفقهية الأربعة وهم إمام الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة. وكان لكل واحد من الأئمة مقام يصلي فيه ويصف ابن جبير ما كان يحدث للمصلين نتيجة تعدد الأئمة، وربما دخل في هذه الصلاة على المصلين سهو وغفلة لاجتماع التكبير فيها من كل جهة فربما ركع المالكي بركوع الشافعي أو الحنفي، أو سلّم أحدهم بغير سلام إمامه [18] وقد استمرت إلى سنة 1343هـ حينما أبطلها الملك عبد العزيز- رحمه الله- وأمر باجتماع الناس في صلاة الجماعة على إمام واحد. وفي سنة 1377هـ أزيلت المقامات الثلاثة وبقي المقام الشافعي وأزيل عندما صدر الأمر الملكي الكريم بتوسعة المطاف.
الأنظمة الصوتية في المسجد الحرام
الجدول رقم (1). يبين الأنظمة الصوتية في الحرم المكي الشريف .
ويوضح الجدول رقم (2) الأنظمة الفرعية للنظام الصوتي الجديد بالحرم المكي الشريف المبني على تقسيم الحرم المكي والساحات المحيطة إلى مساحات محددة يتم خدمتها عبر هذه الأنظمة الفرعية.
الجدول رقم (2).
كما يوضح الشكل رقم (1) تقسيم مساحات الحرم المكي الشريف المكشوفة والمغطاة إلى مناطق يتم التحكم في الصوتيات وتغذيتها بشكل مستقل.
ضبط جودة الأداء الصوتي في الحرم المكي الشريف
قام الباحث بطلب معلومات متكاملة عن كافة ما تقوم به الجهة المشرفة على الحرم المكي الشريف وهي الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بخصوص ضبط جودة الأداء الصوتي في المسجد الحرام، وقد قدم المهندسون العاملون بالحرم المكي بعض المعلومات المتعلقة بهذا الأمر والتي قام الباحث بدوره في رصد مجموع القياسات في الأشكال التالية:
الشكل رقم (1). يوضح النظم الفرعية للنظام الصوتي الجديد في الحرم المكي الشريف
الشكل رقم (2) يوضح قياسات ضجيج الخلفية في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء الأذان والإقامة وأداء صلاة العشاء في أيام مختلفة، بينما يقارن الشكل رقم (3) تلك القياسات في صلاة المغرب. يتضح أن ضجيج الخلفية بين 68-72 ديسبل يعتبر مرتفعا حوالي 8-10 ديسبل عن المقاييس العالمية المقبولة ويعتبر مقبولا إذا قورن بالأعداد الهائلة من الزوار والمعتمرين والمصلين.
الشكل رقم (4) يوضح قياسات مستوى الصوت في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء الأذان والإقامة وأداء صلاة العشاء في أيام مختلفة، بينما يوضح الشكل رقم(1) تلك القياسات في صلاة المغرب. يتضح من هذه القياسات الميدانية أن مستوى الصوت أعلى من ضجيج الخلفية بمقدار 10-12 وقد يصل إلى 14 ديسبل مما يجعل الصوت يصل بوضوح إلى المصلين والزائرين.
الشكل رقم (2). يوضح قياسات مستوى ضجيج الخلفية في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء في أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
الشكل رقم (3). يوضح مقارنة قياسات ضجيج الخلفية مع قراءة الإمام في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء وفي أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
الشكل رقم (4). يوضح مقارنة قياسات ضجيج الخلفية مع الأذان في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء وفي أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
لمقارنة قياسات الأداء الصوتي في منطقة محددة بالحرم المكي. توضح الأشكال أرقام (5، 6، 7) الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي والأول على التوالي. حيث إن منطقة المطاف مفتوحة فالفروقات بين الصلوات الثلاث لا تتعدى 4 ديسبل، بينما يتضح الفرق في المناطق المغطاة بالدور الأرضي والأول حيث يصل الفرق إلى 12 ديسبل بين صلاة الفجر والمغرب، وربما يعكس ذلك الانعكاسات المتتالية للصوت في الأسطح الصلبة للأرضيات والأسقف والأعمدة مما يزيد من مستوى الصوت بينما يخف ذلك في صلاة الفجر بشكل واضح.
الشكل رقم (5). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف.
الشكل رقم (6). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة الدور الأرضي.
الشكل رقم (7). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة الدور الأول.
ولمقارنة الأداء الصوتي لبعض الأئمة في منطقة العمرة لصلاة واحدة، توضح الأشكال أرقام (8، 9، 10) مستوى الصوت لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد أثناء صلاة الفجر والشيخ د. عبدالرجمن السديس أثناء صلاة المغرب والشيخ محمد السبيل أثناء صلاة العشاء على التوالي. يتضح من هذه القراءات أن الفروقات لا تتعدى 4 ديسبل أثناء صلاة الفجر في منطقة المطاف والدور الأرضي والأول وذلك أن ضجيج الخلفية كان في حدود 56 ديسبل وبالتالي لم تكن الفروقات كبيرة، بينما كان أعلى مستوى للصوت في الدور الأرضي أثناء صلاة المغرب والعشاء بمستوى ضجيج خلفية 74، 76 ديسبل على التوالي، وتراوحت الفروقات بين 6-8 ديسبل، وهو ما يعكس الأسباب المذكور ة سابقا لهذه الفروقات.
الشكل رقم (8). يوضح الأداء الصوتي لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد في منطقة العمرة في صلاة الفجر لأيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
الشكل رقم (9). يوضح الأداء الصوتي لفضيلة الشيخ د.عبدالرحمن السديس في منطقة العمرة لصلاة المغرب في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
الشكل رقم (10). يوضح الأداء الصوتي لفضيلة الشيخ محمد السبيل في منطقة العمرة لصلاة العشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
قام الباحث كذلك بمناقشة المهندسين المشرفين على الأداء الصوتي بالحرم المكي من قبل الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مسألة ضبط جودة الأداء الصوتي في الحرم المكي والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- يتم الاهتمام عادة بالمصلي في الحفاظ على مستوى متوازن من الصوت الواصل إليه غير منخفض ولا مزعج مرتفع في نطاق الأداء بين 82-85 ديسبل بإجراء القياسات الدورية بواسطة جهاز قياس الصوت الذي يمسكه الشخص المكلف بذلك في أوقات مختلفة.
2- يتم إجراء قياسات إضافية في مواقع مختلفة عند الشك في حصول أي اختلافات في القراءات المرصودة، ثم تعود القياسات الدورية كالسابق، كذلك يتم إجراء قياسات في نفس المكان تحت الظروف الواحدة للمقارنة وإجراء ما يلزم.
3- في حالة تغير الأئمة يتم إجراء قياسات دورية وبشكل يومي أو للشيخ ذاته.
4- يتم التحكم وإجراء المعايرات اليومية من خلال الكونسول الرئيسي في غرفة التحكم حسب درجات معينة معروفة للعاملين هناك، مثل التدرج في الإضاءة أو التدرجات في المستوى، كما يوضح الشكل رقم (11) الشبكة الإليكترونية المستخدمة في النظام الصوتي الجديد.
5- لكل من أئمة الحرم المكي قياسات صوتية متكاملة للترددات من 100- 20000 هيرتز حيث لكل منهم نبرته وشدته وطبقته، ويتم التعامل مع ذلك لنقل الصوت بأمانة فائقة إلى المصلين، حيث إن لبعضهم ترددات معينة يمكن أن تثير الترددات الحرجة في بعض الأماكن بالحرم ويتفاعل مع المحيط ويولد صدى تردديا أو رنينا في ترددات معينة يتم إخمادها والتعامل معها من خلال التحكم الرئيسي.
الشكل رقم (11). الأنظمة الإلكترونية في النظام الجديد.
المناقشـة
إن النشاطات المختلفة لقاصدي البيت الحرام، وحركة العاملين والعابرين من مركبات وخلافه كل ذلك يؤدي إلى حدوث مستويات عالية من الضجيج والضوضاء وبالذات في أوقات المواسم والحج والعيدين ورمضان، وقد يقود ذلك إلى تأثيرات فيزيائية وسيكولوجية على الإنسان وعدم قدرة على التركيز والمتابعة والاستمتاع والخشوع في العبادة.
يتضح من الدراسات التي أجريت على الضوضاء أثناء موسم الحج 1417هـ أن مستوى ضجيج الخلفية في الساحات الخارجية للحرم المكي 62,5 ديسبل، قبل الحج مباشرة كان 70,6 ديسبل، وأثناء الحج 75,3 ديسبل و مستوى الصوت في الساحات الخارجية للحرم في الترددات 315-8000 هيرتز. ويرجع ذلك إلى حركة القاصدين والجالسين والمتنقلين حول الحرم، وحركة العربات في المحيط (حي الشامية، والغزة، وأجياد) وجميع القراءات أثناء الحج أعلى من السابق، وأعلى ضوضاء قيست في المساء، ثم في بعد الظهيرة وأقلها كان صباحا.
يعزى هذا الارتفاع إلى عدم الوعي بأهمية التحكم في مستوى الضوضاء أثناء الازدحام والحركة وتأثيراتها الضارة لعدم وجود دراسات مكثفة لمستوى الضوضاء خارج وداخل الحرم المكي الشريف وبالتالي ليس هناك مرجعية لمستوى الصوت المسموح به في هذه الأماكن والمستويات الموزونة Noise Rating (NR). يضاف إلى ذلك أن المعتمرين والزوار والحجاج يؤدون مناسكهم في ظروف قد تكون متوترة بسبب الازدحام والظروف البيئية والمستوى العالي من التلوث الكيميائي والبيولوجي والحرارة والضوضاء ويقود ذلك إلى مزيد من الضغوط، وعليه فلابد من فرض معايير الضوضاء المسموح بها في أماكن العبادة في جميع الأوقات ومراجعة مسبباتها ومعالجتها .
لابد من فرض بعض المعايير الخاصة بالوقت المسموح به التعرض للضوضاء من خلال مراجعة المصادر المماثلة في كندا وفرنسا وبريطانيا للظروف المشابهة وأماكن النشاطات المغلقة والمفتوحة ومناطق الإسكان الحضري والتجاري وفي الضوضاء الصادرة من الطرقات والعربات والتي تتراوح عادة بين 45-60 ديسبل (A)، وعادة ما تكون أكثر بكثير من هذه الأرقام في المناطق النامية وبالتالي لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة.
لابد من النظر في معالجة مصادر المشكلة: المصدر، والوسط الناقل، والمستمع من خلال الاستراتيجيات التالية:
1- المراجعة الدورية لمستوى الضوضاء الصادرة من العربات والأجهزة المسببة للإزعاج لتوافق المراجع العالمية المسموح بها.
2- التقليل والحد من استخدام السيارات الخاصة.
3- تنمية الوعي لدى الزوار والمعتمرين عن خطورة التلوث الضوضائي وتأثيره على الجو العام.
4- التخطيط السليم لحركة المواصلات أثناء المواسم ومنعها بالكامل في أوقات الذروة في حالة توفر بدائل مناسبة.
5- ويلحق ذلك تخصيص بعض الممرات للمشاة وفصلها عن حركة السيارات.
6- ويلحق أيضا تحسين الطرقات وتعبيدها بالذات حول الحرم.
7- استخدام بعض العناصر الماصة والمانعة للضوضاء من غطاء خضري أو مواد ماصة في أماكن محددة.
8- استخدام نوعيات خاصة من الإنشاءات في الأماكن المجاورة لمصادر الصوت.
9- توزيع المعلومات على الزوار من خلال نشرات خاصة في الحرم والأماكن العامة مثل:
- عدم التعرض للأصوات العالية لمدة طويلة.
- جدولة أعمال الإنشاء والصيانة الثقيلة قبل مواسم الحج.
توصيات مستقبلية
1- عمل بعض الحلول المعمارية لتجانس وتكامل السماعات مع ما يحيط بها في أرجاء الحرم المكي وتحديدا في منطقة المطاف من حيث الشكل واللون والحجم.
2- إجراء قياس Noise Analysis للساحات المحيطة من حيث البعد عن مصادر الضوضاء وبالتالي فرض حلول لمشكلة الضوضاء في كل اتجاه للحرم المكي حسب مستوى الصوت والضوضاء Background Noise.
3- إجراء قياس مستمر لزمن التردد ومستوى الصوت داخل الحرم دون الفرش والسجاد والأشخاص، ومن ثم إضافة الفرش وتقدير الأشخاص وامتصاصهم لمعادلة زمن التردد وبالتالي الحصول على الزمن المطلوب.
4- القياسات المذكورة أعلاه مع قياس الوضوح المطلوب قد يحدد العدد المطلوب من السماعات والأنظمة الصوتية وبالتالي قد يقلل التكلفة الإجمالية والتشغيل والصيانة لهذه النظم.
5- قد يكون من المناسب تركيب شاشات ضخمة خارج الحرم وتكون جزءا منه لنقل الصوت والصورة إلى المصليين مع ملاحظة إمكانية أن تكون ملهية للمصلين إذا تابعوها في الصلاة.
6- ارتفاع مستوى الصوت أثناء المواسم يشكل خطورة على الزوار والمصلين وذلك لعدم وجود مرجعية للصوت المسموح به داخل وحول الحرم، ولابد من عمل هذا المرجع والمستويات الموزونة حتى لا تزيد الضوضاء عن ذلك ومراعاة تخفيضها عند اللزوم.
7- مع أن هناك بعض الحلول التي ساهمت في تقليل الضوضاء مثل حجم الساحات المحيطة وإبعاد الطرق وحركة العربات عن الحرم أو جعل الحركة في أسفل الحرم، إلا أنه يظل هناك مشكلة في بعض المناطق من اقتراب المركبات ومصادر الضوضاء إلى أمتار قليلة من الحرم.
8- أهمية التوثيق لما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بالرئاسة العامة لشئون الحرم المكي والحرم النبوي في استخدام كافة التقنيات الحديثة للوصول إلى جو روحاني جميل لقاصدي الحرمين الشريفين.
هذه بعض التوصيات لتحسين الأداء الصوتي في الحرم المكي، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين ويجزل له المثوبة على ما قدم وأنجز في توسعة وتجهيز الحرمين بأفضل تقنية وأحدثها خدمة للإسلام والمسلمين وإرضاء لربه عز وجل وأن يوفقه وإخوانه وأبناءه إلى ما يحبه ويرضاه
[align=left]بحث :
د. ياسر عبد الرزاق بليله الأستاذ المشارك بكلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز[/align]
هناك أمور عدة ترتبط بالصوتيات في الحرم المكي الشريف مثل الأذان وأداء الصلوات والخطبة ثم دخول الكهرباء. أما الأذان فقد شُرّع في السنة الأولى من الهجرة وقيل في الثانية، والأذان والإقامة من خصائص هذه الأمة الكريمة المرحومة. قال صلى الله عليه وسلم "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" رواه مسلم. وقال "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة" رواه البخاري. وكان أحد المنادين عبد الله بن زيد الأنصاري الذي عرض عليه كلمات الأذان فلما أخبر النبي قال عليه الصلاة والسلام " إنها لرؤيا حق" ثم قال له: "لقن ذلك بلالا فإنه أندى صوتا منك".
وأما مؤذنوه عليه الصلاة والسلام فأربعة اثنان بالمدينة: بلال بن رباح وعمرو ابن أم مكتوم القرشي الأعمى، وبمكة أبو محزورة واسمه أوس الجمحي المكي وزياد الصداء. ويسن تحسين الصوت بالأذان كما يسن في قراءة القرآن لأن الصوت الحسن يحرك القلوب ويوقظ النفس عن غفلتها ويطرد الملل والسآمة عن الفؤاد ويستحب تحسين الصوت بقراءة القرآن دون تكلف لكونه أوقع في القلب وأشد تأثيرا وأرق لسماعه ولا يخرج عن التجويد المعتبر عند أهل القراءات، فالصوت الحسن الرنان بطبيعة الخلقة يزداد حسنا وجاذبية كلما ازداد صاحبه من العلم والمعرفة وحفظ أصول التجويد والقراءات. ويستحب أن يكون المؤذن حسن الصوت ثقة مأمونا خبيرا بالوقت متبرعا.
المؤذنون والمكبرون في المسجد الحرام يبلغ عددهم اليوم اثنين وعشرين شخصا (عام 1397هـ) ورئيس المؤذنين في وقتنا الحاضر هو الشيخ الفاضل يعقوب بن يوسف شاكر ويبلغ من العمر نحو السبعين، وقد اختص بالأذان في المسجد الحرام منذ مائتي سنة خمسة عوائل هم: عائلة شاكر، وعائلة البصنوي، وعائلة بدر، وعائلة جودة، وعائلة البصمجي. إذا دخل وقت الصلاة أذن أحد القائمين على التوقيت من بيت الريس على سطح زمزم قبل هدم المكان الذي كان على بئر زمزم أو في المكبرية المعمولة الآن فيتبعه كافة المؤذنين على مآذن المسجد الحرام، أما الآن فالمؤذن واحد .
جاء في هامش تاريخ الأزرقي : وكان رئيس المؤذنين يؤذن في منارة باب العمرة في زمن الفاكهي ويتبعه سائر المؤذنين. ثم صار في زمن الفاسي يؤذن رئيس المؤذنين في منارة باب السلام ثم صار يؤذن الأوقات الخمسة على قبة زمزم. (توفي الفاكهي في 280هـ تقريبا)، (توفى الفاسي في 832هـ).
وتعددت صور الخطبة في المسجد الحرام، منها ما ذكره ابن جبير في القرن السادس في رحلته حول خروج الإمام وخطبته، ثم في عهد الدولة العثمانية على الحجاز وماذا كان يرتدي الإمام وصفة الخطبة. ثم في عهد جلالة الملك عبد العزيز منذ 1343هـ أن الخطيب متى وصل المنبر وجد اثنين من أغوات الحرم واقفين عند باب المنبر فيحمل العصا المعتادة للخطابة ويصعد المنبر ويؤذن المؤذن على قبة زمزم، فإذا أتم الخطيب خطبته نزل من المنبر ووقف للصلاة بالناس فيقيم المكبر على قبة زمزم الصلاة ويتبعها المكبر الذي في علو مقام الحنفي فإذا تم التكبير أحرم الإمام بالصلاة.
وكان الخلفاء والولاة يخطبون بمكة المشرفة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام قياما على أقدامهم على الأرض في وجه الكعبة بلصقها وفي حجر إسماعيل عليه الصلاة والسلام إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. وهو أول من خطب على منبر صغير من ثلاث درجات قدم به من الشام لما حج. حتى حج هارون الرشيد فأهدي له منبر منقوش عظيم عالي في تسع درجات مكان منبر مكة، ثم أمر الواثق العباسي لما أراد الحج أن يعمل له ثلاثة منابر، بمكة ومنى وعرفة . وقد ذكر الشيخ حسين باسلامة منابر المسجد الحرام منذ عهد معاوية رضي الله عنه إلى 1400هـ.
وقد بطل تسريح القناديل في الحرم الشريف من 4/8/1339هـ وجعل بدله الكهرباء، وعلقت المصابيح بعدد 72 في المطاف الشريف، وسبعة في مقام إبراهيم وفي الرواق 120،… إلخ. ثم إن الشريف الحسين أتى بماكينة الكهرباء، وفي عام 1340هـ أتى بماكينة أخرى، ثم في عصر جلالة الملك عبد العزيز تبرع أحد التجار من أهالي رانكون بماكينة كبيرة للمسجد الحرام في عام 1345هـ ثم في شعبان عام 1347هـ أمر جلالته بتجديد عموم اللمبات التي بالمسجد الحرام وبزيادتها حتى تبلغ الألف لمبة. ثم صدر أمر جلالته في 1349هـ بشراء ماكينة قوية، وفي سنة 1353هـ أهدى للمسجد الحرام نواب بهادر الحاج سر محمد مزمل ماكينة كهرباء عظيمة، ثم تم إدخال الكهرباء بواسطة الشيخ إبراهيم الجفالي وإخوانه وأنير المسجد الحرام ومكة كلها في 14/2/1373هـ.
كان يؤم المسلمين في المسجد الحرام قبل العهد السعودي أربعة أئمة يمثل كل واحد منهم مذهبا من المذاهب الفقهية الأربعة وهم إمام الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة. وكان لكل واحد من الأئمة مقام يصلي فيه ويصف ابن جبير ما كان يحدث للمصلين نتيجة تعدد الأئمة، وربما دخل في هذه الصلاة على المصلين سهو وغفلة لاجتماع التكبير فيها من كل جهة فربما ركع المالكي بركوع الشافعي أو الحنفي، أو سلّم أحدهم بغير سلام إمامه [18] وقد استمرت إلى سنة 1343هـ حينما أبطلها الملك عبد العزيز- رحمه الله- وأمر باجتماع الناس في صلاة الجماعة على إمام واحد. وفي سنة 1377هـ أزيلت المقامات الثلاثة وبقي المقام الشافعي وأزيل عندما صدر الأمر الملكي الكريم بتوسعة المطاف.
الأنظمة الصوتية في المسجد الحرام
الجدول رقم (1). يبين الأنظمة الصوتية في الحرم المكي الشريف .
ويوضح الجدول رقم (2) الأنظمة الفرعية للنظام الصوتي الجديد بالحرم المكي الشريف المبني على تقسيم الحرم المكي والساحات المحيطة إلى مساحات محددة يتم خدمتها عبر هذه الأنظمة الفرعية.
الجدول رقم (2).
كما يوضح الشكل رقم (1) تقسيم مساحات الحرم المكي الشريف المكشوفة والمغطاة إلى مناطق يتم التحكم في الصوتيات وتغذيتها بشكل مستقل.
ضبط جودة الأداء الصوتي في الحرم المكي الشريف
قام الباحث بطلب معلومات متكاملة عن كافة ما تقوم به الجهة المشرفة على الحرم المكي الشريف وهي الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بخصوص ضبط جودة الأداء الصوتي في المسجد الحرام، وقد قدم المهندسون العاملون بالحرم المكي بعض المعلومات المتعلقة بهذا الأمر والتي قام الباحث بدوره في رصد مجموع القياسات في الأشكال التالية:
الشكل رقم (1). يوضح النظم الفرعية للنظام الصوتي الجديد في الحرم المكي الشريف
الشكل رقم (2) يوضح قياسات ضجيج الخلفية في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء الأذان والإقامة وأداء صلاة العشاء في أيام مختلفة، بينما يقارن الشكل رقم (3) تلك القياسات في صلاة المغرب. يتضح أن ضجيج الخلفية بين 68-72 ديسبل يعتبر مرتفعا حوالي 8-10 ديسبل عن المقاييس العالمية المقبولة ويعتبر مقبولا إذا قورن بالأعداد الهائلة من الزوار والمعتمرين والمصلين.
الشكل رقم (4) يوضح قياسات مستوى الصوت في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء الأذان والإقامة وأداء صلاة العشاء في أيام مختلفة، بينما يوضح الشكل رقم(1) تلك القياسات في صلاة المغرب. يتضح من هذه القياسات الميدانية أن مستوى الصوت أعلى من ضجيج الخلفية بمقدار 10-12 وقد يصل إلى 14 ديسبل مما يجعل الصوت يصل بوضوح إلى المصلين والزائرين.
الشكل رقم (2). يوضح قياسات مستوى ضجيج الخلفية في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء في أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
الشكل رقم (3). يوضح مقارنة قياسات ضجيج الخلفية مع قراءة الإمام في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء وفي أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
الشكل رقم (4). يوضح مقارنة قياسات ضجيج الخلفية مع الأذان في مواقع مختلفة بالحرم المكي أثناء صلاة المغرب والعشاء وفي أيام مختلفة ولعدد من الأئمة.
لمقارنة قياسات الأداء الصوتي في منطقة محددة بالحرم المكي. توضح الأشكال أرقام (5، 6، 7) الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي والأول على التوالي. حيث إن منطقة المطاف مفتوحة فالفروقات بين الصلوات الثلاث لا تتعدى 4 ديسبل، بينما يتضح الفرق في المناطق المغطاة بالدور الأرضي والأول حيث يصل الفرق إلى 12 ديسبل بين صلاة الفجر والمغرب، وربما يعكس ذلك الانعكاسات المتتالية للصوت في الأسطح الصلبة للأرضيات والأسقف والأعمدة مما يزيد من مستوى الصوت بينما يخف ذلك في صلاة الفجر بشكل واضح.
الشكل رقم (5). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف.
الشكل رقم (6). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة الدور الأرضي.
الشكل رقم (7). يوضح الأداء الصوتي في منطقة العمرة لصلوات الفجر والمغرب والعشاء في أيام مختلفة في منطقة الدور الأول.
ولمقارنة الأداء الصوتي لبعض الأئمة في منطقة العمرة لصلاة واحدة، توضح الأشكال أرقام (8، 9، 10) مستوى الصوت لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد أثناء صلاة الفجر والشيخ د. عبدالرجمن السديس أثناء صلاة المغرب والشيخ محمد السبيل أثناء صلاة العشاء على التوالي. يتضح من هذه القراءات أن الفروقات لا تتعدى 4 ديسبل أثناء صلاة الفجر في منطقة المطاف والدور الأرضي والأول وذلك أن ضجيج الخلفية كان في حدود 56 ديسبل وبالتالي لم تكن الفروقات كبيرة، بينما كان أعلى مستوى للصوت في الدور الأرضي أثناء صلاة المغرب والعشاء بمستوى ضجيج خلفية 74، 76 ديسبل على التوالي، وتراوحت الفروقات بين 6-8 ديسبل، وهو ما يعكس الأسباب المذكور ة سابقا لهذه الفروقات.
الشكل رقم (8). يوضح الأداء الصوتي لمعالي الشيخ د. صالح بن حميد في منطقة العمرة في صلاة الفجر لأيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
الشكل رقم (9). يوضح الأداء الصوتي لفضيلة الشيخ د.عبدالرحمن السديس في منطقة العمرة لصلاة المغرب في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
الشكل رقم (10). يوضح الأداء الصوتي لفضيلة الشيخ محمد السبيل في منطقة العمرة لصلاة العشاء في أيام مختلفة في منطقة المطاف والدور الأرضي الأول.
قام الباحث كذلك بمناقشة المهندسين المشرفين على الأداء الصوتي بالحرم المكي من قبل الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مسألة ضبط جودة الأداء الصوتي في الحرم المكي والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- يتم الاهتمام عادة بالمصلي في الحفاظ على مستوى متوازن من الصوت الواصل إليه غير منخفض ولا مزعج مرتفع في نطاق الأداء بين 82-85 ديسبل بإجراء القياسات الدورية بواسطة جهاز قياس الصوت الذي يمسكه الشخص المكلف بذلك في أوقات مختلفة.
2- يتم إجراء قياسات إضافية في مواقع مختلفة عند الشك في حصول أي اختلافات في القراءات المرصودة، ثم تعود القياسات الدورية كالسابق، كذلك يتم إجراء قياسات في نفس المكان تحت الظروف الواحدة للمقارنة وإجراء ما يلزم.
3- في حالة تغير الأئمة يتم إجراء قياسات دورية وبشكل يومي أو للشيخ ذاته.
4- يتم التحكم وإجراء المعايرات اليومية من خلال الكونسول الرئيسي في غرفة التحكم حسب درجات معينة معروفة للعاملين هناك، مثل التدرج في الإضاءة أو التدرجات في المستوى، كما يوضح الشكل رقم (11) الشبكة الإليكترونية المستخدمة في النظام الصوتي الجديد.
5- لكل من أئمة الحرم المكي قياسات صوتية متكاملة للترددات من 100- 20000 هيرتز حيث لكل منهم نبرته وشدته وطبقته، ويتم التعامل مع ذلك لنقل الصوت بأمانة فائقة إلى المصلين، حيث إن لبعضهم ترددات معينة يمكن أن تثير الترددات الحرجة في بعض الأماكن بالحرم ويتفاعل مع المحيط ويولد صدى تردديا أو رنينا في ترددات معينة يتم إخمادها والتعامل معها من خلال التحكم الرئيسي.
الشكل رقم (11). الأنظمة الإلكترونية في النظام الجديد.
المناقشـة
إن النشاطات المختلفة لقاصدي البيت الحرام، وحركة العاملين والعابرين من مركبات وخلافه كل ذلك يؤدي إلى حدوث مستويات عالية من الضجيج والضوضاء وبالذات في أوقات المواسم والحج والعيدين ورمضان، وقد يقود ذلك إلى تأثيرات فيزيائية وسيكولوجية على الإنسان وعدم قدرة على التركيز والمتابعة والاستمتاع والخشوع في العبادة.
يتضح من الدراسات التي أجريت على الضوضاء أثناء موسم الحج 1417هـ أن مستوى ضجيج الخلفية في الساحات الخارجية للحرم المكي 62,5 ديسبل، قبل الحج مباشرة كان 70,6 ديسبل، وأثناء الحج 75,3 ديسبل و مستوى الصوت في الساحات الخارجية للحرم في الترددات 315-8000 هيرتز. ويرجع ذلك إلى حركة القاصدين والجالسين والمتنقلين حول الحرم، وحركة العربات في المحيط (حي الشامية، والغزة، وأجياد) وجميع القراءات أثناء الحج أعلى من السابق، وأعلى ضوضاء قيست في المساء، ثم في بعد الظهيرة وأقلها كان صباحا.
يعزى هذا الارتفاع إلى عدم الوعي بأهمية التحكم في مستوى الضوضاء أثناء الازدحام والحركة وتأثيراتها الضارة لعدم وجود دراسات مكثفة لمستوى الضوضاء خارج وداخل الحرم المكي الشريف وبالتالي ليس هناك مرجعية لمستوى الصوت المسموح به في هذه الأماكن والمستويات الموزونة Noise Rating (NR). يضاف إلى ذلك أن المعتمرين والزوار والحجاج يؤدون مناسكهم في ظروف قد تكون متوترة بسبب الازدحام والظروف البيئية والمستوى العالي من التلوث الكيميائي والبيولوجي والحرارة والضوضاء ويقود ذلك إلى مزيد من الضغوط، وعليه فلابد من فرض معايير الضوضاء المسموح بها في أماكن العبادة في جميع الأوقات ومراجعة مسبباتها ومعالجتها .
لابد من فرض بعض المعايير الخاصة بالوقت المسموح به التعرض للضوضاء من خلال مراجعة المصادر المماثلة في كندا وفرنسا وبريطانيا للظروف المشابهة وأماكن النشاطات المغلقة والمفتوحة ومناطق الإسكان الحضري والتجاري وفي الضوضاء الصادرة من الطرقات والعربات والتي تتراوح عادة بين 45-60 ديسبل (A)، وعادة ما تكون أكثر بكثير من هذه الأرقام في المناطق النامية وبالتالي لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة.
لابد من النظر في معالجة مصادر المشكلة: المصدر، والوسط الناقل، والمستمع من خلال الاستراتيجيات التالية:
1- المراجعة الدورية لمستوى الضوضاء الصادرة من العربات والأجهزة المسببة للإزعاج لتوافق المراجع العالمية المسموح بها.
2- التقليل والحد من استخدام السيارات الخاصة.
3- تنمية الوعي لدى الزوار والمعتمرين عن خطورة التلوث الضوضائي وتأثيره على الجو العام.
4- التخطيط السليم لحركة المواصلات أثناء المواسم ومنعها بالكامل في أوقات الذروة في حالة توفر بدائل مناسبة.
5- ويلحق ذلك تخصيص بعض الممرات للمشاة وفصلها عن حركة السيارات.
6- ويلحق أيضا تحسين الطرقات وتعبيدها بالذات حول الحرم.
7- استخدام بعض العناصر الماصة والمانعة للضوضاء من غطاء خضري أو مواد ماصة في أماكن محددة.
8- استخدام نوعيات خاصة من الإنشاءات في الأماكن المجاورة لمصادر الصوت.
9- توزيع المعلومات على الزوار من خلال نشرات خاصة في الحرم والأماكن العامة مثل:
- عدم التعرض للأصوات العالية لمدة طويلة.
- جدولة أعمال الإنشاء والصيانة الثقيلة قبل مواسم الحج.
توصيات مستقبلية
1- عمل بعض الحلول المعمارية لتجانس وتكامل السماعات مع ما يحيط بها في أرجاء الحرم المكي وتحديدا في منطقة المطاف من حيث الشكل واللون والحجم.
2- إجراء قياس Noise Analysis للساحات المحيطة من حيث البعد عن مصادر الضوضاء وبالتالي فرض حلول لمشكلة الضوضاء في كل اتجاه للحرم المكي حسب مستوى الصوت والضوضاء Background Noise.
3- إجراء قياس مستمر لزمن التردد ومستوى الصوت داخل الحرم دون الفرش والسجاد والأشخاص، ومن ثم إضافة الفرش وتقدير الأشخاص وامتصاصهم لمعادلة زمن التردد وبالتالي الحصول على الزمن المطلوب.
4- القياسات المذكورة أعلاه مع قياس الوضوح المطلوب قد يحدد العدد المطلوب من السماعات والأنظمة الصوتية وبالتالي قد يقلل التكلفة الإجمالية والتشغيل والصيانة لهذه النظم.
5- قد يكون من المناسب تركيب شاشات ضخمة خارج الحرم وتكون جزءا منه لنقل الصوت والصورة إلى المصليين مع ملاحظة إمكانية أن تكون ملهية للمصلين إذا تابعوها في الصلاة.
6- ارتفاع مستوى الصوت أثناء المواسم يشكل خطورة على الزوار والمصلين وذلك لعدم وجود مرجعية للصوت المسموح به داخل وحول الحرم، ولابد من عمل هذا المرجع والمستويات الموزونة حتى لا تزيد الضوضاء عن ذلك ومراعاة تخفيضها عند اللزوم.
7- مع أن هناك بعض الحلول التي ساهمت في تقليل الضوضاء مثل حجم الساحات المحيطة وإبعاد الطرق وحركة العربات عن الحرم أو جعل الحركة في أسفل الحرم، إلا أنه يظل هناك مشكلة في بعض المناطق من اقتراب المركبات ومصادر الضوضاء إلى أمتار قليلة من الحرم.
8- أهمية التوثيق لما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بالرئاسة العامة لشئون الحرم المكي والحرم النبوي في استخدام كافة التقنيات الحديثة للوصول إلى جو روحاني جميل لقاصدي الحرمين الشريفين.
هذه بعض التوصيات لتحسين الأداء الصوتي في الحرم المكي، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين ويجزل له المثوبة على ما قدم وأنجز في توسعة وتجهيز الحرمين بأفضل تقنية وأحدثها خدمة للإسلام والمسلمين وإرضاء لربه عز وجل وأن يوفقه وإخوانه وأبناءه إلى ما يحبه ويرضاه
[align=left]بحث :
د. ياسر عبد الرزاق بليله الأستاذ المشارك بكلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز[/align]