إعلانات المنتدى


من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الخنساء

مزمار فعّال
3 يناير 2007
149
0
0
(بسم الل)
حقيقة الدنيا
الدنيا عدوة لله عز وجل ، بغرورها ضل من ضل ، وبمكرها زل من زل ، فحبها رأس الخطايا والسيئات ، وبغضها والزهد فيها أم الطاعات ، وأس القربات ، ورأس المنجيات "
1) الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله شيئًا .
قال الله تعالى : " اعلموا أنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ الحديد/20]
أخرج الترمذي في جامعه والضياء في المختارة وصححه الألباني عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .
ولحقارتها زهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فشبهها بما تنفر منه السجايا السليمة .
أخرج الإمام أحمد والطبراني والبيهقي وحسنه الشيخ الألباني عن الضحاك بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى جعل ما يخرج من بني آدم مثلا للدنيا " .
وأخرج ابن حبان والطبراني وحسنه الألباني عن أبي بن كعب أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلا للدنيا و إن قزحه و ملحه فانظر إلى ما يصير " .قال ابن الأثير في النهاية : قزحه : أي توبله ، من القزح وهو التابل الذي يطرح في القدر .
والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر ، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ، ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار .

وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ ‍فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ . قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ . قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ : فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ .
2) الدنيا دار فناء .

إنها إلى زوال ، وكل ما فيها لا يبقى على حال ، نعيمها منغص لأنَّه ناقص ، وما هي إلا أيام معدودات .
قال الله تعالى : " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " [ النحل/96 ]في صحيح مسلم عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ ( أي مسرعة ) ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا ، وَ ـ وَاللَّهِ ـ لَتُمْلَأَنَّ .أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنْ الزِّحَامِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدَنَا .
وهكذا كانوا رحمهم الله تعالى يعرفون حقيقة الدنيا وأنها دار خراب لا دار عمران وأن الآخرة هي دار القرار فعمروها وتركوا عمارة الدنيا لأهل الخسران .
قال مثبت البناني : بنى أبو الدرداء مسكنًا ، فمرَّ عليه أبو ذر ، فقال : ما هذا ؟! تعمر دارًا أذن الله بخرابها ؟! لأن تكون رأيتك تتمرغ في عذرة ، أحب إليَّ من أن تكون رأيتك فيما رأيتك فيه .
قال ابن مسعود : من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا ، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة ، يا قوم ، فأضروا بالفاني للباقي .
3) الدنيا سبب الزيغ والضلال

أخرج ابن ماجه وحسنه الشيخ الألباني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتصبن عليكم الدنيا صبا، حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي ، و أيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء .
فالدنيا كلها فتن لذلك حذرنا الله منها ، لأنها تغوي البشر فيضيعون في التكالب على زخرفها
أخرج الإمام أحمد في مسنده وصححه الشيخ الألباني عن مصعب بن سعد قوله صلى الله عليه وسلم : " احذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة " .
وفي الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري قال صلى الله عليه وسلم : " فوالله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " .والناس عادة ما يقعون فريسة النظر إلى من هم أعلى منهم في الدنيا ، وقد يرى أهل الإيمان الكفار يتطاولون في البنيان ، ومن لا يفقه سنن الله الربانية قد يصاب بهزيمة نفسية ، وقد يتطلع بعضنا إلى حضارة الغرب الآن فيحسدهم على ما هم فيه من ترف وثراء ، ويمضي ليحاكيهم في هذه ويترك الأهم .
وقد أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية ، شعار حزب الله المفلحين " أما ترضى أن تكون لهم الدنيا و لنا الآخرة ؟ " [ متفق عليه ] .
وللأسف نحن في عصر يقول القائل فيه : من معه دولار أو جنيه فإنه يساوي دولارًا أو جنيهًا ، وهذه من علامات استحواذ الدنيا على الناس ، فصارت هي المعيار والمقياس الذي يقاس به كل واحد .
وصدق رسول الله إذ يقول كما في حديث بريدة الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم في مستدركه وحسنه الشيخ الألباني " إن أحساب أهل الدنيا : الذين يذهبون إليه هذا المال " .
4) الدنيا سبب الهلاك والذل .
حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقوع في شراك التنافس على المال ، وبين أن هذا كان سبب هلاك الأمم السابقة ، وأنه سبب هلاك أمة الإسلام .
أخرج الطبراني والبيهقي وصححه الشيخ الألباني عن ابن مسعود و أبي موسى الأشعري أن النبي وقال صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذا الدينار و الدرهم أهلكا من قبلكم و هما مهلكاكم وقد قال بشر الحافي : قل لمن طلب الدنيا تهيأ للذل .
5) الدنيا دار ابتلاء
فالمؤمن يعرف أنها قنطرة إلى الآخرة وأنه لابد من امتحان ليعرف ماذا قدم وليصحح النهج إن أخطأ ، أما الكافر لا يرى سواها فيتكالب عليها ، بل يعبدها .
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر "
وفي مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني ومستدرك الحاكم وصححه الألباني عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حلوة الدنيا مرة الآخرة ، و مرة الدنيا حلوة الآخرة " .
كان الحسن يقول عن الدنيا : خَبَاث ! كل عيدانك مضضنا ، فوجدنا عاقبته مرًا.
تفريغ القلب منها
فإذا كان هذا سمتها حقيرة فانية زائلة مضلة مهلكة مُبلية فما بال قلبك مشغولاً بها ، إنَّ مكانها الحقيقي تحت الحذاء .
لماذا أنت مهموم بها ؟ لماذا تستحوذ على قلبك فلا يعود فيه شيء من طلب الآخرة .
انظر كيف كانت قلوبهم معلقة بالآخرة ، إنهم فطنوا لحقيقة الأمر ، فصارت الدنيا لا تساوي عندهم قيد أنملة .
قيل لبعض السلف : متى يذوق العبد حلاوة الأنس بالله ؟
قال : إذا صفا الود وخلصت المعاملة .
قيل : فمتى يصفو الود ؟ قال : إذا اجتمع الهم في الطاعة .
قيل : فمتى تخلص المعاملة . قال : إذا كان الهم همًا واحدًا .
قيل : بم يتعان على ذلك ؟ قال : بالتحري في المكسب .
قيل : زدني خلالا . قال : كل حلالاً وارقد حيث شئت .
قيل : أين طريق الراحة قال : خلاف الهوى .
قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم : هذا الشتاء قد هجم علينا ، ولا بد لنا من الطعام والثياب والحطب .
فقال لها أبو حازم : من هذا كله بد ، ولكن لا بد لنا من الموت ، ثمَّ البعث ، ثمَّ الوقوف بين يدي الله تعالى ، ثمَّ الجنة ، أو النار " .
وكان الإمام أحمد يقول : إنما هو طعام دون طعام ، ولباس دون لباس ، وإنَّما هي أيام معدودات .
قال سليمان بن الأشعث : ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط .
فكانوا لا يبالون بالدنيا ولا بأهلها ، بل كانوا يحقرونها ويسفل عندهم من رضي بها .
قال أبو بكر بن عياش : من عظم صاحب دنيا فقد أحدث حدثًا في الإسلام .
6) ما الدنيا من الآخرة ؟
ولذلك لم يصح أن تعقد المقارنة بين الدنيا والآخرة ، فكل ما في هذه الدنيا لا يساوي أقل القليل من الآخرة .
أخرج الطبراني وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط غمس في البحر من مائه " .وفي رواية لمستدرك الحاكم وصححها الألباني " ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخل إصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا " .
وأيم الله ما الدنيا من الآخرة ، فهل تعلمون ماذا أعد الله لعباده المؤمنين ، هل تعلمون أنَّ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فكل ما يخطر ببالك فالأمر بخلاف ذلك .
أخرج الطبراني وصححه الألباني عن سهل بن سعد مرفوعًا " إنَّ في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب أحد " .

و سؤوفيكم بحقيقة الجنة في الموضوع القادم ان شاء الله و قدر
جعلنا الله من سكانها
 

أبو زكرياء

مزمار فعّال
16 أكتوبر 2006
267
0
0
الجنس
ذكر
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الكريمة على هذه التذكرة البليغة بحقيقة الحياة الدنيا
فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا
يارب
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

جعلنا الله واياك من سكانها اختي الكريمة ووفقت لكل خير جزاك الله عنا خير الجزاء
 

الخنساء

مزمار فعّال
3 يناير 2007
149
0
0
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و جزاكم الله مثله و بارك فيكم وجعلنا جميعا من الناس الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان من الناس اناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر
 

ابن ماجة

مشرف سابق
22 أغسطس 2006
15,601
1,319
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

بسم الله الرحمن الحيم

بارك الله فيك أختنا الفاضلة الخنساء
موضوع قيم رزقك الله حسن الخاتمة
جعل الله الدنيا مطيتنا للجنة
 

الخنساء

مزمار فعّال
3 يناير 2007
149
0
0
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

و انت كذلك اخي ابن ماجة لا حرمك الله حسن الخاتمة و نعيم الفردوس الاعلى و جميع اخواننا و اخواتنا
 

أم ياسر

مزمار ذهبي
10 يناير 2007
981
1
0
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

جزاك الله خيرا يا اختي و جعلنا الله جميعا من اهل الجنان
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: من يرد ان يتعرف الى حقيقةالدنيا فليفضل مشكورا

(بسم الل)
((قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ))
(( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ))
صدق الله العظيم


ولمن أراد المزيد :

http://saaid.net/rasael/246.htm

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=437

بارك الله فيك أختي الكريمة وفإنتظار موضوعك حول الجنة جعلنا الله وإياكِ من أهلها آمين
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع