إعلانات المنتدى


أحَــدٌ أحــدْ .... [حسين بن محمود] 20 ذو الحجة 1427هـ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المجاهد1426

زائر
بسم الله الرحمن الرحيم

أحدٌ أحدْ


الحمد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، المتنزه عن الصاحبة والولد ، ثم الصلاة والسلام على سيد الأنام المبعوث بين يدي الساعة بالحسام ، المنصور بالرعب مسيرة شهر ، المأمور بقتال أهل الكفر أبد الدهر : ليكون للإسلام في قلوبهم القرار أو يُعطوا الجزية عن يدٍ بصَغار .. أمام بعد ..

فها قد اشتد على المؤمنين العذاب ، واجتمع الكفار على الأصحاب ، وجمع المشركون قوتهم ليحملوا صخرة العناد والطغيان فيضعوها على بطون أهل الإيمان في رمضاء هذا الزمان .. ها قد أتى إخوان "أمية بن خلف" جاثمين على صدور أسُود الإسلام في الصومال بقوالب الحديد والنار ليصدوهم عن سبيل الله ويوردوهم دار البوار ..

إنها قصة الإسلام والإيمان مع الكفر والخذلان ، تلك القصة القديمة المتجددة التي نقرأها تاريخا ، ونعيشها واقعا ، ونستشفها عِبرا من السنة والقرآن ..

قصة الصخرة التي وضعت على صدر "بلال بن رباح" لينطق كلمة الكفر ويتبرأ من دين محمد صلوات ربي وسلامه عليه .. قصة سيد الأحباش والسودان .. قصة سيد أهل الإسلام من غابر الزمان .. قصة المعتوق من الكفر والعصيان ، الداخل في زمرة أهل الإيمان ، قصة الثبات الروحاني والسباق الرباني ، قصة الشموخ والعلو والسؤدد ، قصة ذلك الأسمر الطويل النحيف الأجعد الخفيف العارضين الذي سمع نبيُّنا صلى الله عليه وسلم قرْع نَعله في الجنان ، قصة الطَّهور الوَقور الصَّبور الذي اشتاقت له الحور الحسان ..

عن وحشي بن حرب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة ، فقلت : يا جبريل ، ما هذه الخشخشة ؟ فقال : هذا بلال .. قال أبو بكر [الصديق] : ليت أم بلال ولدتني ، وأبو بلال ، وأنا مثل بلال" (رواه الطبراني ورجاله ثقات) ..

لقد أحاط الكفار بالمؤمنين من كل جانب ، وغلبوهم على أمرهم ، وأذاقوهم صنوف العذاب حتى نطق بعضهم كلمة الكفر من شدة ما لاقاه ، إلّا أبا عبد الله بلال رضي عنه مولاه ، فإنه ثبت ثبوت جبال مكة وصخورها ..

قال ابن اسحاق "وثبت كل قبيلة [في مكة] على من فيها من المسلمين فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة اذا اشتد الحر ، من استضعفوه منهم يفتنونهم عن دينهم ، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبهم ، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم ، فكان بلال - مولى أبي بكر لبعض بني جمح مولدا من مولّديهم ، وهو بلال بن رباح واسم أمه حمامة - وكان صادق الاسلام طاهر القلب ، وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له : لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد [صلى الله عليه وسلم] وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك "أحد أحد" ..

الدعوى هي هي : "لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد" صلى الله عليه وسلم !! لقد كان أمية بن خلف أصدق من كفار اليوم ، فلم يقل : ديمقراطية ولا حرب على إرهاب ولا مطاردة فلول القاعدة ولا غيرها من الأكاذيب التي أصم الكفار بها آذاننا ، وإنما قال السبب الحقيقي وراء تعذيبه لبلال "تكفر بمحمد" ، وهو ذاته السبب الذي يقاتل الصليبيون من أجله المسلمين {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ...} (البقرة : 109) ، كان أمية بن خلف يستحي من الكذب ، أما هؤلاء فلا يستحون ..

لقد فعل رؤساء المحاكم الإسلامية وصرحوا بجميع ما يمكن أن يسمى في عرف بعض الناس اليوم بالوسطية ، فنفوا تروطهم بالإرهاب ، ونفوا تدخلهم في شؤون غيرهم من المسلمين والكفار ، ونفوا صلتهم بالقاعدة أو غيرها ونفوا كل ما يمكن أن يكون ذريعة للكفار في قصدهم بالقتال ، وفعلوا كل ما يمكن أن يعتبر سياسة مرضية في عرف أدعياء الوسطية ، ولكن الله أصدق قيلا وأصدق حديثا وقد قرر سبحانه وقدر أن يكون عداء النصارى لنا عداء عقدياً لا ينفك حتى نخرج من ديننا وندخل في دينهم {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...} (البقرة : 120) فلا سياسة ترضيهم ولا تصريحات ولا وسطية ولا ديمقراطية تشفي غليلهم ، وإنما الكفر والدخول في دينهم ، هذا ما قاله ربنا ، وأراناه الله واقعا اليوم ، فهل يتعض أدعياء الوسطية الموهومة ، أم يريدون من الصوماليين أن يدخلوا النصرانية حتى ترضى عنهم أمريكا وأثيوبية !!

لإن كانت دعوى أمية اللات والعزى فإن دعوى القوم الديمقراطية والحرية والإنسانية والسلام المبطن بالكفر الشرك .. الكفر ملّة واحدة ، وبلال الأمس هو بلال اليوم ، ولن يجد الكفار رداً من إخوان بلال غير "أحد أحد" وسيفا مسلطا على رقاب من كفر بالفرد الصمد تحقيقا لقوله تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة : 29) ..

أجَعلوا الله آلهة ثلاث !! كيف يستقيم هذا في عقل بلال وقلبه الطاهر الذي خالجه التوحيد !! كيف يعقل أن يصبر بلال على هذا الكفر والخذلان !! أيترك بلال دينه ويتبع عبّاد الأوثان والصلبان !! لا والله لا يفعل هذا بلال أبداً .. لقد جرى الغلمان بجسد بلال في شعاب مكة حتى تقطع جلده المسلوخ من رمضائها فلم يثنيه ذلك عن دينه ولم يُقِرَّ عين الكفار بكلمة هو فيها معذور وله عند الله منها رخصة .. لقد أعجزهم بلال بشموخه ، وأعجز بعدها عقول كثير من أصحاب الوسطية والسياسات المصلحية البعيدة عن الجهاد والتضحية ، فكان بتضحياته - التي رسمت صورة واضحة للثبات الإيماني عند الشدة والإمتحان - مثلاً لعزة الإسلام وسؤدده وعلوّه على القهر والطغيان ..

أيعجب الناس أن شعب الصومال أظهر الإسلام رغم والبلايا والمحن !! رغم كل تلك الفوضى والحروب والفتن !! ألم يقرأ الناس التأريخ ليدركوا أن قرونا مضت ولم يدخل الصومال وثن ، كذلك الإيمان إذا خالج القلوب لا يكدّره العفن ، والله يُخرج الحي من الميت وهو على كل شيء قدير ..

روى الامام أحمد وابن ماجه من حديث عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود قال أول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد .. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه ، وأما أبو بكر منعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فانه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول "أحد أحد" ..

إلا بلال .. إلا بلال .. فإنه هانت عليه نفسه في الله ..

إلا الصومال .. كل دولة ضغط الكفار عليها وشهَروا في وجهها السيف استكان ولان وأطاعهم كثير من أبنائها في معصية الله : إلا أهل الصومال فإنهم هانت عليهم أنفسهم في الله ، وهانوا على شرذمة المرتدين من قومهم الذين والوا أعداء الدين ليحاربوا الإسلام والمسلمين فدخلت الجيوش الصليبية بإسمهم .. لو نظر الناظر لرأى بأن جميع الدول المحتلة فيها جيوش منافقة من بني جلدتها تحارب شعبها ، إلا الصومال فإن المرتدين لم يجدوا فيها جيشا من الصوماليين يحاربون بهم بني جلدتهم فاضطروا للإستعانة بجيش الصليب الأثيوبي ليقتلوا المسلمين في الصومال ويحققوا مطامع الأمريكان ، وذلك أن جميع أهل الصومال مسلمين من أهل السنة ، فويل للمرتدين عند اندحار الجيوش الصليبية ..

"مرّ أبو بكر رضي الله عنه على أمية بن خلف وهو يعذب بلالاً فقال له : ألا تتقي الله عز وجل في هذا المسكين ؟ حتى متى ؟ قال له أمية : أنت أفسدته فأنقذه عما ترى ، قال أبو بكر : أفعل ، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به .. قال : قد قبلت ، قال : هو لك .. فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك ، فأخذ أبو بكر بلالاً فأعتقه" ..

اشتراه أبو بكر وما أعظم بضاعته ، اشتراه ليتمنى فيما بعد أن يكون هو المُشترى ، فأي بضاعة مثل بلال ، وأي صفقة مثل صفقة أبي بكر ، رضي الله عن الجميع ، فأين الناس اليوم من إخوان بلال !! من يشري نفسه ويكون معهم !!

استبدله الصديق بعبد بقي عبداً لا يعرفه الناس ولم يسجل التاريخ اسمه .. استبدله بعبد كان على دين أمية بن خلف فتخلف العبد عن ركب المؤمنين طمعا في فتات سيده ليكون من الخاسرين .. استبدله الصديق بعبد ليحرر بلالاً من أغلال الرق للكفار ، وقد تحرر بلال منذ أسلم ، فأصبح سيدا من سادات المسلمين وأول من يؤذن في الدنيا ويُعلن في الورى "الله أكبر" تصم آذان الكافرين .. استبدله أبو بكر بعبد ، وهل لعبد الكافرين قيمة !! وهل يساوي عبد أمية ابن خلف شعث نعل بلال الذي كان يمشي على الأرض وتُُسمع خشخشته في الجنة !! وهل يساوي عبيد الأمريكان والأثيوبيين شعث نعال إخوان بلال المؤمنين ..

لقد علا أمية بن خلف وتكبّر ، وكان منه الأشر والبطر ، والكفر والغيظ والشرر ، وبلال أيقن بوعد الله فصبر ، وصابر وجاهد وحمل السلاح وقاتل حتى كانت وقعة بدر – بعد بضعة عشر سنة - أمكنه الله من رقبة معذبه ، فعلاه بسيفه ، وكذا قضاء الله ، والعاقبة للمتقين ..

قال ابن اسحاق حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال لي أمية بن خلف وأنا بينه وبين ابنه آخذا بأيديهما [يوم بدر] : يا عبد الإله [وكان هذا اسم ينادي أميةُ بن خلف به عبد الرحمنَ بن عوف في مكة] مَن الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره !!
قال ، قلت : حمزة ..
قال ذاك الذي فعل بنا الافاعيل ،
قال عبد الرحمن فوالله إني لاقودهما إذ رآه بلال معي - وكان هو الذي يعذب بلالاً بمكة على الاسلام - فلما رآه قال : رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا ..
قال ، قلت : أي بلال أسيري ،
قال : لا نجوت إن نجا . قال ثم صرخ بأعلى صوته : يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا .. فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة فأنا أذب عنه ، قال فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط .. قال ، قلت : أنج بنفسك ولا نجاء فوالله ما أغنى عنك شيئا ، قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما ، قال فكان عبد الرحمن يقول يرحم الله بلالا فجعني بأدراعي وبأسيري" (وهكذا رواه البخاري في صحيحه قريبا من هذا السياق) ..

لقد اشترت أمريكا عبيداً في الصومال ليتخلصوا من إخوان بلال ، ولكن هيهات ، إن بلالاً قد أُذن له بالجاهد ، ولا والله لن يستكين ولن يلين حتى يعلوا أمريكا وعبيدها بالسيف مستعينا بالله ثم بإخوانه أنصار العقيدة والتوحيد فتكون بدر أخرى وفتح من الله ونصر قريب ..

أتانا عبّاد الصليب بعبيدهم وقالوا جعلنا عليكم رجلا أسموه "عبد الله يوسف" وهو لعمري "عبد الصليب جوزيف" ، فمولى القوم منهم ، وقد اتخذ هذا المرتد : الصليبيين أربابا من دون رب بلال ، فلا والله ليس هذا بعبد للله ، ولكنه عبد أثيوبيا وأمريكا وكينيا رؤوس الصليبيين في الغرب وأفريقيا {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} : كلمة قالها ربنا لا مبدل لكلماته ، وقد أمرنا ، وأمره فرض علينا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة : 51) ، فمن اتبع هؤلاء المرتدين فقد ظلم نفسه والله لا يهدي القوم الظالمين ..

إن هذه الشرذمة التي قالوا عنها حكومة : هي لا تعدو أن تكون دمية في يد الأثيوبيين ، وهي ردة ومروق من الدين ، ورايتها راية ردة وكفر ، ولا يجوز طاعتها ولا ينبغي التفاوض معها ، ومن دخل تحت رايتها فهو كافر مرتد بنص كتاب الله وبإجماع علماء المسلمين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا : فلا تقبل صلاته ولا يقبل صيامه ولا زكاته ولا حجه إلا أن يتوب من كفره ويرجع إلى الإسلام ، ومن مات تحت هذه الراية الأثيوبية الأمريكية الكينية الصليبية المرتدة فهو في النار خالدا فيها أبدا ، ولا تنفعه قبيلته ولا قرابته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل تحت راية عمية ، يدعو عصبية أو ينصر عصبية ، فقتلته جاهلية " (رواه مسلم) ، فمن قاتل من أجل قبيلته أو قومه أو عصبته فقد قاتل من أجل جاهلية فقتاله جاهلية وميتته جاهلية ولا أجر له ولا ثواب بل عليه وزر وقد أضاع دنياه وأخراه ، و "من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا فهو في سبيل اللَّه" وهذا هو القتال الذي عليه الأجر والثواب والذي مقتوله شهيد تمنى نبينا ميتته و"أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ، يضحك إليهم ربك ، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه" (صحيح : صحيح الجامع 1107)
..

دين الله ليس فيه قرابات غير أخوة الإيمان ، فمن دخل تحت راية الصليب أو راية "عبد الصليب جوزيف" فهو صليبي حلال المال والدم يجب على المسلمين البراءة منه ومحاربته ولو كان من الأقربين ، قال تعالى {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة : 24) ..

ينبغي لإخواننا في الصومال أن يعرفوا حقيقة الأمر وحقيقة الجهاد والبراء من أعداء الله كما يعرفون أسمائهم ، ولا يحزنوا على الشرذمة التي ارتدت على أعقابها وتركت دينها لغرض من الدنيا {وَلاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران : 176) ، فهؤلاء لن يضروكم شيئا وإنما يضرون أنفسهم ومصيرهم إلى عذاب الله ومقته {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (آل عمران : 177) ..

إن الراية في الصومال واضحة وضوح الشمس في وضح النهار : ثلاث دول صليبية حاقدة على الإسلام والمسلمين اتفقت على حرب شعب مسلم واحتلوا أرضاً إسلامية بإسم شرذمة مرتدة عن الدين ، فالأمر لا لبس فيه ولا غموض ..

ولسنا نريد أن يمسك الصوماليون عن قتال المسلمين في الصومال فقط ، وإنما يجب على كل صومالي قادر على حمل السلاح أن يقاتل أعداء الدين من الأثيوبيين والمرتدين والأمريكان والكينيين وكل صليبي دخل بلاد الصومال ، وهذا واجب وجوباً عينياً لا يسع المسلمين تركه ، وتارك جهاد الصليبيين في الصومال اليوم : آثم متوعّد بالعذاب الأليم ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة : 38-39) ، وقد أجمع علماء المسلمين من الفقهاء والمحدثين والمفسرين من سائر المذاهب المعتبرة بأن العدو إذا دخل بلدة مسلمة فإن الجهاد يصبح فرضاً عينياً على أهلها لا يسعهم تركه كالصلاة والزكاة والصوم ، ومن تركه كان آثما مضيعا لفرضٍ فرضه الله عليه ، هذا في من ترك جهاد الصليبيين ، فما بالكم بمن وقف في صفهم وقاتل معهم !!

هذا حكم أهل الصومال ، وحكم الدول المجاورة هو ذاته حكم الصومال إذا لم تحصل بالصوماليين الكفاية ، فحكم مسلمي أثيوبيا وكينيا وجيبوتي هو حكم الشعب الصومالي ، فإذا لم يغني هؤلاء يعم الحكم بقية البلاد الإسلامية القريبة (كاليمن والسودان وغيرها) ، فغن لم يُغنوا يصير الجهاد في الصومال فرض عين على كل مسلم في الأرض ، وهذا كله بإجماع علماء الإسلام .. كما أنه يجب إمداد المجاهدين في الصومال بالمال والعتاد والخبرات والدعاء ، وهذا من الفرض الذي فرضه الله على المسلمين ، وترك إمدادهم بما يحتاجونه يعد من الخذلان والمعصية التي يعاقب عليها المسلم ..

إن غلبة الكفار في الوهلة الأولى استدراج من الله وتمحيص ، ولما كانت الغلبة في السابق للمسلمين دخل الكل تحت رايتهم ، وإنما يظهر أهل الصدق مع الله في المحن {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (31: محمد) ، فالموفق من وفقه الله لطاعته والجهاد في سبيله عند اشتداد الأزمات وغلبة أهل الباطل ، هنا يظهر الإيمان الحق ، وهنا يشرئب النفاق ويظهر فيكون الناس فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، فلينظر امرء في أي الفريقين هو ..

إن الإبتلاء سنة الأنبياء ، وقد ابتلي خير خلق الله وأشرفهم وأعزهم على الله ، قال الامام احمد حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، وأُخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال ما يأكله ذو كبد إلا ما يواري إبط بلال" (وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث حماد بن سلمة به وقال الترمذي حسن صحيح) ..

لقد كان بلال رضي الله عنه القائم بأعمال النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان خادمه وملازمه ، فكان يأكل معه ويجوع معه ويعطش معه فنال ما ناله النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وربما قدمه على كثير من أصحابه ، فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة , هو وأسامة بن زيد , و بلال بن رباح وعثمان بن طلحة الحجبى , فأغلقها عليه ..

لقد قرأ بلال قول الله تعالى {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} (العنكبوت : 2) ، فأتته الفتنة من قديم ليُريها بلال صدق إيمانه وعزيمته حتى فرّت منه لا تلوي على شيء ، فعلم الناس صدقه بعد علم الله بحاله {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت : 3) ، فكان بلال من الصادقين ..

لم يكن بلال يخشى البلاء ، فعوده أصلب من أن ينكسر ، وإنما كان يخشى الرخاء وأن يلين عوده وينثني ويحيد عن طريق حبيبه وقرة عينه وسيده ونبيه صلى الله عليه وسلم ، فكان خوفه في الرخاء أشد من خوفه من البلاء ، رضي الله عنه وأرضاه ، كيف لا وهو المقرّب من أعظم رجل خشي الله ، كيف لا وقد جمعه وأبو بكر صقف واحد بعد الهجرة في سبيل الله ، فأخذ العلم والإيمان من النبي صلى الله عليه وسلم ثم من صدّيق الأمة الأعظم بعد نبيها المكرّم ، وكانت لبلال من قبل علو همّة بها ساد رجال الأمة ..

لقد كان بلال يؤذن في الناس مذكّراً لهم وقت الصلاة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوته الشجي ، فكان المؤمنون يجتمعون لأداء أعظم فريضة فرضها الله على عباده بصوت بلال ، فهل يؤذن إخوان بلال في الصومال "بحي على الجهاد" ليذكروا الناس أداء فريضة الله الخالدة التي حان وقتها !!

أثيوبيا وكينيا وأمريكا اجتمعوا ليضعوا الصخرة على صدر الصوماليين ليصدوهم عن دينهم كما اجتمع أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف على بلال ، ولكن هيهات أن يضعف بلال أو يستكين .. هيهات أن يلين .. إنه بلال المؤذن لقيام شعائر الدين .. إنه السيد الذي علا ظهر الكعبة يوم فتح مكة ليُعلن للعالم بأن "الله أكبر" من كل ظالم تكبّر ..

إنه بلال الذي لو علم كلمة أشد على مسامع الكفار من "أحد أحد" لقالها ، وإنما قالها ليعلِّم المؤمنين عبادة إغاظة الكفار فتكون سنة لمن بعده إلى يوم الدين ..

ليكن شعار إخواني المجاهدين في الصومال في وجه أهل التثليث من الصليبيين المشركين الزاعمين لله الصاحبة والولد : "أحد أحدْ" .. قالها جدهم بلال ، فهم اليوم أولى الناس بها ..

لقد كان بلال من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما قبض اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم اعتذر بلال عن الأذان لغيره صلى الله عليه وسلم ، ولما دنى أجل بلال رضي الله عنه ، فرح أشد الفرح وقال : غداً نلقى الأحبة محمدا وحزبه ، فقالت امرأته : واويلاه ، فقال : وافرحاه ..

أبشروا معاشر الصومال ، فقد فُتحت أبواب الجنات ، وتزيّنت الحور الحسان ، وقام سوق الجهاد ، واشترى الله من المؤمنين الأنفس والأموال ، فليعرض المؤمنون بضاعتهم وليروا خالقهم ما يرضيه عنهم ، فما أعده الله للمؤمنين خير مما نحن فيه ، فالدار الآخرة خير من هذه الدار ، والأهل خير من الأهل والمال خير من المال فلا تستبدِلُن الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فما عند الله خير وأبقى ..

ألحقوا عبيد أمية بن خلف بسيدهم في قعر جهنّم ، واحملوا لواء بلال "أحد أحد" ، وهو لواء التوحيد والعقيدة الذي أصم به بلال آذان كفار مكة وهو على رمضائها حتى عاد بعد بضعة عشر سنة يهتف بشعار الإسلام من على ظهر الكعبة فارتجت جبال مكة وشعابها ، وكان صوته جهوري رضي الله عنه ، فلتسمع الدنيا اليوم تكبير إخوان بلال في طول الصومال وعرضها حتى يكون فتح مقديشوا فيعلوا صوت بلال في مآذنها وينكسر الصليب ويندحر ويدوسه صبيان مقديشو وكسمايوا وبيدوا ..

رحم الله بلالاً ورضي عنه وألحقنا به في جنات النعيم .. ورحم الله كل من تحمل أثقال المسلمين في الصومال وحمل لواء التوحيد وأشهر سيف الجهاد لصد أتباع الرَّجيم ..

اللهم انصر إخوان بلال في الصومال .. اللهم كن لهم عونا وغوثا .. اللهم وحّد صفوفهم وأقم فيهم راية التوحيد والجهاد .. اللهم مكنهم من رقاب عباد الصليب .. اللهم يا واحد يا أحد ، يا فرد يا صمد ، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد : انصر إخواننا في الصومال على زعم لك الصاحبة والولد .. اللهم إن المجاهدين قدموا أنفسهم رخيصة في سبيلك فتقبل اللهم بيعهم واجزهم خير الجزاء .. اللهم أسمعنا نداء بلال من على منابر أرض الصومال كلها ثم افتح على المجاهدين أديس أبابا ومكنهم من رقاب الصليبيين يا قوي يا عزيز ..

اللهم اخز عبيد الصليبيين وإخوان القردة والخنازير ، البائعين الدين ، الناكصين على الأعقاب ، الخائنين للمسلمين .. اللهم خذ المرتدين أخذ عزيز مقتدر .. اللهم عليك باليهود والنصارى ومن والاهم وشايعهم .. اللهم اشدد عليهم وطأتك وأرنا فيهم عجائب قدرتك .. اللهم اجعل أموالهم وذراريهم غنيمة للمسلمين ..

اللهم عليك بالأحباش الأوباش من الأثيوبيين الصليبيين .. اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا .. اللهم عليك بالكينيين الصليبيين .. اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم ومكن المجاهدين منهم .. اللهم عليك بالأمريكان أعداء الدين ، اللهم مزق شملهم ودمر دولتهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر ، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ..

اللهم أقم علم الجهاد في صومال الإسلام .. اللهم أنزل على المسلمين فيها السكينة والرحمة وأيدهم بجنود من عندك .. اللهم أنت الناصر ولا ناصر غيرك ، وأنت المعين ولا معين سواك ، بك نصول وبك نجول وبك نقاتل ، لا إله إلا أنت ..

اللهم إنا كفرنا بما آمن به المرتدون ، وتركنا ملة أولياء الصليبيين .. اللهم اكتبنا مع الموحدين ، واحشرنا في زمرة الشهداء والمجاهدين .. اللهم أحينا على الإسلام وأمتنا على الإيمان واحشرنا في زمرة المتقين ..

والله أعلم .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

كتبه
حسين بن محمود
20 ذو الحجة 1427هـ
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع