- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
نواحي بلاغية من سورة فاطر
مكية وآياتها خمس وأربعون آية
بين يدي السورة
سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهي تتناول الغرض العام ، الذي نزلت من أجله الآيات المكية ، وهي قضايا العقيدة الكبرى (الدعوة إلى توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل ، والتحلي بمكارم الأخلاق ) .
التسمية :
سميت "فاطر" لذكر هذا الاسم الجليل ، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع ، والإيجاد لا على مثال سابق ، ولما فيه من التصوير الدقيق ، المشير إلى عظمة ذي الجلال ، وباهر قدرته ، وعجيب صنعه ، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب . .
بين يدي السورة
سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهي تتناول الغرض العام ، الذي نزلت من أجله الآيات المكية ، وهي قضايا العقيدة الكبرى (الدعوة إلى توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل ، والتحلي بمكارم الأخلاق ) .
التسمية :
سميت "فاطر" لذكر هذا الاسم الجليل ، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع ، والإيجاد لا على مثال سابق ، ولما فيه من التصوير الدقيق ، المشير إلى عظمة ذي الجلال ، وباهر قدرته ، وعجيب صنعه ، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب . .
نواحي بلاغية:
الآيات من "1" – "14"
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الاستعارة التمثيلية [ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها] شبه فيه إرسال النعم بفتح الخزائن للإعطاء ، وكذلك حبر النعم بالإمساك ، واستعير الفتح للإطلاق ، والإمساك للمنع ، على طريق الاستعارة التبعية .
1 - الاستعارة التمثيلية [ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها] شبه فيه إرسال النعم بفتح الخزائن للإعطاء ، وكذلك حبر النعم بالإمساك ، واستعير الفتح للإطلاق ، والإمساك للمنع ، على طريق الاستعارة التبعية .
2- الطباق بين [يفتح . . ويمسك ] وكذلك بين [يضل . . ويهدي ] وبين [تحمل . . وتضع ] وبين [يعمر . . وينقص من عمره ] .
3 - المقابلة بين جزاء الأبرار والفجار [آلذين كفروا لهم عذاب شديد . . والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير] وكذلك بين قوله : [هذا عذب فرات . . وهذا ملح أجاج ] وكل من الطباق والمقابلة من المحسنات البديعية ، إلا أن الأول يكون بين شيئين ، والثاني بين أكثر .
4 -حذف الجواب لدلالة اللفظ عليه [أفمن زين له سوء عمله فرأه حسنا]؟ حذف منه ما يقابله ، أي كمن لم يزين له سوء عمله ؟ ودل على هذا المحذوف قوله : [فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء].
5 - الإطناب بتكرار الفعل [فلا تغرنكم الحياة الدنيا . . ] ثم قال [ولا يغرنكم بالله الغرور]
6 - الكناية [فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ] كناية عن الهلاك ، لأن النفس إذا ذهبت هلك الإنسان ، أي لا تهلك نفسك حسرة عليهم .
7- السجع لما له من وقع حسن على السمع مثل [ليكونوا من أصحاب السعير] [لهم مغفرة وأجر كببر] وأمثال ذلك وهو من المحسنات البديعية .
الآيات من "15" – "31"
المناسبة:
لما عدد تعالى نعمه على العباد، وأقام الأدلة والبراهين على قدرته وعزته وسلطانه ، ذكرهم هنا بحاجتهم إليه ، وضرب الأمثال للتفريق بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، بالأعمى والبصير ، والظلام والنور ، "فبضدها تتميز الأشياء" .
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الطباق بين [ يذهب . . ويأت ] وبين [ الأعمى . . والبصير] و[ الظلمات . . . والنور] و[ الظل . . والحرور] و[ الأحياء . . والأموات ] وبين [ نذيرا . . وبشيرا] وبين [ سرا . . وعلانية ] .
لما عدد تعالى نعمه على العباد، وأقام الأدلة والبراهين على قدرته وعزته وسلطانه ، ذكرهم هنا بحاجتهم إليه ، وضرب الأمثال للتفريق بين المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، بالأعمى والبصير ، والظلام والنور ، "فبضدها تتميز الأشياء" .
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الطباق بين [ يذهب . . ويأت ] وبين [ الأعمى . . والبصير] و[ الظلمات . . . والنور] و[ الظل . . والحرور] و[ الأحياء . . والأموات ] وبين [ نذيرا . . وبشيرا] وبين [ سرا . . وعلانية ] .
2 - جناس الاشتقاق [ولا تزر وازرة] [حملها لا يحمل منه شىء ] .
3 - الاستعارة التصريحية [وما يستوي الأعمى والبصير . . ] الآية شبه الكافر بالأعمى ، والمؤمن بالبصير، بجامع ظلام الطريق وعدم الاهتداء على الكافر، ووضوح الرؤية والاهتداء للمؤمن ، ثم استعار المشبه به [الأعمى] للكافر ، واستعار [البصير] للمؤمن بطريق الاستعارة التصريحية .
4 - قصر صفة على موصوف [إنما يخشى الله من عباده العلماء] فقد قصر الخشية على العلماء، تنويها بشأنهم ، وإعلاء لقدرهم .
5 - الاستفهام التقريري وفيه معنى التعجب [ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء] الآية .
6 - الاستعارة [يرجون تجارة لن تبور] استعار التجارة للمعاملة مع الله تعالى لنيل ثوابه ، وشبهها بالتجارة الدنيوية وهي معاملة الخلق بالبيع والشراء لنيل الربح ثم رشحها بقوله : [لن تبور] .
7 - توافق الفواصل مما يزيد في جمال الكلام ورونقه ووقعه في النفس مثل [يرجون تجارة لن تبور] [إنه غفور شكور] ومثل [وبالكتاب المنير] [فكيف كان نكير] وهكذا .
قال الله تعالى : [ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا . . ] إلى قوله [فإن الله كان بعباده بصيرا] من آية ( 32) إلى آية (45 ) نهاية السورة الكريمة .
قال الله تعالى : [ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا . . ] إلى قوله [فإن الله كان بعباده بصيرا] من آية ( 32) إلى آية (45 ) نهاية السورة الكريمة .
الآيات من "32" – "45"
المناسبة :
لما أثنى تعالى على الذين يتلون كتاب الله ، ذكر هنا انقسام الأمة الإسلامية أمام هذا الكنز الثمين ، إلى ثلاثة أقسام : (الظالم لنفسه ) و(المتقصد) و(السابق بالخيرات ) ، ثم ذكر مآل الأبرار والفجار ، ليظل العبد بين الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة .
لما أثنى تعالى على الذين يتلون كتاب الله ، ذكر هنا انقسام الأمة الإسلامية أمام هذا الكنز الثمين ، إلى ثلاثة أقسام : (الظالم لنفسه ) و(المتقصد) و(السابق بالخيرات ) ، ثم ذكر مآل الأبرار والفجار ، ليظل العبد بين الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة .
تضمت الآيات الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الإطناب بتكرار الفعل [لا يمسنا فيها نصب ، ولا يمسنا فيها لغوب ] للمبالغة في انتفاء كل منهما استقلالا، وكذلك الإطناب في قوله : [ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ، ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا] لزيادة التشنيع والتقبيح على من كفر بالله
1 - الإطناب بتكرار الفعل [لا يمسنا فيها نصب ، ولا يمسنا فيها لغوب ] للمبالغة في انتفاء كل منهما استقلالا، وكذلك الإطناب في قوله : [ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ، ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا] لزيادة التشنيع والتقبيح على من كفر بالله
2 - التهكم في صيغة الأمر [فذوقوا فما للظالمين من نصير] مثل [ذق إنك أنت العزيز الكريم ] فالأسلوب جاء للتهكم وآلسخرية بهم .
3 - المبالغة مثل [غفور، شكور، كفور] ومثل [حليما ، عليما، قديرا] فإنها من صيغ المبالغة .
4 - الاستفهام الإنكاري للتوبيخ [أروني ماذا خلقوا من الأرض ]؟ وكذلك [أم لهم شرك في السموات ]؟ غرضه توبيخهم على عبادة ما لا يضر ولا ينفع ، ولا يبصر ولا يسمع !
5 - الاستعارة المكنية [ما ترك على ظهرها من دابة] شبه الأرض بدابة تحمل على ظهرها أنواع المخلوقات ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الظهر، بطريق الاستعارة المكنية .
6 - السجع غير المتكلف ، البالغ نهاية الروعة والجمال مثل [وجاءكم النذير، فذوقوا فما للظالمين من نصير] وهو من المحسنات البديعية .
المصدر: صفوة التفاسير