إعلانات المنتدى


*|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

جزاك الله خيرًا على هذا الجهد الواضح
والانتقاء الرائع للشعراء والأدباء
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

وخيرا جزاك اختي تعلمنا منك حسن الاختيار


لك مني جزيل الشكر



والشكر موصول لأخي واثق الخطوة

جزاكم الله خير
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

"حسان بن مثبت".

[frame="1 90"]
نسبه


هو أبو الوليد حسان بن مثبت من قبيلة الخزرج، التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وأقامت في المدينة مع الأوس.. ولد في المدينة قبل مولد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بنحو ثماني سنين، فعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفًا إلى اللهو والغزل، فأبوه مثبت بن المنذر بن حرام الخزرجي، من سادة قومه وأشرافهم، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه، وحسان بن مثبت ليس خزرجيًّا فحسب؛ بل هو أيضًا من بني النجار أخوال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فله به صلة وقرابة.


حياته قبل الإسلام


كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن مثبت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فصارت له في البلاد العربية شهرةٌ واسعة.


وقد اتصل حسان بن مثبت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان، وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظلال، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحلَّ محلَّ النابغة، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرهًا، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه، ومعرفة بشعر الهجاء ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية، وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد- صلى الله عليه وسلم- نبي الإسلام، والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه.


حياته في الإسلام


لما بلغ حسان بن مثبت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال- صلى الله عليه وسلم- يومًا للأنصار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسان بن مثبت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".

ولم يكن حسان بن مثبت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس"، وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن مثبت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا.. وكان حسان بن مثبت لا يقوى قلبُه على الحرب، فاكتفى بالشعر، ولم ينصر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بسيفه، ولم يشهد معركةً مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا غزوةً.

ومما لا شك فيه أن حسانَ بن مثبت كان يحظَى بمنزلةٍ رفيعةٍ، يجلُّه الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء في الوقت نفسه، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر- رضي الله عنه- موقفًا خاصًّا من الشعر، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردَّة لم تدَع له وقتًا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم، في حين نجد أن عمر- رضي الله عنه- يحب الشعر، خاصةً ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى، وقد رُوِي عن كلٍّ من الخليفتَين الراشِدَين عددٌ من الأبيات، لسْنا في صدَدِ إيرادِها.


حسان يؤيده الروح القدس


إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم"، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن مثبت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين.. قالت عائشة: فسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى".

قال حسان:


هجوت محمدًا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء


هجوت محمدًا برًّا تقيًّا رسول الله شيمته الوفاء


فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء


ثكلت بنيتي إن لم تروها تثير النقع من كنفي كداء


يبارين الأعنة مصعدات على أكتافها الأسل الظماء


تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء


فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاء


وإلا فاصبروا لضراب يوم يعز الله فيه من يشاء


وقال الله: قد أرسلت عبدًا يقول الحق ليس به خفاء


وقال الله: قد يسرت جندًا هم الأنصار عرضتها اللقاء


لنا في كل يوم من معد سباب أو قتال أو هجاء


فمن يهجو رسول الله منك ويمدحه وينصره سواء


وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس له كفاء (رواه مسلم)


آثار حسان بن مثبت


اتفق الرواة والنقَّاد على أن حسان بن مثبت أشعَر أهل المدر في عصره، وأشعر أهل اليمن قاطبةً، وقد خلف ديوانًا ضخمًا رواه ابن حبيب، غير أن كثيرًا من الشعر المصنوع دخله؛ لأنه لما كان لحسان بن مثبت موقف خاص من الوجهة السياسية والدينية، دُسَّ عليه كثير من الشعر المنحول، وقام بهذا العمل أعداء الإسلام، كما قام به بعض كُتَّاب السير من مثل ابن إسحاق.


أغراض شعره


أكثر شعر حسان في الهجاء، وما تبقى في الافتخار بالأنصار، ومدح محمد- صلى الله عليه وسلم- والغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم، ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام، ومن خلال شعر حسان بن مثبت نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقةً في التعبير بعد أن عمَّر الإيمانُ قلوبَ الشعراء، وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود الألفاظ البدوية الصحراوية.


ومهما استقلَّت أبيات حسان بن مثبت بأفكار وموضوعات خاصَّة.. فإن كلاًّ منها يعبر عن موضوع واحد؛ هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم، وسنقسم شخصية حسان بن مثبت الشعرية إلى أربعة أقسام، هي:


شعره القبلي


قبل أن يدخل حسان بن مثبت في الإسلام كان منصرفًا إلى الذَّود عن حياض قومه بالمفاخرة، فكان شعره القبلي تغلب عليه صبغة الفخر، أما الداعي إلى ذلك فالعَداء الذي كان ناشبًا بين قبيلته والأوس، ولقد كان لفخر حسان نفحة عالية واندفاعًا شديدًا.


ارتباطه بالغساسنة


اتصل حسان بالبلاط الغساني، فمدح كثيرًا من أمراء غسان، أشهرهم عمرو الرابع بن الحارث، وأخوه النعمان، ولاسيما جبلة بن الأيهم، وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وجعلوا له مرتبًا سنويًّا، وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره:


يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلـل


بيض الوجوه كريمة أحسابهم شمُّ الأنوف من الطراز الأول


دخوله الإسلام


نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي، والرد على أنصار الجاهلية، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية، فكان الشعر شعر نضال يهجو فيه الأعداء، ويمدح فيه رجال الفريق، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء؛ بل للدفاع عن الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- وهذا ينقسم لقسمين:


أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد، فهو مقصور على النبي- صلى الله عليه وسلم- وخلفائه وكبار الصحابة، والذين أبلَوا في الدفاع عن الإسلام بلاءً حسنًا، وهو يختلف عن المدح التكسُّبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد- صلى الله عليه وسلم- وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقَّة والعقيدة النفيسة، قال حسان:


نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد


فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد


وأنذرنا نارًا وبشر جــنة وعلمنا الإسلام، فالله نحــمد


وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد


ويلحق بهذا المدح رثاء محمد- صلى الله عليه وسلم- فقد ذرف الشاعر دموعًا حارة، وضمنه لوعة وتذكرًا لأفضال رسول الدين الجديد، وحنينًا إليه في النعيم:


مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد


وأما الهجاء النضالي فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدًا- صلى الله عليه وسلم- وكان موقف الشاعر تجاههم حربًا لما بينهم وبين محمد- صلى الله عليه وسلم- من نسب.


أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية، ويجعله فيهم طائرًا غريبًا يلجأ إليها كعبد، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنًا شنيعًا، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقًا في إقذاع شديد، ويخرج ذلك الرجل موطنًا للجهل والبخل والجبن والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك.


وفاته


توفي حسان بن مثبت في المدينة المنورة سنة (54هـ= 673/674م) في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر قد ناهز المائة والعشرين عامًا.



[/frame]
المراجع


- صحيح مسلم


- سير أعلام النبلاء


- الإصابة في تميز الصحابة


- شعر الدعوة الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين

***************
ومن قصائد شاعر الرسول صلي الله علية وسلم الصحابي الجليل حسان بن مثبت

اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه،


اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه، وبنا أقامَ دعائمَ الإسلامِ

وَبِنا أعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتَابَهُ، وأعزَّنَا بالضّرْبِ والإقْدَامِ
في كلّ معتركٍ تطيرُ سيوفنا فيه الجماجمَ عن فراخِ الهامِ
ينتابنا جبريلُ في أبياتنا، بفرائضِ الإسلامِ، والأحكامِ
يتْلو علينا النُّورَ فيها مُحْكماً، قسماً لعمركَ ليسَ كالأقسامِ
فنكونُ أولَ مستحلِّ حلالهِ، وَمُحَرِّمٍ لله كُلَّ حَرَامِ
نحنُ الخيارُ منَ البرية ِ كلها، وَنِظَامُها، وَزِمامُ كلّ زِمَامِ
الخائضُو غَمَرَاتِ كلّ مِنيّة ٍ، وَالضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأيّامِ
والمُبْرِمونَ قوَى الأمورِ بعزْمهمْ، والناقضونَ مرائرَ الأقوامِ
سائِلْ أبا كَرِبٍ، وَسائلْ تُبّعاً، عنا، وأهلَ العترِ والأزلامِ
واسألْ ذَوي الألبابِ عن سَرَواتهم يومَ العهينِ، فحاجرٍ، فرؤامِ
إنا لنمنعُ منْ أردنا منعهُ، ونجودُ بالمعروفِ للمعتامِ
وَتَرُدُّ عَافِيَة َ الخَمِيسِ سيوفُنا، ونقينُ رأسَ الأصيدِ القمقامِ
ما زَالَ وَقْعُ سيوفِنا وَرِماحِنا في كلّ يومٍ تجالدٍ وترامِ
حتى تركنا الأرْضَ حَزْنُها، منظومة ً منْ خيلنا بنظامِ
وَنجا أرَاهِطُ أبْعَطُوا، وَلَوَ أنّهم ثَبَتُوا، لمَا رَجَعوا إذاً بسلامِ
فَلَئِنْ فخَرْتُ بهمْ لَمِثْلُ قديمِهمْ فَخَرَ اللّبيبُ بِهِ على الأقْوَام
**********************

مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،


مَا بَالُ عينِكَ، يا حسّانُ، لمْ تنَمِ،*** ما إنْ تغمضُ، إلا مؤثمَ القسمِ

لم أحسبِ الشمسَ تبدو بالعِشاء، فَقدْ**** لاقيْتَ شمساً تُجَلّي لَيْلَة َ الظُّلَمِ
فرعُ النساءِ، وفرعُ القوم والدها،**** أهْلُ الجلالة ِ، والإيفاءِ بالذِّمَمِ
لقدْ حلفتَ، ولم تحلفْ على كذبٍ،-**** يابن الفُرَيعة ِ، ما كُلّفتَ من أَمَمِ

********************


تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ


تَناوَلَني كِسرى ببُؤسي، ودونَهُ*** قفافٌ منَ الصمانِ، فالمتثلمِ

ففجعني، لا وفقَ اللهُ أمرهُ،*** بأبيَ، وهابٍ، قليلِ التجهمِ
لِتَعْفُ مِياهُ الحارِثَيْنِ، وقدْ عفَتْ*** مِياهُهُما منْ كلّ حيٍّ عَرَمْرَمِ
وأقْفَرَ منْ حُضّارِهِ وِرْدُ أهْلِهِ،*** وكان يروي في قلالٍ، وحنتمِ
وقلتُ لعينٍ بالجوبة ِ يا اسلمي،*** نعمْ ثمّ لمْ تنطقْ، ولم تتكلمِ
دِيارُ مُلُوكٍ قدْ أرَاهُمْ بِغِبْطَة ٍ،*** زَمانَ عَمودُ المُلكِ لمْ يَتَهَدّمِ
لعمري لحرثٌ بينَ قفٍّ ورملة ٍ،*** ببرثٍ علتْ أنهارهُ كلَّ مخرمِ
لدى كلّ بنيانٍ رفيعٍ، ومجلسٍ*** نشاوى ، وكأسٍ أخلصتْ لم تصرمِ
أحَبُّ إلى حسّانَ، لوْ يَسْتَطِيعُهُ،*** منَ المُرْقَصَاتِ، منْ غِفارٍ وأسلمِ

*************


سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،


سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا،***** وكلُّ قريشٍ بكمْ عالمُ

فقالتْ قريشٌ، ولم يكذبوا،**** وقولُ قريشٍ لكمْ لازمُ
عبِيدٌ قُيونٌ، إذا حُصّلوا،***** أبوكُمْ لَدَى كِيرِهِ جاثِمُ
فَسائلْ هِشاماً، إذا جِئتَهُ،**** وخِرْقَة ُ، عيْبٌ لكُمْ دائِمُ
أطبخُ الإهالة ِ أمْ حقنها،**** فأنفكَ منْ ريحها وارمُ
وجمرة ُ عارٌ لكمْ مثبتٌ، ****فقلبكَ من ذكرها واجمُ


**************


وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني


وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني**** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيبٍ**** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاء

**********


عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،


عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ، إلى عذراءَ منزلها خلاءُ

دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ، تعفيها الروامسُ والسماءُ
وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ، خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ، يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ، فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ
كَأَنَّ خَبيأَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ يَكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وَماءُ
عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ
إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً، فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ
نُوَلّيَها المَلامَة َ، إنْ ألِمْنَا، إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ
ونشربها فتتركنا ملوكاً، وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ
يُبَارِينَ الأسنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ، تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ
وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ
وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا، وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ
شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ
وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً، همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ
لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ
فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا، ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ
ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني، فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ
وأن سيوفنا تركتك عبدا وعبد الدار سادتها الإماء
كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ، تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ
هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ، وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ
أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ، فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ
هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً، أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ، ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ
فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ
فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ جُذَيْمَة َ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ
أولئكَ معشرٌ نصروا علينا، ففي أظفارنا منهمْ دماءُ
وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ، وَحِلْفُ قُرَيْظَة ٍ مِنّا بَرَاءُ

لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ، وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

ما شاء الله على الهمّة !
لله درّه من شاعر


وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني**** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً منْ كلّ عيبٍ**** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاء

من أروع وأبلغ الأبيات التى أحبها!
شكرًا لك أخى أحمد على جهودك المتميّزة فى ركن لغتنا الجميلة
جزاك ربى خير الجزاء

 

عاصم سلطان

مزمار ألماسي
21 سبتمبر 2007
1,718
10
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

ما شاء الله كلماته تدل على صدق عواطفه وجياشتها
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

ما شاء الله كلماته تدل على صدق عواطفه وجياشتها



أهلاً بعودتك أخى عاصم
ما أخبار الهندسة معك ؟
تمنياتنا لك بالتوفيق
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

مصطفي صادق الرافعي

220px-Moustafa_El_Rafey.jpg




[frame="1 90"]
مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 14 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا


نسبه


اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي, وأصله من مدينة طرابلس وما زالت أسرة الرافعى موجودة فيها حتى الآن, أما الفرع الذي جاء إلى مصر من أسرة الرافعى فإن الذي اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعى الذي وفد إلى مصر سنة 1827, ليتولى قضاء المذهب الحنفي أى مذهب أبي حنيفة النعمان بأمر من السلطان العثمانى حيث كانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية.

كما يقال أن نسب أسرة الرافعى يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعى عدد كبير من أخوته وأبناء عمه, وبلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعى سنة 1937 ما يزيد على ستمائة فرد.

كما يقول محمد سعيد العريان في كتابه "حياة الرافعى". "وكان العمل الرئيسى لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعى حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اجتمع فيه من آل الرافعى أربعون قاضيا في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعى وقد تنبه اللورد كرومر إلى هذه الملاحظة فأثبتها في بعض تقاريره إلى وزارة الخارجية الإنجليزية, لأنها كانت ظاهرة ملفتة للنظر وتحتاج إلى تفكير وتأمل.

كان والد الرافعى هو الشيخ عبد الرازق الرافعى الذي تولى منصب القضاء الشرعى في كثير من أقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعى فكانت سورية الاصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخى، وهو تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية، وكان له فيها ضيعة.



مولده


ولد مصطفى صادق الرافعي في يناير سنة 1880 وآثرت أمه أن تكون ولادته في بيت أبيها. دخل الرافعى المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال أنه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية. لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. معنى ذلك أن الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه, فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هي فقدان البصر عند طه حسين وفقدان السمع عند الرافعى ومع ذلك فقد كان الرافعى مثل زميليه العقاد وطه حسين من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد, وعلم نفسه بنفسه حتى استطاع أن يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه.

حياته

تزوج الرافعى في الرابعة والعشرين من أخت صديقه الأديب الأستاذ عبد الرحمن البرقوقى صاحب مجلة البيان وصاحب أفضل شرح لديوان المتنبى, وأنجب من زواجه عشرة أبناء. اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها. عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم.

على أن الرافعى لم يستمر طويلا في ميدان الشعر فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية وعندما نتوقف أمام ظاهرة انصرافه عن الشعر نجد أنه كان على حق في هذا الموقف فرغم ما أنجزه في هذا الميدان الأدبي من نجاح ورغم أنه استطاع أن يلفت الأنظار إلا أنه في الواقع لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فقد أعطى هذا الشعران التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم في هذا الجيل.

تميز شعر حافظ إبراهيم وأحمد شوقي بالسهولة والغزارة مما اتاح لهما القدرة على الانتشار بين القراء حتى لو كان هولاء القراء متوسطين في ثقافتهم فأين يذهب الرافعى في هذه المعركة الكبيرة وشعره لم يكن شعرا سهلا بل كان شعرا صعبا يحتاج إلى ثقافة أدبية ولغوية عالية لكى يفهمه من يقرأه ولكى يتذوقه بعد ذلك ويستمتع به.

لعل الرافعى هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربى التقليدى في أدبنا فقد كان يقول: "إن في الشعر العربى قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه" وهذه القيود بالفعل هي الوزن والقافية. كانت وقفة الرافعى ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل وأهمية هذه الوقفة أنها كانت حوالي سنة 1910 أي في أوائل هذا القرن وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربى جزئيا أو كليا من الوزن والقافية.

الميدان الأول الذي انتقل إليه الرافعى الذي كان مقيدا بالوزن والقافية هو ميدان النثر الشعرى الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره. أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعى فهو ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن "تاريخ آداب اللغة العربية" وهو كتاب بالغ القيمة ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة 1911. ثم كتب الرافعى بعد ذلك كتابه المشهور "تحت راية القرآن" وفيه يتحدث عن اعجاز القرآن. ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم "الشعر الجاهلى".

يأتى الميدان الأخير الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم وهو مجال المقال والذي أخلص له الرافعى في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه إبداعا عجيبا وهذه المقالات التي جمعها الرافعى في كتابه "وحي القلم".



وفاته


في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.
[/frame]
مؤلفاته

تاريخ آداب العرب (ثلاثة أجزاء)، صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329 هـ، 1911م. وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359 هـ الموافق لعام 1940م.
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928م.
كتاب المساكين، صدرت طبعته الأولى عام 1917م.
السحاب الأحمر.
حديث القمر.
رسائل الرافعي، وهي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى محمود أبي رية، وقد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
تحت راية القرآن، مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين.
على السفود، وهو رد على عباس محمود العقاد.
وحي القلم، (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثره لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي 1934- 1937م. وفيها:
اليمامتان
الطفولتان
في الربيع الأزرق
الحب الأول
أوراق الورد.
رسائل الأحزان.
ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م.
ديوان النظرات (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908م.



يذكر أنه ألف النشيد الرسمي التونسي الذي لا يزال معمولا به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمى.


i3jaz%20al%20koraan.jpg



comment34-12.jpg



3136.imgcache.jpg



وهذة بعض قصائد الأديب الكبير مصطفي صادق الرافعي



مدادُكِ في ثغرِ الزمانِ رضابُ**** وخطكِ في كلتا يديهِ خضابُ
وكفُّكِ في مثلِ البدرِ قد لاحَ نصفهُ**** فلا بدعَ في أنّ اليراعَ شهابُ
كلحظكِ أو أمضى وإن كانَ آسيا**** جراحَ اللواتي ما لهنَّ قرابُ
يمجُّ كمثلِ الشهدِ مجتهُ نحلةٌ**** وإن لم يكن فيما يمجُّ شرابُ
ويكتبُ ما يحكي العيونَ ملاحةً**** وما السحرُ إلا مقلةٌ وكتابُ
فدونكِ عيني فاستمدي سوادها ****وهذا فؤادٌ طاهرٌ وشبابُ
أرى الكفَّ من فوقِ اليراعِ حمامةً ****وتحتَ جناحيها يطيرُ غرابُ
كأنَّ أديمَ الليل طرسٌ كتبتهِ**** وفيهِ تباشيرُ الصباحِ عتابُ
كأنَّ جبينَ الفجرِ كانَ صحيفةً**** كأنَّ سطورَ الخطِّ فيهِ ضبابُ
كأنَّ وميضَ البرقِ معنىً قدحتهِ**** كأنَ التماعَ الأفقِ فيهِ صوابُ
كأنكِ إما تنظري في كتابةٍ**** ذكاءٌ وأوراقُ الكتابِ سحابُ
أراكِ ترجينَ الذي لستِ أهلهُ**** وما كلُّ علمٍ إبرةٌ وثيابُ
كفى الزهرَ ما تندَّى بهِ راحةُ الصبا**** وهل للندى بينَ السيولِ حسابُ
وما أحمقَ الشاةَ استغرتْ بظلفها ****إذا حسبتْ أنّ الشياهَ ذئابُ
فحسبكِ نبلاً قالة الناسِ أنجبتْ**** وحسبكِ فخراً أن يصونكِ بابُ
لكِ القلبُ من زوجٍ ووُلدٍ ووالدٍ**** وملكُ جميع العالمينَ رقابُ
ولم تخلقي إلا نعيماً لبائسٍ**** فمن ذا رأى أن النعيمَ عذابُ
دعي عنكِ قوماً زاحمتهم نساءُهم**** فكانوا كما حفَّ الشرابُ ذبابُ
تساووا فهذا بينهم مثلَ هذهِ**** وسيَانَ معنىً يافعٌ وكعابُ
وما عجبي أنَّ النساءَ ترجّلتْ**** ولكنَّ تأنيثَ الرجالِ عجابُ



"اسلمي يا مصر"

اسلمي يا مصر إنني الفدا
ذي يدي إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكيني أبدا
ليتني أرجو مع اليوم غدا
ومعي قلبي وعزمي للجهاد
ولقلبي أنت بعد الدين دين
لك يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادي
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادي
واسلمي في كل حين


” حماة الحمى “


حماةَ الحِمَى يا حماةَ الحمى * هلموا هلموا لِمجد الزمن
لقد صرختْ في العروق الدِّما * نَموتُ نَموتُ ويَحيــا الوطن
*****
لِتَدْوِ السمواتُ في رعدِها * لِتَــرْمِ الصواعقُ نــيرانَهــا
إلى عِزِّ مِصْرٍ إلى مَجدها * رجـالَ البـلادِ وشبـانَهـا
فلا عاش مَن ليس من جندها * ولا عاش في مِصْرَ مَن خانَهـا
نَموت ونَحيا على عهدها * حياة الكرام وموت الكرام
*****
بلادي احكُمي واملِكي واسعَدي * فــلا عــاش مَـن لَم يعِـشْ سيِّــدا
بِحُـرِّ دمي وبِمــا في يـدي * أنـا لبــلادي وروحي فِــدا
لك المجدُ يا مصرُ فاستمجدي * بعِــزّة شعبِــكِ طُولَ الْمَــدى
ونحنُ أُسُودُ الوغى فاشهدي * وُثوبَ أُسُودك يوم الصِّــدام
*****
ورِثنـا سواعِـدَ بـاني الْهـرم * صخورا صخورا كهذا البِنا
سواعدُ يعتزُّ فيها العلم * نُبـاهي به ويُبـاهي بنـا
وفيها كِفاء العُلى والهمم * وفيها ضمانٌ لنَيْـلِ الْمُنى
وفيها لأعـداء مِصْرَ النِّقَم * وفيها لمن سالَمونا السلام
*****


دعِ الشعرَ ما كلَّ امرئٍ يذكرونهُ


دعِ الشعرَ ما كلَّ امرئٍ يذكرونهُ**** ببيتينِ أو شيءٍ من القولِ قوالُ
ولو تخلقُ الأشعارُ في الرأسِ لم يكن**** برأسكَ إلا القفرُ والشعرُ أغوالُ
رأيتكَ وزّاناً فلفظكَ كلّهُ**** قناطيرُ لكنَّ المعاني مثقالُ
وهب للحصى شيئاً تغربلهُ بهِ**** فهل لكلام كالحجارةِ غربال



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

اختيار رائع كالعادة أخى أحمد
يُعد مصطفى صادق الرافعى عميد الأدب العربى بلا منازع
شكراً لك وجزاك ربى خيرًا
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

483251.jpg




محمود سامي البارودي


[frame="9 80"]محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري شاعر مصري. كان يعرف بفارس السيف والقلم رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية وتولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له.

ولد في 27 رجب 1255 هـ / 6 أكتوبر 1839 م في حي باب الخلق بالقاهرة لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).. وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة ويجمع الضرائب من أهلها. يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب باسمرب السيف والقلم.


نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرا لمدينتي بربر ودنقلة في السودان، ومات هناك وكان محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.


تلقى البارودي دروسه الأولى في بيته، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيءًا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتم دراسته الابتدائية عام 1267 هـ / 1851م، ثم انضم وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة 1268 هـ / 1852م، فالتحق بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر، بدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، حتى تخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 م برتبة "باشجاويش" ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.


عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة عام 1857م، وتمكن في أثناء إقامته هناك من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، وأعانته إجادته للغة التركية والفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ولما سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية بعد توليه العرش ليقدم آيات الشكر للخلافة، ألحق البارودي بحاشيته، فعاد إلى مصر في فبراير 1863م، عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.


ضاق البارودي برتابة العمل الديواني وحنّ إلى حياة الجندية، فنجح في يوليو عام 1863م بالانتقال من معية الخديوي إلى الجيش برتبة بكباشي، وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائدالكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. في أثناء ذلك اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ / 1865م) لمساندة الجيش العثماني في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة كريت، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أبلى البارودي بلاء حسنًا، وقد جرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:

أخذ الكرى بمعاقد الأجفان وهفا السرى بأعنة الفرسان
والليل منشور الذوائب ضارب فوق المتالع والربا بجران
لا تستبين العين في ظلماته إلا اشتعال أسِنَّة المران


(الكرى: النوم، هفا: أسرع، السرى: السير ليلاً، المتالع: التلال، ضارب بجران: يقصد أن الليل يعم الكون ظلامه).


بعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياور خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد ظل في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290 هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.


ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في أوكرانيا ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295 هـ / مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة.


كان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882م. بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في 3 ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا).


ظل في المنفى بمدينة كولومبو أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه. وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899م وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ


بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء. توفي البارودي في 12 ديسمبر 1904م بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل استقلال مصر وحريتها وعزتها.

[/frame]
من قصائد محمود سامي البارودي


قصيدة (وداع وطن )


مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني


فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني




عـــناءٌ ، ويــــأسٌ ، واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ


ألا ، شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ




فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها


فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني




بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ


فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ




فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا


فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــنِ




ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع ، وأســـبَــلَـــتْ


مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن




أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ ، فــعـــزنـي


وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ




ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ، ثــــم أقلــعـت


بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ




فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى


وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ




ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه


فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن




ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي ، وردني


إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ




ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ


لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني




فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ ، فربمـا


جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ




فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها


ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ




وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ


ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ




ومن شــــــــاغــــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ


وأســــلــمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ




وما المــــــــرءُ في دنـــيـاه إلا كـــســالِكٍ


مناهِـــــجَ لا تخـــلو من الســهل والحَــزْنِ




فإن تـــكـــــن الــدنيا تـــولــــت بــخـيـرها


فأهــــون بدنيا لا تــــدوم عــــــــلـى فَـنِّ!




تحــمــلــتُ خـــوفُ المَــنِّ كـــلَّ رَزِيــئـــةٍ


وحـــمـــلُ رزيا الدهــــر أحــلـى من المنِّ




وعــــاشـــــرتُ أخــداناً ، فلما بَلَــــــوتُهُمْ


تـــمـــنــيــتُ أن أبقى وحـــــيداً بلا خِـدنِ




إذا عـــــرف الــمـــــرءُ القلوبَ وما انطـوتْ


عـــليه مـن البغضاءِ - عاش على ضِــغْــنِ




يــــرى بــــصــــري مــــن لا أودُ لِـــقــاءَهُ


وتــسمـــعُ أذني مــا تــعــافُ مِن اللحــنِ




وكــيــف مُــقــامي بين أرضٍ أرى بـهــــا


من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْـــنِ




فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شـــــاك مسمعي


ورؤيـــةُ وجـــه الغـــدر حــل عُرا جَفــــني




وصــعــب عــــلى ذي اللُّبِ رئــمـانُ ذِلةٍ


يَظَلُ بها في قــــومـــــــه واهي المـــتـنِ




إذا المــــرُ لم يــــرمِ الهـــــناةَ بــمــثلـها


تــخــطى إليه الخـوف من جـانب الأمـــن




وكـن رجلاً ، إن سيمَ خَــــسْفاُ رمـتْ به


حَــــمِـــيـــتُــهُ بــيـــن الصــــوارمِ واللُّــدنِ




فلا خـــيْرَ في الــدنيا إذا المرءُ لم يعـشْ


مـــهيباُ ، تـــراه العينُ كـــالنار فـي دغْــنِ


***********



قصيدة (الهجران)



رُدواعَــــــليَّ الصِّبَا من عصري الخالي


وهـــل يعـــود سَـــــوَادُ اللِّمَّةِ البالي؟

*

ماضٍ من العـــيــــش ما لاحــــت مخايِلُهُ


فـي صـفــحة الفـــكـر إلا هاج بَلْبَالي؟

*

سَلَتْ قــلـوبٌ ، فَــقَــرتْ في مـضاجِعِها


بـعـد الحــنين وقلبي ليس بالسالي

*

لَمْ يَــدْرِ مــن بات مــسـروراً بِــــلَذتِهِ


أني بــنــار الأســى مــن هــجـره صَالي

*

يا غــاضــبـيـن عـلـيـنا ! هل إلى عِدةٍ


بالــوصـل يَــوْمٌ أُنـاغي فــيه إقبالي

*

غــبتم ، فأظلم يومي بعد فُرقَتِكم


وســــاء صُـــنــعُ اللـيالي بعد إجمالي

*

قد كــنـت أحسبُني مِنكم على ثِقَةٍ


حــتــى مُــنـِيتُ بمــا لم يَجْـرِ في بالي

*

لم أجــنِ في الحُــبِّ ذنـبـاً أستحق به


عَـــتْــبــاً ، ولـكــنـها تحريفُ أقوالي

*

ومــــن أطــاعَ رواةَ السُّــــوءِ - نَفَّرَهُ


عــــن الصــديق سمـاعُ القيل والقالِ

*

أدهــى المـصائــب غَــدْرٌ قــبــــلهُ ثِقَةٌ


وأقـــبـــح الظُّــــلم صـــــدٌّ بعد إقبالِ


****************


قصيدة (اشتياق)


هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟


يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ




قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا


حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي




حُـزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي


يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ




أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ


والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ




لافـي (( سرنديبَ )) لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ


وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي




أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا


فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي




تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً


مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ




كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ


دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ




يا (( روضة النيلِ )) ! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ


ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ




ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ


مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ




يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ


يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ




بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها


عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ




مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى


قَـومـي ، وَمَـنْـبِتُ آدابي وأعراقي




أصـبـو إلـيها على بُعْدٍ ، ويُعجبني


أنـي أعِـيـشُ بِـها في ثَوْبِ إملاقِ




وكـيـفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها


أهـلاً كِـراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي ؟




إذا تَـذَكَّـرْتُ أيـامـاً بِهِم سَلَفَتْ


تَـحَـدَّرَتْ بِـغُـرُوبِ الدمع آماقي




فَـيَـا بَـرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي


أنـي مُـقـيـمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي




وإن مَرَرْتَ عَلَى (( المِقْياسِ )) فَاهدِ لَهُ


مِـنـي تـحـيـةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ




وَأَنـتَ يـا طـائـراً يبكي على فَنَنٍ


نـفـسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ




أَذْكَـرْتَـني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ


بِـمِصْرً والحربُ لم تنهض على ساقِ




أيـامَ أسـحـبُ أذيال الصِبا مَرِحاً


فِـي فِـتْـيـةٍ لِـطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ




فَـيَـالَـهـا ذُكْرَةً ! شَبَّ الغَرَامُ بِها


نَـاراً سَـرَتْ بَـيْنَ أرداني وأَطْوَاقي




عَـصْرٌ تَوَلَّى ، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى


يَـكَـادُ يَـشْـمَلُ أحشائي بإحراقِ




وَالـمـرْءُ طَـوْعُ الـليالي في تَصَرُّفِها


لا يـمـلـكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ




عَـلَـيَّ شَـيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ


وَمَـا عَـلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِرقْراقِ




فـلا يَـعِـبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ


فَـلَـيْـسَ لـي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي




أسـلـمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ


راجٍ عَـلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي




وَهَـوَّنَ الـخـطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ


لاقٍ مِـنَ الـدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي




يـا قَـلْـبُ صَـبْراً جمِيلاً ، إنهُ قَدَرٌ


يـجـري عـلى المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ




لابُـدَّ لِـلـضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ


وَكُـلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشـراقِ


*************


قصيدة بادر الفرصة



بادرِ الفُرصةَ ، واحـــــــــــــذر فَوتها

فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُـــــــــــرص

واغـــتنم عُـــمْـــــركَ إبانَ الصِــــبا

فهو إن زادَ مع الشـــــــــيبِ نَقَصْ

إنما الدنيا خـــــــــــــــــيالٌ عارضٌ

قلَّما يبقى ، وأخـــــــــــــبارٌ تُقصْ

تارةً تَدْجو ، وطـــــــــــــوراً تنجلي

عادةُ الظِلِّ ســــــــــجا ، ثمَّ قَلَصْ

فابتدر مســـــعاك ، واعلم أنَّ من

بادرَ الصــــــــــــيدَ مع الفجرِ قنص

لن ينال المـــــــــرءُ بالعجز المنى

إنما الفوزُ لِمن هــــــــــــــمَّ فنص

يَكدحُ العاقــــــــــــــــلُ في مأمنهِ

فإذا ضــــــــــــاقَ به الأمرُ شَخَصْ

إن ذا الحاجـــــــــــــةِ مالمْ يغتربْ

عَنْ حماهُ مثْلُ طَــــــيْرٍ في قفصْ

وليكن سعـــــــــــــــيك مجداً كُلُّهُ

إن مرعى الشـــــــر مَكْرُوهٌ أَحَصْ

واتركِ الحِــــــرصَ تعِشْ في راحةٍ

قَلَّما نـــــالَ مـُــــــــنـَاهُ مَنْ حَرَصْ

قد يَضُرُّ الشـــــــــــيءُ ترجُو نَفعَهُ

رُبَّ ظَمْآنَ بِصَـــــــــــفوِ الماءِ غَصْ

مَيزِ الأشــــــــــــــياء تعرفْ قَدرها

ليستِ الغُرَّةُ مِنْ جِــــنسِ البرصْ

واجــــــــــــــــتنبْ كُلَّ غَبِيٍ مَائِقٍ

فهو كَالعَيْرِ ، إذا جَــــــــــــدَّ قَمَصْ

إنما الجاهــــــــلُ في العين قذًى

حيثما كانَ ، وفب الصـــدرِ غَصَصْ

واحذرِ النمـــــــــــــــامَ تأمنْ كَيْدَهُ

فهو كالبُرغُــــــــــوثِ إن دبَّ قرصْ

يَرْقُبُ الشَــــــــــرَّ ، فإن لاحتْ لهُ

فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلخَــــــــــــــتْلِ فَرصْ

سَاكنُ الأطــــــــــــــــرافِ ، إلا أنهُ

إن رأى منَشـــــــــبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ

واختبر من شــــــئت تَعْرِفهُ ، فما

يعرفُ الأخـــــــــلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ

هذهِ حِـــــكـــــمـــةُ كَـــــهلٍ خابرٍ

فاقتنصها ، فهي نِعْـــمَ المُقْتَنَصْ


**************


أنشودة العودة



أَبَابِلُ رَأْيَ العَيْنِ أَمْ هَذِهِ مِصْـرُ **** فَإِنِّي أَرَى فِيهَا عُيُونَاً هِيَ السِّحْـرُ


نَوَاعِسَ أَيْقَظْنَ الهَـوْى بِلَوَاحِـظٍ **** تَدِينُ لَهَا بِالفَتْكَةِ البِيضُ وَالسُّمْـرُ


فَلَيْسَ لِعَقْلٍ دُونَ سُلْطَانِـهَا حِمَىً **** وَلاَ لِفُؤَادٍ دُونَ غِشْيَانِـهَا سِتْـرُ


فَإِنْ يَكُ مُوسَى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً **** فَذَلِكَ عَصْرُ المُعْجِزَاتِ ، وَذَا عَصْرُ


فَأَيُّ فُـؤَادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَـةً **** وَمُزْنَةِ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَـا قَطْـرُ؟


بِنَفْسِي – وَإِنْ عَزَّتْ عَلَيَّ – رَبِيبَـةٌ ***** مِنَ العِينِ فِي أَجْفَانِ مُقْلَتِهَا فَتْـرُ


فَتَاةٌ يَرِفُّ البَدْرُ تَحْتَ قِنَاعِـهَا **** وَيَخْطِرُ فِي أَبْرَادِهَا الغُصُنُ النَّضْـرُ


تُرِيكَ جُمَانَ القَطْرِ فِي أُقْحُوَانَـةٍ **** مُفَلَّجَةِ الأَطْرَافِ ، قِيلَ لَـهَا ثَغْـرُ


تَدِينُ لِعَيْنَيْهَا سَوَاحِـرُ " بَابِـلٍ" **** وَتَسْكَرُ مِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهَا الخَمْـرُ


فَيَا رَبَّةَ الخِدْرِ الذِي حَـالَ دُونَـهُ **** ضَرَاغِمُ حَرْبٍ، غَابُهَا الأَسَلُ السُّمْرُ


أَمَا مِنْ وِصَـالٍ أَسْتَعِيـدُ بِأُنْسِـهِ **** نَضَارَةَ عَيْشٍ كَانَ أَفْسَدَهُ الهََجْـرُ؟


رَضِيتُ مِنَ الدُّنْـيَا بِحُبِّكِ عَالِمَـاً **** بِأَنَّ جُنُونِي فِي هَوَاكِ هُوَ الفَخْـرُ


فَلاَ تَحْسَِبي شَوْقِي فُكَاهَـةَ مَازِحٍ **** فَمَا هُوَ إلاَّ الجَمْرُ ، أَوْ دُونَهُ الجَمْـرُ


هَوَىً كَضَمِيرِ الزِنْدِ لَوْ أَنَّ مَدْمَعِي **** تَأَخَّرَ عَنْ سُقْيَاهُ لاَحْتَرَقَ الصَّـدْرُ


إِذَا مَا أَتَيْتُ الحَيَّ فَـارَتْ بِغَيْظِـهَا ***** قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آمَاقِهَا الغَـدْرُ


يَظُنُّونَ بِي شَرَّاً ، وَلَسْـتُ بِأَهْلِـهِ **** وَظَنُّ الفَتَى مِنْ غَيْـرِ بَيِّـنَةٍ وِزْرُ


وَمَاذَا عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنَّـمَ شَـاعِـرٌ **** بِقَافِيَةٍ لاَ عَيْبَ فِيهَا ، وَلاَ نُكْـرُ؟


أَفِي الحَقِّ أَنْ تَبْكِي الحَمَائِمُ شَجْوَهَا **** وَيُبْلَى فَلاَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ حُـرُّ؟


وَأَيُّ نَكِيرٍ فِي هَوَىً شَـبَّ وَقْدُهُ **** بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِـهِ الشِّعْرُ؟


فَـلاَ يَبْتَدِرْنِي بِالمَلاَمَـةِ عَـاذِلٌ **** فَإِنَّ الهَوَى فِيـهِ لِمُعْتَـذِرٍ عُـذْرُ


إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحُبِّ فَضْلٌ عَلَى النُّهَى **** لَمَا ذَلَّ حَيٌّ لِلْهَـوَى وَلَـهُ قَـدْرُ


وَكَيْفَ أَسُومُ القَلْبَ صَبْرَاً عَلَى الهَوَى وَلَمْ يَبْقَ لِيْ فِي الحُبِّ قَلْبٌ وَلاَ صَبْرُ


لِيَهْنَ الهَوَى أَنِّي خَضَعْـتُ لِحُكْمِهِ **** وَإِنْ كَانَ لِيْ فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ وَالأَمْرُ


وَإِنِّي امْرُؤٌ تَأْبَى لِيَ الضَّيْمَ صَـوْلَةٌ **** مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْـرُ


أَبِيٌّ عَلَى الحِدْثَـانِ ، لاَ يَسْتَفِزُّنِي **** عَظِيمٌ ، وَلاَ يَأْوِي إِلَى سَاحَتِي ذُعْرُ


إِذَا صُلْتُ صَالَ المَوْتُ مِنْ وَكَرَاتِـهِ **** وَإِنْ قُلْتُ أَرْخَى مِنْ أَعِنَّـتِهِ الشِّعْرُ



**************


( إِلَى اللهِ أَشْكُو )


إِلَى اللهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِـي وَجَـارَةً


تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّـبَاحِ بِإِعْـوَالِ


لَهَـا صِبْيَـةٌ لا بَـارَكَ اللهُ فِيهِـمُ


قِبَاحُ النَّوَاصِي لا يَنَمْنَ عَلَى حَـالِ


صَوَارِخُ لا يَهْـدَأْنَ إِلا مَعَ الضُّحَـا


مِنَ الشَّرِّ فِي بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ


تَرَى بَيْنَهُـمْ يَا فَـرَّقَ اللهُ بَيْنَهُـمْ


لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِـي


كَأَنَّهُـمُ مِمَّـا تَنَازَعْـنَ أَكْلُـبٌ


طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَـاءِ بِرِئْبَـالِ


فَهِجْنَ جَمِيعاً هَيْجَةً فُزِّعَـتْ لَهَـا


كِلابُ الْقُرَى مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ


فَلَمْ يَبْقَ مِنْ كَلْبٍ عَقُـورٍ وَكَلْبَـةٍ


مِنَ الْحَيِّ إِلا جَاءَ بِالْعَـمِّ وَالْخَـالِ


وَفُزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْـلُ فَانْبَـرَتْ


تُجَاوِبُ بَعْضَاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَـالِ


فَقَامَتْ رِجَالُ الْحَيِّ تَحْسَبُ أَنَّهَـا


أُصِيبَتْ بِجَيْشٍ ذِي غَوَارِبَ ذَيَّـالِ


فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً وَمِنْ قَابِضٍ عَصَاً


وَمِنْ فَزعٍ يَتْلُو الْكِتَـابَ بِإِهْـلالِ


وَمِنْ صِبْيَةٍ رِيعَتْ لِـذَاكَ وَنِسْـوَةٍ


قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْـنَ بِالْوَالِـي


فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّـرَاً


عَلَى مَا أُقَاسِيهِ وَخُذْهُـمْ بِزَلْـزَالِ



 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

شكرًا لك أخى أحمد
اختيار رائع لشاعر السيف والقلم
جزاك ربى خيرًا
وجزاك جنات النعيم
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

إيليا أبو ماضي شاعر التفاؤل


poet-489.jpg



[frame="1 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
****

إيليا أبو ماضي شاعر التفاؤل


اسمه إيليا ضاهر أبو ماضي أحد شعراء المهجر المشهورين

لمع اسمه بين كل من جبران وميخائيل نعيمه
اشتهر شعره بصبغة من التفاؤل والبهجة والإقبال على الحياة
هذا فيما عدا قصيدته "الطلاسم" التي غلب عليها الإحباط

كان إيليا غزير الإنتاج فقد خلف ورائه العديد من الدواوين الشعرية

التي تزخر بالمشاعر الإنسانية الرقيقة وتعليتها
وكانت لكل فترة من فترات حياته الكثير من الإبداعات الشعرية الخاصة بها
وذلك ابتداء من لبنان مروراً بمصر وانتهاء بأمريكا.

النشأة

**
ولد إيليا في عام 1889م في بلدة المحيدثة – المتن الشمالي بلبنان
نشا أبو ماضي في عائلة متواضعة الحال
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة المحيدثة
وعندما ضاق الحال بإيليا في لبنان قرر الانتقال إلي مصر عام 1902
وذلك من أجل العمل بتجارة التبغ مع عمه

وفي مصر التقى إيليا مع أنطوان الجميل والذي دعاه من أجل الكتابة في مجلة ( الزهور)

هذه المجلة التي قام أنطوان بإنشائها مع أمين تقي الدين
وبالفعل قبل إيليا هذه الدعوة وقام بنشر أولى قصائده بالمجلة
وتوالت بعد ذلك أعماله المنشورة بها.

اتجاهه نحو الشعر والأدب


***

اتجه إيليا نحو الشعر والأدب فبعد أن نجحت تجربته في مجلة الزهور في نشر قصائده
قام بتجميع مجموعة من شعره في ديوان أطلق عليه لقب(تذكار الماضي)
وقد صدر هذا الديوان في عام 1911م عن المطبعة المصرية
وكان حينها في الثانية والعشرون من عمره

اتجه أبو ماضي بعد ذلك إلى نظم الشعر في المجال الوطني والسياسي

مما جعله مطارداً من السلطات، فأضطر للهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912م
فاستقر أولاً بولاية أوهايو فأقام بها أربع سنوات وعمل هناك بالتجارة
ثم انتقل إلي نيويورك وفي بروكلين شارك في تأسيس الرابطة القلمية
مع كل من جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.

وفي أمريكا أتقن إيليا الإنجليزية الأمر الذي مكنه من الإطلاع على الأدب الغربي

فقرأ معظم دواوين شعراء الغرب، وثقافات أخرى جديدة
كما عمل على ترجمة عدد من الروايات الأجنبية إلى العربية
هذا بالإضافة لإطلاعه على دواوين كبار الشعراء العرب
مثل المتنبي وأبو نواس وغيرهم.

قام بإصدار مجلة (السمير) عام 1929م

والتي تضمنت أدب إيليا، وتعتبر مصدر من مصادر أدب المهجر
حيث قام معظم شعراء أدب المهجر بنشر أعمالهم الأدبية والشعرية بها
وقد استمر صدور أعداد هذه المجلة حتى وفاة الشاعر عام 1957م.

كان شعر إيليا يتضمن الكثير من المعاني الإنسانية الرائعة

وكان من الشعراء الذين تفرغوا للأدب والصحافة
ولقد تأثر إيليا في اتجاهه الشعري كثيراً بمدرسة جبران خليل جبران
وعمل على تطوير الشعر كثيراً فأصبح شاعراً مجدداً
تمكن من تقريب الشعر من لغة الحياة
ولقد وجد إيليا لنفسه العديد من المعجبين لأسلوبه الشعري.

أعماله الأدبية

**
من أعماله الأدبية
نذكر: تذكار الماضي، إيليا أبو ماضي
الجداول، الخمائل، تبر وتراب، وغيرها من الأعمال الأخرى
توفي إيليا عام 1957م بعد أن ترك رصيداً كبيراً من الأشعار الرائعة.
[/frame]



من أشعاره
**

قصيدة الطلاسم
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدرى

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

هل أنا حر طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود

أتمنى أنني أدرى ولكن

لست أدرى

وطريقي ما طريقي أطويل أم قصير

هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور

أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير

أم كلانا واقف والدهر يجري

لست أدرى

ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين

أتراني كنت ادري أنني فيه دفين

وبأني سوف أبدو وبأني سأكون

أم تراني كنت لا أدرى شيئاً

لست أدرى

أتراني قبلما أصبحت إنساناً سوياً

أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا

ألهذا اللغو حلٌ أم سيبقى أبديا

لست أدري.. ولماذا لست أدري؟

لست أدري

*************

فلـــــــســـفة الحـــــــــــيــــــاة

أي هذا الشاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلا..

إن شر الجناة في الأرض نفس

تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..

وترى الشوك في الورود وتعمى

أن ترى فوقها الندى إكليلا..

هو عب‏ء على الحياة ثقيل

من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..

والذي نفسه بغير جمال

لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..

فتمتع بالصبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا..

أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلا ترى الوجود جميلا..

*****************

التينة الحمقاء

وتينة غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة *** قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر

بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني***عندي الجمــال وغيري عنده النـــظــر

لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا***فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــر

لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر***وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــر

أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي***فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــر

ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة***أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــر

عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه***فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر

وظلت التينـــــة الحمـــــــقاء عـــــــاريةً***كــأنهــا وتـــدفي الأرض أو حــــجـــــر

ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها***فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر

من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به***فإنه أحـــمــــق بالــــحــــرص ينتــحـــر

*****************
قصيدة (الغبطة)


أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ

* * *

أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

***************************

قصيدة خطب فلسطين

...........................

ديار السلام وأرض الهنا
يشف على الكل أن تحزنا
فخطب فلسطين خطب العلى
وما كان رزء العلى هينا
سهرنا له فكأن السيوف
تحز بأكبادنا ههنا
وكيف يزور الكرى أعينا
ترى حولها للردى أعينا
وكيف تطيب الحياة لقوم
تسد عليهم دروب المنى
بلادهم عرضة للضياع
وأمتهم عرضة للفنا
يريد اليهود بأن يصلبوها
وتأبى فلسطين أن تذعنا
وتأبى المروءة في أهلها
وتأبى السيوف وتأبى القنا
أأرض الخيال وآياته
وذات الجلال وذات السنا
تصير لغوغائهم مسرحاً
وتغدو لشذاذهم مكمنا
بنفسي "أردنها" السلسبيل
ومن جاوروا ذلك الأردنا
لقد دافعوا أمس دون الحمى
فكانت حروبهم حربنا
وجادوا بكل الذي عندهم
ونحن سنبذل ما عندنا
فقل لليهود وأشياعهم
لقد خدعتكم بروق المنى
ألا ليت بلفور أعطاكم
بلاداً له لا بلاداً لنا
فلندن أرحب من "قدسنا"
وأنتم أحب إلى "لندنا"
أيسلب قومكم رشدهم
ويدعوه قومكم محسنا
ويدفع للموت بالأبرياء
ويحسبه معشراً ديِّنا
ويا عجباً لكم توغرون على
العرب "التايمز والهدسنا"
وترمونهم بقبيح الكلام
وكانوا أحق بضافي التنا
وكل خطيئاتهم أنهم يقولون
لا تسرقوا بيتنا
فليست فلسطين أرضاً مشاعاً
فتعطى لمن شاء أن يسكنا
فإن تطلبوها بسمر القنا
نردكم بطوال القنا
ففي العربي صفات الأنام
سوى أن يخاف أو يجبنا
وإن تهجروها فذلك أولى
فإن فلسطين ملك لنا
وكانت لأجدادنا قبلنا
وتبقى لأحفادنا بعدنا
وإن لكم بسواها غنى
وليس لنا بسواها غنى
فلا تحسبوها لكم موطناً
فلم تك يوماً لكم موطنا
نصحناكم فارعووا وانبذوا
بليفور ذلك الأرعنا
فإنّا سنجعل من أرضها
لنا وطناً ولكم مدفنا
كيف لا يبقى ويطغى آمر
يتقي أشجعكم أن ينظره
ما استحال الهر ليثاّ
إنما أسد الآجام صارت هرره
وإذا الليث وهت أظفاره
أنشب السنور فيه ظفره
مهبط الوحي مطلع الأنبياء
كيف أمسيت مهبط الأرزاء
ما كفتنا مظالم الترك حتى
زحفوا كالجراد أو كالوباء
طردوا من ربوعهم فأرادوا
طردنا من ربوعنا الحسناء
ضيم أحرارنا وريع حمانا
وصمتنا والصمت للجبناء
زعم الخائنون أنا بما نبغيه
نبقى الوصول للعنقاء
سوف يدرون إنما العرب قوم
لا يبالون غير رب السماء
يوم لا تنبت السهول سوى الجند
وغير الأسنة السمراء
يوم تمشي على جبال من الأشلاء
تمشي في أبحر من دماء
يوم يستشعر المراؤون منا
إنما الخاسرون أهل الرياء


***********

الطين


نسي الطينُ ساعةأنه طيـــــــن حقيرٌفصالَ تيهاً وعربـــــــــــدْ

وكسا الخز َجسمهُ فتباهــــــــىَ وحوَى المالَ كيسُهُ فتمــــــردْ

يأخي لا تملْ بوجهك عنـــــــي ما أنا فحمةٌ ولا أنت َ فرقــــدْ

أنتَ لم تصنع الحرير الـــذي تلبسُ واللؤلؤ الذي تتقلـّــــــــدْ

أنتَ لاتأكلُ النُّضـار اذا جعــت ولا تشرب الجمان المنضّـــــُدْ

أنت في البردةِ الموّشاةِ مثلــــي في كسائي الرّديم تشقى وتسعدْ

لك في عالم النّهار أمانـــــــــي ورؤى والظلام فوقك ممتــــدْ

ولقلبي كما لقلبكَ أحــــــــــــلامٌ حسانٌ فإنه غير جلــــــــــمـدْ

أأمانيَّ كلها من تـــــــــــــــرابٍ وأمانيك كلّها من عسجـــــــدْ ؟

وأمانيَّ كلها للتلاشــــــــــــــــي وأمانيك للخلود المؤكــــَّـــــدْ ؟

لا فهذي وتلك تأتي وتمضــــــي كذوبها وأىّ شي يؤبـــــَّـــــــدْ ؟

أيها المزدهي اذا مسك السقـــــم ألا تشتكي ؟ ألا تتنهـــــــــــدْ ؟

وان راعك الحبيبُ بهجـــــــــــرٍ ودعتك الذكرى ألا تـتوجــدْ ؟

أنت مثلي يهش ّ وجهك للنَّعمـــى وفي حالة المصيبة يكمــــــدْ

أدموعي خلَّ ودمعك شهــــــــــٌــد وبكائي ذلَّ ونوحك ســـــؤدد ؟

قمرّ َواحد يطل علينــــــــــــــــا وعلى الكوخ والبناء المــــــــوطـدْ

النجومُ التي تراها أرهـــــــــــــــا حين تخفى وحين تتوقــــــــدْ


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء


81264043.jpg

بدر شاكر السياب
[frame="1 80"]

ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي أُغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة.

والده: شاكر بن عبدالجبار بن مرزوق السياب، ولد في قرية (بكيع) وأكمل دراسته في المدرسة الرشيدية في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني، زاول التجارة والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده (د. عبدالله وبدر ومصطفي).


والدته: هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب، توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه اخوان أصغر منه، فتزوج أبوه امرأة أخري.


قريته : هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها آنذاك علي (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلي)، تحدثنا كتب التاريخ علي أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن، الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب) فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها أنهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتي أخريات حياته تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم... ويسجل بعض أجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة : الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي أسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، أبرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الأديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين...


نهر بويب : تنتشر في أبي الخصيب أنهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب وتتفرع إلي أنهار صغيرة... منها (نهر بويب) ، النهر الذي ذكره الشاعر كثيراً في قصائده... هذا النهر الذي كان في الأصل وسيلة اروائية بساتين النخيل، يبعد عن شط العرب أكثر من كيلومتر واحد، والذي لا ينبع منه بل يأخذ مياهه من نهر آخر اسمه (بكيع) بتصغير كلمة (بقعه )، يتفرع إلي فرعين أ حدهما نهر بويب، أما الآن فهو مجري عادي صغير جفّت مياهه وغطّي النهر نباتات (الحلفاء) وبعض الحشائش. وفي السابق كان علي جانبيه أشجار الخوخ والمشمش والعنب، وكان بدر يحب أن يلعب في ماء بويب ويحلو له أن يلتقط المحار منه ويجلس علي نخلة ينظر الماء المنساب..


وفي لقاء مع (عبدالمجيد السياب) عم الشاعر قال...: (كنت أعرف مكان السياب علي النهر (نهر بويب) من الأوراق... إذ كان عندما يكتب يمزق كثيراً من الأوراق ويرميها في النهر فأهتدي بها إليه...). وعن سر اهتمام السياب بـ (بويب) قال السيد عبد المجيد..في نهاية الأربعينيات قرأت قصيدة لبابلو نيرودا يتحدث عن نهر لا أذكر اسمه وكان السياب قريب مني، فقرأ القصيدة واعتقد أنه تأثر بها فكتب قصيدته (بويب)..).


منزل الأقنان: قال أحمد عبدالعزيز السياب..: (إن دار السياب قد قسمت إلي قسمين... دار جدي... ومنزل الأقتان الذي خلّده كثيراً في شعره، يبعد هذا المنزل عشرين متراً عن الدار الحقيقية وهو بيت فلاحي جد بدر الذين استغلتهم عائلة السياب، وهو بيت واسع قديم مهجور كان يدعي (كوت المراجيح) وكان هذا البيت في العهد العثماني مأوي عبيد (أسرة السياب) وكان الشعر بدر قد جعل من منزل الأقتان في أيام طفولته مقر الجريدة كان يخطّها ويصدرها الشاعر بإسم (جيكور) يتناقلها صبيان القرية ثم تعود في ختام قراءتها من قبل أصدقاء بدر ليلصقها الشاعر علي حائط منزل الأقتان.


بعض من ارتبط بهن وأحبهنّ: ولابد من ذكر من ارتبط بهن وأحبهن...:

ـ كانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت أكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقة) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر. كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل أن وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب أن يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعدأ ن أنهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وأن له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فكان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط.

ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية أخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالألباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي أ حبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها أن تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد أعرضت عن كل الذين خطبوها.


وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا أفلاطونيا ارتفع حب الخيال حتي جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا أن تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه.


وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية


كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من أخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف الشاعر علي صديقة بلجيكية، اسمها (لوك لوران) وقد وعدته أن تزور قريته جيكور فكتب قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية....


زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد أنجبت منه غيداء وغيلان وآلاء، ولمّا أصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه أياما قاسية. تقول عنها زوجته السيدة اقبال...: (عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة).

تقول عن كيفية زواجها منه...: لم أتعرف عليه بمعني الكلمة (التعارف والحب واللقاء) إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث أن أختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران (يونيو) 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد

كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر صراعه، كما يجب أن يعيش الشاعر، ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ كان جسده الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي علي الأرض ظلا لشدة شفافيته.

[/frame]

للسياب آثار مطبوعة هي:
أزهار ذابلة (شعر)، أساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الأسلحة والأطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، أنشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الأقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة).



أما آثاره المخطوطة فهي:
زئير العاصفة (شعر)، قلب آسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والأدبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الآداب... شعره الأخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الأخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل.




 
التعديل الأخير:

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

جزاك الله خيرا أختي ابنة اليم
 

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الشاعر أبو نواس

[frame="4 90"]
أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولد في الأحواز من بلاد عربستان جنوب غربي إيران الحالية سنة ( 145هـ / 762م ) لأب دمشقي حكمي وأمٍ فارسية الأصل واسمها جلبان ( بضم الجيم)، والمرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في دمشق. ذكر أن أباه أباه عربي النسب من عشيرة طيء من بني سعد كما ذكر في كتب التاريخ ، وأن جده كان مولى للجراح بن عبد الله الحكمي أمير خراسان فنسب إليه، وذكر ابن عساكر أن أباه كان من أهل دمشق حكمي النسب .

مولده : هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولد في الأحواز من بلاد عربستان جنوب غربي إيران الحالية سنة ( 145هـ / 762م ) لأب دمشقي حكمي وأمٍ فارسية الأصل واسمها جلبان ( بضم الجيم)، والمرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في دمشق. ذكر أن أباه أباه عربي النسب من عشيرة طيء من بني سعد كما ذكر في كتب التاريخ ، وأن جده كان مولى للجراح بن عبد الله الحكمي أمير خراسان فنسب إليه، وذكر ابن عساكر أن أباه كان من أهل دمشق حكمي النسب .
حياته : بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، انتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة ، والطفل أبو نواس في الثانية من عمرهِ، وقيل في السادسة، وما لبث أن مات أبوهُ، فأسلمته أمه إلى الكتاب ، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيراً ، يبري عيدان الطيب.
توفي والده فانتقلت به أمه من الأحواز إلى البصرة في العراق ، وهو في السادسة من عمره ، وعندما أيفع وجهتهُ إلى العمل في حانوت عطار وحين آلت الخلافة إلى بني العباس ، ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة، ولم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة والتهتك، فعني به والبة أي عناية، إذ عمل على تأديبهِ و تخريجهِ. وصحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس وحماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة وتلقى العلم على يد علمائها أدباً وشعراً.
و عندما توفي والبة تلقفه شيخ من شيوخ اللغة والأدب والشعر، هو خلف الأحمر، فأخذ عنه كثيراً من علمهِ وأدبه، وكان له منه زاد ثقافي كبير حتى أنه لم يسمح له بقول الشعر حتى يحفظ جملة صالحة من أشعار العرب و يقال:إن أبا نواس كلما أعلن عن حفظه لما كلفه به، كان خلف يطلب إليه نسيانها، و في هذا لون رفيع من ألوان التعليم، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشىء في ربقة من سبقه من الشعراء المتقدمين و قد روي عن أبي نواس قوله :" ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء و ليلى الأخيلية فما ظنكم بالرجال؟"
و ما كاد أبو نواس يبلغ الثلاثين ، حتى ملك ناصية اللغة والأدب، وأطل على العلوم الإسلامية المختلفة، من فقه و حديث ، و معرفة بأحكام القرآن ، وبصر بناسخه و منسوخه ومحكمه ومتشابهه، و ما أن تم لابن هاني هذا القدر من المعرفة حتى طمح ببصره إلى بغداد ، عاصمة الخلافة، ومحط آمال الشعراء. ولكن نظرة سريعة في ديوانه تجد غلبة الخمر عليه ، للحد الذي جعله يفضلها على كل شيء.
ولم يقتصر طلبه العلم على الشعر والأدب بل كان يدرس الفقه والحديث والتفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظٍ ونظرٍ ومعرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه."
وفي البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ وغناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. وقد قصد أبو نواسٍ بغداد وامتدح هارون الرشيد ونال مكانةً مرموقةً لديه ، ولكنه ـ أي هارون الرشيد ـ كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون. وقد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم ومدحهم. ولعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.
ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط ، عاصمتها يومذاك ، واتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته وغمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة.
توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه ويُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ ومجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. وفي نطاق الصراع بين ابني الرشيد ، الأمين والمأمون ، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنهِ. وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.
وفاتهلم يلبث أبو نواسٍ أن توفي في عام ( 199هـ / 813م )، قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد اختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد اختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمهُ تخلصاً من سلاطة لسانهِ. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، إن الشاعر أبو نواس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.
أسلوبه: أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر اللذين اتخذهما مثالاً له. و قد حذا بنوع خاص حذو معاصره حسين بن الضحاك الباهلي الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه و بين أبي نواس فوارق روحية.
• أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.
• أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة و حزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكفل في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.
• أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية و التبذل
ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.



ديوانه : لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338هجري (946م) جمعه في عشرة فصول, و حمزة بن الحسن الأصفهاني ، ونسخة هذا الأخير أكثر سعة, وأقل تحقيقا ، وقد جمعها المهلهل بن يموت بن مزرد الذي كان على قيد الحياة حوالي عام 332هجري (943م) برسالة عنوانها "سرقات أبي نواس"



[/frame]
من قصائد أبى نواس

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي
ذكرٍ لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة
ً كأنَّما أخذُها بالعينِ إعفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشا لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ


****************




وهذة بعض طرائف ابو نواس


قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم

قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس

فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : احمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

شكرًا لك أخى أحمد على مساهماتك الطيبة فى هذا الموضوع
جعله الله فى ميزان حسناتك
وجزاك ربى خير الجزاء
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء


62.gif




شخصيتنا اليوم عن الشاعر الرومانسى ابراهيم ناجى


106.jpg









[frame="2 80"]ولد الشاعر ابراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898

وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922
وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.


وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي
كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.


بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية
وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب
استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .


وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية

ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .

وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر
وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي
وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير
وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.


واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً
ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه
وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة
حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.


وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: ابراهيم ناجي للشاعر صالح جودت
وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .

ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال

ومن دواوينه الشعرية :

وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها .
كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.




[/frame]

قصيدة الأطلال
وهي تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته في ألفاظ غاية في العذوبة والسلاسة


يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى

اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.............. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى

وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى




يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .............. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا

وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. .............. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .................... لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا

وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ................ كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا





يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .............. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ

مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .............. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ.............. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي.............. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ






لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .............. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ

وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ........................ مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ


آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .......... شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ

يَظْمَاُ السَّاري لَهُ ................ أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ




لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .............. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ

أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي ................... وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ................... نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ

نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ............. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ





أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .............. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ

وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ................ وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ ..................... وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى.............. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ






ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .................. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا

صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ................... أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً........... وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا

وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ................ وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى





كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى ................. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي

وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ................. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ.................... يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .................. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ






أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ............... فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ

وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً................ ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى.............سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ.................. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ






أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ................... فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى

وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ....................... وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.................... وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.................. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا






قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي.................... تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ

وَسَمَعْنَا صَرْخَةً في رَعْدِهَا..................... سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا........................... وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ

حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ.............. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ





يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ.............. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ

كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا.................. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ................. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا.............. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ






أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا............. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى

فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً.................... قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا.............. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي................ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا






وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا.............. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا

يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ........................ أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ............................. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى.............. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا






يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ.................... طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي

لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ........................ وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي................. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي ................. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ






قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ...................... مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا

أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ..................... أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ................... لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي ........... ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا






أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ

آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ






وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا................. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا

هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ....................... خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا....................... مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي............ وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا






لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً..................... قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى

وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ........................ سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ................أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا................... وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا






قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً................ خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ

وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى.............. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي.............. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي.................... وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ






كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا................... ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي

وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى.............. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا.................. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ................... وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ






قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا.............عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا

وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ.................... تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً..................... وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ.................... لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً






لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا.............. سَاعَةً في العُمُرِ

تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ............. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ.................... وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ................. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ



هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ............. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ.............إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ






أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو.................... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو

وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ................... جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى.................... .وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ............. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ






هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ......................الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ

فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ..................... .ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي............. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ................. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ






أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا..................... هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي

هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ............... أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني.............. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي






جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا.................. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ

أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو..............لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ



يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ.............جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ..............ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ................تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ






يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ................. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ

أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ.............. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ.......................... فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر.................. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ





يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ.............. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ

رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا..................... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ....................... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ................... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء






يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ....................... رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ

وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى.............. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا................... لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً................ لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ






هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ...................... أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ

اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..............غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ................ وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى ........... طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ






وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ...................... وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا

فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ................... مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى ............ وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ................عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا




 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع