إعلانات المنتدى


*|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

عودة إلى هذا الموضوع
بعد فترة انقطاع بسبب الأحداث الجارية في وطننا العربي




أدونيس
ds-AdonisMeditating2.jpg


[frame="13 85"]
اسمه علي أحمد سعيد إسبر, و (أدونيس) هو لقب اتخذه منذ 1948. ولد عام 1930 لأسرة فلاحية فقيرة في قرية (قصابين) من محافظة اللاذقية. لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة, لكنه حفظ القرآن على يد أبيه, كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى.
في ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام رئيس الجمهورية السورية حينذاك, والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب, فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في (طرطوس); فقطع مراحل الدراسة قفزًا, وتخرج من الجامعة مجازًا في الفلسفة.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معًا مجلة (شعر) في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة (مواقف) بين عامي 1969 و 1994. درّس في الجامعة اللبنانية, ونال دكتوراه الدولة في الأدب عام 1973, وأثارت أطروحته (الثابت والمتحول) سجالاً طويلاً.

بدءًا من عام 1981, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عددًا من الجوائز اللبنانية والعالمية وألقاب التكريم. وترجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة .

غادر بيروت في 1985 متوجها ري باريس بسبب ظروف الحرب.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسيل.
ثم جائزة التاج الذهبي للشعر مقدونيا- أكتوبر 97
[/frame]

ومن أشعاره

سلام
لوجوهٍ تسير في وحدة الصحراء للشرق يلبس
العشب والنارَ سلامٌ للأرض يغسلها البحر
سلامٌ لحبّها... عُرُيكَ الصاعقُ أُعطَى أمطاره
يتعاطانيَ رعدٌ في نهديَ
اختمرَ الوقت تَقدَّمْ هذا دمي أَلقُ الشرق اغترفْني
وغِبْ
أضِعْني لفخذيك الدويّ البرق اغترفني تبطّنْ جسدَي
ناريَ التوجّه والكوكب جرحي هدايةٌ أتهجَّى...
أتهجَّى نجمةً أرسمُها
هاربًا من وطني في وطني
أتهجَّى نجمة يرسمها
في خطى أيامه المنهزمه
يا رماد الكلمه
هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?




لغة المسافر
أمسِ تحت المحاجر سافرتُ تحت الغُبارْ
فسمعتُ صدانا
وسمعتُ انهيارَ الحدودْ
ورجعتُ, وقيل نسيتُ هنالكَ,
مِن دهشةٍ, خُطواتي
خطواتي? بلَى وَكأنّي أراها
حُرَّةً تَتنقَّل بين الشرايين بين الرّئاتِ
وتطوف الحنايا وتنقادُ
مذهولةً أو تحارْ
في ثنايا الخواصر في الجلْد
في هُوّةٍ لا تراها
وكأني أراها
بعد هذا تعودْ.
ستمرّ, ولن تلمحوا, خُطواتي
بيننا لغةٌ للمسافة يجهل ألفاظها سوانا .



 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته













subject121-254.gif

علي أحمد باكثير


[frame="3 98"]
عاش علي أحمد باكثير (1910 ـ 1969م) زاهداً في الأضواء، قليل الكلام عن نفسه، تاركاً أعماله وحدها تتحدث عنه.
وقد ولد في أندونيسيا لأبوين عربيين من حضر موت ثم غادرها سنة 1932 بعد فجيعته بوفاة زوجته الشابة التي ظل يبكيها طوال عمره حيث أقام عاماً في عدن وعاماً آخر في الحجاز
ثم هاجر نهائياً إلى مصر سنة 1934م ودرس بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد الأول، وتخرج فيها سنة 1939م.
ولمع نجمه في مصر في هذه الفترة ونسبت إليه ريادة الشعر الحر بعد ترجمته لمسرحية روميو وجوليت سنة 1936م،
ثم تصدرت أعماله المواسم المسرحية في مصر منذ منتصف الأربعينات وأصبح علمًا من أعلام الأدب العربي المسرحي
وظهر بعد رواية (واإسلاماه) و (والثائر الأحمر ) رائدًا للاتجاه الإسلامي في الرواية التاريخية العربية.
الحقيقة أن شعر باكثير في حضر موت خير معين لمن أراد أن يدرس تكوينه الثقافي الأول ويتعرف على قراءاته الموغلة في التراث وأعماق التاريخ .
فالقصائد تزخر بذكر عشرات الأعلام والمؤلفات والحوادث التاريخية والسير الأدبية والشواهد .ولم يكن الشاعر في هذا يستعرض ثقافته أو يقحمها على شعره
بل كانت تفرض نفسها عليه في الأماكن المناسبة. فقد كان يترك نفسه على سجيتها فما أن ينطلق في نظم الشعر حتى تنهال عليه المعاني والشواهد مما استوعبته ذاكراته من دواوين وكتب الأقدمين فيدعو بعضها بعضاً.

من النادر أن تجتمع كل هذه الخلال والأحداث والرحلات والأفكار وثراء النتاج الأدبي ، والشجن والقيم والروعة ، في شخصية أديب وحياته كما اجتمعت في الأديب الكبير الراحل علي أحمد باكثير ( رحمه الله )
وأي دراسة تتناول جوانب من حياته وفكره وكتاباته الثرية والممتعة سوف تجد مادتها الغنية عبر نتاجًا أدبيًا غنيًا
وحياة حافلة ، وشجون ثائرة ، ولا نقول ذلك مبالغة وإعجابًا بالأديب الكبير ،
بل لأن عشرات البراهين تجتمع لتؤكد أنه الأديب الفذ صاحب القيم الرفيعة والأخلاق السامية ، وصاحب الريادة في مجالات عديدة من مجالات الأدب والفن ، فمن هو باكثير ؟
• هو رائد من رواد النهضة المسرحية المعاصرة .
• وهو رائد المسرح السياسي في الوطن العربي والإسلامي .
• وهو من عبر في أدبه عن قيم العروبة والإسلام الخالدة .
• وهو الذي اجتمعت لديه ألوان الثقافات من عربية وإنجليزية وفرنسية .
• وهو صاحب الأخلاق النادرة الطيبة ، والتي جذبت له عشرات الأصدقاء .
• وهو الأديب النابغة الذي أجاد في جميع فنون القول ، فكتب المسرحية النثرية ، والمسرحية الشعرية ،والأوبرا ، والرواية ، والمقال ، والشعر المرسل ، والشعر العمودي .
• وهو رائد الشعر العمودي بشهادة الشاعر بدر شاكر السياب نفسه
• وهو صاحب الإنتاج الوفير والخصب ، فكان يكتب يوميًا أكثر من عشر ساعات حتى أصيب في فقرات ظهره ،
وكان يكتب بقلم رديء حتى يتقن كتابته ، و لاتنهمر معه الأفكار فتمنعه من التدقيق الشديد ،
وكان أحيانا يقضي الساعات قلقا بسبب كلمة يريد اختيارها بدقة .
• وهو صاحب الجوائز العديدة فما أشترك في مسابقة إلا وفاز بها .
• وهو الحضرموتي الإندونيسي الحجازي المصري العربي المسلم .
• وهو من زرع البلاد العربية طولاً وعرضًا ، وكانت آخر رحلاته لقطاع غزة بفلسطين قبيل هزيمة 1967م بقليل ،
ووصفه أحد مرافقيه بأنه كان أقل الجميع مرحًا في تلك الرحلة ، بل غلبت عليه الكآبة ، بل لعله كان الحمامة الحزينة في ذلك السرب لأن شعورا تملكه بأن هذه الأرض ستفلت من بين أيدينا في وقت قريب ، فقال لرفاقه في هذه الرحلة : " إني أري البقية الباقية من فلسطين ستضيع ما دمنا علي هذا الحال " وقد صدق حدسه ( رحمه الله ) .
• وكما كان رائد القضية الفلسطينية في الأدب العربي ، فقد ساهم في جميع قضايا العروبة والتحرر من الاستعمار الدخيل .
• وهو المثقف الأديب صاحب الرؤية النافذة والبصيرة الثاقبة ، فأستشرف في أدبه أفاق المستقبل ، فكان أول من تنبأ بكارثة فلسطين سنة 1948م في مسرحيته " شيلوك الجديد " والتي كتبها عام 1945 م ،
كما تنبأ بكارثة 1967م في أحاديثه الخاصة مع أصدقائه ، كما تنبأ بالزحف الشيوعي في روايته " الثأر الأحمر " ، كما استشرف أسلوب المقاطعة الاقتصادية ، كما تنبأ ( ونسأل الله تعالي ألا تتحقق هذه النبوءة أبدًا ) بهدم المسجد الأقصى .
• وهو الأديب المظلوم والذي تمسك بالأدب المعبر عن وطنيته وعروبته وإسلامه ، فغلقت في وجهه المسارح والمنابر الأدبية
وهاجموه وأساءوا إليه أبلغ الإساءات حتى كان في نهاية حياته في غاية الحزن والألم .

كما كان يحث الشعوب العربية على الوحدة ونسيان أية خلافات ونشر الحب بين العرب والمسلمين كأول طريق للوحدة

ثقافة واسعة
كان علي أحمد باكثير على علم وثقافة واسعة وأصيلة وقد قام برحلات عديدة وشارك في كثير من المؤتمرات والوفود والأنشطة
وظل على الدوام وفيًا لمبادئه وثقافته، وكانت الصبغة الدينية والخلقية تظلل كل أعماله الأدبية مع عدم التفريط في المهارة الفنية
وكان حريصًا على استهلال جميع أعماله من قصص ومسرحيات بآيات من القرآن الكريم
ذلك بالإضافة إلى أنه كان كثيرًا ما يقتبس من آيات وألفاظ القرآن الكريم في شعره

وجسد علي أحمد باكثير أيضًا من خلال شعره سمو الشعائر الإسلامية ودورها في ترقية المسلم والمجتمع الإسلامي
[/frame]











ومن أشعاره:

يا ويح قلبي بجنبي لا هدوء له
يجيش بالهم كالبركان بالحمم
يئن من ثقل الآمال تبهظه
إن الهموم رسالات من الهمم
أرنو إلى (يعرب) والدهر يعرضها
رواية البؤس بعد العز والنعم
تقاسمتها شعوب الغرب تدفعها
إلى المهالك سَوْق الشاء والنعم
وأرمق الدين والأعداء توسعه
فتكا يضاف إلى أدوائه القسم
يكاد في داره ظهر النهار على
مرأى العمائم من أهليه والحمم

***



كأنما امتلأت بالغيظ فانطلقت
تنفسا عن شواظ منه محتدم
انبت (ويخلق ما لا تعلمون) بها
وغيرها من بنات العلم من قدم

ومن شعر باكثير في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

واعمد إلى الروضة الغنا فحيَّ بها
خير الخلائق من عرب ومن عجم
قل السلام على فخر الوجود، على
خير النبيين، طه المفرد العلم
واستجل سيرته قدام روضته
تر الكمال بلا زيغ ولا وهم
هناك حيث يقوم الشوق في خجل
لدى الجلال جلال المجد والكرم
تبدي ولوعك؟ أم تذري دموعك ؟ أم
تهفو ضلوعك للآيات والعظم
وما تبث من الأشواق في حرم
يصاب فيه بليغ القول بالبكم
كان الرسول هنا يلقي نصائحه
فيطربون لها أشجى من النغم
وكان يقضي هنا بين الورى حكما
أكرِم بأحمد من قاض ومن حكم

***


يرى “الطهارة” من أسمى شعائره
لا يقبل الله نسك الأغبر الدسم
وفي “الصلاة” مناجاة تطهر من
نفس المصلي وتؤويها لدى البهم
وفي “الزكاة” دواء لا مثيل له
لكشف ما حاق بالدنيا من الإزم
أما “الصيام” فترويض النفوس على
حمل الشدائد في صبر بلا برم
و”الحج” مؤتمر المسلمين به
تنمو قواهم ليضحوا قادة الأمم
وكم به من دروس جد نافعة
لو أن آذانهم خلو من الصمم

***


وشعر باكثير بالأزمة التي يمر بها العرب في حين أن الغرب يسارع نحو التقدم

يا رب رحماك إن الغرب منتبه
والشرق مشتغل بالنوم والسأم

***


وما الحياة بلا حب سوى جفف
عن فطرة الله أو ضرب من العدم
فما وقوفك مشدوها تردد ما
بين النكوص على الأعقاب والقذم؟
حيث الجموع خشوع يلجؤون إلى
مولاهم بدموع التوب والندم
وشاهدت عيناك ذي البطحاء زاخرة
بالذكريات لطه سيد الأمم
فاجمع متاعك واركب ظهر سابحة
هوناً تسير بلا رحل ولا لجم
تجري فتبصر بالأشياء مدبرة
كأن منهزما في اثر منهزم





 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء


أنوّه إلى أن هذه المواضيع منقولة من مصادر أدبية شتّى موثوق بها
ومن يستطع الإضافة فليتفضّل على ألاّ تكون المشاركة متكرّرة
 
التعديل الأخير:

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبو الفضل الوليد
1303 - 1360 هـ / 1886 - 1941 م
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن ط
عمة




[frame="8 10"]
شاعر الرِقة والسهل الممتنع صاحب موسقى هادئة ونغمة مرهفة ولفظة مدقنة ومعنى جلي من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.
ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.
عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.
له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.

***

من كتاب الأعلام للزركلي عن هذا الشاعر المسلم :

(1303 - 1360 ه* = 1886 - 1941 م) إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج ابن طعمة، المتلقب بأبي الفضل الوليد: شاعر، من أدباء لبنان في المهجر الاميركي. امتاز بروح عربية نقية. ولد بقرنة الحمراء (في المتن) بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة (ببيروت) وهاجر إلى امريكا الجنوبية (1908) فأصدر جريدة (الحمراء) أسبوعية، في (ريو دي جانيرو) عاصمة البرازيل (سنة 1913 - 1917) واتخذ لنفسه (سنة 1916) اسما جديدا هو (أبو الفضل الوليد) فكان يوقع به ما يكتبه. ثم تسمى (الوليد بن طعمة) و ((الوليد بن عبد الله ابن طعمة) وأبحر (سنة 1922) عائدا إلى وطنه، ثم قام برحلات في الاقطار العربية وغيرها وطبع من تأليفه: (كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية) و (نفخات الصور) مجموعة قصائد من نظمه، و (رياحين الارواح) من نظمه في صباه، و (أغاريد وعواصف) من شعره، و (الانفاس الملتهبة) ديوانه في الحرب العامة الاولى، و (أحاديث المجد والوجد) حوادث ووقائع عربية، و (المآلك) رسائل في الفلسفة والاجتماع، و (السباعيات) مقاطيع شعرية رتبها على حروف الهجاء، و (قصائد ابن طعمة) * (هامش 1) * (1) أعلام اللبنانيين 55 ومجلة الكتاب 3: 821. (*) أولها: (في ذمة الله والاسلام والعر ب)

***

العبر في إستيحاء الصور عن جريدة البيان الاماراتية 2006-10-22
(إلياس عبد الله طعمة)(1886-1941)
بقلم :د. محمد رضوان الداية



اسمه الأصلي إلياس عبدالله طعمة وتلقب، وتسمى بأبي الفضل الوليد، شاعر، أديب، لبناني، مهجري. تلقى علومه في لبنان وهاجر سنة 1908 إلى أميركا الجنوبية (البرازيل) وأسس جريدة (الحمراء) أسبوعية. واستمر هناك إلى سنة 1922 وعاد إلى لبنان. وقام برحلات وزيارات إلى البلاد العربية والأجنبية.


وقيل في ترجمته: امتاز بروح عربية نقية.


ولأبي الفضل الوليد مؤلفات، وآثار شعرية غزيرة. وقد صدر في بيروت:
ديوان أبي الفضل الوليد (دار الثقافة).



وقد كان شعر أبي الفضل الوليد مجالاً لعدد من البحوث والدراسات الأكاديمية.


وديوان أبي الفضل من أكثر الدواوين الشعرية التفاتاً إلى الكلام على الصورة الفوتوغرافية، كما سأبين، وهو يذكرنا بشاعر من بيروت عاش في القرن التاسع عشر وأدرك أول القرن العشرين هو أبو الحسن الكستي، فقد كان نظمه في هذا الغرض لافتاً للنظر لكثرته وتنوعه.


يتصدر الديوان صورة لأبي الفضل الوليد فيها تعبير قاصد، ونظرة محدقة وفيها أناقة الملبس، وحسن الإطلالة على القارئ الملاحظ. وتحت الصورة البيتان الآتيان، قال:


كتبت عهوداً من دمي ومدادي ***لكل كريم يستحق ودادي

وما كان رسمي حاجباً لحقيقتي ***وفي نظراتي من خفوق فؤادي


وهناك تناغم وانسجام بين هيئة الصورة، وبين الشعر الموصول بها، المترجم عنها.


والشاعر يشيد بالصداقة الصادقة، والأخوة الكريمة، ويعلن أن في ملامح الوجه كما صوره المصور ما يدل على حقيقة ما في القلب من محبة ومودة.


وارتاد الشاعر البحر نفسه (الطويل) والروي نفسه (الدال) لينشئ قطعة أخرى كتبها على إحدى صوره، واستخدم كلمة الوداد والفؤاد اللتين وردتا في القطعة السابقة، قال:


على صورتي قد لاح صدق ودادي ***وروحي بها كالجمر تحت رماد

وإن الذي للذكر يحفظ صورتي ***له صورة في مقلتي وفؤادي


وجاء في هذه القطعة بفكرة جديدة، وهو يقول: إن مكافأة الشاعر بحفظ صورته أن يحتفظ له بصورة في قلبه جزاء وفاقاً.


وقدم صورة من صوره إلى فتاة ـ كما هو ظاهر من النص ـ مع ثناء من الشاعر على جمالها وثناء آخر على شعره الذي يعطي الفتاة كمالها، وقال إن كان الأمر مكافأة شيء بشيء: فقد بعث لها برسمه فلتبعث له بخيالها.


وفي البيت تورية لطيفة فالمعنى الظاهر أن تبعث له بصورتها، (واستعمل كلمة الخيال لمعنى الصورة) والمعنى الحقيقي المقصود أن تبعث له بطيفها في المنام! قال:


هذه صورة من يهوى الجمالا ***وبشعر خالد يعطي الكمالا

إن يكن شيء بشيء فابعثي ***بدلاً من رسمه الباقي خيالا!


وحظيت صورة والدة الشاعر بقطعتين في ديوانه هذا، فقد كتب على إحدى صورها:


سلام عليك صباح مساء ***فقد كنت من فضليات النسا

لقلبي وعيني منك هدى ***ورسمك منه لجرحي أسا


فهي من فضليات النساء، وصورة والدته المداواة والعلاج لجرحه.


وكتب على صورة أخرى لوالدته، ويلاحظ أن في الصورة ملامح علة كانت تشكو منها:


هذه صورة أمي في السقام ***فلها مني صلاة وسلام

بمحياها اهتدائي مثلما ***يهتدي بالنجم سار في الظلام


وقد تأثر أسلوبه بطرح الفكرة التي تدور في مخيلته في بيتين اثنين دون زيادة كقوله (وقد نظمه قبل وفاته):


على عمرانها الدنيا خراب ***ومع قمريها ينعى الغراب!

فدعها غير مأسوف عليها *** فأولها وآخرها تراب.

[/frame]

يا أرض الأندلس الخضراء حيينا لعل روحا من الحمراء تحيينـا
عادت الى أهلها تشتاق فتيتها فأسمت من غنـاء الحـب تلحينـا
كانت لنا فعنت تحت السيوف لهم لكن حاضرها رسـم لماضينـا
في عزنا اكتسبت منا فصورتنـا محفوظـة أبـدا فيهـا تعزينـا
لابدع ان نشقتنا مـن أزاهرهـا طيبـا فانـا ملأناهـا رياحينـا
و ان طربنـا لألحـان نرددهـا فانهـا أخـذت عنـا أغانيـنـا
وفي البرتغال و اسبانية ازدهرت آدابنا و سمعت دهـرا مبانينـا
و في صقلية و الآثار ما برحت تبكي التمدن حينا و العلـى حينـا
كم من قصور و جنات مزخرفة فيهـا الفنـون حمعناهـا أفانيـا
و كم صروح و أبراج ممردة زدنا بها الملـك توطيـدا و تمكينـا
و كم مساجد أعلينـا مآذهنهـا فأطلعـت أنجمـا منهـا معالينـا
تلك البلاد استمدت من حضارتنـا مـا أبدعتـه وأولتـه أيادينـا
فيها النفائس جاءت من صناعتنا و من زراعتنا صارت بساتينـا
فأجدبت بعدنا و استوحشت زمنا تصهر الينا و تبكي مـن تنائينـا
أيام كانت قصور الملك عالية كان الفرنـج الـى الغابـات آوينـا
و حين كنا نجر الخز أردية كانوا يسيرون في الأسـواق عارينـا
جاءت من الملأ الأعلى قصائدنا و الروم قد أخذوا عنـا قوافينـا
لم يعرفوا العلم الا من مدارسنا و لا الفروسية الا مـن مجارينـا
أعلى الممالك داستها جحافلنا و سرحـت خيلنـا فيهـا سراحينـا
تلك الجياد بأبطال الوغى قطعت جبال برنات وانقضت شواهينـا
في أرض إفرنسة القصوى لها أثر قد زاده الدهر ايضاحا و تبيينا
داست حوافرها ثلجا كما وطئت رملا و خاضت عبابا في مغازينا
كسرى و قيصر قدفرت جيوشهما للرزبـان و للبطريـق شاكينـا
حيث العمامة بالتيجان مرزية من يوم يروموك حتى يـوم حطينـا
وللعروش طواف بالسيرير اذا قام الخليفة يعطـى النـاس تأمينـا
بعد الخلافة ضاعت أرض أندلس و مافي العرب الدنيا و لا الدينا
الملك أصبح دعوى في طوائفهم و استمسكوا بعرى اللذات غاوينـا
و كل طائفة قد بايعت ملكا لم يلف من غـارة الإسبـان تحصينـا
وهكذا يفقد السلطان هيبته ان اكثر النـاس بالفوضـى السلاطينـا
تلك المساجد صارت للعدى بيعا بعد الأئمـة لا تهـوى الرهابينـا
هل ترجعن لنا ياعهد قرطبة فكيف نبكـي و قـد جفـت مآقنيـا
ذبلت زهرا و من ذياك نشوتنا و ان ذكراك فـي البلـوى تسلينـا
ماكان أعظمها للملـك عاصمـة و كـان أكثرهـا للعلـم تلقنـا
لم يبق منها و من ملك و من دول الا رسول و أطيـاف تباكينـا
و الدهر مازال في آثار نعتمها يروي حديثا بـه يشجـو أعادينـا
أين الملوك بنو مروان ساستها يصحون قاضين أو يسمون غازينا
و أين أبنـاء عبـاد و رونقهـم و هـم أواخـر نوفـي دياجينـا
يأيها المسجد العاني بقرطبـة هـلا تذكـرك الأجـراس تأذينـا
تلك القصور من الزهـراء طامسـة و بالتذكـر نبنيهـا فتبنينـا
علىالممالك منها أشرفت شرف و الملك يعشق تشييـدا و تزيينـا
و عبد رحمانها يلهو بزخرفها و الفن يجمع فيها الهنـد و الصينـا
كانت حقيقة سلطان و مقدرة فأصبحت في البلى و هما و تخمينـا
عمائم العرب الأمجاد ما برحت على المطارف بالتمثيل تصبينـا
و في المحاريب أشباح تلوح لنا و في المنابـر أصـوات تنادينـا
يابرق طالع قصورا أهلها رحلوا و حى أجداث أبطـال منيخنيـا
أهكذا كانت الحمراء موحشـة اذ نـت ترقـب أفـواج المغنينـا
و للبرود حفيف فوق مرمرها و قد تضوع منهـا مسـك دارينـا
و ياغمام افتقد جنات مرسية ورد مـن زهرهـا وردا و نسرينـا
و أمطر النخل و الزيتون غادية و التوت و الكرم و الومان و التينا
أوصيك خيرا بأشجار مباركة لأنهـا كلهـا مـن غـرس أيدنيـا
كنا الملوك و كان الكون مملكة فكيف بتنـا المماليـك المساكينـا
و في رقاب العدى انفلت صوارمنا و اليوم قد نزعوا منا السكاكينا



 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

شكرًا لك أخي الطيبي على هذه المشاركة الطيبة
جزاك الله خيرًا ونفع بك
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء



الجاحظ
image037.jpg




الجاحظ أديب قتله علمه

هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني،

أحد أئمة الأدب والشعر في العصر العباسي له العديد من الكتب، وعقله كنز زاخر بالأخبار والأشعار والأنساب، وعالم باللغة وأدواتها ويجيد استخدامها، وكان الجاحظ دميم الوجه، جاحظ العينين، ويتمتع بشخصية فكاهية انعكست في كتاباته.
وقد رحل الجاحظ عن الحياة تاركًا إرثًا أدبيًا وعلمياً هائلاً فله العديد من المؤلفات والتي تنوعت مجالاتها بين علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.

عاشقًا للعلم والقراءة

ولد الجاحظ في البصرة بالعراق عام 776م، ونشأ يتيمًا فقيرًا ولكنه أصبح غنياً بعلمه، حيث انكب على نهل العلم، فاختلف إلى المساجد ومنازل العلماء، وسوق "المربد" والذي كان مركزاً يلتقي فيه الأدباء والشعراء وأهل اللغة ليقيموا فيه ندواتهم ومناقشاتهم، فتلقى العلم على يد شيوخ وبلغاء اللغة من العرب.
وعرف عن الجاحظ عشقه للقراءة فما كان يدع كتاباً قط يصل إليه دون أن يتم قراءته، ومما يدل على شغفه بالقراءة، أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها للإطلاع على ما فيها من كتب.

ذهب الجاحظ وراء العلم فانتقل من البصرة إلى بغداد ليتصل بمفكريها، فالتقى مع الأصمعي والأنصاري وأخذ اللغة عنهما، كما اتصل بالأخفش واخذ عنه النحو، والنظام واخذ عنه علم الكلام، واطلع على الثقافة اليونانية من خلال سلمويه وحنين بن اسحق، وارتاد البادية ليأخذ اللغة والأخبار، وزار الجاحظ كل من دمشق وإنطاكية وذلك من أجل التعمق في الثقافة واللغة.

مما يقوله في قيمة العلم والعلماء:

يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيمًا
غَذاهُ العِلمُ وَالظَنُّ المُصيب
فَيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهل
فَفَضلُ العِلمِ يَعرِفُهُ الأَديب
سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَداءُ الجَهلِ لَيسَ لَهُ طَبيب

مكانته الأدبية

كان للجاحظ مكانة أدبية ولغوية كبيرة فكان عقله زاخراً بالأخبار، والأنساب والأشعار والحكم، والنوادر، مما شكل عنده خلفية عظيمة ساعدته فيما كان يكتبه، كما كان يقوم بالتجارب العملية فتميزت كتاباته بالصدق والموضوعية، وكان يسعى من أجل الحصول على المعلومة ويتقصى حقيقتها حتى يصل لليقين.
تميز الجاحظ بعلمه الواسع وتبحره في علم الكلام، وتوسعه في علوم الدين والدنيا، وإجادة النثر ونظم الشعر، ولم يكتفي الجاحظ بالسماع فقط بل عمد إلى التجربة والملاحظة، وكان خبيراً بالطبائع، صاحب خيال خصب، تعددت وتنوعت مؤلفاته في مجالات المعرفة المختلفة، كما كان للجاحظ في "الاعتزال"رأي وحجة وقد ألف في ذلك، وكان لسان حال المعتزلة في زمانه.

خفة ظله وحبه للفكاهة

عرف الجاحظ بخفة ظله وحبه للنوادر وروح الفكاهة، فكان صاحب نكته، هذا مع إتقان الأسلوب، ومعرفته العميقة بطبائع الناس، وتتبعه واستقصاءه مما جعله واسع المعرفة بالأخبار والنوادر وغيرها، ومن نوادره التي كان هو بطلها قال: "ذُكرت للمتوكل لتأديب بعض وُلده، فلما رآني استبشع منظري، فأمر لي بعشرة ألاف درهم وصرفني".


مؤلفاته

قدم الجاحظ العديد من المؤلفات ونظراً لثقافته الواسعة وإطلاعه الدائم، وبحثه وراء العلم، وأخذه من مصادره من علماء وشيوخ اللغة وغيرهم، تنوعت مؤلفاته وتعددت ونذكر من مؤلفاته الشهيرة والتي تعد إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة مايلي:
البيان والتبين: وهو في ثلاثة أجزاء أهداه إلى الوزير ابن أبي دؤاد، وعمد فيه إلى تعليم الناشئة والكتاب أصول الكتابة الصحيحة مظهراً بلاغة العرب، وكاشفاً أسرار اللغة مما يرفع من شأنها ومن مقام البلغاء فيها.
البخلاء: ويصور الجاحظ في هذا الكتاب أحوال البخلاء في عصره، من أهل البصرة وخراسان ذاكراً أخبارهم، متندراً بأحاديثهم، وحججهم، متناولاً مناظرات بينهم حول البخل والكرم والضيافة، في مزيج بين الجد والعبث، والنقد الأجتماعي
الحيوان: جاء هذا الكتاب في سبعة أجزاء أهداه إلى ابن الزيات وزير المأمون، وهو كتاب موسوعي،قام فيه الجاحظ بالكلام عن الحيوان طبائعه وميزاته، واستطرد لذكر أخبار العرب ونوادرهم في هذا الموضوع، والكتاب يمزج بين الإفادة والتسلية معاً.
ومن مؤلفاته الأخرى رسالة التربيع والتدوير،التاج في أخلاق الملوك ويعرف بأساليب التعامل مع القادة والحكام، وغيرها من الكتب مثل المحاسن والأضداد، الصرحاء والهجناء، أقسام فضول الصناعات ومراتب التجارات، فضل ما بين الرجال والنساء وفرق ما بين الذكور والإناث، الحجة في ثبت النبوة، الرد على الجهمية، الرد على اليهود، ذكر ما بين الزيدية والرافضة، الطفيليون، المزاح والجد، عناصر الآداب، الأمثال.

المرض والوفاة

اشتد المرض بالجاحظ في أواخر أيامه فأصيب "بالفالج"، وقال المبرد يصف حاله: "دخلت على الجاحظ في أخر أيامه، فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حزّ بالمناشير ما شعر به، ونصف الأخر منقرس، لو طار الذباب بقربه ألمه، واشد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها".
وعلى الرغم من شدة المرض إلا أن المرض لم يكن هو السبب في وفاته، ولكن كان علمه هو السبب حيث يقال انه توفى بعد سقوط قسم من مكتبته فوق رأسه، وجاءت وفاته عام 868 م، وقد تجاوز التسعون عاماًُ.



 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الإمام الشافعي




الامام الشافعي أحد الائمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة .
وهو أبوعبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي.
وكان أبوه قد هاجر من مكة إلى غزة بفلسطين بحثًا عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة
فنشأ محمد يتيمًا فقيرًا .
وشافع بن السائب هو الذي ينتسب إليه الشافعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسر أبوه السائب يوم بدر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم أسلم .
ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.

أما أمه فهي يمانية من الأزد وقيل من قبيلة الأسد وهي قبيلة عربية لكنها ليست قرشية،
قيل أن ولادة الشافعي كانت في عسقلان وقيل بمنى لكن الأصح أن ولادته كانت في غزة عام 150 هجرية
وهو نفس العام الذي توفى فيه أبو حنيفة .

ولما بلغ سنتين قررت أمه العودة وابنها إلى مكة لأسباب عديدة منها حتى لايضيع نسبه ، ولكي ينشأ على ما ينشأ عليه أقرانه
فأتم حفظ القران وعمره سبع سنين . عرف الشافعي بشجو صوته في القراءة ، قال ابن نصر :
كنا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض : قوموا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القران ، فإذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القران حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته
فإذا رأى ذلك أمسك من القراءة .
ولحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . وكانت هذيل أفصح العرب
ولقد كانت لهذه الملازمة أثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب، وقدلفتت هذه البراعة أنصار معاصريه من العلماء بعد أن شب وكبر
حتى الأصمعي وهو من أئمة اللغة المعدودين يقول : ( صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس ) وبلغ من اجتهاده في طلب العلم أن أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتيا وهو لا يزال صغير .

حفظ الشافعي وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبًا كتاب الموطئ للإمام مالك ورحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك .
ولازم الشافعي الإمام مالك ست عشرة سنة حتى توفى الإمام مالك (179 هجرية )
وبنفس الوقت تعلم على يد ابراهيم بن سعد الأنصاري ، ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم .

وبعد وفاة الإمام مالك (179 هجرية ) سافر الشافعي إلى نجران واليًا عليها ورغم عدالته فقد وشى البعض به إلى الخليفة هارون الرشيد فتم استدعائه إلى دار الخلافة سنة (184هجرية )
وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة وظهر للخليفة براءة الشافعي مما نسب إليه وأطلق سراحه .

وأثناء وجوده في بغداد اتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم أهل الرأي ثم عاد بعدها إلى مكة وأقام فيها نحو تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقائه بالعلماء أثناء مواسم الحج .
وتتلمذ عليه في هذه الفترة اللإمام أحمد بن حنبل .

ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة ( 195 هجرية ) ، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان .
مكث الشافعي سنتين في بغداد ألف خلالها كتابه (الرسالة ) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة أربعة من كبار أصحابه وهم أحمد بن حنبل ، وأبو ثور ، والزعفراني ، والكرابيسي . ثم عاد الإمام الشافعي إلى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلك إلى بغدادسنة (198هجرية )
وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد إلى مصر .

قدم مصر سنة ( 199 هجرية ) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي ، وعبدالله بن الزبير الحميدي ، فنزل بالفسطاط ضيفًا على عبد الله بن عبد الحكم وكان من أصحاب مالك .
ثم بدأ بإلقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال إليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرًا من أتباع الإمامين أبي حنيفة ومالك .
وبقي في مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم .

وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الأحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق ، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه .

وتطرق أحمد تمام في كتابه (الشافعي ملامح وآثار ) كيفية ظهور شخصية الشافعي ومنهجه في الفقه . هذا المنهج الذي هو مزيج من فقه الحجاز وفقه العراق
هذا المنهج الذي أنضجه عقل متوهج ، عالم بالقران والسنة ، بصير بالعربية وآدابها خبير بأحوال الناس وقضاياهم ، قوي الرأي والقياس .

فلو عدنا إلى القرن الثاني الميلادي لوجدنا أنه ظهر في هذا القرن مدرستين أساسيتين في الفقه الإسلامي
هما مدرسة الراي ، ومدرسة الحديث ، نشأت المدرسة الأولى في العراق وهي امتداد لفقه عبدالله بن مسعود الذي أقام هناك ، وحمل أصحابه علمه وقاموا بنشره .
وكان ابن مسعود متأثرًا بمنهج عمر بن الخطاب في الأخذ بالرأي والبحث في علل الأحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين أخذوا عنه : علقمة بن قيس النخعي ، والأسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الأجدع الهمداني ، وشريح القاضي
وهؤلاء كانوا من أبرز فقهاء القرن الأول الهجري . ثم تزعم مدرسة الرأي بعدهم ابراهيم بن يزيد النخعي فقيه العراق بلا منازع وعلى يديه تتلمذ حماد بن سليمان ، وخلفه في درسه ، وكان إماما مجتهدًا
وكانت له بالكوفة حلقة عظيمة يؤمها طلاب العلم وكان بينهم أبو حنيفة النعمان الذي فاق أقرانه وانتهت إليه رئاسة الفقه
وتقلد زعامة مدرسة الرأي من بعد شيخه ، والتف حوله الراغبون في تعلم الفقه وبرز منهم تلاميذ بررة على رأسهم أبو يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن ، وزفر والحسن بن زياد وغيرهم ، وعلى يد هؤلاء تبلورت طريقة مدرسة الرأي واستقر أمرها ووضح منهجها .
وأما مدرسة الحديث فقد نشأت بالحجاز وهي امتداد لمدرسة عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعائشة وغيرهم من فقهاء الصحابة الذين أقاموا بمكة والمدينة ، وكان يمثلها عدد كبير من كبار الأئمة منهم سعد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وابن شهاب الزهري ، والليث بن سعد ، ومالك بن أنس .

وتمتاز تلك المدرسة بالوقوف عند نصوص الكتاب والسنة ، فإن لم تجد التمست آثار الصحابة ، ولم تلجئهم مستجدات الحوادث التي كانت قليلة في الحجاز إلى التوسع في الاستنباط بخلاف ما كان عليه الحال في العراق .

وجاء الشافعي والجدل مشتعل بين المدرستين فأخذ موقفًا وسطًا ، وحسم الجدل الفقهي القائم بينهما بما تيسر له من الجمع بين المدرستين بعد أن تلقى العلم وتتلمذ على كبار أعلامهما مثل مالك بن أنس من مدرسة الحديث ومحمد بن الحسن الشيباني من مدرسة الرأي .

دون الشافعي الأصول التي اعتمد عليها في فقهه ، والقواعد التي التزمها في اجتهاده في رسالته الأصولية "الرسالة " وطبق هذه الاصول في فقهه ، وكانت أصولاً عملية لا نظرية ، ويظهر هذا واضحًا في كتابه " الأم " الذي يذكر فيه الشافعي الحكم مع دليله ، ثم يبين وجه الاستدلال بالدليل وقواعد الاجتهاد وأصول الاستنباط التي اتبعت في استنباطه ، فهو يرجع أولا إلى القرآن وما ظهر له منه
إلا إذا قام دليل على وجوب صرفه عن ظاهره ،ثم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الخبر الواحد الذي ينفرد راو واحد بروايته ، وهو ثقة في دينه ، معروف بالصدق ، مشهور بالضبظ . وهو يعد السنة مع القران في منزلة واحدة ، فلا يمكن النظر في القران دون النظر في السنة التي تشرحه وتبينه ، فالقرآن يأتي بالأحكام العامة والقواعد الكلية ، والسنة هي التي تفسر ذلك ،فهي التي تخصص عموم القرآن او تقيد مطلقه ، أو تبين مجمله .

ولم يشترط الشافعي في الاحتجاج بالسنة غير اتصال سند الحديث وصحته ، فإذا كان كذلك صح عنده وكان حجة عنده ، ولم يشترط في قبول الحديث عدم مخالفته لعمل أهل المدينة مثلما اشترط الإمام مالك ، أو أن يكون الحديث مشهورًا ولم يعمل راويه بخلافه .
ووقف الشافعي حياته على الدفاع عن السنة ، وإقامة الدليل على صحة الاحتجاج بالخبر الواحد ، وكان هذا الدفاع سببًا في علو قدر الشافعي عند أهل الحديث حتى سموه ( ناصر السنة ) . ولعل الذي جعل الشافعي يأخذ بالحديث أكثر من أبي حنيفة حتى أنه يقبل خبر الواحد متى توافرت فيه الشروط ، أنه كان حافظًا للحديث بصيرًا بعلله ، لايقبل منه إلا ما ثبت عنده ، وربما صح عنده من الأحاديث ما لم يصح عند أبي حنيفة وأصحابه .
وبعد الرجوع إلى القرآن والسنة يأتي الإجماع إن لم يعلم له مخالف ، ثم القياس شريطة أن يكون له أصل من الكتاب والسنة ، ولم يتوسع فيه مثلما توسع الإمام أبو حنيفة .
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الحكيم عصفور الشرق

38793_large.jpg



حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم المعروف باسم توفيق الحكيم، أديب متميز تنوعت مؤلفاته ما بين الرواية، والمسرحية فكان أحد الرواد الذين ساهموا بشكل أساسي في الحركة الأدبية والفكرية في عصره
وقد أبدع الحكيم في اتجاه جديد من فن الكتابة المسرحية والذي عرف بالمسرح الذهني، فقدم العديد من المسرحيات التي سارت في هذا الاتجاه
وهو مؤلف مبدع قام بإبداع شخصياته وأحداثه الروائية من خلال الواقع المحيط به، والتراث المصري والذي كان المصدر الأول في إلهامه.



النشأة
ولد الحكيم في التاسع من أكتوبر عام 1898م بحي محرم بيك بالإسكندرية بجمهورية مصر العربية، ينحدر والده من قرية الدلنجات إحدى أعمال إيتاي البارود بمديرية البحيرة،
وكان والده من رجال القضاء والذي ورث عن والدته ضيعة كبيرة، فكان من أثرياء الفلاحين، أما والدته فهي تركية الأصول، عرفت بكبريائها وطباعها الصارمة.


تلقى توفيق علومه الأولية في مدرسة محمد علي، ثم انتقل إلى مدرسة المحمدية بالقاهرة، ومنها إلى مدرسة دمنهور الابتدائية عام 1914
ثم التحق بمدرسة رأس التين ثم العباسية الثانوية بالإسكندرية وحصل على البكالوريا عام 1919، ثم قام بالالتحاق بمدرسة الحقوق وحصل على الليسانس في عام 1924 وهو في السادسة والعشرين من عمره
انتقل الحكيم بعد ذلك إلى باريس لإكمال دراسته في القانون.


الحياة العملية للحكيم
عاد الحكيم إلى مصر مرة أخرى بعد فترة دراسته في باريس عام 1928م، وقد شغل على مدار حياته العديد من المهام والمناصب
وكانت البداية من خلال عمله بالنيابة المختلطة بالإسكندرية حتى عام 1929م، ثم انتقل بعد هذا إلى القضاء الأهلي لمدة خمس سنوات متنقلاً بين كل من طنطا ودمنهور، ودسوق وفارسكور وإيتاي البارود وكوم حمادة.
ترك الحكيم بعد ذلك النيابة العامة وعمل مديرًا لإدارة التحقيقات بوزارة المعارف ثم مديرًا للإرشاد الاجتماعي بوزارة الشئون الاجتماعية.

اتجه بعد ذلك للعمل الصحفي عام 1939م وذلك بعد استقالته من وزارة المعارف، فقام بالكتابة في العديد من المجلات والصحف.
كما عمل مديرًا عامًا لدار الكتب عام 1951م، ثم عضوًا متفرغًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعمل مندوبًا للجمهورية العربية في " اليونسكو" عام 1959، عاد بعد ذلك إلى مصر عام 1960م.
عين مقرراً للجنة جوائز الدولة في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1962م، وفي عام 1976م انتخب رئيسًا لاتحاد الكتاب الذي أصبح فيما بعد رئيسه الفخري.


تم اختياره رئيسًا لنادي القصة وعضوًا في المجلس الأعلى للثقافة، كما ترأس مجلس الشورى في جلسته الافتتاحية عام 1981م وفي دورته الثانية عام 1983، وفي عام 1961م أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرارًا بتعيينه عضوًا في مجلس إدارة الأزهر الشريف، وعين رئيس شرف للأهرام عام 1981م.



العالم الأدبي للحكيم
عرف الحكيم بحبه للأدب والذي قدم فيه الكثير ففي أثناء فترة دراسته بالجامعة، ألف العديد من المسرحيات والتي قامت فرقة عكاشة بتقديمها على مسرح الأزبكية من هذه المسرحيات العريس، المرأة الجديدة، خاتم سليمان، على بابا،
وفي أثناء فترة دراسته بفرنسا شغف الحكيم بالأدب المسرحي، فاطلع على الفنون المسرحية وقام بدراسة المسرح اليوناني والذي وجد أن الثقافة المسرحية الأوربية مستمدة منه، واطلع على الملاحم والأساطير اليونانية، كما عمل على التردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا وخلال فترة أقامته هناك قام بكتابة مسرحية بعنوان " أمام شباك التذاكر".


عندما قام الحكيم بتقديم مسرحية " أهل الكهف " أثار نشاطًا غير عادي في فن الكتابة فقد قدم ما عرف بالمسرح الذهني، وعلى الرغم من تقديم الحكيم لعدد من المسرحيات إلا أنها لم تكن جميعها من النوع الذي يصلح للتمثيل والتجسيد المسرحي،
فمسرحياته التي عرفت بالذهنية كان يبرز فحواها من خلال قراءتها وليس من خلال تجسيدها مسرحيًا، وكانت تطغى على مسرحياته الموضوعات المستمدة من التراث المصري وذلك عبر العصور المختلفة.

وكان الحكيم من النوع الذي يتأثر بالأحداث الاجتماعية المحيطة به فكان يحاول إبرازها من خلال أعماله الأدبية ومثال على ذلك رواياته " يوميات نائب في الأرياف" والتي قام بكتابتها في الفترة التي قضاها وكيلاً للنيابة في القضاء الأهلي والتي تنقل أثنائها بين عدد من المدن والقرى المصرية.


عاصر الحكيم في عصره عدد من عمالقة الأدب والشعر والفن والمسرح وذلك مثل طه حسين والعقاد وأحمد أمين، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، جورج أبيض، سيد درويش وغيرهم العديد من الشخصيات التي ساهمت في إثراء الساحة الأدبية والثقافية في ذلك الوقت.




مؤلفاته


قدم الحكيم العديد من المؤلفات القيمة والتي تنوعت ما بين المسرحية والرواية من المسرحيات التي قدمها علي بابا، خاتم سليمان، أهل الكهف، شهر زاد، براكسا أو مشكلة الحكم، سلطان الظلام، بجماليون، الملك أوديب، سليمان الحكيم، إيزيس، المسرح الممنوع، أشواك السلام، رحلة إلي الغد، الأيدي الناعمة، السلطان الحائر، يا طالع الشجرة، الطعام لكل فم، ، بنك القلق، مجلس العدل، الدنيا رواية هزلية، الحمير.

ومن أعماله الأدبية الأخرى:
الضيف الثقيل، العرائس، عودة الروح، محمد صلى الله عليه وسلم، يوميات نائب في الأرياف، عصفور من الشرق، تحت شمس الفكر، أشعب، عهد الشيطان، حماري قال لي "مجموعة مقالات" ، راقصة المعبد، نشيد الإنشاد، حمار الحكيم،من البرج العاجي، تحت المصباح الأخضر، زهرة العمر، الرباط المقدس، شجرة الحكيم، ، مسرح المجتمع، فن الأدب، عدالة وفن، أرني الله، عصا الحكيم، تأملات في السياسة، الحب العذري، التعادلية، ، الصفقة، ، عوالم الفرح، المرأة الجديدة، لعبة الموت، رحلة الربيع والخريف، سجن العمر، مصير صرصار، الورطة، ليلة الزفاف، قالبنا المسرحي، من كواليس الأدباء، قلت ذات يوم، رحلة بين عصرين، حديث مع الكوكب ، عودة الوعي، في طريق عودة الوعي، أنا وحماري والآخرون، ثورة الشباب، دقت الساعة، الساحرة، أنشودة الموت، لو عرف الشباب، الكنز، الموت والحب، نهر الجنون، المخرج، بيت النمل، الزمار، بين يوم وليلة، السياسة والسلام، العش الهادي، أريد أن أقتل، الشيطان في خطر، عرف كيف يموت.
وقد ترجمت العديد من كتبه ومسرحياته لعدد من اللغات.



التكريم في حياة الحكيم
حصل الحكيم على العديد من الأوسمة كنوع من التكريم له على مجهوده الأدبي حصل على قلادة الجمهورية عام 1958م من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، جائزة الدولة في الآداب عام 1960م، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام، قلادة النيل عام 1975م، أطلق اسمه على عدد من المسارح.



الوفاة
توفى يوم الأحد الموافق 26 يوليو عام 1987م تاركاً العديد من الأعمال الأدبية القيمة، والتي مازالت مرجعًا أدبيًا للعديد من الأجيال
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الشاعر المصري
أمل دنقل


amal_donkol.jpg



هو شاعر مصري مشهور ومفكر قومي عربي، ولد في عام 1940 بقرية القلعة ، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر.

وقد كان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.
سمي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالميه فسماه باسم أمل تيمنًا بالنجاح الذي حققه
(واسم أمل شائع بالنسبه للبنات في مصر).


أثر والد أمل دنقل عليه
كما ذكرنا بالأعلى كان والده عالمًا بالأزهر الشريف وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي ، وأيضا كان يمتلك مكتبة ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرًا في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى للأديب أمل دنقل.

وقد فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيرًا وأكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل أشعاره.

حياة أمل دنقل

رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.

عمل أمل دنقل موظفًا بمحكمة قنا وجمارك السويس والأسكندرية ثم بعد ذلك موظفًا بمنظمة التضامن الأفروآسيوي ، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الاشعار كمعظم أهل الصعيد
شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة في أول مرة ، وأثر هذا عليه كثيرًا في أشعاره ويظهر هذا واضحًا في أشعاره الأولى.

مخالفًا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي ،وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة.

عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في 1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامه" ومجموعته "تعليق على ما حدث ".


شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام ، ووقتها أطلق رائعته "لا تصالح" والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين ، ونجد أيضا تأثير تلك المعاهدة وأحداث يناير 1977م واضحا في مجموعته "العهد الآتي".

كان موقف أمل دنقل من عملية السلام سببًا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة أن أشعاره كانت تقال في المظاهرات على ألسن الآلاف.


عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ، ونجد هذا واضحًا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعة شعرية له "أوراق الغرفه 8"

عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.
صدرت له ست مجموعات شعرية هي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969.
تعليق على ما حدث - بيروت 1971.
مقتل القمر - بيروت 1974.
العهد الآتي - بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب بسوس - القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.
كلمات سبارتكوس الأخيرة.
من أوراق أبي نواس.


مرضه الأخير
أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "أوراق الغرفه 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات ، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته ، وهناك أيضا قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب ، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي "الجنوبي". لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي ((إنه صراع بين متكافئين ،الموت والشعر)) .

رحل أمل دنقل عن دنيانا في 21 مايو عام 1983م لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء.


كانت آخر لحظاته في الحياة برفقة د.جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره ، أراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله تكفلوا بها.


من قصائد أمل دنقل قصيدة لا تصالح:

"لا تصالحْ
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟"
"لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!
لا تصالح.. حتى و إن منحوك الذهب
ترى إن فقأتُ عينيكَ ..
و ثبتتُ مكانهما جوهرتين
هل ترى؟
هي أشياءٌ لا تُشتَرى!"
كلمات سبارتكوس الأخيرة (مزج أوّل) :
المجد للشيطان.. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا ".. فلم يمت، وظلّ روحا أبديّة الألم !

 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

الشيخة الدكتورة سعاد الصباح
شاعرة وكاتبة وناقدة



ولدت فى 22 مايو عام 1942 ، وهى الإبنة البكر
لوالدها الشيخ محمد الصباح الذى حمل اسم جده الشيخ ( محمد الصباح ) حاكم الكويت
وفى عام 1973 حصلت على البكالوريوس فى الاقتصاد مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد جامعة القاهرة
ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا
وموضوع الرسالة التنمية والتخطيط فى دولة الكويت ،
ثم حصلت على الدكتوراة فى الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة سارى جلفورد بالمملكة المتحدة
وهى أول كويتية نالت شهادة الدكتوراة فى الاقتصاد باللغة الإنجليزية وقد تم ترجمتها للعربية ،
وهى عضو مجلس الأعضاء لمؤسسة التعاون بجنيف ، وعضو مؤسس للمؤسسة الثقافية العربية بلندن ،
وعضو جمعية الصحافيين والخريجين الكويتية ، ورابطة الأدباء ، وجمعية الاقتصاديين الكويتية
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة حقوق الإنسان فى الوطن العربى
وعضو المجلس الاستشارى الأعلى للتربية – الكويت
وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للنساء المسلمات لجنوب شرق آسيا ،
وعضو الاتحاد العالمى لاقتصاديات الطاقة ، وعضو مجلس الأمناء واللجنة التنفيذية لمنتدى الفكر العربى فى عمان ،
عضو مجلس الأمناء بمركز الدراسات العبرية جامعة اليرموك ، وعضو مساند بمركز الدراسات العربية ببيروت
وعضو مجلس إدارة مشروع بحوث الشرق الأوسط والمعلومات بواشنطن
وعضو مؤسس للمجلس العربى للطفولة والتنمية بالقاهرة
عضو جمعية علم الإجتماع بتونس ، وعضو المجلس الإستشارى
للاتحاد الدولى لتنظيم الأسرة بلندن ، رئيسة شرف لجمعية بيادر النسائية الكويتية ،
وعضو رابطة الصداقة الكويتية الأمريكية – الكويت
ورئيسة فخرية لمركز الإبداع العلمى – البحرين
منحت درجة الزمالة من كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد
أسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع . . .


القصائد
قالت و هى تتساءل بغصب عن الذين قتلوا الكويت
من امرأة ناصرية الى جمال عبدالناصر
فيتو… على نون النسوة
تمنيات إستثنائية لرجلٍ إستثنائي
كُنْ صديقي
يقولون: إن الكتابة إثم عظيم
قل لي . قل لي
أنا إمرأة قررت أن تحب العراق...


أنا امرأة قررت أن تحب العراق
وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت أكحل عيني بليل العراق
وكنت أحني يدي بطين العراق
وأترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق
أنا امرأة لا تشابه أي امرأة
أنا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي أن أتزوج سيفا
وأن أتزوج مليون نخلة
وأن أتزوج مليون دجلة
مزاجي أن أتزوج يوما
صهيل الخيول الجميلة
فكيف أقيم علاقة حب
إذا لم تعمد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة
أنا امرأة لا أزيف نفسي
وإن مسني الحب يومًا فلست أجامل
أنا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحينًا أنا لوحة سومرية
وحينا أنا كرمة بابلية
وطورًا أنا راية عربية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل
ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب إلا
قصيدة شعر ووقفة عز
وسيفًا يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
أكثر من أن يكن بريقًا جميلاً
بعيني مناضل
***
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طائر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كأسوارة من ذهب
سلام عليه أبي وهو يهدي إلى بعيدي
كتاب أدب
سلام على وجه أمي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح أشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
***
عراق عراق
إذا ما ذكرتك أورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري ؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
***
أنا امرأة قررت أن تحب العراق
لماذا العراق ؟
لماذا الهوى كله للعراق ؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق ؟
لأن الصباح هنا لا يشابه أي صباح
لأن الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح
لأن عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح
لماذا العراق ؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات ؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات ؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات ؟

***
لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة
وتحرس أبوابنا بالوكالة
وتحرس أعراضنا بالوكالة
وتحفظ أموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
وأهل الصحارى
سكارى وما هم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والآخرون
يغنون هندا ويستعطفون نوارا؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا ؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا؟
ولولا العراق لكانوا عبيدا
ولولا العراق لكانوا غبارا
***
يقولون
ان الكتابة إثم عظيم
فلا تكتبي
وإن الصلاة أمام الحروف حرام
فلا تقربي
وإن مداد القصائد سم
فلا تكتبي
فإياك أن تشربي
وها أنذا
قد شربت كثيرا
فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها أنذا
قد كتبت كثيرا
واضرمت في كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي
***
لماذا أحب العراق لماذا
أيا ليتني قد ملكت الخيارا
ألم تك بغداد درع العروبة
وكانت أمام المغول جدار؟


*************************

نحن باقون هنا ..
هذه الأرض من الماء إلى الماء .. لنا
ومن القلب إلى القلب .. لنا
ومن الآه إلى الآه ..لنا
كل دبوس إذا أدمى بلادي
هو في قلبي أنا
نحن باقون هنا
هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا
وهي الخيمة ، والمعطف ، والملجأ
والثوب الذي يسترنا
وهي السقف الذي نأوي إليه
وهي الصدر الذي يدفئنا ..
وهي الحرف الذي نكتبه ..
وهي الشعر الذي يكتبنا ..
كلما هم أطلقوا سهما عليها ..
غاص في قلبي أنا
سندباد كان بحارا خليجيا عظيما .. من هنا
والذين اشتركوا في رحلة الأحلام ، هم أولادنا
والمجاديف التي شقت جبال الموج كانت من هنا ..
إننا نعرف هذا البحر جدا .. مثلما يعرفنا ..
فعلى أمواجه الزرق ولدنا
ومع الأسماك في البحر سبحنا ..
ومع الصبيان في الحي .. لعبنا .. وسهرنا .. وعشقنا ..
هذه الأرض التي تدعى الكويت
هبة الله إلينا
ورضاء الأب والأم علينا
كم زرعنا أرضها نخلا وشعرا
كم شردنا في بواديها صغارا
ونخلنا رملها شبرا فشبرا
وعلى بلور عينيها جلسنا نتمرى
هذه الأرض التي تدعى الكويت
بيدر القمح الذي يطعمنا
نعمة الرب الذي كرمنا
ويد الله التي تحرسنا
قد عرفنا ألف حب قبلها ..
وعرفنا ألف حب بعدها ..
غير أنا
ما وجدنا امرأة أكثر سحرا
ما وجدنا وطنا
أكثر تحنانا ، ولا أرحم صدرا
هذه الأرض التي تدعى الكويت
هي منا .. ولنا
كل دبوس إذا أوجعها .. هو في قلبي أنا ..
هذه الأرض التي تدعى الكويت ..
نحن معجونون في ذراتها ..
نحن هذا اللؤلؤ المخبوء في أعماقها ..
نحن هذا البلح الأحمر في نخلاتها
نحن هذا القمر الغافي على شرفاتها
هي عطر مبحر في دمنا
ومنارات أضاءت غدنا
وهي قلب آخر في قلبنا
الكويتيون باقون هنا
الكويتيون باقون هنا
وجميع العرب الأشراف باقون هنا
الكويتيون باسم الله .. باسم السيف ..
باسم الأرض ، والأطفال ، والتاريخ
باقون هنا
نلثم الثغر الذي يلثمنا
نقطع الكف التي تضربنا


 

أم مسلمة

عضو كالشعلة
12 يونيو 2012
327
47
28
الجنس
أنثى
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء


باقون هنا
في مزامير ...لنناقش كل جديد...ونحّوذ على المفيد
بوركتِ اختي ابنة اليمّ
.......
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء


باقون هنا
في مزامير ...لنناقش كل جديد...ونحّوذ على المفيد
بوركتِ اختي ابنة اليمّ
.......



ونسعد ببقائك دومًا معنا أختي الكريمة وتفاعلك
جزاكِ الله خيرًا حبيبتي
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

عودة بعد فترة انقطاع

ملك حفني ناصف (باحثة البادية)

(1886- 1918م)



ملك حفني ناصف أديبة مصرية وداعية للاصلاح الإجتماعي وانصاف وتحرير المرأة المصرية في أوائل القرن العشرين.
ولدت في مدينة القاهرة وهي ابنة الشاعر المصري حفني ناصف القاضي، وقد أتيح لها أن تتعلم في المدرسة السَّنيّة التي كانت واحدة من مدرستين أو ثلاث تتبع وزارة التعليم وتعتبر من أفضل مدارس البنات في مصر.

أتمت دراستها في قسم المعلمات بالمدرسة نفسها ولما تخرجت قررت أن تعمل بالتدريس.
بدأت التعليم إثر حصولها على الدبلوم من المدرسة السنية سنة 1903 وكانت في السابعة عشرة من عمرها. وظلت في التعليم إلى سنة 1907.
ارتبطت بالفيوم منذ زواجها قي عام 1907 من شيخ العرب عبد الستار بك الباسل رئيس قبيلة الرماح الليبية بالفيوم وشقيق حمد باشا الباسل عمدة قصر الباسل بمركز إطسا محافظة الفيوم.
عاشت قي قصر الباسل بالفيوم وهي إحدى ضواحى مركز إطسا، واتخذت اسم (باحثة البادية) اشتقاقًا من بادية الفيوم التي تأثرت بها.
نشرت باحثة البادية مقالاتها الاولى في “الجريدة” وكانت ردًا على صاحبها أحمد لطفي السيد.
كما نشرت في دوريات أخرى. وقد جمعت مقالاتها وبحوثها ونشرتها في كتاب “النسائيات”، تناولت فيه أحوال النساء المصريات وطرق حل مشكلاتهن.
لم تكتف باحثة البادية بالكتابة في الصحف بل أخذت على نفسها الاجتماع بالنساء في محاضرات عامة كانت تلقيها في الجامعة المصرية (الأهلية) التي أنشئت سنة 1908.
وقد أدرك الأمير أحمد فؤاد، الملك فؤاد فيما بعد، وكان رئيس الجامعة، الفائدة التي تعود على النساء من مثل هذه المحاضرات والاجتماعات فخصص لهن قاعة يجتمعن فيها كل يوم جمعة لبحث مشكلاتهن بإشراف ملك حفني ناصف. وفي المحاضرة التي ألقتها سنة 1910 تقدمت بما يصح أن يسمى منهجاً لإصلاح أحوال النساء.
وقد قالت يومها: لو كان لي حق التشريع لأصدرت لائحة بذلك. أما ما ورد ذكره في لائحتها المشهورة فيمكن أن يلخص بما يلي:
1- يجب أن يكون تعليم البنات قائماً على أساس الدين الصحيح تبعاً لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية. وأن يكون التعليم الابتدائي إجبارياً لجميع الطبقات.
وعلى المسؤولين أن يتأكدوا أن تتعلم البنت التدبير المنزلي وقوانين الصحة والإسعاف الاولي.
2- يجب أن يخصص عدد من البنات لدرس الطب بأكمله. وأضافت أنه يجب أن يطلق الخيار للبنت كي تتعلم ما تشاء.
3- يتوجب تعويد البنت الصدق والجدّ في العمل.
4- يجب اتباع القواعد الشرعية في الخطبة والزواج. ودعت إلى الإبقاء على الحجاب، ولكن على النمط التركي.
5- توجهت إلى الرجل والمرأة على السواء بوجوب المحافظة على مصلحة الوطن والإستغناء عن الغرب بقدر الإمكان.ودعت أخيراً “إخواننا الرجال إلى تنفيذ مشروعنا هذا”.ليس غريباً القول بأن هذه الاقتراحات رفضت في أكثرها. وفي سنة 1911 كوّنت باحثة البادية اتحاداً عرف باسم “اتحاد النساء التهذيبي” الذي كان نتيجة لتكرار لقاءاتها بالسيدات المصريات.
وعقد المؤتمر المصري، وكان الأول من نوعه، سنة 1911 في هيليوبوليس بالقاهرة. وفيه تقدمت باحثة البادية ببرنامج شامل يتفق مع ما مرّ بنا من أمر برنامجها الذي تطور معها في محاضراتها ولقاءاتها في الجامعة المصرية.

ويمكن اعتبار النقاط التالية توسيعاً لذاك أو زيادة عليه وهي: “أن يتخذ أوّلو الأمر جميع الوسائل الفعّالة لمنع الحيف الواقع على النساء المصريات” في الطريق والتجمعات، “وأن تمنع النساء من المشي في الجنازات نهائياً”، والدعوة إلى “تقليل تعدد الزوجات لغير داع بقدر الاستطاعة”.
أسهمت باحثة البادية في جميع القضايا المتعلقة بالوطن والمرأة والعرب. فمن ذلك مساهمتها في إسعاف الناس بالملابس والأغطية والأدوية والمال لما اعتدى الإيطاليون على طرابلس سنة 1911.
اعتبرت ملك ناصف أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الإبتدائية العام 1900. كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقا. عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها.
أصيبت بمرض الحمى الإسبانية، وتوفيت في 11 محرم 1337 هـ = 17 أكتوبر 1918 عن سن «32 سنة» في الفيوم التي عاشت فيها حتى وفاتها.
ودفنت قي مقابر أسرتها قي «الإمام الشافعى» ورثاها حافظ إبراهيم شاعر النيل الذي قال في مرثيته الطويلة:
مَلَك النُّهى لا تُبعدي فالخلق في الدنيا سِيَر
إني أرى لك سيرة كالروضِ أرّجَهُ الزهر
وكذلك خليل مطران وكذلك الأديبة اللبنانية مي زيادة.
تم إطلاق اسمها على عديد المؤسسات والشوارع في مصر تقديرا لدورها في مجال حقوق المرأة.
دورها في مناهضة الحركة الغربية في مصرلملك حفني ناصف مقالات نشرتها في(الجريدة) ثم جمعتها في كتاب أسمته (النسائيات) يقع في جزءين، وقد طبع الجزء الأول منه وظل الثاني مخطوطا.
ولها كتاب آخر بعنوان (حقوق النساء) حالت وفاتها دون إنجازه. معظم أعمالها تدور حول تربية البنات وتوجيه النساء ومشاكل الأسرة وقد كانت تدور في مصر معركة قلمية بين دعاة التحرر الغربي وأنصار الحجاب، فدفعت ملك حفني اعتراضات دعاة التحرر الغربي بآيات من القرآن الكريم ونصوص من السنة، وفنّدت آراء الذين يُرجعون تأخر الشرق إلى التمسك بالحجاب ببراهين وأدلة عقلية، مثل قولها:
”إن الأمم الأوروبية قد تساوت في السفور، ولم يكن تقدمها في مستوى واحد، فمنها الأمم القوية، ومنها الأمم الضعيفة، فلماذا لم يسوّ السفور بينها جميعا في مضمار التقدم، إذا كان هو الأساس للرقي الحضاري كما يزعم هؤلاء”.


 

رُديـن

مشرفة سابقة
3 أغسطس 2012
328
15
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

تبارك الرحمن ..
رائع جدا هذا النبع ..
اسعدك الله أختنا القديرة ابنة اليم
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: *|*|*|*| شخصيات أدبية |*|*|*|* (متجدد ) المشاركة لجميع الأعضاء

تبارك الرحمن ..
رائع جدا هذا النبع ..
اسعدك الله أختنا القديرة ابنة اليم

الرائع مرورك العطر أختي الغالية وتعليقك الجميل
جزاكِ الله خيرًا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع