رد: تنبيهات تجويدية
تجنب الوقوف على هذه الكلمات لما فيها من صعوبة ، والحمد لله أن كلها ليست محل وقف ، وليس شيخها وحده من تكلم عن صعوبتها ، بل ذكر ذلك الإمام مكي بن أبي طالب القيسي في الرعاية ، وكذلك الجعبري في عقود الجمان ، وصعوبة هذه الكلمات واضحة ، بسبب وقوع الهمز بعد ساكن صحيح وقفا ، بمعنى التقاء ساكنين ، ووجه الصعوبة أن الهمز حرف شديد مجهور ، وبعيد المخرج .
فما وجه الصعوبة في ذلك ؟
قال العلماء : الحرف هو صوت يعتمد على مخرج محقق أو مقدر.
وقالوا : الصوت هو الهواء المتماوج بتصادم جسمين .
إذن الحرف عبارة عن صوت ونفس ,
طيب . . عندنا بعض الحروف انحبس معها الصوت ، وهي الحروف الشديدة ، فكيف تخرج هذه الأحرف؟
أما الكاف والتاء فساعدهما خروج النفس على خروج صوتهما .
لم يبق معنا من الحروف الشديدة سوى (قطب جد الهمزة ) حروف القلقلة ساعدتها القلقلة على خروج صوتها ، فلم يبق إلا الهمزة ، لا هي مهموسة فتخرج ، ولا هي مقلقلة فتخرج .
تعتمد الهمزة في خروجها على حركتها ، لأن الحرف يقوى بالحركة ويضعف بالسكون ، فإذا سكنت الهمزة اعتمدت على حركة ما قبلها ، فإن كان قبلها ساكن وكان حرف مد اعتمدت في خروجها على إطالة الصوت بهذا الحرف نحو (السماء ) ، فإن كان ساكنا صحيحا فهذا أعسر ما يكون ، ولا يستطاع إلا برومه إذا كان مضمومة أو مكسورة ، أو بنبرة نبرة شديدة أشبه بالقلقلة إذا كان مفتوحا ، وذلك في نحو هذه الأمثلة ( الخبء ، المرء ، ملء ، دفء ) .
لذا قال الضباع في صريح النص : " إذا أتى همز متطرف بعد ساكن مسكوت عليه نحو (دفء ، المرء ) فيتعين في الوقف عليه الروم ، ويمتنع الوقف عليه بالسكون لالتقاء الساكنين ، وعدم الاعتماد في الهمز على شيء . . . "