- 26 مايو 2009
- 25,394
- 1,156
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
فى روضة المصطفى
جمع رسول الله ::من الشمائل والصفات ما لم يجتمع فى أمة بأسرها !
فكان طرازا نادرا من الشخصية السويّة ، والفكر الصائب ، والفطنة ، والفطرة الصافية .
الأخلاق الحميدة ، التواضع ، الحلم ، الوفاء ،الرحمة ، الشجاعة ، العدل ، السخاء ، العفّة ، الحياء , الصبر,.
كثيرة هى شمائل رسول الله ::ومتعدّدة ، فقد جمع جميع صفات الكمال البشرى ,جمالاً خلْقيًا ، وجمالا أخلاقيًا .
واليوم نلقي الضوء على صفة من شمائله ؛ وهى صفة الوفاء
وفاء الرسول
* الوفاء من الأخلاق الحميدة ومن أعظم الصفات التى تتحلى بها النفس البشرية
قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً ) الإسراء/34
* الوفاء صفة من صفات الرسل عليهم السلام قال تعالى في مدح سيدنا إبراهيم :{وابراهيم الذي وفى}
* الوفاء صفة من صفات المؤمنين الصادقين، قال تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}
* وهو خلق أولوا الألباب, قال تعالى { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}
قال رسولنا الكريم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وفاء النبي العظيم ::، تعددت مجالاته ، وتنوعت مظاهره ، فكان لكل صنف من الناس نصيب من وفائه ،سواء في تعامله مع ربه جلَّ وعلا ، أو في تعامله مع أزواجه ، أو أصحابه ، أو حتى مع أعدائه .
ففي تعامله مع ربه كان ::وفيًا أمينًا ، فقام بالطاعة والعبادة خير قيام ، وقام بتبليغ رسالة ربه بكل أمانة ووفاء ، فبيّن للناس دين الله القويم ، وهداهم إلى صراطه المستقيم ، وفق ما جاءه من الله ، وأمره به
قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}(سورة النحل 44
وكان وفيًا مع زوجاته ، فحفظ لخديجة رضي الله عنها مواقفها العظيمة ، وبذلها السخي ، وعقلها الراجح ، وتضحياتها المتعددة ، حتى أنه لم يتزوج عليها في حياتها ، وكان يذكرها بالخير بعد وفاتها ، ويصل أقرباءها ، ويحسن إلى صديقاتها ، وهذا كله وفاءً لها رضي الله عنها
حتى بلغ من وفائه أن غارت منها عائشة -رضي الله عنها- وهي لم تدركها ولم تضارها حتى قالت : - " ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة ، لكثرة ذكر رسول الله ::إياها وثنائه عليها ، وقد أوحي إلى رسول الله :: أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب
ومن صور وفائه ::مع زوجاته أنه لمّا نزلت آية التخيير:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) ( الأحزاب: 28 )
أن رسول الله :: جاء عائشة حين أمر الله أن يخبر أزواجه ،قالت : فبدأ بي :: فقال : ( إني ذاكر لك أمرًا ، فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك ) . وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، قالت : ثم قال : ( إن الله قال : { يا أيها النبي قل لأزواجك ..} ) : إلى تمام الآيتين ، فقلت له : أفي أي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة "
. خشية منه أن تختار زينة الحياة الدنيا لصغر سنها، فتخسر الخير الكثير في الدنيا والآخرة، لكنها كانت أحرص على خير نفسها من أبويها، فقالت للنبي ::: " أفي هذا أستأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ".
ثم استقرأ الحُجَر (البيوت) يخبر نساءه ويقول لهن: "إن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كذا وكذا فقلن: ونحن نقول مثل ما قالت عائشة -رضي الله عنهن كلهن
وكانت عائشة -رضي الله عنها- قالت له يا رسول الله لا تخبر أزواجك أني اخترتك فقال النبي ::: إنما بعثني الله مبلغًا ولم يبعثني متعنتًا
وكان وفيًا لأقاربه ، فلم ينسَ مواقف عمه أبي طالب من تربيته وهو في الثامنة من عمره ، ورعايته له ، فكان حريصًا على هدايته قبل موته ، ويستغفر له بعد موته حتى نهي عن ذلك .
من وفائه لأصحابه موقفه مع حاطب بن أبي بلتعة مع ما بدر منه حين أفشى سرَّ الرسول :: وصحبه الكرام في أشد المواقف خطورة ، حيث كتب إلى قريش يخبرها بمقدم رسول الله وجيشه ، فعفى عنه الرسول :: ، وفاءً لأهل بدر ، وقال : (إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )رواه البخاري و مسلم.
أما وفاؤه لأعدائه فظاهر كما في صلح الحديبة ، حيث كان ملتزمًا بالشروط وفيًا مع قريش ، فعن أنس (ض) أن قريشًا صالحوا النبي :: ، فقال لعلي : (اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، قال سهيل : أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ، ولكن اكتب ما نعرف: باسمك اللهم ، فقال : اكتب من محمد رسول الله ، قالوا : لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك ، ولكن اكتب اسمك ، واسم أبيك ، فقال النبي :: : اكتب من محمد بن عبد الله ، فاشترطوا على النبي :: ، أن من جاء منكم لم نرده عليكم ، ومن جاءكم منا رددتموه علينا ، فقالوا : يا رسول الله أنكتب هذا ، قال نعم ، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا) رواه مسلم . وتم إرجاع أبي بصير مع مجيئه مسلمًا وفاءً بالعهد .
وعن حذيفة بن اليمان قال : ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل ، فأخذنا كفار قريش ، قالوا : إنكم تريدون محمدًا ، فقلنا : ما نريده ، ما نريد إلا المدينة ، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ، ولا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله ::فأخبرناه الخبر ، فقال : (انصرفا ، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم) رواه مسلم.
عدّ :: نقض العهد ، وإخلاف الوعد من علامات المنافقين ، فقال : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان) رواه البخاري ومسلم
وقال :: محذرًا من الغدر وعدم الوفاء بالوعد : "من أمن رجلاً على نفسه فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافراً" (رواه النسائي وصححه الألباني).
واستعاذ النبي :: من الخيانة وهي ضد الوفاء فقال:"... وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة" (رواه ابو داود والنسائي وحسنه الألباني).
وحرم النبي :: الغدر والخيانة فقال: "لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به" (متفق عليه).
وبين :: أنه لا ينقض عهدًا فقال عليه الصلاة والسلام: "إني لا أخيس بالعهد" (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني).