- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
في مزامير كانت له أيام.. (أحمد النبوي)
_______________________________________________________________
فلا أخالكم تعرفون (أحمد النبوي) إلا من خلال كتاباته ونقاشاته، وهي كتابات ونقاشات هادئة في مَوْجِهَا، أديبةٌ في كَلِمِهَا، قشيبةٌ في نَسْجِهَا، مَوْشِيَّةٌ في نَقْشِهَا.. لكنَّ أكيدٌ أن وراءَ الأكمة ما وراءها، فمن لنا بخبره؟
رجعتُ إليه فوجدت الزمن قد عدا على ذاكرته فمحا منها الكثير، وبقي من أطلالها ما لا يشفي الغليل ولا يروي الظمأ، فأخذت أطوف به في جنبات المنتدى لأنعش ذاكرته الكليلة، أستحثها لأجمع ما تجود به عن سيرته (المزمارية)، فوجدت البداية - كما يشي تاريخ التسجيل في ملفه الشخصي على المنتدى - مع بواكير عام (2009م)، وهي بداية قديمة نسبيًّا، ولكنها كانت عادية جدًا، فقد سجل في مزامير مثلما سجل في العديد من المنتديات المشابهة، لكن سَرعان ما صار لارتباطه بمزامير زخم زاخر، فقد أسَرَته قوة طروحات المنتدى، وسعة أقسامه، فانخرط في أركانه، وتفاعل معها بشكل أوسع وأسرع.
لقد كان يدبج مقالاته قِدمًا من أوائل عام 1990م، لكنها لم تَعرف طريقها إلى النشر إلا بعد ولوجه مزامير، وكانت كتاباته تتكاثر وتتعدد مع الأيام؛ وما من قارئ لها.. فأتى تسجيله في المنتدى - ومن خلال ركن التجويد والركن العام متزامنين - كبداية لنشر ما توفر لديه جاهزًا من المواضيع والمقالات، فبدأ تلاقح الأفكار مع أعضاء المنتدى، وأثرتِ النقاشاتُ طروحاتِه، واحتدم بعضها أحيانًا في ظلال أدب الحوار؛ فتعلم الكثير عبر هذه المداولات..
هو لهذا يَعتبر نفسه كاتبًا في مزامير قبل أن يكون مشرفًا أو مراقبًا، ولم يستطع أن يتخلى عن هذه النظره خلال مسيرته، فأتت بصماته الإشرافية والرقابية كما لو كان عضوًا عاديًّا في مزامير!
لقد كانت الصلات الاجتماعية بين أعضاء مزامير القدامى والتي حكوها فيما نُثر من سيَرهم وحكايتهم؛ كانت رافدًا يدعم تماسك بناء المنتدى ويحيطه بجو من الأسرية، والحب في الله تعالى، وكان التفقد والتشارك في تفاصيل أخرى خارج مزامير يلقيان بظلالهما الوارفة على واحة مزامير، يحدوهما التعاون والحدب والعناية بشئون القرآن الكريم وتقديم الدعم الفني والعلمي المتميز للسائرين في ركاب القرآن الكريم من زوار مزامير.. كل ذلك مما أثمر تفوقًا لمزامير لم تستطعه منتدياتٌ أخرى، ربما كانت أكثر ناديًا وزائرًا يومها من مزامير!
لكن صاحبنا النبوي لم يُتح له أن تتوثق صلاته بأعضاء مزامير خارج المنتدى إلا في أضيق الحدود، وإن كان يتمنى ويسعد بغير ذلك، لكنه عوضًا عن ذلك؛ تقوقع داخل المنتدى، وتشرنق في ركن التجويد، وصارت مشاركاته في الأركان الأخرى قليلة ضعيفة، تأتي على استحياء، حتى أنه لا يتذكر أنه تصفح ولو لمرة موقع شبكة مزامير، الذي هو الحاضن الأم للمنتدى!!
_______________________________________________________________
ظفرت منه ببعض الوقت، فأنشأ يتحدث ويقول، وانطلق يحكي ويجول، فبدأ من النهاية قائلًا:
_______________________________________________________________
كان إغلاق مزاميرَ الأخيرُ قاسيًا على نفسي جدًّا، واغرورقت عينايَ من حزني، وعادةً ما ندرك قيمة الأشياء والأشخاص عند الفقد والفراق، ثم تذكرت - كعادتي في تحليل أحداث الحياة - أن الفراق سنة الله في كونه وعباده، وأن الزمن لن يتوقف أو يعود لأحد، وكتبتُ قبل أن يُغلق المنتدى مباشرة: فلتكن آخر موضوع أكتبه: وداعــــًا.. وعندي أمل أنه إلى أجل!
وقلتُ في ذلك شعرًا (لم يبلغ أن يكون قصيدة):
آذَنْتَ يَا صَرْحَ العُلا بِغِيَابِ *** وَتَوَلَّتِ الأيَّامُ مِثْلَ سَرَابِ
أوَ كُنْتَ ظِلا سَارِيًا، أمْ وَاقِعًا *** عِشْنَاهُ حَقًا أسْعَدَ الأصْحَابِ؟
أمْ عَالَمًا مِنْ شَنْكَبٍ أو حَوْسَبٍ[1] *** كَالبَرْقِ يَخْلِبُ رَاسِيَ الألْبَابِ!
كَمْ فَاضِلٍ قَدْ حُزْتَهُ وَفَتَنْتَهُ *** فَغَدَا كَسِرٍّ فيْ سُطُوْرِ كِتَابِ
فَإذَا تَشَاغَلَ عَنْ تَصَفُّحِكَ انْبَرَىْ *** يُحْصِي الدَّقَائِقَ فَاقِدًا لِصَوَابِ
حَتَّىْ يَعُودَ إلىْ فِنَائِكَ ذَاكِرًا *** وَمُذَكِّرًا بِاللهِ كُلَّ مُصابِ
أوَ كُنْتَ ظِلا سَارِيًا، أمْ وَاقِعًا *** عِشْنَاهُ حَقًا أسْعَدَ الأصْحَابِ؟
أمْ عَالَمًا مِنْ شَنْكَبٍ أو حَوْسَبٍ[1] *** كَالبَرْقِ يَخْلِبُ رَاسِيَ الألْبَابِ!
كَمْ فَاضِلٍ قَدْ حُزْتَهُ وَفَتَنْتَهُ *** فَغَدَا كَسِرٍّ فيْ سُطُوْرِ كِتَابِ
فَإذَا تَشَاغَلَ عَنْ تَصَفُّحِكَ انْبَرَىْ *** يُحْصِي الدَّقَائِقَ فَاقِدًا لِصَوَابِ
حَتَّىْ يَعُودَ إلىْ فِنَائِكَ ذَاكِرًا *** وَمُذَكِّرًا بِاللهِ كُلَّ مُصابِ
ثم بعد عودة مزامير فرحتُ، لكن فرحتي كانت منقوصة لضعف الوارد، وقلة التفاعل، فكتبت: نقطة.. ومن أول السطر.
_______________________________________________________________
ومن نوادري المضحكة التي لم أفطن لها إلا منذ أشهرٍ: أنني كنت أظن "المراقب العام" شخصًا، وكنت أتعجب من اتخاذ شخص لهذا المعرِّفِ الذي يوحي بالاستعلاء والتكبر، ثم عرفتُ لاحقًا بعد ذلك أنه منصب في المنتدى!!
_______________________________________________________________
كنتُ أذكر أنني اقترحتُ مشروعًا قريبًا من هذا، لكنه كان أوسع منه وأكبر، إذ يستهدف تسجيل مصحف بالقراءات العشر، لكنِّي لم أوثق هذا الأمر عندي، فلما فحصت المنتدى لإعداد هذا المحتوى؛ وجدتُ إشارة له في موضوع كتبته أختنا الفاضلة المشرفة حينئذ في المنتدى (نور مشرق) في الركن الخاص بالمشرفين في يوليو 2011م، ثم وجدتني قد طرحته للنقاش والاقتراحات في نفس الركن أولًا، حتى إذا أخذت المناقشات مداها واستوت، وتمت الموافقة على تبني المشروع من قِبل المنتدى والموقع؛ أُذن لي بنشر الموضوع في ركن علم القراءات لتلقي اقتراحات الأعضاء ومداولاتهم حوله؛ في (مشروع تسجيل ختمة بجمع القراءات العشر الصغرى: نحتاج إلى دعم وآراء جميع المهتمين)، ولا أذكر على وجه التحديد ما الذي أعاق إنفاذ هذا المشروع بعد أن قطع مسافة طيبة من النقاش.
وعلى ذكر المشروعِ - مشروعِ مصحفِ حفصٍ - فقد كنت أتمنى أن أسجل المصحف بنفسي لولا عدم توفر الوقت والأجهزة الاحترافية، ثم بعد فترة من إدمان الاستماع إلى مصاحف قرائنا الخمسة القدامى (عبد الباسط والمنشاوي والحصري والبنا وإسماعيل) رحمهم الله؛ اقتنعت أن تسجيلي لمصحف بعدهم باب من العبث!
_______________________________________________________________
ولما طُرحتْ فكرة الديوانيات أو مجالس السمر المفيدة؛ كُلفتُ بتنفيذها ومتابعتها في الركنين؛ فكانت (ديوانية (مجلس) ركن القراءات) و(ديوانية (مجلس) ركن التجويد).
_______________________________________________________________
انتقلتُ بعد ذلك إلى الإشراف على ركني التجويد والقراءات، ثم عدت مشرفًا على ركن التجويد فقط، ثم ضُم إليَّ ركن اللغة العربية، ثم رُقِّيْتُ إداريًّا إلى مراقب للأركان العلمية.
بعض هذه التحركات الإشرافية الرقابية كان مفاجئًا لي تمامًا، وبرغم ما أسعدني فيها من معاني الثقة والتقدير؛ إلا أن المسئولية كانت كبيرة، وعادة لا أحب التصدر أو تحمل مسئولياتٍ لا أعرف حدودها أو آلياتها، فأكثر ما يزعجني في أعمال مزامير الإشرافية والرقابية؛ هو فهم طرق حذف المشاركات المخالفة، ومتابعة المخالفين، خصوصًا ذوي النشاط الواضح مع مخالفاتهم العقدية التي لا تترك مجالا لشفقة في إيقافهم وحذف مواضيعهم ومشاركاتهم، وكذلك الأعمال الوتيرية (الروتينية) للمشرفين والمراقبين، وطالما تمنيت أن أعود إلى صفتي القديمة كمزمار نشيط أو ذهبي أو داوودي - لا أدري أيها بعد الآخر - دون التزامات ولا مسئوليات.. لكنَّ ديمومة معونة الإخوة في الإشراف والرقابة والإدارة كانت دافعًا ومحفزًا على إتمام مهام الإشراف والرقابة؛ فجزاهم الله خيرًا.
لقد كان انضمامي لأسرة مزامير الإشرافية الرقابية من الأشياء التي زادتني ارتباطًا به، لكنها في مرحلتها الأخيرة ومع تشعب الانشغالات بين الأسرية والاجتماعية والعلمية والدعوية؛ أصبحت تشكل عبئًا ثقيلا، خصوصًا مع تطور الأمر إلى الرقابة على الأركان العلمية، ولا زالت الاستقالة تداعب أحلامي نائمًا ومستيقظًا، لكن يغلبني الحياء من حساسية المرحلة التي يمر بها المنتدى، وأخشى أن أكون كمن يقفز من المركب حين خالها تغرق!
_______________________________________________________________
_______________________________________________________________
بدايةً؛ كل الأسماء التي سأذكرها هي معرِّفاتٌ، يندر أن تجد من كتب اسمه الحقيقي، خصوصًا الأخوات الكريمات، ولكلٍّ مبرره الذي نحترمه، ومع أن الارتباط بهم كان عبر أقلامهم، وتفاعلهم كتابيًا مع طروحات ومداخلات الآخرين؛ إلا أن ذلك لا يمنع من سرد انطباعات النفس تجاه كل منهم.
وعلى أن فيهم أخوات فاضلات كثيرات؛ إلا أن أكثر ما يُرصدُ ويَستحقُّ المدحَ والثناء في منتدياتنا المتخلقة بأخلاق القرآن: أن العلاقة بين الأخوات والإخوة ذات حدود واضحة، يحكمها (الأدب والجدية والأخوة المنضبطة)، وهذا ما حدا بي ألا أتجاهل أحاسيسي ومشاعري الأخوية الصادقة نحو الجميع بلا استثناء، بل رأيتها رسالة إيجابية تدفع المحسن للمزيد، وتشكره على جهده وعطائه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله؛ كما يقولون، ولعل من دخل المنتديات الأخرى وتصفح مواقع التواصل؛ لعله يعرف نعمة الله علينا في مثل هذه المنتديات الإيمانية، فله الحمد.
أما الأمر الآخر؛ فهو ظني أن أغلب من ذكرتهم في مقالي هذا لن يقرأ ما كتبتُه عنه، فالعزوف عن المنتديات أصبح ظاهرةً واضحة، لكن حسبي شهادتي للتاريخ، وهذه مشاعري نحوهم بلا تكلف أو تزويق.
ولطالما تمنيت أن أقابل بعض أعضاء مزامير في الواقع، وتواعدت مع بعضهم لكن لم يتم اللقاء، وفيهم قامات علمية باسقة، يتمنى المرء - حقيقة - أن يضمهم إلى إخوانه في عالم الواقع بعد أن ارتبط بهم في العالمِ الشنكبوتيِّ الافتراضيِّ التخيليّ!!
_______________________________________________________________
ومنهم الأخ الفاضل الشيخ أحمد نجاح محمد: وهو من أكثر من تعلقت بهم في مزامير، وقد اشتدت عرى هذه الأخوّة بعد أن اندرجنا معًا في العمل الإشرافي والرقابي في المنتدى، ورأيت من دقائق علمه، ووافر أدبه؛ ما حفزني مراتٍ إلى زيارته، خصوصًا أنه يعيش في نفس الدولة، لكن حالت المشاغل والأحوال عن إنفاذ ما تمنيته، إلى أن هاجرتُ بعيدًا، ولا يزال الأمل معقودًا بتحقيق الأمنية بعد تحسن الأحوال والعودة إلى الوطن إن شاء الله، وهو من القلة الذين تواصلت معهم خارج مزامير.. وأحمد له صموده في مزامير إلى اليوم..
ومنهم الشيخ الحبيب، والأستاذ الكريم كمال المروش: صاحب التسجيلات المميزة المتفردة ذات النكهة المغربية الخالصة، والمواضيع العلمية القيمة في ركني القراءات والتجويد، وكان أحد أعمدة الركنين، وقد استفدت من همته وبذله العلمي كثيرًا.
وقد ارتبط أخونا (المروش) في وعيي بأخينا (ابن عامر الشامي)، فصرت لا أكاد أميز أحدهما من الآخر، ولا أدري سبب الرابط على وجه التحديد، لكن أظن كليهما من المغرب العربي، وهو ما جعل لهما روحًا جامعةً، وقد التقيتهما في منتديات أخرى بنفس المعرفين في كل منتدىً، مما دلني على ارتباط وثيق بينهما..
أختنا الفاضلة راجـــ الفردوس ـــية: وكانت متميزة جدًّا في طروحاتها وحضورها العلمي والإداري في الأركان العلمية، إضافة إلى أدبها العالي، وحفظها للحدود والآداب الشرعية في التخاطب والرد، وهو أمر ميَّز كلَّ صاحبات مزامير اللاتي أتيتُ أو سَآتي على ذكرهنّ في ثنايا كلامي.
الأخ الكريم شبام: مشرف الركن العام، ومع أنني لا أذكر أنه كتب في الأركان العلمية؛ إلا أنه كان بَهِيَّ الحضورِ، حَفِيَّ الترحيبِ، زَكِيَّ المفرداتِ، وكانت مواضيعه ومسابقاته التي يكتبها في الركن العام وغيره من التميز بمكان، وكان - فيما أحسب - مُقِلًّا مُجيدًا إذا كتب، وهو ممن ترك بصمة في قلبي بحسن أدبه، ودماثة خلقه، وهاكم عيِّنة من مواضيعه (فضفضات شبامية - الجزء الثالث - قصة ورقة الشاي).
كان مما قاله (شبام) تعليقًا على مشروع الختمة الصوتية بالقراءات العشر الذي طرحتُه في ركن المشرفين؛ قال: قرأتُ الموضوعَ من أول حرف لآخر حرف، ولم أجد فيه ثُغرة أو فَجوة لغوية ولا معنوية.. من حاك هذا الموضوع وفصّله، وقام بترتيبه وجهّزه، وكتبه فيسّرهُ، ثم صاغه فأحسنه؛ حريٌّ أن يكون على رأس اللجنة الأم، له كلنا جنودٌ، ووقتنا لمشروعه مرصودٌ، لاعذرَ لنا نقدّمه، ولا شافع لنا نرسله، ذلك أن المخدوم هو القرآن وأهله، والخادم فقيرٌ يرجو عفو ربه.. إلخ.
ومنهم أختنا الكريمة الفاضلة الداعية: ويبدو من خلال حديث الأعضاء عنها أنها أكبر من متوسط أسناننا، فقد كانوا يذكرونها أحيانًا بـ"الأخت الكبرى" أو "الأم الفاضلة" أو "أم المزامير"، وهي من أقدم الأعضاء في مزامير، وكان لها حضور أُمَويٌّ فعلا، يتجسد في حكمة وهدوء متابعاتها وردودها، مع جَرأة في الحقِّ تغلفها بتوجيهاتٍ تربويةٍ تنم عن وعيٍ وحِسٍّ فائقين، تُدرجها في ثنايا الكلام دون أن تَجرح أو تَتَعالى.. افتقدتُ حضورها ومشاركاتها المميزة كثيرًا في الفترة السابقة..
ومنهم الأخ الحبيب أبو محمد العــ ملكـ ـود: وهو ممن ارتبطت بهم وبإبداعهم، ولا أتذكر عنه تفاصيل أكثر من أنه كان موسوعيًّا في مواضيعه، وكنت أستمتع بقراءتها على طولها لجمالها، ولم يكن لي تواصل معه لا عبر الخاص ولا العام، لكن كنت أرى حدبه على رواد ركن الهندسة الصوتية، وجوَّه الاجتماعي، واهتمامه بالرد على الاستفسارات رغم انشغاله الذي كان يعتذر عنه كثيرًا.. رأيت ذلك؛ فأحببته من طرف واحد..
ومنهم الأخ الحبيب الشهاب: وكان له ترحاب تلقائي بإخوانه، واحتفاء جزائري مميز، انطبع في شعوري بروحٍ مرحةٍ، ومَعشَرٍ لطيفٍ، ونفسٍ طيبةٍ نقيةٍ، وكانت له على ذلك إطلالات وإفادات علمية، وقد افتقدته في مزامير منذ فترة طويلة.
ومنهم الأخ الشيخ المقرئ: وكانت له مواضيع فائقة القوة والتحرير، يَعرفُ من أينَ يأتي بتحريراته واستشهاداته المرجعية الحاسمة، وكان موغلا في استقصاء الأدلة والاستشهادات حتى من بطون الكتب القديمة للأئمة الكبار، وقد استفدت منه جدًا، لكنه كان مُقِلا، ومما وقفت عليه مؤخرًا من موضوعاته بعد زمن طويل من مطالعتها (صليل المهند في كيفية نطق المشدد)، و(إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام).
ومنهم الشيخ الفاضل محمد السيد المتولي، وكان بارعًا دقيقَ الجوابِ، واسعَ الاطلاعِ، واضحَ الحجةِ، حاسمَ الردِّ، مُقِلا في المشاركةِ، لكنه كان كالطيف الجميلِ؛ غائبًا حاضرًا، ثم غاب عن المنتدى ضمن من غاب لفترة طويلة، وافتقدنا لمساته وفوائده.
ومنهم الأخ الحبيب الشيخ البصير بقلبه أحمد نواف المجلاد، والذي رأيت من همته في الطلب والتحرير والدرس ما أدبني، ولي مع مواضيعه ذكريات رائعة، مما يشي بتعلقٍ من طرف واحد كعادة الناس في التعلق بالمشاهير والمميزين، وكان عنه موضوع جميل كتبته أختنا الفاضلة فجر النور بعنوان )الشيخ أحمد نواف المجلاد).
وممن لهم بصمات؛ الأديبة الجزائرية الأستاذة دليلة بونحوش على جدتها في المنتدى، خصوصًا ركن اللغة العربية، إلا أنها قامة أدبية سامقة، أسرني أسلوبها الساحر، وتعليقاتها التحليلية التي تصيب كبد الحقيقة، ونظرتها الأندلسية الموشاة بومضات الإبداع من حولها.
كما انتفعت كثيرًا بمشاركات ومواضيع الأخ الكريم (حفيظ شاركي) في برامج تحرير الصوت، فله الشكر على جهده المتقن في الشروح.
ومن الأسماء التي افتقدت كثيرًا حضورها العلميَّ ومرورها في الأركان العلمية خلال الفترة السابقة أخواتنا الفاضلات: الموجودة، والملكة الحزينة، وفجر النور، وجنة الفردوس، وريتاج، والإخوة الكرام: صديق القراء، وسيّد مُسلِم، والمالكي المصري، وابواحمدالغالى، ومصطفى راضى، وهاني مكاوي، وابواحمدالغالى، والثمر اليانع، و منابر النور، وإبراهيم التميمي، ومحمد الجنابي، ومرشد الحيالي، و محمد أبو سالم، وحواس السمع، ومحمد علي رضوان، القارئ المدني، والوهراني، وحفيد البخاري، وقارئ الشمال: الذي أذكر أن اسمه كان نواف الموسى، وفوطن، ولا أعرف معنى هذا المعرِّف!!
وكان لأخينا عبدالله آل وافيه الغامدي موضوع فيه قصة رائعة عن صلاة الجمعة كتبه باللغة العامية النجدية، عنونه بـ(قصتي مع يوم الجمعة "قصة حقيقية")، ووعدته بصياغته بالفصحى وبدأت فيه منذ سبع سنوات، ولم أتمه، وكنت كلما كدتُ أشرعُ في إتمامه يوقفني عدم وجود رابطه عندي، فلما وجدته أثناء التطواف لجمع مادة هذا المحتوى؛ عزمتُ على إتمام الصياغة إن شاء الله..
ومنهم محب إدريس أبكر: وهو اسم كان له حضور دائم في فترة ما، وقد افتقدته كثيرًا في الفترة السابقة، وأرجو أن يكون صاحبه بخير.
الأخت الفاضلة القائدة ابنة اليم: ذات المُعَرِّفِ الأسمر؛ معرفِ مديرِ المنتدى، لا أذكرها قبل تحملها أمانة المنتدى، ولا يعيبها ذلك بل قد يعيبني، فقد كنت متقوقعًا في ركن التجويد، وأقصى ما وصلتُ إليه - تصفحًا - هو الأركان العلمية، لكنها منذ أن تولت المسئولية أصبحت حاضرة بقوة في الأعمال الإشرافية والرقابية في الأركان العلمية خصوصًا!
وكالسيل الجرار؛ سحبت معها قطار مزامير بمشرفيه، تحفيزًا وتوجيهًا وحضورًا وعونًا وأفكارًا، كانت تخجلني بنشاطها الفائق المتميز، وجاء مشروع إنتاج مصحف مزامير الصوتي برواية حفص؛ فوسع من مساحة التعاون، فقد كان المشروع رحىً كبيرة أخذت من الوقت والجهد الكثير في ترتيبه ومناقشة محاوه ومراحله، وتشكيل لجانه المتخصصة: اللجنة الإدارية، واللجنة الفنية (علوم القرآن)، واللجنة التقنية (هندسة الصوت)، ومخاطبة المرشحين للتسجيل، ثم تصفية المتقدمين منهم بناءًا على تسجيلاتهم، وكانت هي في صدارة فرق العمل ولجانه بكل طاقتها، كأن المشروع وليدها الذي تحدب عليه: تجمع بين الآراء واللجان، وتقترح الأسماء، وتتواصل مع الجميع، وتذكر وتصوغ ملخص ما اتفقت عليه اللجان، وكلما فترت همم الأعضاء أو انشغلوا؛ قامت هي بالتذكير وبث روح الأمل، وتذليل العقبات.. وهكذا؛ مر المشروع بمراحله حتى كاد أن يبدأ.. ثم جاء الركود الجاثم على المنتديات كلها؛ فجثم بدوره على مشروع الختمة!
لابد من إزجاء الشكر لها على جهودها التي أراها نموذجًا لبنات حواء، وأسأل الله أن يتقبل منها، وأن يوفقها في قابل أيامها.
_______________________________________________________________
أولها أنه لما أراد أخي أن يتزوج؛ نصحت له بما أعلم من حَقِّهِ عليّ، فكان نُصحِي له في مكتوبي (حصريٌّ للأيَامَى المقبلينَ على زواجٍ؛ أفكارٌ جديدة في معايير البحث)، وثَنَّيْتُ فَفَتَّشْتُ له في دفاتر الذكريات الصفراء فوجدت نصائح قديمة كتبتُها على طريقةِ )نِعمَتِ المرأة زوجتي لو كانت كذلك(، فعنونتها بـ(فقط للمتزوجين: صفحات مطوية من مذكراتي بعد الزواج)، ونشرتها على عنوانها المُضَمَّن، ثم زادني الواقع بعد الزواج فهمًا وتسليمًا في أمور فكتبتُ (لما تزوجتُ فهمت الآيات عمليًا).
وأراد أخي أن يحفظ القرآن الكريم؛ فطلب مني أن أُحمِّسه لشرف الحفظ فزَبَّرْتُ له (نظرة جديدة: شرف حفاظ القرآن الكريم)، فلما شرع في الحفظ أهديته بعض ما عركته في الدرب من فوائد في موضوع (فكرة استثنائية: اتفاقات عجيبة لمواضع المتشابه اللفظي في مصحف المدينة)، ثم جمعتُ له خلاصة تجربتي في (تعلم التلاوة المجودة بمرتبة التحقيق: نصائح من مجرب)، وكتبتُ ما أرى أهميته لـ(درء التعارض في معنى المحصنات في القرآن الكريم)، ثم وقفت في ملفاتي القديمة على كتب أحسبها ذات أهمية له في رحلة الحفظ وتثبيته فجمعت له منها عدة عناوين في (باقةُ كتبٍ قيمة جداً في المتشابه اللفظي).
ولما كانت لي عناية بمسائل علم الوقف والابتداء؛ تقدمت باقتراح للإدارة التي استجابت مشكورة وزادت في تعريف ركن التجويد أنه ركن يهتم بعلم الوقف والابتداء، وقد طرحت باقة من المقالات في هذا العلم الرائع:
·تعالوا معا نُحَصِّلُ علم الوقف والابتداء!!
·حول ضوابطِ نقلِ الوقوفِ القرآنية وحكايتِها
·في بيان أصنافٍ من الوقوفِ القبيحة في القرآن الكريم
·مسئلة مهمة جدا: أخذ الحِيْطَةِ عندَ (الابتداء) بالاستعاذةِ ووصلِها بوسطِ السورة
·وقف آية: قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم - بالأنعام
·مسئلة مهمةٌ جدا: استحسانِ قطعِ القراءةِ في الختمةِ المتسلسلة على وقفِ التمامِ
·في الوقف والابتداء: نسبةِ جملةِ مقولِ القولِ إلى قائلها
·مسئلةٌ عزيزةٌ: في جوازِ وَصْلِ مواضعِ الوقفِ اللازمِ بشرطه
·مبحثٌ في وقف آيَتَيِ الرعدِ ولقمانَ على "عمد": للمهتمين بعلم الوقف والابتداء
·الوقف الحسن: تقسيمات مهمةٌ لدرء الأوهام فيه
·مسئلة مهمة: في أنَّ بعضَ الإعاداتِ تنقلبُ زيادةً في القرآنِ لا تجوزُ
·مسئلة نادرة: في الوقف على "حم* عسق" الشورى
·الكلام في الوقف على "كماء أنزلناه من السماء فاختلط"
ثم شرعت في طرح بعض مراجع علم الوقف والابتداء:
·الإيضاح لابن الأنباري - (1) سلسلة كتب الوقف والابتداء
·الوقف والابتداء للهذلي - (2) سلسلة كتب الوقف والابتداء
·منار الهدى للأُشموني - (3) سلسلة كتب الوقف والابتداء
·المقصد لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري - (4) سلسلة كتب الوقف والابتداء
·منحة الرؤف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي للغماري - (5) سلسلة كتب الوقف والابتداء
فلما كثرت طروحاتي مع طروحات غيري في الوقف والابتداء؛ جرَّني ذلك أنْ أجمعها في موضوع مستقل (مجمع مواضيع (الوقف والابتداء) على منتدى مزامير).
_______________________________________________________________
وكنت أزور بعض أهل العلم من علمائنا العاملين، فوقفت عند بعضهم على تسجيلاتٍ لبعض جهابذة وقُدَامَى أساتذة مشيخة الإقراء بالديار المصرية، فَبَشَّرْتُهُ وإخوانَه بقرب إخراجي لهذه الكنوز في (حصري تمامًا: ترقبوا تلاوات جديدة لشيخ المقارئ بالديار المصرية الأسبق الشيخ عامر السيد عثمان)، فلما انتهيت من إعداد هاتيك التسجيلات أتَحْتُهَا على الموضوع (أربع تلاواتٍ لشيخ المقارئ المصرية الأسبق، الشيخ عامر عثمان) رحمه الله تعالى.
وأتحفني العلامة الشيخ النحاس حفظه الله بقصيدة له فجعلتها موضوعًا في (رثاء شيخ مشايخنا العلامة الشيخ عامر عثمان رحمه الله: قصيدة تلميذه الشيخ د.علي النحاس).
ومن رحيق ما انتفعت من التطواف على أهل العلم وفي علوم القرآن الكريم كتبت له فوائد وطرائف في (أربع آيات فـ ـقــ ـط في القرآن الكريم تبدأ بحرف الشين)، ثم ثارت عنده إشكالية في التصديق عند الانتهاء من التلاوة فزبرت له (قراءة لأقوال أهل العلم في "صدق الله العظيم" عَقِيْبَ التلاوة) لأفض له الإشكال.
وأتم أخي الحفظَ ثم أُجيزَ، فلما أراد هو أن يُجيزَ كتبت له (حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية) علَّ المكتوب يجيب على تساؤلاتٍ رأيتها في أكثر من موضوع له ولإخوانه.
ورصدت عيني بعض الظواهر عند أهل القرآن الكريم؛ فطرحتها في موضوعين (للنقاش: الأجر مقابل الإجازة !!! هل تؤيده؟)، و(القول في الترجيح بين القراءات والروايات المتواترة).
فلما قال: أجد حرجًا في رفع مواضيعي بعد تقادمها في المنتديات؛ كتبت له (مسألة في استحياء المواضيع القديمة بكتابة مشاركة جديدة) لأعينه على رفع الحرج.
وكان يصلني منه بين الفينة والأخرى رسائل نافعة فيها ابتكار وروعة، فأردت أن أعمم النفع بها بعد أن خصني هو بها، فأعدت نشرها في موضوع متجدد عنونته بـ(ادخل لتقرأ الرسائل البريدية المميزة، أو لتضيف رسائلك، ولا تكن الثالث).
وكنت قد كتبت مقالات في النيات على فترات متباعدات، فجمعتها في (منازع النيات عن رب البريات: هل نيتك الخالصة خالصة فعلاً؟ أنت الحكم) عسى أن تَخْلُصَ مني ومنه النية.
ورأيته بدافع حب ولده يضربه فآلمني، فذكَّرت نفسي وإياه عسى أن يُقلع بمقالتي (هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟.. إذا تفضل بالدخول!)، ووجدت مقالة قديمة في موضوع الأبراج والحظ والتفريق بينهما، فيها ما يستحق النظر، فنشرتها بعنوان (خواطر استشرافية وقراءاتٌ ذهنية: علمُ الأبراجِ وارتباطهُ بعلمِ الغيبِ)، ووجدت أختًا لها (نكتة: من أسماء العصا في "لسان العرب" لابن منظور) فبادرت نشرها علَّها تقع من أحدهم موقع النفع بعد أن قَرَّتْ في أدراجي زمنًا، ولما خطرت لي بعض الخواطر وأنا في مجلس عزاءٍ، سطرتها في (لغة العين واليد).
ورأى أخي كثرة ما كتبتُ فقال: ما أكثرَ ما تكتبُ، أفلا تتلو فتُسمِعنا؟ قلت بلى، فرفعتُ له من تسجيلاتي المجودة:
تلاوة مجودة من سورة الفرقان.
تلاوة مجودة من سورة الإسراء.
·تلاوة مجود لي من أول الإسراء.
سورة المطففين، مجودة بهدوء.
المعارج مجودة: أول ما أرفع على الشنكبوتية من تلاواتي.
آية النور من سورة النور مجودة.
·تلاوة مجودة لي برواية ورش عن نافع.
فقال: قد سمعنا منك القرآن الكريمَ مجوداً، أفلا تتلوه مرتلاً؟ قلت: بلى، وهاك من تسجيلاتي المرتلة في صلاة التراويح (من رمضان 1429: مقطع من النساء)، وهذا من صلاة الصبح تسجيل لسورتي (السجدة والإنسان من فجر الجمعة، أول تلاوة مرتلة لي على الشنكبوتية).
قال قد سمعتُ ما رفعتَ على الشنكبوتية من القرآن الكريم بصوتك، أفلا تُنشِدُ الشعر؟ قلتُ: بلى، قال: فأتحفنا وأشجِنا، قلت: والله ما صوتي بالذي يعجبك، ولكن دونك (نشيد "أخي أنت حر وراء السدود" كاملاً للشهيد سيد قطب)، و(أول نشيد للشهيد سيد قطب رحمه الله).
فلما رأيت منه استحساناً لما سمع من إنشادي، قلتُ: والله لأُرِينَّه أن الإنشاد في وادٍ؛ وما أُنشِدُه في وادٍ، فرفعت له ملفاتٍ صوتٍ كنت قد احتفظتُ بأشرطتها من قديمٍ لأستاذ المنشدين أبي مازن الذي غُذِيتُ بأناشيده صغيرًا؛ في (المجموعة الكاملة من أناشيد أبي مازن عملاق الإنشاد الإسلامي)، ثم ثنيت ببعض التسجيلات الرائعة لأستاذ الشريعة الشيخِ الدكتورِ عبد الرحمن الحمين بعنوان (من تراث التراث: الأرجوزة ذات الأمثال لأبي العتاهية بصوت الحمين).
_______________________________________________________________
ولما بدأت في كتابة الشعر وتَعَلُّمِ أصولِه في إبريل من عام 2014م؛ كانت العمة الشاعرة الكريمة/ ثريا نبوي هي الراعية والمعلمة لتجربتي الوليدة، وكان منطقيًا أن يكون لمزامير حظ الأسد من منشور شعري، فكان من باكورة ما كتبته نثرًا خلال تدارس علم العروض، ودراسة الشعر القديم (تحليل عروضي بسيط لمعلقة امرئ القيس + ضبط لنصها كاملا).
ثم عرضت باكورة ما كتبته شعرًا (الشمقمقية الثانية للنبوي - بحر الرجز)، ثم قلتُ في رثاء أخٍ شهيدٍ فاضل (في رثاء الشيخ همام طه - قصيدة)، ولما سافر بعض قرابتي إلى مكان بعيد؛ كتبت من وحي ذلك (إلى الجنوب.. أهلا)، ولما رأيت فُشُوَّ الظلم وذيوعه كتبت قصيدتين (قصيدة: وضاع العدل)، و(قصيدة: الهاشتاج - بحر المتدارك).
وكان لي مع الشاي جولات وصولات، وأصبحت أتفنن في صناعته، ورأيت بعض من غلبه الشاي على بعض ما يريده من صلاح نفسه، فنظمت (زناجيل)، واغتنمت حالة من صفاء النفس ورصدت بعض ما يدور في دواخلها في (وأصرخ ذيب)، وكتبت أصف بعض أحوالي مع الكتابة وأفكارها (وُريقتي والقلم).
وكان لوالدي الكريم قصائد كثيرة، فنقلت من عيون ما أعجبني منها (الفارس من غزة (2012) - شعر د.عاصم النبوي)، ثم كانت فكرة دعوة العمة الشاعرة ثريا النبوي لعضوية الشرف؛ مطروحة على الطاولة، فمهدت للتعريف بها عند القراء والرواد بنقل (قراءة في ملامح القصيدة عند ثريا نبوى - أ.د خالد فهمي)، ثم تداعت مشاركاتها لمزامير بعد ذلك بقصائدها الماتعة، فكان منها (عُذرًا حبيبي المصطفى) و(قصيدة يَبْغُونَها عِوَجَا).
وكنتُ قد جمعتُ بعض مواضيعي مبكرًا في نفس السنة التي انضممت فيها لأسرة مزامير عضوًا، جمعتها في (المَجمعُ الذهبيّ في مواضيعِ أحمدَ النبويّ - على مزامير)، وقد استفدت منها في كتابة هذا المحتوى، لكنها كانت مبكرة فلم تُسعفني بقوة، فاضطررت إلى مسح المنتدى وتصفحه كثيرًا لجمع مادتي هذه.
_______________________________________________________________
مزامير بين عهدين ميمونين
إن مزامير واحة غنَّاءُ؛ بل جنةٌ فيحاء، ليس لها مثيل في مجالها العام، ومن الظلم والغبن أن يضيع هذا الصرحُ المتميز بما بُذِلَ فيه من جهود وأوقات غالية، ولابد من بذل كل الجهد في الحفاظ عليه، وإذا كانت أختنا (ابنة اليم) تودع إدارة المنتدى لتسلمها لأخينا (مصطفى الزيني)؛ فإن خير ما يبدأ به أخونا فيما أحسب؛ جمع الأفكار والاقتراحات للنهوض بالمنتدى من هذه الوهدة، وكما كان مزامير شامة في نشاطه بين المنتدياتِ - حين كانت للمنتديات شِرَّة - فسيبقى إن شاء الله شامة بينها وهي تغيب عن المشهد، ويبقى مزامير إن شاء الله ويتقدم ويزدهر، ويستعيد مكانته كأداة للتواصل العلمي والأدبي بين رواده وأعضائه.
ولعل هذه المقترحات أن تكون أول ما أهديه لأخي الكريم أ.مصطفى الزيني:
إذا كانت قاعدة بيانات المنتدى تحتوي على عناوين البريد الإلكتروني للأعضاء أو أغلبهم، فلماذا لا تُفعلُ هذه الوظيفة تلقائيًا من خلال الإخوة التقنيين القائمين على المنتدى، بحيث ترسل لكل عضوٍ رسالة ترحيبية، فيها دعوة لزيارة المنتدى، ورابطًا لإعادة تأسيس كلمة السر الخاصة بالعضو بعد أن نسيها غالبًا، وسيكون وقع ذلك جميلا على الكثيرين، وربما حفزهم بعد عودة كلمة السر إلى اعتياد الدخول إلى المنتدى.
حبذا أن يُنفذ ذلك التطبيق الذي يتيح تصفح المنتدى من خلاله على الأجهزة المحمولة الجوالة، ويرسل رابط هذا التطبيق للأعضاء الذين تتوفر لهم عناوين البريد الإلكتروني أعلاه.
_______________________________________________________________
_______________________________________________________________
[1] (شنكب) هي ترخيمُ منحوتةٍ: فأما المنحوتة فهي (الشنكبوتية)، نُحتت من لفظين: (الشبكة العنكبوتية)، ثم رَخَّمتُ المنحوتة فصارت (شنكب)! وكذلك (حوسب) فهي ترخيم حوسبة..