رد: التحريرات - صفحة خاصة - تعريفها - نشأتها - مدارسها - حكمها -وموقف قراء عصرنا منها
هذا جزء من شرح متن دواعي المسرة في تحرير الشاطبية والدرة للعلامة السمنودي قام بوضع شرح وبيان له سعيد يحي عبد المعطي رزق جزاه الله خيرًا
باب الاستعاذة
قال السمنودي
قد صح في مختار الاستعاذة النقص والتغيير كالزيادة
واجهر بها للكل في السور عند التلقي أو سماع من حضر
وأخفها في الدور إن لم تبتد أو في الصلاة أو متى تنفرد
ولكلام أجنبي أعد ولا تعد ضرورة وندب فضلا
الشرح والبيان
ذكر السمنودي ثلاث مباحث في الاستعاذة وهي :
المبحث الأول صيغ الاستعاذة
ذكر الناظم أن صيغ الاستعاذة دائرة بين الصيغة التي وردت في سورة النحل وهي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , وبين الصيغ التي فيها تغيير , أو زيادة أو نقص عتها , وكل ذلك من خلال الصيغ الصحيحة , ومما روي من التغيير ما رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود بإسناد صحيح عن النبي " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم "
أما ما ورد من صيغ بها زيادة فتنقسم إلى قسمين :
1- زيادة تتعلق بتنزيه الله تعالى ومنها " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " رواه أصحاب السنن قال الترمذي , وهو أصح حديث في الباب , وهناك صيغ أخرى صحيحة في زيادة تنزيه الله تعالى .
2- زيادة تتعلق بشتم الشيطان , ,منها ما رواه بن ماجه والحاكم وغيرهم والفظ لابن ماجه كان النبي إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ونفخه "
كما نعلم أن الشاطبي لم يذكر سوى زيادة التنزيه لله فقط .
ذكر السمنودي التغيير بالنقص كقولك أعوذ بالله من الشيطان " وقد جاءت رواية ابن مطعم في سنن أبي داود كما ذكرنا
قال النويري في شرح الطيبة " وأما النقص فأهمله أكثرهم , ولذا لم يذكره لا لضعفه فقد قال الناظم في نشره والصحيح جوازه فقد قال الحلواني في جامعه من شاء زاد ومن شاء نقص " اه شرح الطيبة للنويري ص286 .
المبحث الثاني
مواضع الجهر أو الإخفاء للاستعاذة :
ذكر السمنودي مواضع الجهر بالاستعاذة وهي :
1- عند التلقي في مقام التعليم .
2- إذا كان بحضرة من يسمع قراءته حتى يستعد للسماع ولا يفوته شيء من القرآن .
مواضع الإسرار بالاستعاذة :
1- إذا قرأ في الدور أي في حلقة , ولم يكن هو الذي بدأ القراءة , وأتى عليه الدور في القراءة فيسر بها .
2- في الصلاة , وذلك لفعل النبي .
3- حالة الإنفراد والقراءة سرا .
قال صاحب الغيث : "قال الداني لا أعلم خلافا بين أهل الأداء في الجهر بها عند افتتاح القرآن , وعند الابتداء برءوس الآي أو غيرها في مذاهب الجماعة اتباعا للنص واقتداء بالسنة , وكذلك ذكره غيره , وكلهم أطلق , وقيد الإمام ابو شامة وتبعه جماعه من شراح القصيد , وغيرهم كالمحقق بما إذا كان بحضرة من يسمع قراءته قال لأن السامع ينصت للقراءة من أولها فلا يفوته شيء منها لأن التعوذ شعار القراءة , ,إذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن يفوته منها شيء انتهى , ويؤخذ منه أنه إذا قرأ سرا فإنه يسر , و به صرح المحقق قال وكذلك إذا قرأ في الدور , ولم يكن في قراءته مبتدءا فإنه يسر التعوذ لتتصل القراءة , ولا يدخلها أجنبي فإن المعنى الذي من أجله استحب الجهر , وهو الإنصات فقط في هذه المواضع , ويعني بالمواضع ما ذكره أبو شامه , ومسألة من قرأ سرا , وهذا قيد حسن لابد منه , ويدل عليه أمور منها أن الله أمر بالاستعاذة , ولم يعين سرا ولا جهرا , ولا خلاف أعلمه أن من تعوذ سرا فقد امتثل أمر الله تعالى فمن ذكر سرا فقد امتثل لأمر الله بالذكر الخ ما ذكره صاحب الغيث
المبحث الثالث
إذا قطع القراءة وأراد أن يكمل :
إذا قطع القراءة بكلام أجنبي لا يخص القراءة لعارض أو لأي سبب فإنه يعيد الاستعاذة ندبا لا وجوبا .
أما إذا كان القطع لسؤال يتعلق بالقراءة فأجابه أو تعليم قراءة فلا يعيد الاستعاذة .
فائدة :
ماذا لو قرأ جماعة هل يجزئ تعوذ أحدهم عن الآخر ؟
قال النويري " لا نص فيها , والظاهر عدمه لأن المقصود الاعتصام والالتجاء فلا بد من تعوذ كل قارئ .
قال المحقق في لنشر " لم أجد فيها نصا , ويحتمل أن تكون كافية , وأن تكون عينا على كل من القولين بالوجوب والاستحباب , والظاهر الاستعاذة لكل واحد لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله تعالى من شر الشيطان كما تقدم فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر كما اخترناه في التسمية على الأكل,و ذكرناه في غير هذا الموضع , وأنه ليس من سنن الكفايات والله أعلم .