إعلانات المنتدى


[ آيه فَقَطْ ~ الجزء الأول ],!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)

يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي, وأتموا وصيتي لكم: بأن تؤمنوا بكتبي ورسلي جميعًا, وتعملوا بشرائعي. فإن فعلتم ذلك أُتمم لكم ما وعدتكم به من الرحمة في الدنيا, والنجاة في الآخرة. وإيَّايَ -وحدي- فخافوني, واحذروا نقمتي إن نقضتم العهد, وكفرتم بي
 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَءَامِنُوا۟ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقًۭا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوٓا۟ أَوَّلَ كَافِرٍۭ بِهِۦ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِى ثَمَنًۭا قَلِيلًۭا وَإِيَّـٰىَ فَٱتَّقُونِ ﴿41﴾
وآمنوا- يا بني إسرائيل- بالقرآن الذي أنزَلْتُه على محمد نبي الله ورسوله, موافقًا لما تعلمونه من صحيح التوراة, ولا تكونوا أول فريق من أهل الكتاب يكفر به, ولا تستبدلوا بآياتي ثمنًا قليلا من حطام الدنيا الزائل, وإياي وحدي فاعملوا بطاعتي واتركوا معصيتي.

~ تفسير الميسر ~
 

شمس الحقيقة

مزمار داوُدي
9 أكتوبر 2009
3,100
44
0
رد: [ آيه فَقَطْ ],!



وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)

ولا تخلِطوا الحق الذي بيَّنته لكم بالباطل الذي افتريتموه, واحذروا كتمان الحق الصريح من صفة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبكم, وأنتم تجدونها مكتوبة عندكم، فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم.

 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "43")



إقامة الصلاة معروفة. وهي تبدأ بالتكبير وتختم بالتسليم. بشرائطها من عناصر القيام والركوع والسجود. ولكن الحق يقول "وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" إما أنه يريد منهم أن ينضموا إلي موكب الإيمان الجامع لأن صلاتهم لم يكن فيها ركوع. إذن فهو يريدهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. ولا يظنوا أن إيمانهم بموسى عليه السلام يعفيهم من أن يكونوا خاضعين لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. ويقولون ديننا كافينا. إنما جاء الإسلام لمن لا دين له وهم الكفار والمشركون .. فيقول لهم: "اركعوا مع الراكعين".
أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتهم إلي أن صلاتهم لن تقبل منهم إلا أن يكون فيها ركوع. وصلاة اليهود ليس فيها ركوع .. وإن كان فيها سجود، وفي كلتا الحالتين فإن الحق سبحانه وتعالى يلفتهم إلي ضرورة الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم. الحق سبحانه وتعالى حينما قال: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) يريد أن يلفتهم إلي أن العكس هو المطلوب وأنهم كان يجب أن يشتروا الإيمان ويختاروا الصفقة الرابحة. ولن يحدث ذلك إلا إذا آمنوا بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا هو الطريق الوحيد لرضا الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى يريد أن يهدم تكبرهم على الدين الجديد فأمرهم بالصلاة كما يصلي المسلمون. وبالزكاة كما يزكي المسلمون. فلا يعتقدون أن إيمانهم بموسى والتوراة سيقبل منهم بعد أن جاء الرسول الجديد الذي أمروا أن يؤمنوا به. بل أن إيمانهم بموسى والتوراة. لو كانوا مؤمنين بهما حقا .. يستوجب هذا الإيمان عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. لأن التوراة تأمرهم بذلك. فكأن عدم إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفر بالتوراة ونقض لتعاليمها.
والصلاة كما قلنا .. استحضار العبد وقفته بين يدي ربه. وحينما يقف العبد بين يدي الله .. لابد أن يزل كل ما في نفسه من كبرياء. ويدخل بدلا منه الخشوع والخضوع والذلة لله. والمتكبر غافل عن رؤية ربه الذي يقف أمامه. إنما عدم إيمانهم بهذا النبي. والوقوف بين يدي الله للصلاة كما يجب أن تؤدي، وكما فرضها الله تعالى من فوق سبع سماوات. إنما هو رفض للخضوع لأوامر الله. وبعد ذلك تأتي الزكاة. لأن العبد المؤمن. لابد أن يوجه حركة حياته إلي عمل نافع يتسع له ولمن لا يقدر على الحركة في الحياة. والله سبحانه وتعالى حينما يطالبنا بالسعي في الأرض لا يطالبنا أن يكون ذلك على قدر احتياجاتنا فقط، بل يطالبنا أن يكون تحركنا أكثر من حاجة حياتنا. حتى يتسع هذا التحرك ليشمل حياة غير القادر على حركة الحياة. فيتسع المجتمع للجميع. ويزول منه الحقد والحسد، وتصفى النفوس..
 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَـٰبَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿44﴾
ما أقبح حالَكم وحالَ علمائكم حين تأمرون الناس بعمل الخيرات, وتتركون أنفسكم, فلا تأمرونها بالخير العظيم, وهو الإسلام, وأنتم تقرءون التوراة, التي فيها صفات محمد صلى الله عليه وسلم, ووجوب الإيمان به!! أفلا تستعملون عقولكم استعمالا صحيحًا؟

~ تفسير الميسر ~
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)


واستعينوا في كل أموركم بالصبر بجميع أنواعه, وكذلك الصلاة. وإنها لشاقة إلا على الخاشعين الذين يخشون الله ويرجون ما عنده,
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون"46")
بعد أن أوضح لنا الحق سبحانه وتعالى أن الصبر والصلاة كبيرة إلا على كل من خشع قلبه لله. فهو يقبل عليهما بحب وإيمان ورغبة. أراد أن يعرفنا من هم الخاشعون. فقال جل جلاله: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم).
ما هو الظن؟ سبق أن تحدثنا عن النسب. وقلنا هناك نسبة أنا جازم بها والواقع يصدقها. عندما أقول مثلا: محمد مجتهد. فإذا كان هناك شخص اسمه محمد ومجتهد. أكون قد جزمت بواقع. فهذه نسبة مجزوم بها بشرط أن أستطيع أن أدلل على صدق ما أقول. فإذا كنت جازما بالنسبة على صدق ما أقول .. فهذا تقليد. مثلما يقول ابنك البالغ من العمر ست سنوات مثلا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولكن عقله الصغير لا يستطيع أن يدلل على ذلك. وإنما هو يقلد أباه أو مدرسيه..
فإذا كنت جازما بالشيء وهو ليس له وجود في الواقع. فهذا هو الجهل. والجاهل شر من الأمي. لأن الجاهل مؤمن بقضية لا واقع لها. ويدافع عنها. أما الأمي .. فهو لا يعلم. ومتى علم فأنه يؤمن. ولذلك لابد بالنسبة للجاهل أن تخرج الباطل من قلبه أولا. ليدخل الحق. وإذا كانت القضية غير مجزوم بها ومتساوية في النفي والوجود فإن ذلك يكون شكا. فإذا رجحت إحدى الكفتين على الأخرى يكون ذلك ظنا. والحق سبحانه وتعالى يقول: "الذين يظنون" ولم يقل: الذين تيقنوا أنهم ملاقوا ربهم .. لماذا لم يستخدم الحق تعالى لفظ اليقين وأبدله بالظن؟ لأن مجرد الظن أنك ملاق الله سبحانه وتعالى .. كاف أن يجعلك تلتزم بالمنهج. فما بالك إذا كنت متيقنا. فمجرد الظن يكفي.
وإذا أردنا أن نضرب لذلك مثلا ـ ولله المثل الأعلى ـ نقول: هب أنك سائر في طريق. وجاء شخص يخبرك أن هذا الطريق فيه لصوص وقطاع طرق. فمجرد هذا الكلام يجعلك لا تمشي في هذا الطريق إلا إذا كنت مسلحا ومعك شخص أو اثنان. فأنت تفعل ذلك للاحتياط. إذن فمجرد الظن دفعنا للاحتياط .. إذن فقوله تعالى: "يظنون أنهم ملاقوا ربهم" فمجرد أن القضية راجحة. هذا يكفي لاتباع منهج الله. فتقي نفسك من عذاب عظيم.
ويقول المعري في آخر حياته:

زعم المنجم والطبيب كلاهما أن صح قولكما فلست بخاسرٍ لا تحشر الأجساد قلت إليكما أو صح قولي فالخسار عليكما

فكل مكذب بالآخرة خاسر. والنفس البشرية لابد أن تحتاط للقاء الله. وأن تعترف أن هناك حشراً وتعمل لذلك. والحق سبحانه وتعالى يقول: "الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون" والرجوع إلي الله سبحانه وتعالى أمر يقيني. فمادامت قد جئت إلي الدنيا مخلوقا من الله فأنت ـ لا محالة ـ سترجع إليه. وهذا اليوم يجب أن نحتاط له. حيطة كبرى. وأن نترقبه. لأنه يوم عظيم .. والحق سبحانه يقول:

{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم "1" يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "2" }
(سورة الحج)


ويقول جل جلاله:

{فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً "17" }
(سورة المزمل)


إذا كان هذا حالنا يوم القيامة، فكيف لا يكفي مجرد الظن لأن نتمسك بمنهج الله. ونحن نحتاط لأحداث دنيوية لا تساوي شيئا بالنسبة لأهوال يوم القيامة. أن الظن هنا بأننا سنلاقي الله تعالى يكفي لأن نعمل له ألف حساب.
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)

يا ذرية يعقوب تذكَّروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي عليها, وتذكروا أني فَضَّلْتكم على عالَمي زمانكم بكثرة الأنبياء, والكتب المنزَّلة كالتوراة والإنجيل
 

شمس الحقيقة

مزمار داوُدي
9 أكتوبر 2009
3,100
44
0
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (48)

وخافوا يوم القيامة, يوم لا يغني أحد عن أحد شيئًا, ولا يقبل الله شفاعة في الكافرين, ولا يقبل منهم فدية, ولو كانت أموال الأرض جميعًا, ولا يملك أحد في هذا اليوم أن يتقدم لنصرتهم وإنقاذهم من العذاب.


 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!


وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)

واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه, وهم يُذيقونكم أشدَّ العذاب, فيُكثِرون مِن ذَبْح أبنائكم, وترك بناتكم للخدمة والامتهان. وفي ذلك اختبار لكم من ربكم, وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة, تستوجب شكر الله تعالى في كل عصوركم وأجيالكم



 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَـٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿50﴾

واذكروا نعمتنا عليكم, حين فَصَلْنا بسببكم البحر, وجعلنا فيه طرقًا يابسةً, فعبرتم, وأنقذناكم من فرعون وجنوده, ومن الهلاك في الماء. فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم.

~ تفسير الميسر ~
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنت ظالمون "51")
قول الحق سبحانه وتعالى "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة" هذا الوعد كان لإعطاء موسى المنهج، فحينما كلم الله سبحانه وتعالى موسى بجانب الطور .. كان هذا لإبلاغ موسى عليه السلام أنه رسول من رب العالمين ـ وأنه أرسله ليخلص بني إسرائيل من طغيان فرعون وعذابه .. وأنه سيمده بآيات ومعجزات .. حتى يقتنع فرعون وقومه أن موسى رسول من الله تبارك وتعالى .. بعد تكليف موسى بالرسالة وذهابه إلي فرعون .. وما حدث مع السحره ثم نجاة موسى وقومه .. بأن شق الله جل جلاله لهم البحر .. هذا في وقت لم يكن المنهج قد نزل بعد .. ولذلك بمجرد أن نجى الله سبحانه وتعالى موسى وقومه وأغرق فرعون .. كان لابد أن يتم إبلاغ موسى بالمنهج. وكان الوعد يشمل أربعين ليلة .. هذه الليالي الأربعون حددت كثلاثين أولا .. تم أتمها الحق سبحانه وتعالى بعشر أخرى .. واقرأ قوله سبحانه وتعالى:

{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشرٍ فتم ميقات ربه أربعين ليلة }
(من الآية 142 سورة الأعراف)


وعندما يتكلم الدين عن الزمن يتكلم دائما بالليلة .. والسبب في ذلك أنك لا تستطيع أن تحدد الزمن بدقة بالنهار .. الشمس تشرق وتغرب ثم تعود لتشرق .. فإذا نظرت إلي قرص الشمس .. لا يمكن أن تحدد في أي وقت من الشهر نحن .. هل في أوله أو في وسطه أو في آخره .. ولكن إذا جاء الليل بمجرد أن تنظر إلي القمر تستطيع أن تحدد الزمن. فإذا كان القمر هلالا فنحن في أوائل الشهر .. وإذا كان بدرا فنحن في وسطه وهكذا .. إن هناك مقاييس دقيقة بالنسبة للقمر وقياس الزمن في عرف الناس؛ الإنسان العادي يستطيع أن يحدد لك الزمن بالتقريب بالليالي .. ويقول لك البدوي في الصحراء، هذا القمر ابن كذا ليلة. وفي منطق الدين نحسب كل شيء بدخول الليل .. فهذه ليلة الأول من شهر رمضان نصلي فيها التراويح .. وليلة العيد لا تصلي فيها التراويح .. وليلة النصف من شعبان .. وليلة الإسراء والمعراج..
وفي كل مقاييس الدين الليل لا يتبع النهار إلا في شيء واحد هو يوم عرفه .. فلا نقول ليلة عرفه وإنما نقول يوم عرفه .. إذن الليلة هي ابتداء الزمن في الدين .. والزمن عند الله مدته اثنا عشر شهرا للعام الواحد .. السنة الميلادية تختلف عن السنة الهجرية .. والسبب في ذلك أن الله سبحانه وتعالى وزع رحمته على كونه .. فلو أن المواقيت الدينية سارت على مواقيت الشمس .. لجاء رمضان مثلا في شهر محدد لا يتغير .. يصومه الناس صيفا في مناطق محددة. وشتاء في مناطق محددة ولا يختلف أبدا .. فيظل رمضان يأتي في الصيف والحر دائما بالنسبة لبعض الناس .. وفي الشتاء والبرد دائما بالنسبة لبعض الناس..
ولكن لأن السنة الهجرية تقوم على حساب الهلال .. فمعنى ذلك أن كل نفحات الله في كونه تأتي في كل الفصول والأزمان .. فتجد رمضان في الصيف والشتاء .. وكذلك وقفة عرفات وكذلك كل المناسبات الدينية الطيبة .. لأن السنة الهجرية تنقص أحد عشر يوما عن السنة الميلادية .. والفرق سنة كل ثلاث وثلاثين سنة. والحق سبحانه يقول: "تم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون". يريد أن يمحص بني إسرائيل .. ويبين لنا كفرهم بنعم الله. فالله نجاهم من آل فرعون .. ولم يكادوا يعبرون البحر حتى رأوا قوما يعبدون الأصنام .. فقالوا كما يروي لنا القرآن الكريم:

{يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة }
(من الآية 138 الأعراف)


حدث هذا بمجرد خروجهم من البحر سالمين .. موسى عليه السلام أخذ النقباء وذهب لميقات ربه. وترك أخاه هارون مع بني إسرائيل .. وبنو إسرائيل عندما كانوا يخدمون نساء آل فرعون .. أخذوا منهن بعض الحلي والذهب خلسة .. ومع أن فرعون وقومه متمردون على الله تبارك وتعالى .. فإن هذا لا يبرر سرقة حلي نسائهم .. فنحن لا نكافئ من عصى الله فينا بأن نعصي الله فيه .. ونصبح متساويين معهم في المعصية .. ولكن نكافئ من عصى الله فينا بأن نطيع الله فيه..
وأبو الدرداء رضي الله عنه حينما بلغه أن شخصا سبه .. بعث له كتابا قال فيه .. يا أخي لا تسرف في شتمنا .. واجعل للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .. بنو إسرائيل سرقوا بعض حلي نساء آل فرعون .. فجعلها الله فتنة لإغوائهم .. وزين لهم الشيطان أن يصنعوا منه عجلا يعبدونه .. صنعه لهم موسى السامري الذي رباه جبريل .. فأخذ الحلي وصهرها ليجعلها في صورة عجل له خوار .. وقال لهم هذا إلهكم وإله موسى. أتعرف لماذا فتنهم الله سبحانه وتعالى بالعجل؟
لأن الذهب المصنوع منه العجل من أصل حرام .. والحرام لا يأتي منه خير مطلقا .. ولابد أن نأخذ العبرة من هذه الواقعة .. وهي أن الحرام ينقلب على صاحبه شراً ووبالا، إن كان طعامك حراما يدخل في تكوين خلاياك ويصح في جسدك الحرام .. فإذا دخل الحرام إلي الجسد يميل فعلك إلي الحرام .. فالحرام يؤرق الجسد ويسوقه إلي المعاصي ..

<يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا" وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله أن كنتم إياه تعبدون، ثم ذكر، الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلي السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأني يستجاب لذلك>

وقد حصل لبني إسرائيل الشيء نفسه وسرقوا ذهب آل فرعون فانقلب عليهم ظلما، وقال الله تعالى عنهم: "ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون". وعد الله لموسى كما قال أهل العلم كان ثلاثين ليلة .. إتمام الثلاثين ليلة يؤتيه ما وعد .. وكلمة وعد هي الإخبار بشيء سار. والوعيد هي الإخبار بشيء سيئ .. فإذا سمعت وعدا فأعرف أن ما سيجيء بعدها خير. وإذا سمعت وعيدا تعرف أن ما بعدها شر، إلا آية واحدة وهي قوله سبحانه وتعالى:

{النار وعدها الله الذين كفروا }
(من الآية 72 سورة الحج)


فهل الوعد هنا بخير أو المعنى اختلف؟ .. نقول: إن كانت النار موعودا فهي شر .. وإن كانت النار هي الموعودة والكفار هم الموعود بهم فهي خير للنار؛ لأن النار تفرح بتعذيب الكافرين من عباد الله .. ونعرف هذا الفرح من قوله تعالى:

{يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد "30" }
(سورة ق)


ولا يستزيد الإنسان إلا من شيء يحبه .. والنار ـ ككل شيء مسخر ـ مسبحة لله تكره العصاة .. ولكنها غير مأمورة بحرقهم في الدنيا .. ولكن في الآخرة تكون سعيدة وهي تحرق العصاة والكافرين

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون "52")
الله سبحانه وتعلى يمن على بني إسرائيل مرة أخرى .. مع أنهم ارتكبوا ذنبا من ذنوب القمة .. ومع ذلك عفا الله عنهم لأنه يريد أن يستبقى عنصر الخير للناس .. يريد أن يعلم خلقه أنه رب رحيم. يفتح أبواب التوبة للواحد بعد الآخر .. لتمحو خلايا الشر في النفس البشرية .. إن الإنسان حين يذنب ذنبا ينفلت من قضية الإيمان .. ولو لم تشرع التوبة والعفو من الله لزاد الناس في معاصيهم وغرقوا فيها .. لأنه إذا لم تكن هناك توبة وكان الذنب الواحد يؤدي إلي النار .. والعقاب سينال الإنسان فإنه يتمادى في المعصية. وهذا ما لا يريده الله سبحانه وتعالى لعباده .. وفي الحديث الشريف:
لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاةٍ"
معنى الحديث .. رجل معه بعير يحمل ماله وطعامه وشرابه وكل ما يملكه. هذا البعير تاه في صحراء جرداء .. بحث عنه صاحبه فلم يجده .. لقد فقده وفقد معه كل مقومات حياته .. ثم ينظر فيراه أمامه .. كيف تكون فرحته؟ .. طبعا بلا حدود. هكذا تكون فرحة الله تعالى بتوبة عبده المؤمن بل أشد من ذلك. أن الله تبارك وتعالى حين يفتح باب التوبة. يريد لحركة العالم أن تسير .. هب أن نفسا غفلت مرة .. أو قادتها شهوتها مرة إلي معصية. أو وسوس الشيطان لها كما حدث مع آدم وحواء. لو لم تكن هناك توبة ومغفرة .. لانقلب كل هؤلاء إلي شياطين .. بل إن أعمال الخير تأتي من الذين أسرفوا على أنفسهم .. فهؤلاء يحسنون كثيرا ويفعلون الخير كثيرا .. مصداقاً لقوله تعالى:

{إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين }
(من الآية 114 سورة هود)


وقوله جل جلاله:

{خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }
(من الآية 103 سورة التوبة)


إذن فكون الله سبحانه وتعالى يتوب على بني إسرائيل مع أنهم كفروا بالقمة في عبادة العجل .. فذلك لأن الله يريد استبقاء الخير في كونه .. ولقد عبد بنو إسرائيل العجل قبل أن ينزل عليهم المنهج وهو التوراة .. ولكن هل بعد أن أنزل عليهم المنهج والتوراة تابوا وأصلحوا أو استمروا في معصيتهم وعنادهم؟
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!


وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)

واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم "54")
يذكر الله تبارك وتعالى بني إسرائيل بقصة عبادة العجل. وهي قصة مخالفة خطيرة لمنهج الله ومخالفة في القمة .. عبادة الله وحده. والذي حدث أن موسى عليه السلام ذهب لميقات الله ومعه نقباء قومه ليتلقى المنهج والتوراة .. وأخبره الله سبحانه وتعالى أن قومه قد ضلوا وعبدوا غير الله .. وعاد موسى وهو في قمة الغضب. وأمسك بأخيه هارون يجره من رأسه ولحيته .. ويقول له لقد اخلفتك عليهم لكيلا يضلوا، فقال هارون عليه السلام:

{قال يا يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي "94"}
(سورة طه)


فتنة عبادة العجل حدثت بسبب السامري .. والسامري اسمه موسى السامري ولدته أمه في الصحراء وماتت فكفله جبريل ورباه .. وكان جبريل عليه السلام يأتيه على حصان .. يحمل له ما يحتاج إليه من طعام وشراب، وكان موسى السامري يرى حصان جبريل، كلما مشى على الأرض وقع منه تراب فتخضر وتنبت الأرض بعد هذا التراب. وأيقن أن في حافر الحصان سراً .. فأخذ قبضة من أثر الحصان ووضعها في العجل المصنوع من الذهب. فأخذ يحدث خوارا كأنه حي..
ولا تتعجب من أن صاحب الفتنة يجد معونة من الأسباب حتى يفتن بها الناس .. لأن الله تبارك وتعالى يريد أن يمتحن خلقه. والذي يحمل دعوة الحق لابد أن يهيئه الله سبحانه وتعالى تهيئة خاصة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينتقل إلي المدينة .. تعرض هو والمسلمون لابتلاءات كثيرة .. ولقد جاء حدث الإسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تخلت عنه أسباب الدنيا في مكة وذهب إلي الطائف يدعو أهلها فسلطوا عليه غلمانهم وسفهاءهم فقذفوه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين .. ورفع يديه إلي السماء بالدعاء المأثور:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس".. وليس هذا على الرسول وحده بل والمؤمنين معه .. حتى أن مصعب بن عمير فتى قريش المدلل .. الذي كان عنده من الملابس والأموال والعبيد ما لا يعد ولا يحصى رئي بعد إسلامه وهو يرتدي جلد حمار وذلك حتى يختبر الحق سبحانه وتعالى في قلب مصعب بن عمير حبه للإيمان .. هل يحب الدنيا أكثر أو يحب الله ورسوله أكثر .. حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان يقول للصحابة انظروا كيف فعل الإيمان بصاحبكم. والله تبارك وتعالى لابد أن يحصي ويختبر أولئك الذين سيحملون دعوته إلي الدنيا كلها .. لابد أن يكونوا صابرين على البلاء. أقوياء أمام خصوم الدعوة .. مستعدين لتحمل الأعباء والآلام .. لأن هذا هو دليل الصدق في الإيمان..
ولذلك تجد كل دعوة ضلال تأتي بالفائدة لأصحابها .. دعوة الشيوعية يستفيد منها أعضاء اللجنة المركزية .. أما الشعب فإنه يرتدي ملابس رخيصة .. ويسكن في بيوت ضيقة. أما السادة الذين ينفقون بلا حساب فهم أعضاء اللجنة المركزية .. هذه دعوة الباطل .. وعكس ذلك دعوة الحق .. صاحب الدعوة هو الذي يدفع أولا ويضحي أولا. لا ينتفع بما يقول بل على العكس يضحي في سبيل ما يقول .. إذن الباطل يأتي بالخير لصاحب الدعوة. فإذا رأيت دعوة تغدق على أتباعها فأعلم أنها دعوة باطل .. لولا أنها أعطت بسخاء ما تبعها أحد.
والآية الكريمة التي نحن بصددها هي تقريع من موسى عليه السلام لقومه .. الذين نجاهم الله من آل فرعون وأهلك عدوهم فاتخذوا العجل إلها .. ومتى حدث ذلك؟ في الوقت الذي كان موسى فيه قد ذهب لميقات ربه ليأتي بالمنهج والذي اتخذوا العجل إلها .. هل ظلموا الله سبحانه وتعالى أو ظلموا أنفسهم؟ .. ظلموا أنفسهم لأنهم أوردوها مورد التهلكة دون أن يستفيدوا شيئا .. والظالم على أنواع .. ظالم في شيء أعلى أي في القمة .. وظالم في مطلوب القمة .. الظالم في القمة هو الذي يجعل الله شريكا ولذلك قال الله تعالى:

{إن الشرك لظلم عظيم }
(من الآية 13 سورة لقمان)


وعلاقة الشرك بالظلم أنك جئت بمن لم يخلق ومن لم يرزق شريكا لمن خلق ورزق .. وذلك الذي جعلته إلها كيف يعبد؟ .. العبادة طاعة العابد للمعبود .. فماذا قال لكم هذا العجل الذي عبدتموه من دون الله أن تفعلوا .. لذلك فأنتم ظالمون ظلم القمة .. والظلم الآخر هو الظلم فيما شرعت القمة بأن أخذتم حقوق الناس واستبحتموها .. في كلتا الحالتين لا يقع الظلم على الله سبحانه وتعالى ولكن على نفسك. لماذا؟ .. لأنك آمنت بالله أو لم تؤمن. سيظل هو الله القوي القادر العزيز. لن ينقص إيمانك أو عدم إيمانك من ملكه شيئا. ثم تأتي يوم القيامة فيعذبك. فكأن الظلم وقع عليك .. وإذا أخذت حقوق الناس فقد تتمتع بها أياما أو أسابيع أو سنوات ثم تموت وتتركها وتأخذ العذاب. فكأنك ظلمت نفسك ولم تأخذ شيئا .. لذلك يقول الحق جل جلاله:

{وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }
(من الآية 57 سورة البقرة)


وظلم الناس يعود على أنفسهم .. لأنه لا أحد من خلق الله يستطيع أن يظلم الله سبحانه وتعالى .. وقوله سبحانه "فتوبوا إلي بارئكم" .. الحق تبارك وتعالى قال في الآية السابقة "عفونا عنكم" ثم يقول هذه الآية "فتوبوا إلي بارئكم" .. لأن التوبة هي أصل المغفرة. أنت تتوب عن فعلك للذنب وتعتزم ألا تعود لمثله أبدا ويقبل الله توبتك ويعفو عنك ..
وقد كان من الممكن أن يأخذهم الله بهذا الذنب ويهلكهم كما حدث بالنسبة للأمم السابقة .. أما وقد شرع الله لهم أن يتوبوا فهذا فضل من الله وعفو ثم يقول الحق تبارك وتعالى: "فاقتلوا أنفسكم" .. فانظروا إلي دقة التكليف ودقة الحيثية في قوله تعالى: "فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم" الله سبحانه وتعالى يقول لهم .. أنا لم أغلب عليكم خالقا خلقكم أو آخذكم منه .. ولكن أن الذي خلقتكم. ولكن الخالق شيء والبارئ شيء آخر .. خلق أي أوجد الشيء من عدم .. والبارئ أي سواه على هيئة مستقيمة وعلى أحسن تقويم .. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى:

{الذي خلق فسوى "2" والذي قدر فهدى "3" }
(سورة الأعلى)


ومن هنا نعرف أن الخلق شيء والتسوية شيء آخر .. بارئكم مأخوذة من برئ السهم .. وبرئ السهم يحتاج إلي دقة وبراعة. وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن الذي خلقك وسواك كفرت به وعبدت سواه. فكأنك في هذه الحالة لابد أن تعيد له الحياة التي وهبها لك .. وعندما نزل حكم الله تبارك وتعالى .. جعل موسى بني إسرائيل يقفون صفوفا. وقال لهم أن الذي لم يعبد العجل يقتل من عبده .. ولكنهم حين وقفوا للتنفيذ .. فرحمهم الله بأن بعث ضبابا يسترهم حتى لا يجدوا مشقة في تنفيذ القتل .. وقيل أنهم قتلوا من أنفسهم سبعين ألفا. وعندما حدث ذلك أستصرخ موسى وهارون ربهم .. وقالا البكية البكية. أي أبكوا عسى أن يغفر الله عنهم. ووقفوا يبكون أمام حائط المبكى فرحمهم الله..
وقوله تعالى: "فاقتلوا أنفسكم" لأن هذه الأنفس بشهوتها وعصيانها .. هي التي جعلتهم يتمردون على المنهج .. إن التشريع هنا بالقتل هو كفارة الذنب. لأن الذي عبد العجل واتخذ إلها آخر غير الله. كونه يقدم نفسه ليقتل فهذا اعتراف منه بأن العجل الذي كان يعبده باطل .. وهو بذلك يعيد نفسه التي تمردت على منهج الله إلي العبادة الصحيحة .. وهذا أقسى أنواع الكفارة .. وهو أن يقتل نفسه إثباتا لإيمانه .. بأنه لا إله إلا الله وندما على ما فعل وإعلانا لذلك .. فكأن القتل هنا شهادة صادقة للعودة إلي الإيمان. وقوله تعالى "ذلكم خير لكم عند بارئكم" .. أي أن هذه التوبة هي أصدق أنواع التوبة .. وهي خير لأنها تنجيكم من عذاب الآخرة .. وقوله سبحانه "فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم". التوبة الأولى أنه شرع لكم الكفارة .. والتوبة الثانية عندما تقبل منكم توبتكم .. وعفا عنكم عفوا أبديا.
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!


وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55)

واذكروا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله, حتى نرى الله عِيَانًا, فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم, فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم, وجُرْأتكم على الله تعالى.

 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!


ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

ثم أحييناكم مِن بعد موتكم بالصاعقة; لتشكروا نعمة الله عليكم, فهذا الموت عقوبة لهم, ثم بعثهم الله لاستيفاء آجالهم.



 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "57")
فالله سبحانه وتعالى يريد أن يمتن على بني إسرائيل بنعمه ومعجزاته .. ويرينا أنه برغم كل هذه النعم عاش بنو إسرائيل في عنادهم وتعنتهم، بعد أن طلب بنو إسرائيل أن يروا الله جهرة فقتلتهم الصاعقة .. ثم بعثهم الله تبارك وتعالى لعلهم يشكرون .. ذكر لنا الحق جل جلاله نعما أخرى من نعمه على بني إسرائيل .. وقال اذكروا إذ كنتم في الصحراء وليس فيها ظل تحتمون به من حرارة الشمس القاسية .. وليس فيها مكان تستظلون فيه، لأنه لا ماء ولا نبات في الصحراء .. فظل الله سبحانه وتعالى عليكم بالغمام .. أي جاء الغمام رحمة من الله سبحانه وتعالى .. ثم بعد ذلك جاء المن والسلوى.
والمن نقط حمراء تتجمع على أوراق الشجر بين الفجر وطلوع الشمس .. وهي موجودة حتى الآن في العراق .. وفي الصباح الباكر يأتي الناس بالملاءات البيضاء ويفرشونها تحت الشجر .. ثم يهزون الشجر بعنف فتسقط القطرات الموجودة على ورق الشجر فوق الملاءات .. فيجمعونها وتصبح من أشهى أنواع الحلويات. فيها طعم القشدة وحلاوة عسل النحل .. وهي نوع من الحلوى اللذيذة المغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص في الجسم. والله سبحانه وتعالى جعله بالنسبة لهم وقود حياتهم .. وهم في الصحراء يعطيهم الطاقة. أما السلوى فهي طير من السماء ويقال أنه السمان .. يأتيهم في جماعات كبيرة لا يعرفون مصدرها .. ويبقى على الأرض حتى يمسكوا به ويذبحوه ويأكلوه.
فالله تبارك وتعالى قد رزقهم بهذا الرزق الطيب من غمام يقيهم حرارة الشمس، ومن يعطيهم وقود الحركة. وسلوى كغذاء لهم، وكل هذا يأتيهم من السماء دونما تعب منهم .. ولكنهم لعدم إيمانهم بالغيبات يريدون الأمر المادي وهم يخافون ان ينقطع المن والسلوى عنهم يوما ما فماذا يفعلون؟ لو كانوا مؤمنين حقا لقالوا: إن الذي رزقنا بالمن والسلوى لن يضيعنا .. ولكن الحق جل جلاله ينزل لهم طعامهم يوميا من السماء وهم بدلا من أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر قابلوها بالجحود.
وقوله تعالى: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فالحق سبحانه وتعالى يتحدث للمرة الثالثة عن ظلم قوم موسى .. ففي المرة الأولى قال "وأنتم ظالمون". وفي الآية الثانية قال: "ظلمتم أنفسكم" .. وفي هذه الآية قال: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" .. ولقد سبق أن قلت أنه لا أحد يستطيع أن يظلم الله لأن الله سبحانه وتعالى باق بقدرته وقوته وعظمته .. لا يقلل منها لو كفر أهل الأرض جميعا ولا يزيد فيها لو آمن أهل الأرض كلهم. فقدرة الله باقية وكلمته ماضية .. ولكن نحن الذين نظلم أنفسنا .. بأن نوردها مورد التهلكة والعذاب الذي لا نجاة منه دون أن نعطيها شيئا..
إن الدنيا كما قلنا عالم أغيار. والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك. إما أن تتركها بالموت أو تتركك هي وتزول عنك .. وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط .. كل شيء زال وبقيت ذنوبك تحملها إلي الآخرة .. ولذلك فإن كل من عصى الله وتمرد على دينه قد ظلم نفسه لأنه قادها إلي العذاب الأبدي طمعا في نفوذ أو مال زال بعد فترة قصيرة ولم يدم .. فكأنه ظلمها بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة".
 

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,242
854
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

....
بـارك الله فيكِ أختي شمس موضوع قيّم
وحبذا لو يضع الجميع مصدرهم في نهاية شرحهم
أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
ولنا عودة بحول الله.
 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُوا هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَٱدْخُلُوا ٱلْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَـٰيَـٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾
واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئًا, وكونوا في دخولكم خاضعين لله, ذليلين له, وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا, نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم, وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا.

~ تفسير الميسر ~

 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع