رد: دورة الأترجة لأعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية
ثانياً ، الجهر والهمس :-
هاتان الصفتان يتحكم فيهما درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين ؛ بحسب طبيعة مخرج الحرف المُعتمَد عليه ، وقوة اعتماد القارئ على طرفيه :-
* فالحرف المجهور : يحتاج لقوة اعتماد على طرفيه يهتز معها الحبلان الصوتيان بقوّة ، فيتقاربا ويتذبذبا ليتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فلا يجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوتُه قويّاً مجهوراً ، ولهذا قلّ معه الهواء الموظف للنطق به .
* والحرف المهموس : يحتاج لضعف اعتماد على طرفيه ، يهتز معها الحبلان الصوتيان بضعف ، فيتباعدا وتقل ذبذبتُهما جدّاً (ولا تنعدم ، لأنهما الجسم المهتزالذي يصدر عنه الصوت فى جهاز النطق الإنساني)فلا يتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فيجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوته ضعيفاً مهموساً ، ولهذا كثر معه الهواء الموظف للنطق به .
** واعلم أنّ صوت الحرف ولو كان مجهوراً لايتحقق بدون النفس ، لأنّ حقيقة الصوت الإنساني هي النفس المسموع ، فلا صوت من غير نفس .
واحتباس الصوت (الشدة) يستلزم احتباس النفس معه ، وجريان الصوت (الرخاوة) يستلزم جريان النفس معه ، وكذلك نَفَس الحرف إن كان مهموساً ، لاينفك عنه الصوت ، لأنّ حقيقة الحرف هو الصوت المعتمد على مخرج .
** واعلم كذلك أن نَـفَـسَ الحرف المجهور قليل ، أي الهواء الموظف للنطق به ، ونَـفَـس الحرف المهموس كثير ، ولذا نقول أنّ الحرف المجهور تكيّف هواؤه كله بصوته ، إلاّ أنه لازال معه القليل من النفس الذي لم يظهر أثره على صوته من قوة الاعتماد على مخرجه ، كما أن الحرف المهموس لم يتكيف هواؤه كله بصوته إلاّ أن معه القليل من الصوت الذي يظهر أثره فى التمييز بين أصوات الحروف المهموسة كثيرة الهواء لضعف الاعتماد على مخارجها ، ولهذا سبق وقلنا :
لولا النفس القليل مع صوت الحرف المجهور لما كان له صوت ، ولولا الصوت القليل مع نَـفَـس الحرف المهموس لما تميّز فى النطق ، ولأصبح هواءً خالصاً لاأثر له فى السمع ، وإلاّ فما فرّق بين : (اف ) و (اث) إلاّ الصوت القليل جداً المخالط للنفس الكثير .