إعلانات المنتدى


الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الحادية والعشرون

قال الله تعالى: (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف/99)

في هذه الآية تخويف بليغ، فإن العبد لا ينبغي أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان، بل لا يزال خائفا أن يبتلى ببلية تسلب إيمانه، ولا يزال داعيا بالثبات، وأن يسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن؛ فإن العبد - ولو بلغت به الحال ما بلغت - فليس على يقين من السلامة.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثانية والعشرون

قال الله تعالى: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) (النساء:8)

يؤخذ من هذا المعنى، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثالثة والعشرون

من القواعد التي تعينك على التدبر:

أن تعلم أن الله إذا أمر بشيء كان ناهياً عن ضده، و إذا نهى عن شيء كان آمراً بضده،
فمثلاً: إذا أمر بالتوحيد وبرالوالين هو نهى عن الشرك وعقوق الوالدين،
و إذا نهى عن إضاعة الصلاة والجزع و التسخط، كان ذلك أمراً بالمحافظة على الصلاة ولزوم الصبر،
و على هذا فقس...

المصدر: القواعد الحسان في تفسير القرآن​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الرابعة والعشرون

حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الأمر وشدته في مقامات الوعيد

وذلك كقوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [السجدة: 12]
{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} [سـبأ: 51]
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [البقرة: 165]
{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 30]
{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} [الأنعام: 27]
فحذْف الجواب في هذه الآيات وشبهها أولى من ذِكْره، ليدل على عظمة ذلك المقام، وأنه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبَّر عنه بلفظ ولا يُدرك بالوصف، مثله قوله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر:5] أي لما أقمتم على ما أنتم عليه من التفريط والغفلة واللهو.

من القواعد الحسان في تفسير القرآن​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الخامسة والعشرون

قال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} (الحج:37)

فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي روح فيه.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السادسة والعشرون

بعد أن أباح الله تعالى التعجل في الحج لمن اتقاه قال: {وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (البقرة:203)

فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله تعالى، فلهذا حث الله تعالى على العلم بذلك.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السابعة والعشرون

في قول موسى عليه السلام للخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} (الكهف:66)

التأدب مع المعلم، وخطابه بألطف خطاب، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جداً، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثامنة والعشرون

إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى،

كقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (البقرة:106)
وقوله: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ} (النساء:130)

وفي هذا المعنى آيات كثيرة .​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة التاسعة والعشرون

قال الله تعالى عن نبيه زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً}(مريم4)

"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي" أي: وهى وضعف, وإذا ضعف العظم, الذي هو عماد البدن, ضعف غيره.
"وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" لأن الشيب دليل الضعف والكبر, ورسول الموت, ورائده, ونذيره.
فتوسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه, وهذا من أحب الوسائل إلى الله, لأنه يدل التبري من الحول والقوة, وتعلق القلب بحول الله وقوته.

"وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا" أي: لم تكن يا رب تردني خائبا ولا محروما من الإجابة.
بل لم تزل بي حفيا, ولدعائي مجيبا.
ولم تزل ألطافك تتوالى علي, وإحسانك واصلا إلي.
وهذا توسل إلى الله, بإنعامه عليه, وإجابة دعواته السابقة.
فسأل الذي أحسن سابقا, أن يتمم إحسانه لاحقا.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثلاثون

قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}آل عمران159

فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله، ويدعي اتباعه والإقتداء به، أن يكون كلاًّ على المسلمين، شرس الأخلاق، شديد الشكيمة عليهم، غليظ القلب، فظ القول، فظيعه؟!​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الحادية والثلاثون

قال الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38

أي: جميع الحيوانات الأرضية والهوائية من البهائم والوحوش والطيور كلها " أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ " خلقناها كما خلقناكم، ورزقناها كما رزقناكم، ونفذت فيها مشيئتنا وقدرتنا، كما كانت نافذة فيكم.
" مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " أي: ما أهملنا ولا أغفلنا في اللوح المحفوظ شيئا من الأشياء،بل جميع الأشياء صغيرها وكبيرها مثبتة في اللوح المحفوظ على ما هي عليه،فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم.
وفي هذه الآية دليل على أن الكتاب الأول قد حوى جميع الكائنات، وهذا أحد مراتب القضاء والقدر، فإنها أربع مراتب:

* علم الله الشامل لجميع الأشياء،
* وكتابه المحيط بجميع الموجودات،
* ومشيئته وقدرته العامة النافذة في كل شيء،
* وخلقه لجميع المخلوقات حتى أفعال العباد.

ويحتمل أن المراد بالكتاب هذا القرآن، أن المعنى كالمعنى في قوله تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ " .

وقوله: " ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " أي: جميع الأمم تجمع وتحشر إلى الله في موقف القيامة, في ذلك الموقف العظيم الهائل، فيجازيهم بعدله وإحسانه ويمضي عليهم حكمه الذي يحمده عليه الأولون والآخرون أهل الماء وأهل الأرض.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثانية والثلاثون

قال الله تعالى في آية المواريث في سورة النساء: ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ..)(النساء:11)

أي: أولادكم - يا معشر الوالدين - عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم, لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم, وتكفونهم عن المفاسد, وتأمرونهم بطاعة الله, وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" فالأولاد - عند والديهم - موصى بهم.

فإما أن يقوموا بتلك الوصية, فلهم جزيل الثواب،
وإما أن يضيعوها, فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب.

وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين, حيث أوصى الوالدين - مع كمال شفقتهما - عليهم.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثالثة والثلاثون

قال الله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:30)

فيه إرشاد إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء...
وأعاد تعالى تحذيرنا نفسه (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ) رأفة بنا ورحمة لئلا يطول علينا الأمد فتقسوا قلوبنا ..

وفيها الجمع بين الترغيب والترهيب (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الرابعة والثلاثون

قال الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران:33)

من الفائدة والحكمة في قصه علينا أخبار هؤلاء الأصفياء أن نحبهم ونقتدي بهم وأن لا نزال نزري أنفسنا بتأخرنا عنهم وعدم اتصافنا بصفاتهم....​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الخامسة والثلاثون

قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}الأنعام14

"قُلْ" لهؤلاء المشركين بالله: "أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا" من هؤلاء المخلوقات العاجزة, يتولاني, وينصرني؟!!.
فلا, أتخذ من دونه تعالى وليا لأنه فاطر السماوات والأرض أي: خالقهما ومدبرهما.

"وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ" أي: وهو الرازق لجميع الخلق, عن غير حاجة منه تعالى اليهم.
فكيف يليق أن أتخذ وليا غير الخالق الرزاق الغني الحميد؟!!

"قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ" لله بالتوحيد, وانقاد له بالطاعة؛ لأني أولى من غيري, بامتثال أوامر ربي.

"وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" أي: ونهيت أيضا عن أن أكون من المشركين, لا في اعتقادهم, ولا في مجالستهم: ولا في الاجتماع بهم فهذا أفرض الفروض علي وأوجب الواجبات.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السادسة والثلاثون

قال الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (آل عمران187)

هذا إخبار منه تعالى أنه أخذ عهد النبيين وميثاقهم كلهم، بسبب ما أعطاهم ومن به عليهم من الكتاب والحكمة المقتضي للقيام التام بحق الله وتوفيقه، أنه إن جاءهم رسول مصدق لما معهم, بما بعثوا به من التوحيد والحق والقسط, والأصول التي اتفقت عليها الشرائع, أنهم يؤمنون به وينصرونه.
فأقروا على ذلك, واعترفوا, والتزموا, وأشهدهم, وشهد عليهم, وتوعد من خالف هذا الميثاق.
وهذا أمر عام بين الأنبياء, أن جميعهم طريقهم واحد, وأن دعوة كل واحد منهم, قد اتفقوا وتعاقدوا عليها.
وعموم ذلك, أنه أخذ على جميعهم الميثاق, بالإيمان, والنصرة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
فمن ادعى أنه من أتباعهم, فهذا دينهم الذي أخذه الله عليهم, وأقروا به واعترفوا.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السابعة والثلاثون

التأويل:

* أكثر وروده في القرآن بمعنى عاقبة الشيء وما يؤول إليه ووقت وقوعه مثل قوله:

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ} [الأعراف:53] أي: وقوع المخبر به من العذاب .

وقوله: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف:100] أي: هذا ما آلت إليه وهذا وقوعها.

* وقد يأتي بمعنى التفسير وهو قليل، ومنه على أحد التفسيرين:

{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7].
أي: تفسيره،
وعلى القول الآخر يكون من المعنى الأول، أي: وما يعلم حقيقة المخبر عنه إلا الله وحده، فعلى هذا المعنى يتعين الوقوف على (اللَّهِ)،
وعلى المعنى الذي بمعنى التفسير يعطف عليه: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي: فما يعلم تفسير المتشابه الذي يتشابه فهمه على أذهان أكثر الناس إلا الله وإلا أهل العلم، فإنهم يعلمون تأويله بهذا المعنى .​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثامنة والثلاثون

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67)

هذا أمر من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, بأعظم الأوامر وأجلها, وهو: التبليغ لما أنزل الله إليه.
ويدخل في هذا, كل أمر تلقته الأمة عنه صلى الله عليه وسلم من العقائد, والأعمال, والأقوال, والأحكام الشرعية, والمطالب الإلهية.
فبلغ صلى الله عليه وسلم أكمل تبليغ, ودعا, وأنذر, وبشر, ويسر, وعلم الجهال الأميين, حتى صاروا من العلماء الربانيين.
وبلغ, بقوله, وفعله, وكتبه, ورسله.
فلم يبق خير إلا دل أمته عليه, ولا شر إلا حذرها عنه.
وشهد له بالتبليغ, أفاضل الأمة, من الصحابة, فمن بعدهم من أئمة الدين, ورجال المسلمين.
"وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ" أي: لم تبلغ ما أنزل إليك من ربك "فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" أي: فما امتثلت أمره.
"وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" هذه حماية وعصمة من الله, لرسوله من الناس, وأنه ينبغي أن يكون حرصك على التعليم والتبليغ, ولا يثنيك عنه خوف من المخلوقين فإن نواصيهـم بيد الله, وقد تكفل بعصمتك, فأنت إنما عليك البلاغ المبين, فمن اهتدى, فلنفسه.
وأما الكافرون الذين لا قصد لهم إلا اتباع أهوائهم فإن الله لا يهديهم, ولا يوفقهم للخير, بسبب كفرهم.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة التاسعة والثلاثون

قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (الحجر:85)

أي: ما خلقناهما عبثا باطلا, كما يظن أعداء الله.
بل ما خلقناهما "إِلَّا بِالْحَقِّ " الذي منه, أن تكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما, واقتداره, وسعة رحمته, وحكمته, وعلمه المحيط, وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له, وحده لا شريك له.
"وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ " لا ريب فيها, لأن خلق السماوات والأرض ابتداء, أكبر من خلق الناس مرة أخرى.
"فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ " وهو الصفح, الذي لا أذية فيه, بل قابل إساءة المسيء بالإحسان, وذنبه بالغفران, لتنال من ربك, جزيل الأجر والثواب, فإن كل ما هو آت فهو قريب.
وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا.
وهو: أن المأمور به, هو الصفح الجميل, أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد, والأذية القولية والفعلية.
دون الصفح الذي ليس بجميل, وهو: الصفح في غير محله.
فلا, يصفح, حيث اقتضى المقام العقوبة, كعقوبة المعتدين الظالمين, الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة, وهذا هو المعنى.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الأربعون

قال الله تعالى: {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (الأنعام3)

أي: وهو المألوه المعبود, في السماوات وفي الأرض, فأهل السماء والأرض, متعبدون لربهم, خاضعون لعظمته, مستكينون لعزه وجلاله, الملائكة المقربون, والأنبياء والمرسلون, والصديقون, والشهداء والصالحون.

وهو تعالى, يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون, فاحذروا معاصيه وارغبوا في الأعمال, التي تقربكم منه, وتدنيكم من رحمته, واحذروا من كل عمل يبعدكم منه, ومن رحمته.​
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع