إعلانات المنتدى


الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الحادية والستون

قال الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة:80)

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ " هم: الذين سبقوا هذة الأمة وبدورها للإيمان والهجرة, والجهاد, وإقامة دين اللّه.
" مِنَ الْمُهَاجِرِينَ " الذين, أخرجوا من ديارهم وأموالهم, يبتغون فضلا من اللّه ورضوانا, وينصرون اللّه ورسوله, أولئك هم الصادقون.
ومن " وَالْأَنْصَارِ " الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم, يحبون من هاجر إليهم, ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا, ويؤثرون على أنفسهم, ولو كان بهم خصاصة.
" وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ " بالاعتقادات, والأقوال, والأعمال.
فهؤلاء, هم الذين سلموا من الذم, وحصل لهم نهاية المدح, وأفضل الكرامات من اللّه.
" رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " ورضاه تعالى, أكبر من نعيم الجنة.
" وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ " الجارية, التي تساق إلى سَقْيِ الجنان, والحدائق الزاهية الزاهرة, والرياض الفاخرة.
" خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا " لا يبغون عنها حولا, ولا يطلبون منها بدلا.
لأنهم مهما تمنوه, أدركوه, ومهما أرادوه, وجدوه.
" ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " الذي حصل لهم فيه, كل محبوب للنفوس, ولذة للأرواح, ونعيم للقلوب, وشهوة للأبدان; واندفع عنهم كل محذور.
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

لدرة الثانية والستون

قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}آل عمران110

هذا تفضيل من الله لهذه الأمة بهذه الأسباب, التي تميزوا بهذا وفاقوا بها سائر الأمم, وأنهم خير الناس للناس, نصحا, ومحبة للخير, ودعوة, وتعليما, وإرشادا, وأمرا بالمعروف, ونهيا عن المنكر, وجمعا بين تكميل الخلق, والسعي في منافعهم, بحسب الإمكان, وبين تكميل النفس بالإيمان بالله, والقيام بحقوق الإيمان.
وأن أهل الكتاب, لو آمنوا بمثل ما آمنتم به, لاهتدوا وكان خيرا لهم.
ولكن لم يؤمن منهم إلا القليل.
وأما الكثير, فهم فاسقون, خارجون عن طاعة الله, وطاعة رسوله, محاربون للمؤمنين, ساعون في إضراراهم بكل مقدورهم.
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثالثة والستون

قال الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:106)

النسخ, هو النقل, فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع, إلى حكم آخر, أو إلى إسقاطه.
وكان اليهود ينكرون النسخ, ويزعمون أنه لا يجوز, وهو مذكور عندهم في التوراة, فإنكارهم له, كفر وهوى محض.
فأخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ فقال: " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا " أي: ننسها العباد, فنزيلها من قلوبهم.
" نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا " وأنفع لكم " أَوْ مِثْلِهَا " .
فدل على أن النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول, لأن فضله تعالى يزداد, خصوصا على هذه الأمة, التي سهل عليها دينها, غايه التسهيل.
وأخبر أن من قدح في النسخ, قدح في ملكه وقدرته فقال: " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الرابعة والستون

من أجمل صفات المؤمنين استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم،

فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} الكهف: 79،

وأما الخير فأضافه إلى الله بقوله: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ} الكهف: 82،

وقال إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} الشعراء:80، فنسب المرض إليه والشفاء إلى الله،

وقالت الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} الجن:10، مع أن الكل بقضاء الله وقدره...
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع