إعلانات المنتدى


الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الحادية والأربعون

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك:15)

الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها, وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء.

وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة على وحدانية الله وقدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثانية والأربعون

قال الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (سورة إبراهيم:18)

يخبر تعالى عن أعمال الكفار التي عملوها: إما أن المراد بها, الأعمال التي عملوها لله, بأنها في ذهابها وبطلانها واضمحلالها كاضمحلال الرماد, الذي هو أدق الأشياء وأخفها, إذا اشتدت به الريح في يوم عاصف شديد الهبوب, فإنه لا يبقى منه شيئا, ولا يقدر منه على شيء يذهب ويضمحل. فكذلك أعمال الكفار
"لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ" ولا على مثقال ذرة منه, لأنه مبني على الكفر والتكذيب.
"ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ" حيث بطل سعيهم, واضمحل عملهم.
وإما أن المراد بذلك, أعمال الكفار التي عملوها, ليكيدوا بها الحق.
فإنهم يسعون ويكدحون في ذلك, ومكرهم عائد عليهم, ولن يضروا الله ورسله وجنده وما معهم, من الحق شيئا.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثالثة والأربعون

قال الله تعالى: قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران:26)

يأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أصلا, وغيره تبعا - أن يقول عن ربه, معلنا بتفرده بتصريف الأمور, وتدبير العالم العلوي والسفلي, واستحقاقه باختصاصه بالملك المطلق, والتصريف المحكم, وأنه يؤتي الملك من يشاء, وينزع الملك ممن يشاء, ويعز من يشاء, ويذل من يشاء.
فليس الأمر بأماني أهل الكتاب ولا غيرهم, بل الأمر أمر الله, والتدبير له.
فليس له معارض في تدبيره, ولا معاون في تقديره.
وأنه كما أنه المتصرف بمداولة الأيام بين الناس, فهو المتصرف بنفس الزمان.
وقوله: "بِيَدِكَ الْخَيْرُ" أي: الخير كله منك, ولا يأتي بالحسنات والخيرات, إلا الله.
وأما الشر فإنه لا يضاف إلى الله تعالى, لا وصفا, ولا اسما, ولا فعلا.
ولكنه يدخل في مفعولاته, ويندرج في قضائه وقدره.
فالخير والشر, كله داخل في القضاء والقدر, فلا يقع في ملكه إلا ما شاءه.
ولكن الشر لا يضاف إلى الله.
فلا يقال: " بيدك الخير والشر " , بل يقال: "بيدك الخير" كما قاله الله, وقاله رسوله.
وأما استدراك بعض المفسرين حيث قال: " وكذلك الشر بيد الله " فإنه وهم محض.
ملحظهم, حيث ظنوا أن تخصيص الخير بالذكر, ينافي قضاءه وقدره العام, وجوابه ما فصلنا.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الرابعة والأربعون

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (النحل:41)

يخبر تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين "والذين هاجروا في الله" أي : في سبيله وابتغاء مرضاته "من بعد ما ظلموا" بالأذية والمحنة من قومهم، الذين يفتنونهم ليردوهم إلى الكفر والشرك، فتركوا الأوطان والخلان، وانتقلوا عنها لأجل طاعة الرحمن، فذكر لهم ثوابين:
ثوابا عاجلا في الدنيا، من الرزق الواسع، والعيش الهانيء، الذي رأوه عيانا، بعدما هاجروا، وانتصروا على أعدائهم، وافتتحوا البلدان، وغنموا منها الغنائم العظيمة، فتمولوا، وآتاهم الله في الدنيا حسنة.

"ولأجر الآخرة" الذي وعدهم الله على لسان رسوله خير و"أكبر" من أجر الدنيا كما قال تعالى: "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم"

وقوله: "لو كانوا يعلمون" أي: لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله، لم يتخلف عن ذلك أحد..​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الخامسة والأربعون

قال الله تعالى عن نبيه شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود:88)

"إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ" أي: ليس لي من المقاصد, إلا أن تصلح أحوالكم, وتستقيم منافعكم, وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي, شيء بحسب استطاعتي.

ولما كان هذا, فيه نوع تزكية للنفس, دفع هذا بقوله: "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ" أي: ما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير, والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى, لا بحولي, ولا بقوتي.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السادسة والأربعون

لما ذكر الله الأنبياء وأثنى عليهم قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام:90] .

تدل على اتباع جميع الأنبياء في جميع هداهم، والله هداهم في عقائدهم وأخلاقهم وأعمالهم وأقوالهم وأفعالهم، فكل أمر أثنى الله فيه على أحد من أنبيائه من عقد أو خلق أو عمل فإننا مأمورون بالاقتداء بهم ، وذلك من هداهم وهو أيضا من شريعتنا، فإن الله أمرنا بذلك، كما أمرنا بالأوصاف العامة التي تدخل فيها مفردات كثيرة.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السابعة والأربعون

قوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة:189].

يؤخذ من عمومها اللفظي والمعنوي أن كل مطلوب من المطالب المهمة ينبغي أن يؤتى من بابه، وهو أقرب طريق ووسيلة يتوصل بها إليه، وذلك يقتضي معرفة الأسباب والوسائل معرفة تامة؛ ليسلك الأحسن منها والأقرب والأسهل، والأقرب نجاحا، لا فرق بين الأمور العلمية والعملية، ولا بين الأمور الدينية والدنيوية، ولا بين الأمور المتعدية والقاصرة، وهذا من الحكمة.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثامنة والأربعون

قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90)

فالعدل الذي أمر الله به, يشمل العدل في حقه, وفي حق عباده.
فالعدل في ذلك, أداء الحقوق كاملة موفورة, بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية, والمركبة منهما, في حقه, وحق عباده.
ويعامل الخلق بالعدل التام, فيؤدي كل وال, ما عليه, تحت ولايته, سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى, وولاية القضاء, ونواب الخليفة, ونواب القاضي.
والعدل هو: ما فرضه الله عليهم في كتابه, وعلى لسان رسوله, وأمرهم بسلوكه.
ومن العدل في المعاملات, أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات, بإيفاء جميع ما عليك, فلا تبخس لهم حقا, ولا تغشهم, ولا تخدعهم وتظلمهم.
فالعدل واجب, والإحسان فضيلة مستحبة, وذلك كنفع الناس, بالمال والبدن, والعلم, وغير ذلك من أنواع النفع, حتى يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول, وغيره.
وخص الله إيتاء ذوي القربى - وإن كان داخلا في العموم - لتأكد حقهم, وتعين صلتهم وبرهم, والحرص على ذلك.
ويدخل في ذلك, جميع الأقارب, قريبهم, وبعيدهم, لكن كل من كان أقرب, كان أحق بالبر.
وقوله: "وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ" وهو: كل ذنب عظيم, استفحشته الشرائع والفطر, كالشرك بالله, والقتل بغير حق, والزنا, والسرقة, والعجب, والكبر, واحتقار الخلق, وغير ذلك من الفواحش.
ويدخل في المنكر, كل ذنب ومعصية, تتعلق بحق الله تعالى.
وبالبغي, كل عدوان على الخلق, في الدماء, والأموال, والأعراض.
فصارت هذه الآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات, لم يبق شيء, إلا دخل فيها.
فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات.
فكل مسألة مشتملة على عدل, أو إحسان, أو إيتاء ذي القربى, فهي مما أمر الله به.
وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر, أو بغي, فهي مما نهى الله عنه.
وبها يعلم حسن ما أمر الله به, وقبح ما نهى عنه.
وبها يعتبر ما عند الناس من الأقوال, وترد إليها سائر الأحوال.
فتبارك من جعل من كلامه, الهدى, والشفاء, والنور, والفرقان بين جميع الأشياء.
ولهذا قال: "يَعِظُكُمْ" أي: بما بينه لكم في كتابه, بأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم, عما فيه مضرتكم.
"لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" ما يعظكم به, فتفهمونه وتعقلونه.
فإنكم إذا تذكرتموه وعقلتموه, عملتم بمقتضاه, فسعدتم سعادة لا شقاوة معها.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة التاسعة والأربعون

قال الله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل:96)

فآثروا ما يبقى على ما يفنى, فإن "مَا عِنْدَكُمْ" ولو كثر جدا, لا بد أن "يَنْفَدُ" ويفنى.
"وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ" ببقائه, لا يفنى ولا يزول.
فليس بعاقل, من آثر الفاني الخسيس, على الباقي النفيس, وهذا كقوله تعالى: "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" وقال: "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ" .
وفي هذا, الحث والترغيب على الزهد في الدنيا.
خصوصا, الزهد المتعين, وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد, ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه, وتقديمه على حق الله, فإن هذا الزهد واجب.
ومن الدواعي للزهد, أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة.
فإنه يجد من الفرق والتفاوت, ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين.
وليس الزهد الممدوح, هو الانقطاع للعبادات القاصرة, كالصلاة, والصيام, والذكر ونحوها.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الخمسون

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}
(الجمعة:9)

إذا أمر الله بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس، وتحرص عليه، فترك غيره من الشواغل من باب أولى، كالصناعات وغيرها.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الحادية والخمسون

قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (البقرة:187)

إن العلم الصحيح سبب للتقوى؛ لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه, والباطل فاتبعه, كان أعظم لجرمه, وأشد لإثمه.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثانية والخمسون

قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل97)

"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ" فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها, بل لا تسمى أعمالا صالحة, إلا بالإيمان, والإيمان مقتض لها, فإنه: التصديق الجازم, المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات.
فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح...

"فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" وذلك بطمأنينة قلبه, وسكون نفسه, وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه, ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا, من حيث لا يحتسب.

"وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ" في الآخرة.

"أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
من أصناف اللذات, مما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.

فيؤتيه الله في الدنيا حسنة, وفي الآخرة حسنة.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثالثة والخمسون

قال الله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (الأعراف:44)

يقول تعالى - بعد ما ذكر استقرار كل من الفريقين في الدارين, ووجدا ما أخبرت به الرسل, ونطقت به الكتب, من الثواب والعقاب - أن أهل الجنة نادوا أصحاب النار بأن قالوا: "أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا" حين وعدنا على الإيمان والعمل الصالح, الجنة, فأدخلناها, ورأينا ما وصفه لنا.
"فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ" على الكفر والمعاصي "حَقًّا" ؟.
"قَالُوا نَعَمْ" قد وجدناه حقا, فبين للخلق كلهم, بيانا لا شك فيه, صدق وعد اللّه, ومن أصدق من اللّه قيلا, وذهبت عنهم الشكوك والشبه, وصار الأمر حق اليقين.
وفرح المؤمنون بوعد اللّه, واغتبطوا, وأيس الكفار من الخير, وأقروا على أنفسهم بأنهم مستحقون للعذاب.
"فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ" أي: بين أهل النار وأهل الجنة, بأن قال: "أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ" أي: بعده وإقصاؤه, عن كل خير
"عَلَى الظَّالِمِينَ" إذ فتح اللّه لهم أبواب رحمته, فصدفوا أنفسهم عنها, ظلما, وصدوا عن سبيل اللّه بأنفسهم, وصدوا غيرهم, فضلوا وأضلوا.
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الرابعة والخمسون

قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (الأعراف:54)

يقول تعالى, مبينا أنه الرب المعبود وحده لا شريك له "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" وما فيهما, على عظمهما وسعتهما, وإحكامهما, وإتقانهما, وبديع خلقهما.
"فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ" فلما قضاهما, وأودع فيهما من أمره ما أودع "اسْتَوَى" تبارك وتعالى "عَلَى الْعَرْشِ" العظيم, الذي يسع السماوات والأرض, وما فيهما, وما بينهما.
استوى, استواء يليق بجلاله, وعظمته, وسلطانه.
فاستوى على العرش, واحتوى على الممالك, وأجرى عليهم أحكامه الكونية, وأحكامه الدينية, ولهذا قال: "يُغْشِي اللَّيْلَ" المظلم "النَّهَارِ" المضيء, فيظلم ما على وجه الأرض, ويسكن الآدميون, وتأوى المخلوقات إلى مساكنها, ويستريحون من التعب, والذهاب والإياب, الذي حصل لهم في النهار.
"يَطْلُبُهُ حَثِيثًا" كلما جاء الليل, ذهب النهار; وكلما جاء النهار, ذهب الليل, وهكذا أبدا, على الدوام, حتى يطوي اللّه هذا العالم, وينتقل العباد إلى دار غير هذه الدار.
"وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ" أي بتسخيره وتدبيره, الدال على ما له من أوصاف الكمال.
فخلقها وعظمها, دال على كمال قدرته.
وما فيها من الإحكام والانتظام والإتقان, دال على كمال حكمته.
وما فيها من المنافع والمصالح الضرورية وما دونها, دال على سعة رحمته وعلمه, وأنه الإله الحق, الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
"أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ" أي: له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها, وسفليها, أعيانها, وأوصافها, وأفعالها, والأمر المتضمن للشرائع والنبوات.
فالخلق: يتضمن أحكامه الكونية القدرية.
والأمر: يتضمن أحكامه الدينية الشرعية.
وثم أحكام الجزاء, وذلك يكون في دار البقاء.
"تَبَارَكَ اللَّهُ" أي: عظم وتعالى, وكثر خيره وإحسانه.
فتبارك في نفسه, لعظمة أوصافه وكمالها.
وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل, والبر الكثير.
فكل بركة في الكون, فمن آثار رحمته, ولهذا قال: "تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" .
ولما ذكر من عظمته وجلاله, ما يدل ذوي الألباب على أنه وحده, المعبود المقصود في الحوائج كلها, أمر بما يترتب على ذلك فقال: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا" إلى "مِنَ الْمُحْسِنِينَ".​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الخامسة والخمسون

قال الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً} (النساء41)

أي: كيف تكون تلك الأحوال, وكيف يكون ذلك الحكم العظيم, الذي جمع أن من حكم به, كامل العلم, كامل العدل, كامل الحكمة, بشهادة أزكى الخلق, وهم الرسل, على أممهم, مع إقرار المحكوم عليه؟!! فهذا - والله - الحكم, الذي هو أعم الأحكام, وأعدلها, وأعظمها.
وهناك يبقى المحكوم عليهم مقرين له, لكمال الفضل والعدل, والحمد والثناء.
وهناك يسعد أقوام, بالفوز والفلاح, والعز والنجاح.
ويشقى أقوام, بالخزي والفضيحة, والعذاب المبين..​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السادسة والخمسون

قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (البقرة:101)

أي: ولما جاءهم هذا الرسول الكريم بالكتاب العظيم بالحق الموافق لما معهم وكانوا يزعمون أنهم متمسكون بكتابهم, فلما كفروا بهذا الرسول وبما جاء به، " نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ " الذي أنزل إليهم أي طرحوه رغبة عنه " وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ " وهذا أبلغ في الإعراض كأنهم في فعلهم هذا من الجاهلين وهم يعلمون صدقه وحقيقة ما جاء به, تبين بهذا أن هذا الفريق من أهل الكتاب لم يبق في أيديهم شيء حيث لم يؤمنوا بهذا الرسول, فصار كفرهم به كفرا بكتابهم من حيث لا يشعرون.
ولما كان من العوائد القدسية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع, ابتلي بالاشتغال بما يضره, فمن ترك عبادة الرحمن, ابتلي بعبادة الأوثان, ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه, ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه, ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان, ومن ترك الذل لربه, ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة السابعة والخمسون

قال الله تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً} (الإسراء:18)


يخبر تعالى أن "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ" أي: الدنيا المنقضية الزائلة, فعمل لها, وسعى, ونسي المبتدأ أو المنتهى, أن الله يعجل له من حطامها ومتاعها, ما يشاؤه ويريده, مما كتب الله له في اللوح المحفوظ, ولكنه متاع غير نافع ولا دائم له.
ثم يجعل له في الآخرة "جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا" أي يباشر عذابها "مَذْمُومًا مَدْحُورًا " أي: في حالة الخزي والفضيحة والذم من الله, ومن خلقه, والبعد عن رحمة الله, فيجمع له العذاب والفضيحة.
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الثامنة والخمسون

قال الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون} (التوبة:127)

يقول تعالى - مبينا حال المنافقين, وحال المؤمنين عند نزول القرآن, والتفاوت ما بين الفريقين - فقال: " وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ " فيها الأمر, والنهي, والخبر عن نفسه الكريمة, وعن الأمور الغائبة, والحث على الجهاد.
" فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا " أي: حصل الاستفهام, لمن حصل له الإيمان بها, من الطائفتين.
قال تعالى - مبينا الحال الواقعة-: " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا " بالعلم بها, وفهمها, واعتقادها, والعمل بها, والرغبة في فعل الخير, والانكفاف عن فعل الشر.
" وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " أي: يبشر بعضهم بعضا, بما من اللّه عليهم من آياته, والتوفيق لفهمها والعمل بها.
وهذا دال على انشراح صدورهم لآيات اللّه, وطمأنينة قلوبهم, وسرعة انقيادهم, لما تحثهم عليه.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة التاسعة والخمسون

قال الله تعالى في وصف المنافقين, الذين ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (البقرة:8)

واعلم أن النفاق هو: إظهار الخير. وإبطان الشر.
ويدخل في هذا التعريف: النفاق الاعتقادي, والنفاق العملي.
كالذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " آية المنافق ثلات: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتمن خان " . وفي رواية " وإذا خاصم فجر " .
وأما النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام, فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها.

ولم يكن النفاق موجودا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة, ولا بعد الهجرة, حتى كانت موقعة بدر وأظهر الله المؤمنين, وأعزهم.
فذل من في المدينة ممن لم يسلم, فأظهر الإسلام بعضهم خوفا ومخادعة, ولتحقن دماؤهم, وتسلم أموالهم, فكانوا بين أظهر المسلمين, في الظاهر أنهم منهم, وفي الحقيقة, ليسوا منهم.
فمن لطف الله بالمؤمنين, أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها, لئلا يغتر بهم المؤمنون, ولينقمعوا أيضا عن كثير من فجورهم.
وقال تعالى: " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ " .
فوصفهم الله بأصل النفاق فقال: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ " فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
فأكذبهم الله بقوله " وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ " لأن الإيمان الحقيقي, ما تواطأ عليه القلب واللسان, وإنما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين.​
 
12 مايو 2008
467
5
0
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي

الدرة الستون

قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }(البقرة79)

توعد تعالى المحرفين للكتاب, الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون " هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق, وإنما فعلوا ذلك مع علمهم " لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا " .
والدنيا كلها - من أولها إلى آخرها - ثمن قليل.
فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس, فظلموهم من وجهين: من جهة تلبيس دينهم عليهم, ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق, بل بأبطل الباطل, وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما.
ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال: " فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ " أي: من التحريف والباطل " وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ " من الأموال.
والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد.

قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله " أَفَتَطْمَعُونَ " إلى " يَكْسِبُونَ " : فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة, على ما أصله من البدع الباطلة.
وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني, وهو متناول لمن ترك سر تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه.
ومتناول لمن كتب كتابا بيده, مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين, وهذا معنى الكتاب والسنة, وهذا معقول السلف والأئمة, وهذا هو أصول الدين, الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية.
ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة, لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.
وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة, كالرافضة, وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.
انتهى.​
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع