- 16 مايو 2008
- 12,242
- 854
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
رد: //**// جولـة في كتاب ( أصول في التفسير ) لابن عثيمين /متجدد بإذن الله //**//
نواصل بإذن الله
الحـكـمة مـن نزول القـرءان مفـرقًا:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني يتبين أنه نزل على النبي r مفرقًا
ولنزوله على هـذا الوجه حكم كثيرة منها:
1- تثبيت قلب النبي:: لقوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ
الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ {يعني كان كذلك نزلناه مفرقاً} لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ {يعني كان كذلك نزلناه مفرقاً} لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)) الفرقان 32
وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ{ ليصدوا الناس عن سبيل الله} إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)) الفرقان 33
,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,
2- أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به. حيث يقرأ عليهم
شيئاً فشيئا لقوله تعالى ((وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ
تَنزِيلاً)) الإسراء 106
,,,,,,,,,,,,,
تَنزِيلاً)) الإسراء 106
,,,,,,,,,,,,,
3- تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه حيث يتشوق
الناس بلهف وشوق إلى نزول الآية لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها
كما في آيـات الإفك واللعان.
,,,,,,,,,,
4- التدرج في التشريع حتى يصل لدرجة الكمال, كما في آيات الخمر
4- التدرج في التشريع حتى يصل لدرجة الكمال, كما في آيات الخمر
الذي نشأ الناس عليه وألفوه وكان من الصعب عليهم أن يُجَابَهُوا بالمنع منه
منعاً باتاً فنزل في شأنه أولاً: ((يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )) البقرة 219
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )) البقرة 219
ثم نزل ثانياً قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى
حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ))النساء 43
ثم نزل قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ
وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعًا باتًا في جميع الأوقات.
fl: fl: fl: fl:
ترتيب القـرآن
تـلاوته تالياً بعضه بعضاً حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور.
وهو ثــلاثة أنـواع:
النوع الأول: ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية
وهذا ثـابت بالنص والإجماع ولا نعلم مخالفاً في وجوبه وتحريم مخالفته,
فلا يجوز أن يقرأ : لله الحمد رب العالمين , بدلاً من ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))
,,,,,,,,,,,,,,,
النوع الثاني: ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة,
وهذا ثـابت بالنص والإجماع, وهو واجب على القول الراجح, وتحرم مخالفته,
ولا يجوز أن يقرأ: مالكِ يوم الدين الرحمن الرحيم. بدلاً من :
((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ))الفاتحة
ففي صحيح البخاري أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان
رضي الله عنهم في قوله تعالى : ((وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ
غَيْرَ إِخْرَاجٍ)) البقرة 240 :
غَيْرَ إِخْرَاجٍ)) البقرة 240 :
قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى : ((وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)) البقرة 134
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)) البقرة 134
وهذه قبلها في التلاوة .قال: فَلِمَ تكتبها ؟ قال عثمان (ض):
يا ابن أخي لا أغير شيئاً منه من مكانه .
وروى الإمام أحمد وابن داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان (ض), أن النبي::
كان ينزل عليه السور ذوات العدد , فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب
فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.
كان ينزل عليه السور ذوات العدد , فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب
فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا.
,,,,,,,,,,,,,,,,
النوع الثالث: ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف.
وهذا ثـابت بالاجتهاد فلا يكون واجباً . وفي صحيح مسلم عن حذيفة
بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلى مع النبي r ذات ليلة
فقرأ النبي ::البقرة ثم النساء ثم آل عمران, وروى البخاري تعليقاً عن الأحنف
أنه قرأ في الأولى بالكهف وفي الثانية بيوسف أو يونس , وذكر أنه
صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
أنه قرأ في الأولى بالكهف وفي الثانية بيوسف أو يونس , وذكر أنه
صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
قال شيخ الإسلام بن تيمية : يجوز قراءة هذه قبل هذه, وكذا في الكتابة.
ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم. في كتابتها, لكن لما اتفقوا
في زمن عثمان رضي الله عنه, صار هذا مما سنَّه الخلفاء الراشدون,
وقد دل الحديث على أن لهم سُنَّة يجب اتباعها...
fl: fl: fl: fl:
كـتابة القـرآن وجمعـه:
لكتابة القـرآن وجمعه ثـلاثة مراحل:
المرحـلة الأولى : في عهد النبي:: وكان الاعتماد في هذه المرحلة على
الحفاظ أكثر من الكتابة, لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ, وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة,
ولذلك لم يُجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها أو كتبها فيما تيسر له
من عُسُبِ النخل أو رقاع الجلود, ولِخاف الحجارة.
الحفاظ أكثر من الكتابة, لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ, وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة,
ولذلك لم يُجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها أو كتبها فيما تيسر له
من عُسُبِ النخل أو رقاع الجلود, ولِخاف الحجارة.
وكان القراء عدداً كبيراً.
ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي:: بعث سبعين رجلاً
يقال لهم القراء فعرض لهم حيّان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة
فقتلوهم وفي الصحابة غيرهم كثير منهم الخلفاء الأربعة,
يقال لهم القراء فعرض لهم حيّان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة
فقتلوهم وفي الصحابة غيرهم كثير منهم الخلفاء الأربعة,
وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة,وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل,
وزيد بن ثـابت وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
المرحــلة الثانية : في عهد أبي بكر الصديق (ض) في السنة الثانية عشرة للهجرة
وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة الكثير من القراء منهم:
وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة الكثير من القراء منهم:
سالم مولى حذيفة أحد الذين أمر الرسول :: بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر بجمع القرآن لئلا يضيع, ففي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله
عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة. فتوقف تورعاً, فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله
صدر أبي بكرٍ لذلك.فأرسل إلى زيد بن ثـابت فأتاه, وعنده عمر فقال له أبو بكر:
عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة. فتوقف تورعاً, فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله
صدر أبي بكرٍ لذلك.فأرسل إلى زيد بن ثـابت فأتاه, وعنده عمر فقال له أبو بكر:
إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك, وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ::
فتتبع القرآن فاجمعه, قال فتتبعت القرآن من العسب
واللخاف وصدور الرجال,
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله. ثم عند عمر حياته, ثم عند حفصة بنت عمر
رضي الله عنهما... رواه البخاري مطولاً.
فتتبع القرآن فاجمعه, قال فتتبعت القرآن من العسب
واللخاف وصدور الرجال,
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله. ثم عند عمر حياته, ثم عند حفصة بنت عمر
رضي الله عنهما... رواه البخاري مطولاً.
المرحــلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان(ض) في السنة الخامسة والعشرين
وسببه اختلاف الناس في القراءة,بسبب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة
رضي الله عنهم ,
فخيفت الفتنة,فأمر عثمان أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف
الناس فيتنازعوا في كتاب الله ويتفرقوا.
رضي الله عنهم ,
فخيفت الفتنة,فأمر عثمان أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد لئلا يختلف
الناس فيتنازعوا في كتاب الله ويتفرقوا.
ففي صحيح البخاري: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية
وأذربيجان وقد أفزعه اختلافهم في القراءة فقال:
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود
والنصارى,
والنصارى,
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها ثم نردها إليكِ,
ففعلت فأمر زيد بن ثـابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن
بن الحارث بن هشام, فنسخوها في المصاحف وكان زيد بن ثـابت أنصارياً,
بن الحارث بن هشام, فنسخوها في المصاحف وكان زيد بن ثـابت أنصارياً,
والثلاثة قرشيين,وقال عثمان للرهط القرشيين اذا اختلفتم أنتم وزيد
بن ثـابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم.
ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف,رد عثمان الصحف إلى حفصة.
وأرسل إلى كل أفق بنسخة مما نسخوا,وأمر بما سواه من القرآن في كل
صحيفة أو مصحف أن يحرق,
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم
لما روى ابن أبي داود :
عن عليّ (ض) أنه قال: والله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأٍ منا,
قال: أرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحد, فلا تكون فرقة ولا اختلاف,
قلنا فنعم ما رأيت.
قال: أرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحد, فلا تكون فرقة ولا اختلاف,
قلنا فنعم ما رأيت.
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنه:
أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر (ض) تقييد القران كله مجموعاً
في مصحف واحد حتى لا يضيع منه شيء... دون أن يحمل الناس على
الاجتماع على مصحف واحد, وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءتهم.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان (ض) فهو تقييد القرآن كله مجموعاً
في مصحف واحد يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف
باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين
من اجتماع الأمة, وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متفقاً عليه بين
المسلمين متواتراً بينهم يتلقاه الصغير عن الكبير,.
fl: fl: fl: fl:
انتهـى القسم الأول من الكتاب بحمد الله
وهو ما يتعلق بالقرآن الكريم
7
7
7
ويتبع بإذن الله
القسم الثاني وهو الذي يتعلق بالتفسير
وهو ما يتعلق بالقرآن الكريم
7
7
7
ويتبع بإذن الله
القسم الثاني وهو الذي يتعلق بالتفسير