إبراهيم بن اليسع
(الشام)
روى القراءة عن المغيرة بن صدقة، روى القراءة عنه ابنه محمد، والثلاثة مجهولون نعم عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي معروف فإن الهذلي وهم فيه والله أعلم.
إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم
(الأندلس)
أبو إسحاق اللخمي القرطبي المعروف بالمعاجري: استاذ، قرأ بالروايات على سعد بن خلف صاحب أبي القاسم بن النحاس، توفي سنة ثلاث وستمائة.
إبراهيم بن يوسف الرازي
(العراق)
عن هشام كذا قال الهذلي وأظنه عن أصحاب هشام، روى القراءة عنه محمد بن محمد بن مرثد شيخ ابن مهران ولم أره في كتاب ابن مهران.
إبراهيم بن يوسف المغربي
(الشام)
أحد مشايخ القراء بدمش المعروف بالوجيه ابن البوني المتوفى سنة سبع عشرة وست مئة.
كان يؤم بمقصورة الخنفية الغربية دلخل الجامع الأموي. وكان يعقد حلقة للإقراء بحلقة ابن طاوس شرقي البرادة.
قرأ عليه أبو شامة المقدسي.
(القراءات وكبار القراء في دمشق للدكتور محمد مطيع الحافظ 136)
إبراهيم السمسار
(العراق)
ويقال ابن عبد الله أبو إسحاق: مقري ضابط، روى القراءة عرضاً عن أبي شعيب القواس و أبي حفص عمرو بن الصباح الضرير عن حفص وهو من جلة أصحابه، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن علي البزاز فيما قاله النقاش وغيره، وقال الحافظ أبو الحسن الدار قطني وغيره: هو محمد بن علي البزاز وعنه أحمد بن سهل الأشناني، قلت: والظاهر أنهما أثنان وأن أحمد بن علي غير محمد ابن علي كما قدمنا في أحمد بن علي والله أعلم، وقد انفرد عن القواس بكسر صاد {صنوان} كالجماعة وخالف سائر الرواة عن القواس في ضمّها.
إبراهيم الحموي
(الشام)
المقري المؤدب شيخنا، قرأ السبع على الشيخ إسماعيل بن محمد الفقاعي بحماة ونزل دمشق فسكن بالجسر الأبيض وأدب الصغار بمكتب بالعقيبة ظاهر دمشق فأخمل نفسه بذلك، ترددت إليه كثيراً ومنه استفدت علم التجويد ودقائق التحرير وعليه أرتاض لساني بالتحقيق وقرأت عليه جمعاً للسبعة إلى قوله تعالى {وإذكروا الله} ولم تر عيناي من شيوخي أعلم بالتجويد منه ولا أصح تلفظا وتحريراً، توفي أواخر سنة إحدى وسبعين وسبعمائة رحمه الله وجزاه عني أفضل الجزاء.
إبراهيم صارم الدين الذهبي الدمشقي
(الشام)
أحد قراء السبع كتب عنه البدري في مجموعه قوله:
وللشامة السوداء في سرة الذي ... هويت معان فائقات مدققه
كنفطة مسك فوق حقة مرمر ... فإن أنكروها قلت فهي محققه
وقد حج في سنة اثنتين وتسعين موسمياً.
إبراهيم الماقريزي* الحلبي
(الشام)
شيخ قرأ عليه القرآن صاحبنا البرهان القادري في ابتدائه وما علمت شيئاً من خبره.
(الضوء اللامع 1/189)
*الماقريزي أو المقريزي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة
ابنة فائز القرطبية
(الأندلس)
قرطبية، زوج أبي عبد الله بن عتاب، أخذت عن أبيها فائز علم التفسير واللغة والعربية والشعر، وعن زوجها الفقه والرقائق، ورحلت إلى دانية للقاء أبي عمرو المقرئ، وأخذت عنه [كذا]؛ فألفته مريضا من قرحة كانت سبب منيته، فحضرت جنازته ثم سألت عن أصحابه فذكر لها أبو داوود بن نجاح، فلحقت به بعد وصوله إلى بلنسية، فتلت عليه القرآن بالسبع في آخر أربع وأربعين وأربعمائة، وحجت وتوفيت بمصر تمام حجها قافلة إلى الأندلس، سنة ست وأربعين وأربعمائة.
المرجع:
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة؛ السفر الثامن؛ القسم الثاني 494.
المصدر:
د. أحمد كوري
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
أبو بكر بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن عثمان
(الشام)
الجزري الأصل، الدمشقي المولد، الحنفي الشيخ، حافظ الدين الأديب، الكامل المقرىء الحافظ
أبو بكر الجزري
كان حسن الصوت، صحيح التلاوة والقراءة، لطيف الصحبة. ولد بدمشق ونشأ بها في حجر والده، وكان من المشايخ الصلحاء، قدم هو وأخوه الشيخ محمود الجزري إلى دمشق واستوطناها. وكان أبو الثناء محمودا عارفا بالأوقاف، والزايجة، والحرف والسيمياء، وغالب هذه العلوم تعاطاها بدمشق، وراج أمره بها، واستقامت أحواله مع صلاح وتقوى، واعتقده الناس وله مناقب غريبة في هذه الأشياء. وأما والد المترجم فلم يتعاط هذه الأشياء، نبغ له هذا، وأخوه الشيخ محمد الكاتب تعاطى الكتابة، وقد أدركته. وأما المترجم فقرأ القرآن على شيخنا البرهان إبراهيم بن عباس الدمشقي وغيره، وتلاه مجودا وأخذ بعض العلوم وقرأ مقدماتها، وحضر دروس الأجلاء كالشيخ الإمام المسند أبي الفتوح أسعد بن عبد الرحمن المجلد، وأبي عبد الله محمد بن محمد بن سعد الدين العبوي، وقرأ على الأول الفقه، وعلى الثاني النحو، ونظم الشعر، وأمّ وخطب في جامع الصوفا الكائن بالقرب من محلة سوق صاروجا، وولي كتابة بعض الأوقاف وحضر دروس والدي في السليمانية، وكان يقرأ لديه العشر من القرآن العظيم. اجتمعت به كثيرا وكان يزورني وصحبته، وسمعت من أشعاره وسمع مني.
مصحف رائع كتب في حياة الإمام ابو بكر الجزري
من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجم الكبير وتفاصيلها على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
توفي يوم السبت خامس عشر شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، وصلي عليه بالجامع الأموي ودفن بمقبرة مرج الدحداح خارج باب الفراديس*.
ومن شعره ما أنشد من لفظه لنفسه يمدح به بعض الرؤساء ويهنيه ببناء مكان. ومطلع القصيدة:
نزهة الروح والفؤاد بناء ... تتهادى في ظله النعماء
سيما موئل بروضة أنس ... شاده للمكارم الكرماء
هو للسفد طالع ومقر... للتهاني يدوم منه الثناء
بسناء أضاء رونق صرح ... أخجل النيرين منه الصفاء
ومنه ما قاله معجزا ومصدرا:
أحمامة الوادي بشرقي الغضا ... ماذا الهيام بأنة وتوجع
فأنا الكئيب وأشتكي لك حالتي ... إن كنت مسعدة الكئيب فرجعي
إنا تقاسمنا الغضا فغصونه ... كالقلب حرّكه الهوى بتولع
ولديك منزله الهنى ونوره ... في راحتيك وجمره في أضلعي
سلك الدرر 30/ج1 ص48
*
باب الفراديس: من أبواب دمشق يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وسمي بإسم باب الفراديس لكثرة وكثافة البساتين المقابلة له قديماً ويؤدى الباب إلى حي العمارة ( احدى احياء مدينة دمشق القديمة ) وهو من الأبواب الأساسية في السور الروماني للمدينة وكان يسمى قديماً باب عطارد حيث كان لكل باب من أبواب دمشق اسم إحدى الكواكب أوالنجوم أيام الرومان.
تم تجديد الباب في عدة فترات زمنية ومع التطور العمراني كان آخرها عام 1241 م أيام حكم الملك الصالح عماد الدين ويؤدى باب الفراديس إلى سوق حى العمارة القديم وكذلك من جهه أخرى إلى حارات حي العمارة والشوارع المرصوفة بالحجارة والأبنية الأثرية .
(ويكيبيديا)
أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي
(الشام)
التقي بن الشهاب الحوراني الحموي الأصل الدمشقي المولد نزيل مكة ويعرف كأبيه بابن الحوراني وهو ابن عم يحيى بن عمر الماضي وزوج أخته، شاب ولد في سنة ست وسبعين وثمانمائة بدمشق وقرأ بمكة عند حسن الطلخاوي في القراآت والفقه والعربية وزوجه أبوه ابنة أخيه عمر واستولدها، ولازمني في سنة ثلاث وتسعين بمكة حتى سمع بقراءة ابن عمه المذكور الصحيح سوى قطعة من أوله وهي جزآن ونصف فسمعها من لفظي وقرأ هو بعضها مع بعض أربعي النووي وحدثته بباقيها مع المسلسل بالأولية وسورة الصف وحديث زهير العشاري وغير ذلك وكذا سمع مني وعلى أشياء وكتبت له بالإجازة.
(الضوء اللامع 11/21)
أبو بكر بن عبد القادر بن عبد الله
(الشام)
المعروف بالقواف، الشافعي الدمشقي
ولد في سنة ست ومائة وألف، واشتغل بطلب العلم على جماعة منهم الشيخ علي كزبر، وانتفع به، وكان مفيدا لدرسه، ومنهم الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق، والشيخ محمد أبو المواهب مفتي الحنابلة، والشيخ محمد الكامل، والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري، والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي، والشيخ محمد العجلوني وغيرهم، وروى عنه جميعهم ما بين السماع والقراءة، والإجازة الخاصة والعامة بسائر ما يجوز لهم وعنهم، رواية وإجازة، بالإفتاء والتدريس. وأقرأ بالجامع الأموي في النحو وغيره، وكان حافظا لكتاب الله تعالى قرأ الناس عليه بالتجويد وانتفعوا به، وعم بره وفضله. وكفّ في أثناء عمره ثم ردّ الله له بصره.
وكانت وفاته في نهار الإثنين غرّة ربيع الثاني سنة سبعين ومائة وألف، ودفن بباب الصغير رحمه الله تعالى.
سلك الدرر 37/ج1 ص55
مصحف بديع كتب في نفس سنة وفاة الشيخ أبو بكر القواف
من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجم الكبير وتفاصيلها على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
أبو بكر بن عمر بن عبد الواحد الحلبي
(الشام)
الشافعي الفقيه المقرىء
أحد القراء والمشايخ بحلب ولد بها سنة أربع وخمسين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم وحفظه على حيدر بن محمد المقري، وأخذ القراءات عن المتقن الكبير أبي محمد عمر بن شاهين، ومحمد بن مصطفى البصري الحلبي، وأتقن الحفظ والتجويد والترتيل ورغب فيه الناس، وقرأ الفقه على أبي محمد عبد القادر بن عبد الكريم الديري الشافعي الحلبي، ومصلح الدين مصطفى بن إبراهيم الحموي العلواني لما قدم حلب، وما زال معتنى به مقصوداً للتلقي عنه والأخذ منه، إلى أن توفي سنة ألف ومايتين وبضع عشرة رحمه الله تعالى.
(حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر للبيطار)
أبو بكر بن عمر ابن مشيع
(الشام)
الإمام المجود الصالح تقي الدين الجزري المقصاتي المقرئ ولد سنة احدى وثلاثين وست مئة تقريبا وقرأ القراءات في حدود الخمسين وست مئة وأدرك الكبار من القراء لكنه تهاون بنفسه بحيث انه قدم دمشق وقرأ بها على الشيخ علم الدين الأندلسي عشرين جزءا من القرآن وترك وسافر أكمل القراءات على الشيخ عبد الصمد مقرئ بغداد وسمع من الشيخ موفق الدين الكواشي تفسيره وسمع كتاب جامع الأصول من شيخ سمعه من المصنف وجلس للإقراء سنة بضع وخمسين ولو قرأ على الداعي الرشيدي أو على الكمال الضرير لكان شيخ القراء في عصره فإنه أقرأ بالتجويد في ايامهما قدم دمشق وسكنها وأقرأ بالرباط الناصري مدة ثم سكن البلد وولي الإقراء والإمامة بدار الحديث الأشرفية بعد شيخنا الإسكندراني وأقرأ أيضا بالجامع وكان بصيرا بالقراءات قيما بمعرفتها واقفا على غوامضها يفهم شيئا من عللها وله اعتناء كامل بالأداء والمخارج ناب في الخطابة مدة وكان خيرا زاهدا عزيز النفس ذا صدق وورع قرأ عليه بالروايات شمس الدين محمد ابن البصال والشيخ محمد الوطائي الضرير وجمعت عليه قديما بعض سورة البقرة وقرأت عليه كتاب التجريد لابن الفحام وحدثني به تلاوة وسماعا عن الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش توفي إلى رحمة الله تعالى في سنة ثلاث عشرة وسبع مئة وقد جاوز الثمانين.
(معرفة القراء الكبار - طبقة بين الطبقتين 3/1460)
قال ابن كثير:
شمس الدين المقصاي، هو أبو بكر بن عمر السبع الجزري المعروف بالمقصاي نائب الخطيب، وكان يقرىء الناس بالقراءات السبع وغيرها من الشواذ، وله إلمام بالنحو وفيه ورع واجتهاد. توفي ليلة السبت حادي وعشرين جمادى الآخرة (713) ودفن من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري وقد جاوز الثمانين رحمه الله.
(البداية و النهاية 14/71)
أبو بكر بن محمد بن أبي بكر
(العراق)
تقي الدين الموصلي: إمام مجود صالح، ولد سنة نيف وثلاثين وستمائة وقدم دمشق وقرأ بها على الشيخ عبد السلام الزواوي، وجلس الى جانب محراب الصحابة من الجامع الأموي فختم عليه خلق كثير. توفي سنة ست عشرة وسبعمائة وشيعه خلق كثير.
وانظر: معرفة القراء الكبار 2/748؛ معجم شيوخ الذهبي 681؛ البداية والنهاية 14/82؛ الدرر الكامنة 1/489
أبو بكر بن محمد بن إسماعيل بن علي
(الشام)
الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي ابن صالح بن سعيد بن صالح بن عبد الله بن صالح التقي بن الشمس بن التقي القلقشندي الأصل المقدسي الشافعي سبط العلائي والماضي أبوه والآتي ابنه أبو الحرم محمد ويسمى عبد الله ولكنه إنما اشتهر بكنيته ويعرف بالتقي القلقشندي، ولد في ثالث عشر ذي الحجة وقيل ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند سالم المسيكي والشهاب الجوهري وتلاه تجويداً على الشرف عبد القادر بن اللبان النابلسي وبعضه على بيرو بل سمعه عليه بتمامه للسبعة وحفظ التنبيه وعرضه على أبيه وتفقه به وربما حضر عند عمه وهو صغير وبالشهاب بن الهائم وعنه أخذ العربية والفرائض والحساب وكذا أخذ العربية والفرائض عن المحب الفاسي وسمع على شيوخ بلده والقادمين إليها بل وبالخليل ومكة ونابلس ودمشق وصالحيتها وغيرها كوالده وعمته آمنة والشهابين أبي الخير بن العلائي وابن الناصح والزين عبد الرحمن بن حامد والبدر حسن بن مكي وغزال عتيقة جده والغياث العاقلولي والسراج البلقيني والصدر المناوي وكجماعة من أصحاب الميدومي وغيره بالخليل وكالزين المراغي بمكة وكالعلاء علي بن العفيف وأخيه إبراهيم والتقي أبي بكر بن الحكم والشمس بن عبد القادر والشهاب أحمد بن درويش بنابلس وكالأمين محمد بن العماد أبي بكر بن النحاس وأبي عبد الله محمد بن أبي هريرة بن الذهبي وأم الحسن فاطمة ابنة ابن المنجا بدمشق وصالحيتها واجتمع في القاهرة بالنوربن الملقن والوالي العراقي والبساطي في آخرين، ولبس الخرقة من الشهاب ابن الناصح بلباسه لها من الميدومي بلباسه من القطب القسطلاني وأجاز له التنوخي والأنباسي وإبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وأبو بكر بن إبراهيم بن محمد المقدسي وأبو هريرة بن الذهبي والزين العراقي والهيثمي وابن الملقن وأبو حفص البالسي وعبد الله بن أبي بكر الكفري والبدر الدماميني ومحمد بن يعقوب المقدسي وخلق في عدة استدعاءات منهم المعمر إبراهيم بن أحمد بن عامر السعدي وزينب ابنة العصيدة بل رأيت ابن أبي عذيبة نقل عنه أنه سمع منها بالإجاز العامة وأنه قرأ علي الزين المراغي بمكة البخاري في ثلاثة أيام فالله أعلم بذلك فهو شئ ما سمعته منه، وحج مراراً وكذا دخل القاهرة غير مرة وعظمه الأكابر، ودرس قديماً بالطارمية في سنة سبع وعشرين وناب في الصلاحية عن العز عبد السلام القدسي وامتنع من الاستقلال بها كما امتنع من الاستقلال بالقضاء هناك أيضاً وولى مشيخة الباسطية المقدسية ونظرها عوضاً عن الشرف بن العطار، وكتب على الفتوى في سنة ست وعشرين أو التي تليها بحضرة الشمس بن الديري وأذنه، وحدث سمع منه الأئمة وأخذ عنه الأكابر وخرج له ابن أخيه الكريمي عبد الكريم مشيخة وقفت عليها بخطه وكذا أخرجت له أربعين وحدث بها غير مرة، ولما لقيته ببيت المقدس بالغ في الاحتفال بشأني وأفادني السماع على جماعة وكثر الانتفاع به وربما عنده من الكتب والأجزاء وقرأت عليه جملة ثم لما انقضى أربى أرسل معي من بلغ بي إلى نابلس من تلك الطريق الوعرة وكتب معي لبعض الرؤساء بصفد بناءً على تعريجي عليها فزاد في الوصف واستمرت رسائله ترد علي بالثناء البالغ ومزيد الاشتياق مع الفضل أيضاً، وكان خيراً ثقة متقناً متحرياً متواضعاً تام العقل حسن التدبير جيد الحفظ وافر المحاسن غزير المروءة مكرماً للغرباء والوافدين حسن البشاشة لهم منجمعاً عن الناس خصوصاً في أواخر عمره بحيث أنه استنجز مرسوماً باعفائه عن عقود المجالس وشبهها غير مدفوع عن رياسة وحشمة مع حسن الشكال والبهاء وعدم التكثر بما لديه من الفضائل ذا أنسة بالفن لم أر ببلده في معناه أجل منه وقد عظمه الأكابر، وممن كان يجله ويعرف له كريم أصله شيخنا وهو من قدماء أصحابه وممن ترافق معه في السماع بدمشق، ولكن رأيت ابن أبي عذيبة أشار لتوهينه بما لا يقبل من مثله بعد وصفه له بالشيخ الإمام العلامة مفتي القدس وشيخه وأنه حصلت له رياسة عظيمة في الدولة الأشرفية وصار يرد عليه في كل سنة من السلطان خلعة وغيرها بوساطة الزيني عبد الباسط وحصل دنيا واسعة وخدم، ولما مات فتر سوقه وصار أكثر أوقاته لا يخرج من بيته لمرض حصل له في رجليه، ثم نقل عن البقاعي أنه ما زال يخالط الأكابر بحسن الآداب ويستجلب القلوب باللطف أي استجلاب إلى أن صار رئيس بيت المقدس بغير مدافع وملجأهم عند المعضلات بدون مدافع انتهى، ولم يزل على وجاهته حتى مات في ليلة الخميس ثالث عشر جمادى الثانية سنة سبع وستين ببيت المقدس وصلى عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالمسجد الأقصى تقدم الناس ابن أخيه الخطيب شهاب الدين ودفن بمقبره ما ملا عند قبور أسلافه رحمه الله وإيانا.
(الضوء اللامع 11/69)
.